أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيف الدين علي - الشباب والمشاركة الفعالة في التغير المجتمعي















المزيد.....


الشباب والمشاركة الفعالة في التغير المجتمعي


سيف الدين علي

الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 18:47
المحور: المجتمع المدني
    



مقدمة :
هذا العالم يتطلب كفاءات الشباب ,لا وقت للحياة ,ولكنها جالة ذهنية ,اتجاه إلى المستقبل ,وميزة للتخيل ,وانتصار للشجاعة على الجبن , والرغبة في المغامرة على هدوء الحياة . (روبرت كيندي) .
العمر الذي يعتبر الشخص أصبح شاباً وبالتالي مؤهل لكي يعامل معاملة محدودة في ظل القانون والمجتمع في جميع انجاء العالم .
يعتبر الشباب أولئك الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين :
الجمعية العامة للأمم المتحدة : 15 _ 24 عاماً
البنك الدولي : 15 _ 25 عاماً
برنامج الكومنولت للشباب : 15 _ 29 عاماً
أصبح العمل مع الشباب على أساس تخصصي، واحداً من الاتجاهات الرئيسية التي بدأت تشق طريقها في غالبية البلدان والمجتمعات، التي تستهدف صقل الشخصية الشبابية، وإكسابها المهارات، والخبرات العلمية والعملية، وتأهيلها التأهيل المطلوب , وخلال العقدين الأخيرين، وبسبب التطورات العلمية والتقنية الهائلة، وثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات، وانتهاء الحرب الباردة وعودتها بشكل آخر ودخول العالم في مرحلة العولمة، كمنظومة ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية ؛ والأزمة الاقتصادية العالمية وتصديرنتاجهاو آثارها على الدول عامة ,تفاقمت أزمات الشباب في العالم وأكثر فأكثر في البلدان الفقيرة،والنامية بالإضافة لأسباب داخلية تتعلق بالموروث العقائدي والاجتماعي وطبيعة القيم والعادات والتقاليد، وتركيبة المجتمع والعائلة ومستوى الانفتاح الاجتماعي، وطبيعة النظم السياسية القائمة، حيث تظافرت كل تلك العوامل أمام تحدي الشباب الشجاعة على الخوف ورفعهم شعار الحرية والكرامة في أكثر الدول المهمة والاستبدادية في العالم العربي (الثورات في تونس وليبيا ومصر وسورية .....) ليجدوا لهم دوراً في رسم حياة كريمة وسعيدة .إذاً ما هي الكيفية لمشاركة الفعالة لإحداث التغير المجتمعي .
هناك نقاشات ووجهات نظر مختلفة مثارة حول السبل المفضلة للتربية، والتكيف السليم , وتعددت المدارس التي أدلت بدلوها في هذا المجال؛ فمدرسة التربية الصحية والنفسية تركز على أهمية الرعاية النفسية والصحية للشباب، التي من خلالها يمكن حفظ توازن الشخصية، وعدم إصابتها بتشوهات خلال المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى الشباب , ومدرسة التربية الرياضية التي ترى في التنشئة الرياضية للشباب أساساً سليماً للشخصية الشبابية المتفاعلة إيجابياً مع محيطها؛ فيما تغذي المدرسة العقلانية (التي تركز على التعليم المعزز بمنهج ديمقراطي) الروح وتنمي المدارك العقلية، شريطة أن تكون العملية التعليمية قائمة على أساس احترام العقل والقناعات، وليست عملية تلقينية ميكانيكية. أما المدرسة السياسية؛ فهي ترى أن التربية السياسية للشباب وزرع القيم والمثل الصحيحة، وصقل الشخصية بالممارسة واكتساب الخبرة وبناء الشخصية متوازنة وفاعلة،أعتقد لا تستطيع أي مدرسة أن تقوم بهذا العمل بمفردها فلا بد أن تتشابك وتتكاتف بالعمل لتكون قادرة على تحمل الأعباء ومواجهة الصعاب، بما يحقق الآمال العريضة والكبيرة على الشباب .
من المهم هنا لا بدّ من التأهيل النفسي والاجتماعي وإعادة الإعتبار للشخصية الشبابية
الناحية السيكولوجية :
هناك تعريفين حديثين يمثلان اتجاهين مهمين في كثير من التعاريف الموضوعية
الشخصية :نمط محدد من السلوكيات والتفكير السائد عبر الأوقات والمواقف
الذي يميز الشخص عن الاًخر . (كارلسون و بوسكبست ) .
الشخصية :يمكن أن تعرف بأنها المسببات الواقعية داخل الشخص لأفعاله وتجاربه .
إذاً يمكن القول بأن العنصر المهم هو محاولة توضيح الطبيعة الإنسانية,وماذا يعني أن تكون شخصاً .
في علم النفس الحديث تطور مفهوم الذات وأصبح يعني جانبين :
الذات كموضوعية أي معرفة الفرد لذاته وتقيمة لها
