أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البياتي - ابا تراب - هارون الامة بلا رسالة















المزيد.....

ابا تراب - هارون الامة بلا رسالة


احمد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 19:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هارون الامة بلا رسالة

لا يخفى ان فترة خلافة الامام علي كانت من الفترات التاريخية القاسية على المسلمين ألا ان بالرغم من فضاعة الدماء التي ازهقت خلال هذه الفترة ألا ان تقاتل رفقاء السلاح كان اشد وقعا" في النفوس وليومنا الحاضر مازال المسلمون يدفعون ثمن عدم تقبل تلك الحقبه بأخطائها وتقبل الخلاف حولها ومازالت معركة صفين والجمل قائمة حتى يومنا فبعضهم يختار هذا المعسكر والاخر يختار المعسكر المقابل ويتقاتلون ويتباغضون وتسيل الدماء بالرغم من انهم على دين واحد وما زال ابو الحسن علي ابن ابي طالب يقف متسأءل أمثلي يعصى و معاوية يطاع ؟ ومازال المسلمون حائرون في اسباب النزاع فبعضهم ينسبها الى سوء ادارة الامام علي كما ذلك الشيخ احمد الكبيسي والمفكر جمال البنا وبعضهم يحمل خصومه المسؤولية كاملة وبعضهم يجعلهم الجميع مجتهدون قد ظفروا بالاجر ولا اعلم اصل نظرية من اجتهد واخطأ في السياسية وقتل الناس فان له اجر وقد بحثت هذه النظريةلا في الكتاب والسنة له ويجب الانتباه ان هذه والانحراف والتنوع في ايمان الناس امر طبيعي ولا يخلو مجتمع منه فنحن بشر ولسنا ملائكة نسير على الارض. صوت ابا تراب مازال يسمع وهو يقول" ان اكون لكم وزير خير من اكون لكم امير" وهو لسان لحان من خبر واقع الناس وعرف قدر نفسه العظيمه التي لن يتحمل الناس سموها ولم يكن موقف علي ابن ابي طالب هذا وليد ساعته فقد اخبر الناس قبل ذلك في الشورى الستة انه لن يسير ألا على نهج رسول الله وهذا ما دفع عبد الرحمن بن عوف الى مبايعه عثمان ابن عفان بالخلافه بعد ان تعهد بالسير على نهج الرسول والشيخين ولو نرجع اكثر من ذلك الى اول خلافة ابو بكر فسنجد نفس الموقف المثالي عندما جاء ابو سفيان وقال له لو شئت لملئت المدينه بالجنود ولكنه رفض لان الغاية لا تبرر الوسيلة ولا نستغرب هذا على من رباه الرسول حتى اصبح منه بمنزلة هارون من موسى ألا ان لا نبي بعده.
بعد تولي الامام علي الخلافة فان اول ما فعله هو محاولة الرجوع الى عهد المصطفى وابتدء ذلك بمساواة العطاء بين الناس مما دفع الزبير والطلحه الى قتاله وهكذا انتفض عليه وقاتله اقرب الناس ورفقاء السلاح وانتفض عليه ابن ابو سفيان في الشام ومن ثم تمزق جيشه بين الخوارج والمتخاذلين ويتصور البعض كما اسلفنا ان فشل الامام علي في تسير الناس على نهج الرسول بسبب انه لا يصلح للحكم وحاله هنا بخلاف حال رسول الله الذي قد نجح نجاح منقطع النظير وخلال فترة قصيرة ولكن هنا فعلا" كان الرسول يأمر ويحكم وهل رضخ الناس لقرارات الرسول بكل بساطة ؟ والجواب هو كلا بكل تأكيد فالتحديات التي واجها الرسول صلوات الله وسلامه عليه هي نفس التحديات التي فرضت على سيدنا علي والسبب ببساطه ان الناس هم الناس في كل وقت وزمان فالرسول واجه عشيرته وكان له منهم موقف مبدئي بمقولته المشهورة لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على ان اترك هذا الامر ما تركته وهو يشابه الى حد كبير موقف علي من معاوية , رسول الله كان يحارب الاحزاب واليهود وكما تخاذل بعض اهل الكوفه عن النصرة كذلك تخاذل بعض المسلمين كما بين ذلك القراءن في سورة التوبه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ-;- أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ-;- فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) وكما كان جيش علي منافقين كان في المدينه اناس مردوا على النفاق لا يعلمهم حتى الرسول نفسه وبالتأكيد ان المنافقين لم يكونوا في اجازة رسمية في زمن الرسول ولكن كان يمارسون دورهم بكل فاعليه وذلك في قوله تعالى في سورة التوبه (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ-;- وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ-;- مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ-;- نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ-;- سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ-;- عَذَابٍ عَظِيمٍ) وكما كان بعض