رشا شعلان
الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 00:30
المحور:
المجتمع المدني
مع بهجة العيد وفرحة المناسبة الدينية وطقوس الأضاحي...يتكالب صبيان وشباب وأكبر من شباب...متمردين على الدين والعقيدة والعرف... والوطنية المصرية... فتنزل جحافل الندالة وتعيث في فرحة الصغار فسادا...فتنتهك من عرض الفتيات الصغيرات، والناضجات على سواء، محتشمات في ثيابهن أو بين الاحتشام وجمالية المظهر ... وجميعهن لا يخرجن عن تقاليد المجتمع المصري المحافظ! وهذه الظاهرة عرفت بالتحرش...كمفهوم عادي من مفاهيم مواكبة المدنية على الطريقة المصرية.
وتزداد ظاهرة التحرش ،غير الأخلاقية ولا الوطنية ولا الدينية – حسب التقارير الصحفية المصرية، وشهود العيان- في يوم العيد...وهكذا حدث يوم الأمس الأول ...وجدت الصور في المصري اليوم وفي مواقع الأخبار العربية،فعصرني الألم واجتاحتني غصة...فطقوس العيد الجميل والمفرح الذي ينتظره الصبية والصغار ليعبروا عن فرحهم وبهجتهم بات تهديدا لحياتهم وعفويتهم وبراءة الطفولة.
بين طقوس الرحمن ونزوات الشيطان...لم نسمع في خطبة جمعة ، شيئا عن بدعة التحرش.
وعلى قول زميلة لي ، في الملك الصالح...أنها تجبر على سماع خطبة الجمعة من جامع قريب...ويروح الخطيب الهمام يتكلم ، عن كل شي تاريخي إلا مصر الحاضر...بل انه لم يوزع الصدقات مجانا بالكلمات الطيبة حتى!
وتِؤكد زميلتي زهقها و تذمرها من خطبة الشيخ الخيالية...الذي لم يذكر الإرهاب الذي يقتل في حماة الوطن من الجيش والشرطة...ولم يذكر الجرائم التي تطال الأسر المصرية ، فمرة تقتل طفلة لسرقة قرطها...وأخرى يقتل عامل ليسلب موبايله...وثالثة تقتل عائلة وتغتصب أيضا بغرض السرقة... وكأنه حسبها حسب البرشام... فمادام سارق فلم لا يزني بالمهمة أيضا... ويقتل خلق الله لتضيع الجريمة ... بل ويحرقهم ... وما أكثر ما حدث...ولا داعي لنشر الغسيل في الشارع ، فكلنا يعرف يوميا ماذا يحدث في مصر...و وفق الحديث الشريف كم مرة يوميا نغضب رب العزة ونهدم بيت الله الشريف حجرا حجرا...خطيب الجمعة حاله حال خطباء الجوامع...قضيتهم مرسي والجيش والشرعية...و القضية الكبرى ، حق الكفار بالعيش إلى جوارنا ...خطيب الملك الصالح يتكلم عن الهندوس وعن المجوس وعن البوذيين وعن النصارى وعن...وعن....يتكلم عن بدع الأديان والمعتقدات الأخرى ، والتي لم تصلنا إلا من خلال خطباء الجمعة...يروح يلوك بها ويحتد ويصيح و أحذروا البدع ... فالبدعة ضلالة وكل ضلالة في النار... و لعل القتلة يستمعون بخشوع للجمعة ويحضروها... يحمدون ربهم على نعمة الإسلام... فكأنما أولى بالشفاعة ودخول النعيم من بقية خلق الله لجدعنتنا... وأما الجريمة التي تهز عرش الرحمن، خطيئة يغفرها الرحمن الرحيم طالما نحن مسلمون ، جدعان ...ولا بدع لدينا ولا ضلالة...نحن صامتون على ما يجري من زهق أرواح وتدمير أسر واغتصاب وتحرش، وسبي وذبح ، والسبب :الشيطان يابيه هو الي غواني ...ولعن الله المخدرات.
وأصدقاء السوء.