والذات كعملية أو.كحركة وكفعل ,كنشاط و كمجموعة من النشاطات و العمليات العقلية كالتفكبر والإدراك و التذكر.
يلعب مفهوم الذات دوراً محورياً في تشكيل سلوك الفرد وإبرازسماته المزاجية فكل منا يسلك الطريقة التي تتفق مع مفهومه عن ذاته.
يعني مفهوم الذات تكوين معرفي يكونه الفرد عن ذاته من خلال الشعورية وتصوراته وخبراته ويتضمن وجهة نظر الشخص نحو نفسه سواء كانت ايجابية أو سلبية .
مفهوم الذات الايجابي :يتمثل في تقبل الفرد لذاته وتظهر الصور واضحة ومتبلورة للذات يلمسها كل من يتعامل مع الفرد أو يحتك به , ويكشف عنها اسلوب تعامله مع الآخرين , الذي يظهر فيه الرغبة في احترام الذات وتقديرها والمحافظة على مكانتها الاجتماعية و دورها و أهميتها , و الثقة الواضحة بالنفس و التمسك بالكرامة , و استقلال الذاتي مما يقوده إلى معرفة الذات و التبصر بها .
مفهوم الذات السلبي بنمطين :
الأول : تكون فكرة الفرد عن نفسه غير منتظمة حيث لا تكون لدى الفردإحساس بثبات الذات وتكاملها ,إذ لا يعرف مواطن الضعف والقوة لديه والأمر هنا يشير إلى سوء التكيف .
الثاني : يتصف بالثبات والتنظيم ويقاوم التغير , وفي النمطين فإن أي معلومات جديدة عن الذات تسبب القلق والشعور بتهديد الذات .
وقد أشارت العديد من الدراسات عن الارتباط الوثيق بين مفهوم الذات الايجابي و الصحة النفسية وبين مفهوم الذات السلبي و الاضطراب النفسي من جهة أخرى .
ومفهوم الذات يتكون نتيجة لتفاعل وتشابك العديد من العوامل أهمها نظرة الفرد الخاصة لذاته ,ونظرة الآخرين له , وانطباعاتهم نحوه .
وتقوم على مفهومين أساسين : هما الظاهرية والكلية فيتكون الشخصية من كائن العضوي الذي يستجيب ككل ,والذي يتركز فيه جميع الخبرات من الناحية النفسية وتشكيل مجموعة الخبرات أو المدركات المجال الظاهري الذي لا يعرفه إلا الشخص نفسه ,وإن الشخص يستجيب للبيئة كما يراها هو
أي حسب مجاله الظاهري كما هي في الواقع بالضرورة ,ويحتوي المجال الظاهري على مدركات الفرد الشعورية وهي الخبرات التي حولها الكائن إلى صور رمزية وإن المدركات الشعورية هي من أهم محددات السلوك خاصة لدى الأسوياء.
ولقد وضع روجرز في نظريته مجموعة من النقاط تتمثل على النحو التالي :
• أن الفرد يعيش في عالم متغير ومن خلال خبراته ,يدركه ويعتبر مركزه ومحوره .
ويتوقف تفاعل الفرد مع العالم الخارجي , وفقاً لهذه الخبرة ,وإدركه إياها وهو ما يمثل
الواقع لديه .
• يكون تفاعل الفرد واستجابته مع ما يحيط به بشكل كلي ومنظم
• يناضل الفرد من أجل إثراء خبرته ,واستزادة منها لتحقيق توازنه .
• إن سلوك الفرد يهدف إلى محاولة إشباع حاجاته كما خبرها واستوعبها في مجال إدراكه.
• يكون هذا السلوك المستهدف بإحساس عاطفي يحركه وأن شدّة العاطفية تعتمد على أهمية السلوك في المحافظة على الفرد وزيادة بنشاطه .
• إن أفضل من يدرك سلوك الفرد هو شعوره الذاتي .
• إن جزءاً من الإدراك الكلي يصبح مكوناً لذات الفرد .
• تفاعل الفرد مع محيطه الخارجي ومع الآخرين يؤدي إلى تكوّن الذات بشكل منظم ومرن .
• القيم المرتبطة بخبرات الفرد والتي هي جزء من مكونات ناتجة عن الخبرات ,عايشها الفرد ذاته .
• الخبرات التي عايشها الفرد إما تدرك وتنظم فتصبح لها معنى وترتبط بالذات أو تهمل لعدم وجود أية علاقة تربطها بمكونات الذات .
• معظم الأساليب السلوكية التي يختارها الفرد تكون متوافقة مع مفهوم الذات لديه .
• بعض أنواع السلوك تنتج عن خبرات الفرد وليس لديه معنى لها,تكون غير متوافقة مع مفهوم لذاته ولايتمكن الفرد من التحكم بها .
• التكيف النفسي يتم عندما يتمكن الفرد من استعاب جميع خبراته الحسنة والعقلية وإعطائها معنى يتلائم مع مفهوم الذات لديه.
• سوء التكيف ينتج عندما يفشل الفرد في استعاب وتنظيم الخبرات الحسنة والعقلية التي يمر بها .
• الخبرات لا تتوافق مع مكونات ذات الفرد تعتبر مهددو لكيانه .
• الخبرات المتوافقة مع الذات يتفحصها ثم يستوعبها وتعمل الذات على احتوائها وبالتالي تزيد من قدرة الفرد على تفهم الآخرين وتقبلهم كأفراد مستقلين .
• ازدياد استعاب الفرد لخبراته يساعد على استبدال قيمه وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تم استعابها بشكل خاطئ وأدت لتكوين منهجاً أو سلوكاً لديه .
الناحية المجتمعية