من اهل الكوفه وجيش الامام علي لا يود القتال كذلك كان في جيش النبي كما قال تعالى في سورة الانفال (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّـهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ) وهكذا نفس الاحداث والصعوبات وفي خضم هذه الصعوبات التي بلغت بها القلوب الحناجر كما عبر القراءن لم يتخلى رسول الله عن مثاليته كما لم يتخلى ابا الحسن عن مثاليته وثباته واصراره على الحق ولو كره الناس جميعا" لذا ترى من مثالية رسول الله انه يحرص على هدايه الجميع حتى عاتبه الله بقوله تعالى في سورة الانعام (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ-;- فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰ-;-كِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ-;- مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ-;- أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ-;- وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ-;- وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ * وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ-;- وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ-;- ۚ-;- فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) وكذا سيدنا علي ابن ابي طالب كان يبكي في يوم الجمل وهو يرى طلحة قتيلا" مضرجا" بدمائه وهو الذي قاتله و نقض بيعته ويقول ( عزيزٌ عليّ أبا محمد أن أراك مجندلاً تحت نجوم السماء ثم قال: " إلى الله أشكوا عُجري وبُجري وبكى عليه هو وأصحابه ) كما في تاريخ دمشق و موقف مثالي اخر مع السيدة عائشه ومقولته لها ( يالله ما أنصفوك، خدّروا حرائرهم وأبرزوك وأنت عرض رسول الله ) وارسلها معززة مكرمة تحت حراسة اخوها عبد الرحمن واربعين من نساء البصرة المعروفات.
وهكذا يستمر مسلسل الالم الذي لم ينتهي الى اخر يوم في حياة ابوا هذه الامة ويبقى التسأول قائما" مادام رسول الله انتصر في مواجهة هذه التحديات وعلي لم ينتصر فهذا دليل على سوء ادارته للاوضاع وهذا كلام من لم يتدبر كتاب الله العزيز فلا سبيل لأن تنجح مثالية واصرار الرسل التي يحملها علي ابن ابي طالب, هذه المثالية تنجح فقط على يد الرسل وهذا ما كان يعرفه علي ولذا زهد بخلافة الناس ولم تكن تساوي عنده اكثر من شسع نعله ألا ان يحق حقا" ونجد ذلك في قوله تعالى في سورة النساء الاية 64 : (وما ارسلنا من رسول ألا ليطاع بأذن الله ) وكذلك قوله تعالى في الصافات (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين *انهم لهم المنصورون )
ولذا نجد ان قوم موسى عبدوا العجل بمجرد ذهاب موسى عنهم بالرغم من وجود هارون بينهم لان هارون ليس رسول , وبالتالي فأن حضور سيدنا موسى وسيدنا محمد في اقوامهم يعتبر معجزة ألهية قائمة بحد ذاتها من ضمن معالمها هو طاعة الاقوام لهم وان لم يؤمنوا بهم , وهكذا كان لا سبيل الى نجاح نهج علي ابن طالب وهو نهج الكمال بين الناس .
تحذير قانوني وصحي : الكلمات اعلاه مجرد رأي تأريخي ولا اعتقد (للأسف ) ان من يؤمن به قد ضمن الجنه وكما لا اعتقد ان من لا يعتقد به مستحق للنار , وانا بالضرورة احترم كل الاراء الموجوده على الساحة من اقصى اليمين الى اقصى الشمال .



#احمد_البياتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتعلم من فرعون
- حوار مع ملحد
- احمد القبانجي في ميزان الحداثه وتأثيره على المجتمع العراقي


المزيد.....




- النظام العربي والإسلام السياسي.. أدوار وليس مواقف
- حظر تجوال في السويداء والسلطات تطالب بتعاون المرجعيات الديني ...
- أخر تحديث لـ تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على نايل سات 2 ...
- لماذا حذر إيهود أولمرت من بناء الجيش الإسرائيلي لـ-المدينة ا ...
- السجن 22 عاما للخطيب الإدريسي -زعيم التيار السلفي- في تونس
- الجمعيات الإسلامية في بوركينا فاسو تدعو لمكافحة خطاب -الكراه ...
- حرب غزة ومعضلة الهوية في المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات.. متع طفلك الأن
- مشروع -الرقعة اليهودية- ينهي حلم الدولة الفلسطينية
- الرئاسة الروحية للدروز بالسويداء: نرفض دخول الأمن العام إلى ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البياتي - ابا تراب - هارون الامة بلا رسالة