أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى بدوح - تجربتي مع هيدغر














المزيد.....

تجربتي مع هيدغر


مصطفى بدوح

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 21:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كم من مرة تساءلت عن الكينونة، عن كينونتي أنا، عن كينونتك أنت ومحلها من كينونة العالم، أغترب بفكري، بعقلي إلى ضفة ليس كمثلها ضفاف أخرى، إنها مسألة وجودية أكثر منها خيالية، ضياع ليس كمثله ضياع آخر، أعتنق أفكاري وأتألم من سبل اجتراحها لي، وغالبا ما أجدها جزء لا يمكن عزله عن وجودي الذاتي، أتذكر ذكريات طفولتي وانتظر لعلي أجد في هذه الذكريات، ذكريات الماضي الذي ينقلب ليصبح مستقبل فاسح، يأخذ في عتباته كل رونق يبوح للأنا بقيمتها الدفينة والدائمة، إنها اللحظة التي انتظرتها بأحر من الجمر حتى أجد ما كنت قاسيا معه رفيق لي ودليل وجودي أنا، وبدونه أكون غريب عنه وعن نفسي أيضا. لكن ما الشيء الذي أتساءل عنه الآن؟ لماذا أكتب؟
إن هنالك شيء يناديني لا أعرف لماذا يناديني، لكنه يعترف بوجود موجودي، أبحث بطموح وبحماس في دواعي ميولي وحماستي، رغبة وحس مرهف يبعث في كل مكان صوت أشبه بصوت الرياح العاتية في الفراغ وفي ظلام دامس، أستمر في التفكير ومساءلة الكائن الغريب، وغاية إنسانيته، يستتبع التقاليد ويرقص للأعراف، ويحن إلى تراث ماض صار حاضرا بحضوره الموهوم، يقتبس بكل أنات همومه في تيهان ونسيان للوجود، وجود لا يفتأ ينتهي من ظهوره في صور مغايرة ومتغيرة باستمرار، إنه الظهور الذي يأخذ من الخفاء دليل ظهوره، ينادي ويرقص في أحداث نجهل عللها، فنغترب في غياهب الزمان، اغتراب في زمان فاسح يكتسحنا نحن كذوات، إنه أفول الحقيقة وذوبان في معاني الوجود الشاسع الذي يكبرنا ويستمد منا كل لمعانه الحقيقية السامية، وجود يسيطر على الزمان الذي نجهله كحقيقة خفية لا تفتأ تحضر، زمان تستعصي عقولنا بلوغه لقوته التي يتمتع بها، إنه الزمان الذي يحتمل أكثر من زمان إنه سيد الازمان، زمان ليس له مكان، إنه زمان الموجودات، إنه هو الوجود ذاته لا زمان يفوقه، إنه الشيء في ذاته، الوجود الذي هو الزمان، وجود لا علاقة له بالزمان وإنما هو الزمان ذاته، وجود خارج الزمان لأنه هو الزمان نفسه، مجال شاسع مسؤول وخالق للعالم وللإنسان، إنه الوجود الذي يخترق الزمان فعلا، يخترقه في ضبابيته، وظلامه ونهاره، فالزمان هو الزمان الوجودي المنجلي في العالم، خارج العالم يكتسح كل تصوراتنا المحدودة للشيء اسمه الزمان.
إنه حقا قول يبرهن على نسبية تصوراتنا للعالم وللتصوارت التي تحدثها عقولنا، إننا فعلا سنجد ذواتنا وقد تاهت، صارت في تيهان أحمق، حمق ليست له نهاية ولا بداية، إنه حمق لأنه لا يعرف عن الزمان إلا المكان، ولا على المكان إلا الزمان، فصار يربط الزمان بالكينونة والكينونة هي الاخرى بالزمان، هذا هو الحمق، يعبر عن محدودية فكرية تدفع بصاحبها إلى اغتراب هو المسؤول عنه بحمقه المحدود، لأنه كلما اقترب من الحقيقة إلا واحتجبت عنه واختفت، لأن الحقيقة هي كل شيء، إنها العماء، فهي تعبر عن عجزنا المفهومي للعالم الذي يحتمل أكثر من جواب للحقيقة، فحقيقتها في تحجبها واللانكشافها، إنها تحتمل أكثر من وجه واحد لأننا لا نرى إلا الوجه الذي يروق لنا أن نراه، إنها موجودة في كل مكان، إنها خلاء، إنها شبح، تفعل فينا ما تشاء، وجود ليس كمثله وجود آخر. وقد صار فيها الانسان منسيا ومغتربا بحماقته، كلما اقترب إلا وجد نفسه يبتعد، لأنه لا يعرف عماذا يبحث، والموضوع غير مرئي، إن ما لدينا عن الحقيقة في أذهاننا هي اللاحقيقة، وما نحصل عليه أثناء بحثنا ماهو إلا نتيجة لما لنا من تصورات، إن الحقيقة التي يجب أن نعثر عليها يجب أن تكون مخالفة ومختلفة لما لنا من أفكار على سابقتها، وكذلك نفس الامر بالنسبة للأحكام الجاهزة لدينا عنها، إذن لنترك الكينونة تشكل الزمان لا الزمان يشكل الكينونة، لندع الكينونة، الحقيقة، تعيش في زمان ذواتنا، وليقم الابن مقام الأب، حتى يستمد منه قواعد تربيته ونشأته، فبذلك سيتعرف على نواقصه وحاجاته المنسية. هكذا يمكن أن نتخذ من الحقيقة معيارا لذواتنا، فنفهمها ونستقي معالمها.







#مصطفى_بدوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بختام قمة سويسرا.. زيلينسكي يضع شرطا لـ-السلام الدائم- مع رو ...
- تونس تفتح أبوابها لإيران.. ماذا يريد قيس سعيّد؟
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب في القطاع
- العثور على جثة سائح أمريكي قبالة جزيرة يونانية وفقدان ثلاثة ...
- كينيدي جونيور يرد بقسوة على تصريحات لستولتنبرغ ويسخر من -حلف ...
- ملبيا وداعيا لأهل غزة.. مغردون ينعون حاجا أردنيا تُوفي بعرفة ...
- السماقية والمقلوبة والمفتول والمعلاق أكلات غزية تغيب في العي ...
- جيش الاحتلال يقتحم مخيم الفارعة جنوبي محافظة طوباس
- 10 نصائح لتقليل وصول المواد الكيميائية البلاستيكية إلى أطفال ...
- كيف تحصل على نوم عميق في الفنادق؟


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصطفى بدوح - تجربتي مع هيدغر