لمعرفة استعدادات الشباب وانخراطهم في العمل المجتمعي سواء أكان نشاطاً اجتماعياً أو سياسياً أو تنموياً، فإن المطلوب معرفة الاحتياجات الأساسية للشباب، والعمل على تلبيتها أو أخذها بعين الاعتبار لدى صياغة الخطط والبرامج، باعتبارها متطلبات ضرورية يجب إدراكها مع الإشارة إلى أن مفهوم الحاجات مفهوم نسبي يختلف من مجتمع إلى آخر تبعاً لطبيعة وخصوصيات المجتمع المدني، ومستوى التطور الاجتماعي والاقتصادي. ويتفق المتخصصون في العمل مع الشباب على الحاجات التالية باعتباره
حاجات عامة تنطبق على جميع فئات الشباب :
• تقبل الشباب ونموه العقلي والجسمي حيث يسعى لإدراك ما يدور حوله.
• توزيع طاقاته في نشاط يميل إليه، وخصوصاً أن الشباب لديه طاقات هائلة وعدم تفريغها في أنشطة بناءة يزيد من حالة الاضطراب والملل والتوتر لديه.
• تحقيق الذات، بما يعنيه من اختيار حر وواعٍ لدوره ومشاركته المجتمعية وشعوره بالانتماء لفكره أو مجموعة اجتماعية لها أهداف عامة.
• الرعاية الصحية والنفسية الأولية، والتي من شانها أن تجعل من نموه نمواً متوازناً وإعطاءه ثقافة صحية عامة تمكنه من فهم التغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة كمرحلة حرجة.
• المعرفة والتعليم، لما لهما من دور مفتاحي وأساسي في حياة الفرد، ولكونها توسع الأفاق والمدارك العقلية. وهو حق مكتسب وضروري مثل الماء الهواء في عصر ليس فيه مكان للجهلاء.
• الاستقلال في إطار الأسرة كمقدمة لبناء شخصيته المستقلة، وتأهيله لأخذ قراراته المصيرية في الحياة والعمل والانتماء، بطرق طوعيه بعيداً عن التدخل.
• الحاجات الاقتصادية الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن والتي بدونها سيصبح مشرداً أو متسولاً.
• الحاجة إلى الترفيه والترويح، فحياة الشباب ليست كلها عمل ونشاط جدي، بل يحتاج الشباب إلى توفير أماكن للترويح ومراكز ترفيهية ثقافية (دور سينما، مسرح، منتزهات، الخ....).
• توفير حد أدنى من الثقافة الجنسية من قبل مراكز الأشراف الشبابي والمجتمعي لتوفير حماية للشباب من الانحراف وتلقي ثقافة جنسيه مشوشة ومشوهة.
• توفير مستلزمات بناء الشخصية القيادية الشابة من خلال تنمية القدرات القيادية وصقلها للمواهب الواعدة، وهذه العملية لا تتم بقرار أجرائي بقدر ما تحتاج إلى مراكز الابحاث تربوية مدروسة مقرونة بخبرة عمل ميداني تعزز ثقة الشباب القيادية.

