أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن غانم - بشرى البستاني في الحب واشكالية الغياب ، قراءة في شعر ياسين طه حافظ














المزيد.....

بشرى البستاني في الحب واشكالية الغياب ، قراءة في شعر ياسين طه حافظ


فاتن غانم

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 13:16
المحور: الادب والفن
    



بشرى البستاني في "الحب وإشكالية الغياب "
قراءة في شعر ياسين طه حافظ
د. فاتن غانم
**
عن دار التنوير في الجزائر صدر للمبدعة العراقية الأستاذة الدكتورة بشرى البستاني كتابها الجديد " الحب وإشكالية الغياب ، قراءة في شعر ياسين طه حافظ " متناولة مجموعته الموسومة " قصائد حب على جدار آشوري " وقد بني الكتاب على ثلاثة مداخل :

ألأول : قصيدة النثر ومعضلة التحولات
الثاني : ملامح قصيدة ياسين طه حافظ
الثالث : قصائد حب على جدار آشوري
تلاها ثلاثة مباحث ، قام كل مبحث على ثلاثة محاور وقفت عند الموضوعات الآتية :

المبحث الاول : الحب حضور في الغياب
- جدلية العنونة ، الحب والحرب
- الصمت حضورا، والغياب حماية
- الجسد بين الحضور والغياب

المبحث الثاني :في فضاء الحب .
- الحب خلاصا والغياب حماية
- وسائل مقاومة الغياب
- الميتا شعري

المبحث الثالث : تشكلات الغياب فناً:
- الرمز غيابا والتكرار شحنة دلالية
- شعرية السرد
- الجمالي والشعري
- كلمة أخيرة
**
وقد التزم كل مدخل بموضوعه ، كما التزم كل مبحث بمضامين المحاور التي اختطها إذ تضمن الكتاب كما سجل له خبيره في دار التنوير كثيرا من الافكار والرؤى واثار جملة من التساؤلات حول قضايا اشكالية معقدة اغفلها النقاد والمبدعون عامدين الى تجاهلها او عدم الانتباه لها . ويحمد للمؤلفة كعادتها انها تنطلق من رصيد معرفي ضخم وتسلحها بالقراءات الثقافية والياتها ومزاوجتها بين المنهجي الصارم تارة والجمالي الفني تارة أخرى . ملامسة في كل مقارباتها واقع الانسان المعاصر وما يحيط به من غبن وظلم وجروح وقتل وتنكيل حتى على مستوى مشاعره الشخصية وما تنهض بها حاجاته الأساسية في الحياة.

أكدت المؤلفة في مداخلها أن شعر ياسين طه حافظ منذ دواوينه الأولى ومثل كل شعر ملتزم بالحياة وجوهر فعل الإنسان فيها ، كان ينهل من رؤية تعي أن الحداثة ليست انقطاعا عن زمنيتها وتاريخها وواقعها ، بل هي انطلاقات وتجاوز متواصل يستمد طاقته من البؤر المتألقة في الفعل الإنساني ، وهي تحطيم للأغلال التي تقف عقبة في طريق العبور نحو الأبهى والأكثر حرصا على جمال روح الإنسان وكرامتها ، فالسيرورة الأدبية لا يمكن عزلها عن السيرورة التاريخية مما يجعلها قضية شاملة وحركة متواصلة لا يمكن الفصل بين جوانبها ، وهذه القضية لم تكن مقتصرة على ما كتب من شعر حسب ، بل هي موقف حرَّك كل نتاجه الثقافي الذي توزع على مجالات عدة في الشعر والمقالة النقدية وفي الترجمة ، لكنها تتجلى في الشعر إبداعا لتتبلور ظاهرةً واضحة المعالم مؤكدة أن كل تجربة فنية انعزلت كليا برحلة بحثها في منعطفات الذات عن معاناة الواقع التاريخي هي تجربة انقطاع ، وان ضياع الشفرة التي تصل بين المبدع والمتلقي الجاد ضياعا مطلقا إنما يعني الإبهام الذي يلقي بالإبداع الى منفى لا يستحقه ، وهذا الأمر لن يكون إلا بضبابية الرؤيا لدى المبدع نفسه أو غيابها كليا ليكون النص تجربة لغوية بحتة وحينها يغادر الإبداع كليا وتبقى اللغة تركيبا إيهاميا لا رصيد يحركه ولا خصب ؛ لأن الفن لا يتجلى حقيقيا إلا بمشاعر الإنسان ومواجده وأحاسيسه المتوهجة . ان قصيدة ياسين طه حافظ حملت سماتها منذ البداية بعد انفراط شكل القصيدة الجاهز منتصف القرن الماضي ، إذ مالت إيقاعاته نحو الهدوء متحولة في الغالب من السمعي إلى البصري عموما ، من الصوت العالي في الأوزان إلى التناغم الهارموني والتجاذبات الجدلية التي تشكل الإيقاع عضويا في الداخل ، فضلا عن التطور الذي طرأ على تشكيلات الصورة الفنية التي غادرت الزخرف البلاغي ومعايير الجمال الكلاسيكية ومفاهيمه التقليدية الى مكون حيوي من مكونات التجربة الفنية ، مكون يشتغل ضمن بنية القصيدة بفاعلية معقدة تتسم بقانونها الداخلي الخاص الذي لا يخضع لأي قانون خارجي ، وبذلك ينفتح الجمال الحداثي على الوجود والحرية وعلى التماس مع التاريخ وحركة المجتمع والانفتاح على المستقبل حسب أقطاب المدرسة الجمالية الجديدة هيدجر وأدرنو وجادامير ودوفرين ، فالفن الذي يستمد حضوره من خلال المطلق او التجريد الخالص لن يدوم طويلا لأنه فن مشرد يفتقد حركية الحياة وصيرورتها . من هنا نجد مرجعيات الشاعر تتنوع ما بين التجربة الانسانية المعيشة والحدث الواقعي والمخيلة وتلوينات الطبيعة التي يعرف ياسين طه حافظ كيف يتعامل معها بوعي وحب ، ويتقن دمجها بوقائع الحياة ، كما يتقن ترميزها بشفافية هادئة استمدها من طبيعته المرهفة ومن قراءاته للأدب الأجنبي ومن رؤية تمجد الإنسان ولا ترى في العنف إلا الجريمة التي يجب ان تُقاوَم بلا هوادة لتجد البشرية طريقها للحب والجمال ، فكانت اكثر رموزه شخصية ينتزعها من الاصول التي يجد فيها ينابيع الخير والفرح والسلام ومسرات المحبة ، إذ نجد الضياء والقمر والحدائق والشجر والانهار والغابات ، كما نجد الانوثة المقتدرة ونور المعارف ومجد الشعر ، كل ذلك يلعب لعبته الساحرة عبر مجاميعه التي تقترب من العشرين .



#فاتن_غانم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية الخطاب الإبداعي- النقد- الشعر - لبشرى البستاني في أطر ...
- للمبدعة بشرى البستاني وسام الأستاذ الأول على وزارة التعليم ا ...


المزيد.....




- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء
- أبرزها قانون النفط والغاز ومراعاة التمثيل: ماذا يريد الكورد ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن غانم - بشرى البستاني في الحب واشكالية الغياب ، قراءة في شعر ياسين طه حافظ