لا بوذيون في مصر...ولا هندوس ، ولا مجوس ولا سيخ...إلا إذا أصر البعض على تسمية أعضاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية، وفي كل بعثة ربما أفراد بعدد أصابع اليد الواحدة ، تمثل مصالح بلدها ، كما تتواجد البعثات المصرية ، في تلك البلدان ، وتتبادلان رعاية المصالح فيما بينهما كما تقتضيه العلاقات الدولية...
البعض من هؤلاء وهؤلاء ، يأتي للسياحة والتجارة كما يذهب المصري إلى هناك...ولا دعوات بقتله أو رفضه بالمقابل..فهل نترك الجريمة تسرح وتمرح وتقتل وتذبح و تدمر البيوت وتشتت العوائل...ونطلب من الجيش حملة على سفارات العالم لذبح أو طرد من ليس من ملتنا باختلاف الرأي ...ونشن حربا على الهند والصين ،ثم أمريكا ،والاتحاد الأوربي...وقد ظهر ما ظهر والخافي أعظم من علاقات قيادات الجماعات الإسلامية بما عرفهم الخطيب : بالكفار.
جاء في الحديث الشريف :( لهدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مسلم .) وروي بلفظ : لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق... وذكر ابن ماجة من حديث البراء مرفوعا: لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق. والنسائي من حديث عبد الله بن عمر ، مثله ، قال: من قتل رجل مسلم.
من آذى مسلما بغير حق فكأنما هدم بيت الله " ونحوه وروى غير واحد من الصحابة " إنه نظر إلى الكعبة فقال لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة منك لو بغي جبل على جبل لدك الباغي " روي موقوفا عن ابن عباس ومرفوعا والموقوف أصح.
واختلف في لفظ الحديث ، ولم يختلف في المحتوي والمعنى والمقصود...اختلف في كبيرة قتل المؤمن أو المسلم...بغير حق أو بحق أو لم يذكر الحق أصلا، فمن هو الذي يصدر الحكم ... مؤسسات الدولة القضائية...أو طالبان العربية...فكل مجموعة، و جهة ، وحزب ،وتكتل، و تيار...وو...يرى انه أولى بالحكم ، وهو الأجدر باستنباط الأحكام من القرآن والسنة...ولعل من يستدرج صبي سائق توك توك ، يؤمن أن الحق معه ،بانتزاع روح المصري الغلبان والله الأعلم كيف اشتغل على هذه الوسيلة أو دبر مقدمتها أو ثمنها...وكم يعيل وعلى كم مسلم ومسلمة مسئول...
وما حكم قتل الجندي المصري وهو في مهمة حفظ أمن الوطن والمواطنين!
المطلوب ان يعيش خطيب الجمعة الحالة المصرية...الوضع المصري...إن الفقر والحاجة ، محنة وتمر...فدوام الحال من المحال...ولن يسوغ الفقر لارتكاب جرائم قتل وذبح ونهب وسرقة...مما يدمر في حياة ناس آخرين ...المطلوب من خطيب الجمعة ان يتكلم مصري ...ويفكر بالمصري... ان يشرح ما ورد بالحديث الشريف ، عن قيمة النفس عند الله...وان الشفاعة للقاتل محور بحث طويل ، وبرأي لا محل لها...على حساب انتهاك حرمة العرض والنفس...ولنتصور مسئول يدخل محكمة عادلة يطلب وشفاعته لمجرمين في قضية قتل ، أو اغتصاب...لأنهم جدعان وأحسن ناس...على خطيب الجمعة تحريم التحرش بالفتيات وآذاهم ، فرفقا بالبنات...فمن آذاهم فقد آذى الله ورسوله... ومما تسبب لهن هذه الحوادث من انكسارات وتداعيات نفسية تهد في مستقبلها ومستقبل من تقوم بتربيته.
رسالة مصرية إلى الأمام الأكبر أو مشيخة الأزهر الفضيلة لإصدار توجيهاتها إلى خطباء الجمعة...في حرمة دم المصري...وحرم المال المصري...وحرمة عفة البنت المصرية التي تجر مرات من الشوارع أمام العشرات... ويتناوب على اغتصابها حثالة المخلوقات... ولا حس ولا خبر من أئمة الجمعة في هذه القضايا.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