نعيش الآن في مرحلة من أهم مراحل التاريخ البشري الذي تسارعت خطاه بفعل الثورة العلمية والتقنية التي تجتاح العالم في مجالات الفضاء ، والاتصال والتواصل الاجتماعي عن بعد ، وأنظمة المعلوماتية ، والبث التلفزيوني عبر الفضائيات وغيرها ، كل هذه التطورات تفتح آفاقا لا محدودة وتزيد من أهمية نشر المعرفة العلمية من أجل تكوين مجتمع يتناغم أفراده مع مفاهيم القرن الحادي والعشرين وأفكاره ورؤاه ، ويتمتعون بالصفات العقلية والمواصفات الذهنية التي تؤهلهم للتجاوب مع تطور العلم والتكنولوجيا .
إن الإعداد لبناء مجتمع متوازن له جذورا حضارية وقدرة على مواجهة المستقبل بفرض العناية بالأساسيات الذي يقوم عليها هذا البناء ، ولا شك أن مرحلة الشباب تشكل هذا الأساس الداعم لبناء المجتمع ، والذي أصبحت معرفة وتطوير مفهوم التنمية البشرية محكا رئيسيا يحدد معايير تقدمه وتخلفه في ظل التغيرات العالمية الحديثة .
والتنمية البشرية المركبة تستدعي النظر إلى الإنسان هدفاً في حد ذاته حين تتضمن كينونته والوفاء بحاجته الإنسانية في النمو والنضج والإعداد للحياة .إن الإنسان هو محرك الحياة في مجتمعه ومنظمها وقائدها ومطورها ومجددها.
إن هدف التنمية تعنى تنمية الإنسان في مجتمع ما بكل أبعاده الاقتصادية والسياسية وطبقاته الاجتماعية، واتجاهاته الفكرية والعلمية والثقافية. والنفسية .
وهكذا يمكن القول أن للتنمية البشرية بعدين
البعد الأول يهتم بمستوى النمو الإنساني في مختلف مراحل الحياة لتنمية قدرات الإنسان لطاقاته البدنية، العقلية، النفسية، الاجتماعية، المهارية، الروحانية ....

أما البعد الثاني فهو أن التنمية البشرية عملية تتصل باستثمار الموارد والمدخلات والأنشطة الاقتصادية التي تولد الثروة والإنتاج لتنمية القدرات البشرية عن طريق الاهتمام بتطوير الهياكل و البنية المؤسسية التي تتيح المشاركة والانتفاع بمختلف القدرات لدى كل الناس
مفهوم مشاركة الشباب التنموية :
تعتبر مشاركة الشباب في التنمية قيمة إجتماعية في المقام الأول, ولا تكون فاعلة وناجحة دون أن يكون هناك مشاركة حقيقية بإعتبار الشباب أصحاب مصلحة حقيقية في التنمية . وهو فعل إرادي حر وطوعي من قبل المواطنين بما فيهم الشباب ، وهي بهذا السياق تعبر عن مفهوم المواطنة والديمقراطية . وتعني المشاركة الشمولية من جميع أفراد المجتمع وبجميع الإتجاهات سواء أفقيًا أو عموديًا ، بجميع الفئات ،الأطفال ، الشباب ،المرأة ،ذوي الإحتياجات الخاصة ، كبار السن. الخ ...... ويجب أن لا تقتصر على أحد فروع التنمية دون غيرها ,التنسيق والتشبيك والتكاملية بين جميع المؤسسات التي تعمل في موضوعات التنمية .
توفير مستلزمات وآليات مشاركة نشاطات الشباب :
وجود مؤسسات وقوانينن يستطيع الشباب أن يمارس من خلالها حقوقه وحرياته وأن تسمح له أن يقدم ويعطي ويشترك مع غيره بكل ما يستطيع من فكر وعمل وإبداع.
و المناخ الديمقراطي والذي يعني الإشتراك وممارسة حق الإختيار والإنتخاب والتغيير، من خلال كفالته للحق في المشاركة في إدارة شؤون ا لبلاد و إزالة كل المعيقات التي تحول دون مشاركة الشباب سواء أكانت سياسية أو إجتماعية أو ثقافية أو إدارية أو إقتصادية أو غيرها من المعيقات, وإشراك الشباب في عملية تحديد الأولويات والإحتياجات (وضع الخطط وتنفيذها والإشراف والرقابة ، التقييم ) على أن يتضمن ذلك إختيار ما يتلاءم مع طبيعة المجتمع .وتعتبر التنمية المستدامة هدفاً ومن أهم الضرورات النظر إلى الفئات الأكثر حاجة والأكثر تضرراً وهي الفئات المهمشة , و إفساح المجال أمامها للمشاركة والتعبيرعن آرائها بحرية ,وأن يكون هناك ربط واضح وحقيقي بين جميع حلقاتها وفي ذات الوقت بين المشاركة والديمقراطية
ومن أهم العوامل لنجاع التنمية وتأهيل الشباب,هو العمل الاجتماعي التطوعي::
• أهمية تنشئة الأبناء تنشئة اجتماعية صحية ونفسية سليمة وذلك من خلال قيام وسائط التنشئة المختلفة كالأسرة والمدرسة بوجود مقرارات تركز على مفاهيم العمل الاجتماعي وبرامج تطبيقية وغرس روح العمل الجماعي في نفوس الناشئة منذ الطفولة المبكرة , بشكل منسق ومتكامل .
• دعم المؤسسات والهيئات (المجتمع المدني ومنظمات حقوقية وكافة المنظمات الأهلية التي تعمل في مجال العمل التطوعي مادياً ومعنوياً بما يمكنها من تأدية رسالتها وزيادة خدماتها.
• إقامة دورات تدريبية للعاملين في هذه الهيئات والمؤسسات التطوعية مما يؤدي إلى إكسابهم الخبرات والمهارات المناسبة، ويساعد على زيادة كفاءتهم في هذا النوع من العمل، وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.
• التركيز في الأنشطة التطوعية على البرامج والمشروعات التي ترتبط بإشباع الاحتياجات الأساسية للشباب وللمواطنين؛ الأمر الذي يساهم في زيادة الإقبال على المشاركة في هذه البرامج.
• مطالبة وسائل الإعلام المختلفة بدور أكثر تأثيراً في تعريف أفراد المجتمع بماهية العمل التطوعي ومدى حاجة المجتمع إليه وتبصيرهم بأهميته ودوره في عملية التنمية، وكذلك إبراز دور العاملين في هذا المجال بطريقة تكسبهم الاحترام الذاتي واحترام الآخرين.
• تدعيم جهود العلماءوالباحثين ومراكز البحث العلمي حول العمل الاجتماعي التطوعي؛ مما يسهم في تحسين واقع العمل الاجتماعي بشكل عام، والعمل التطوعي بشكل خاص.
• تشكيل ورشات عمل مشتركة من الاخصائيين ومنظمات الأهلية ,للعمل التطوعي في المعالجة النفسية والصحية والسلوكية لبعض المتعاطين للمخدرات والمدمنين أو المهمشين والعاطلين أو المنحرفين اجتماعياً.
• استخدام التكنولوجيا الحديثة لتنسيق العمل التطوعي بين الجهات الحكومية والأهلية لتقديم الخدمات الاجتماعية وإعطاء بيانات دقيقة عن حجم واتجاهات وحاجات العمل التطوعي .
• نشر المعرفة العلمية والتربوية والثقافية ومبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان للقضاء على التخلف ومحو الأمية الأبجدية والعلمية والعملية ..
• التنسيق والتشبيك المتلازمين بين المؤسسات الشبابية الأهلية ومنظمات المدنية والحقوقية الغير الحكومية مع التركيز على التخصصية في العمل في كافة المجالات .
• الاهتمام بدور المرأة عامة والشابة خاصة في المجتمع .
أهم النتائج للعمل التطوعي وآثاره على الشباب :
على المستوى النفسي استفادة الآخرين من عمل المتطوع تشكل بالنسبة إليه مصدر راحة نفسية , والرضا عن الذات ويرفع مستوى الدافعية للعمل ويزيد من حماسة المتطوع كلما رأى الآثار الإيجابية والتطور الملحوظ لدى من يتطوع للعمل من أجلهم.
وفي جانب آخريخفف لدى المتطوع النظرة العدائية أو التشاؤمية تجاه الآخرين والحياة ويمده بإحساس وشعور قوي بالأمل والتفاؤل...ويهذب الشخصية .وإعادة الاعتبار لها و يبعد ه عن العنف والارهاب والتطرف .
أما على المستوى الاجتماعي، فالعمل التطوعي يزيد من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين كما يحد من النزوع إلى الفردية وينمي الحس الاجتماعي .و مساهمة الأفراد في أعمال الرعاية والتنمية الاجتماعية سواء بالرأي أو بالعمل أو بالتمويل أو بغير ذلك من الأشكال يقوم على تعاون الأفراد مع بعضهم البعض في سبيل تلبية احتياجات مجتمعهم, وهذا يقود إلى نقطة جوهرية مفادها أن العمل الاجتماعي يأتي بناء على فهم لاحتياجات المجتمع.هذا يعزز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعهم ,وينمي قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية ويتيح لهم تشخيص الثغرات في نظام الخدمات وتدبيرها ,ووالمشاركة في اتخاذ القرارات .
وتخفيف الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع كالتقليل من شأن الشباب والتمييز بين الرجل والمرأة .
وانطلاقاً من العلاقة التي تربط بين العمل الاجتماعي والتنمية البشرية المستديمة فإنه يمكن القول بأن عماد المورد البشري الممارس للعمل الاجتماعي هم الشباب, خاصة في المجتمعات الفتية, فحماس الشباب وانتمائهم لمجتمعهم كفيلان بدعم ومساندة العمل الاجتماعي والرقي بمستواه ومضمونه, فضلاً عن أن العمل الاجتماعي سيراكم الخبرات وقدرات ومهارات الشباب, والتي سيكونون بأمسّ الحاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم ومرحلة ممارستهم لحياتهم العمل .

المراجع :
• إبراهيم الدقاق ، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، تقرير التنمية البشرية
• إسماعيل سراج الدين ومحسن يوسف ، الفقر والأزمة الإقتصادية .
• إسماعيل عبد الرحمن وحربي عريقات ، مفاهيم أساسية في علم الإقتصاد .
• تيموثي روذ رميل، تمويل التنمية من منظور الأمم المتحدة الإنمائي.
• زياد عثمان،"دور الشباب في عملية التغيير المجتمعي"
• جميل هلال ، إنعكاسات مفهوم التنمية البشرية المستدامة على التخطيط التنموي،
• صلاح عثامنة ، التنمية الشاملة مفاهيم ونماذج .
• عبد الله الحوراني،" الجمعيات الأهلية ومشاركتها في التنمية"، الحياة الجديدة
• محمد شفيق ، التنمية الإجتماعية : دراسات في قضايا التنمية ومشكلات المجتمع .
• محمد عبد الفتاح، الخدمة الإجتماعية في مجال تنمية المجتمع .
• -صالح أبو جادو /1998/سيكولوجية التنشئة، دار الميسرة، عمان.
• إبراهيم أبو زيد /1998/سيكولوجية الذات والتوافق
• فوزي جبل /2000/ الصحة النفسية وسيكولوجية الشخصية
• -نوري الحافظ /1987/التكيف انعكاساته الايجابية،
• حامد زهران /1989/التوجيه والإرشاد النفسي،
• دعد الشيخ /2003/ مفهوم الذات بين الطفولة المتأخرة والمراهقة المبكرة،
• أذار عبد اللطيف /2002/ مفهوم الذات والتكيف الاجتماعي،
• بول لاندس. جون هاير /1962/ التكيف الاجتماعي للأطفال،
• جبل ليند نفيلد /2005/دستور تقد، داررارذات، مكتبة جرير.
• مصطفى فهمي /1978/التكيف النفسي،دار مصر للطباعة، مصر.
• محمد القطان /1990/ علم النفس الاجتماعي، دار الفكر العربي.



#سيف_الدين_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل التطوعي وتوفير مستلزمات النهوض به
- وعول عطشى
- بلا خيوط
- طلقة حرة
- أراني ابنك
- إذا كنت ..لا أحد
- الحرف يرقص
- حبيب أمك
- عاقر
- عائداً إلى القلب
- بدأنا ترقص
- حالة
- سيرة اللون
- يا دمشق
- مقام اللون
- مقام البحر
- قالت بيروت
- سيري حتى تدمى ..قدماك
- الصوت
- الأشياء المهملة


المزيد.....




- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيف الدين علي - الشباب والمشاركة الفعالة في التغير المجتمعي