أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشيد العيساوي - الاعتقال السياسي بأي تصور؟














المزيد.....

الاعتقال السياسي بأي تصور؟


رشيد العيساوي

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 07:12
المحور: حقوق الانسان
    


مع الهجمة الشرسة للنظام القائم الموازية لازمته البنيوية كتجلي من تجليات طبيعته التبعية اللتي يجسدها بانبطاحه التام لاوامر صندوق النقد الدولي و الدوائر الامبريالية عموما. هاته الهجمة اللتي كان من الطبيعي أن تجابهها الجماهير الشعبية بكثير من السخط و التذمر، فعمت الانتفاضات و الاحتجاجات مختلف ربوع هذا الوطن الجريح، واجهها النظام القائم بكل ما يملك من قمع و على جميع المستويات: المباشرة منها و غير المباشرة.
إن تلك الانتفاضات الغاضبة و العفوية و طبيعة الجماهير الغير واعية سياسيا في مجملها، و كذا مكر النظام و كل القوى الانتهازية و الرجعية اللتي تدور بفلكه، جعل من هاته الحركية أن تخفت وتعرف مرحلة الجزر. هذا الجزر شجع النظام القائم على المضي قدما في دمويته و عزل بعض الاطارات التقدمية و المكافحة، فنالت حصة الاسد من القمع الستوليبي بالمغرب، حيث تم الهجوم عليها كما لم يحصل من قبل و تم توزيع قرون من الاعتقال السياسي على مناضليها.
في ظل هذا التراجع الجماهيري وقسوة القمع الممارس على الجماهير الشعبية عموما و المناضلين المنحازين لها خصوصا، و في غياب تصور سياسي واضح يجمع هؤلاء المناضلين، تحركت عواطفهم فكانت ردات الفعل عبر مبادرات هنا و هناك، كما طبعا لا ننسى ترك كل القوى الانتهازية المعروفة بالاسترزاق على قضايا الشعب المغربي و تمويه الصراع ما أمكن، ممارسين بذلك دورهم السياسي المعتاد و اللذي يعكس طبيعتهم.
إننا كمناضلون يستفزنا هذا الوضع و نتحمل المسؤولية أمام المعتقلين السياسيين اللذين فقط البارحة كانو بيننا و لا نعلم على من الدور غدا، يستوجب علينا خوض الصراع على كل مستوياته، فالنظام ماض في هجومه و الاجابة لن تكون أبدا بالعاطفة أو الارتجال اللذي لن تستفيد منه الا الانتهازيه.
إن الاشتغال على الاعتقال السياسي باعتباره قضية طبقية لا يمكن أن يكون إلا بتحديد أرضية و تصور واضحين، ذلك التصور اللذي لا يفصل الاعتقال السياسي باعتباره قضية عن مجموع القضايا الاخرى اللتي يستعصي حلها في ظل ما هو قائم، و بالتالي يجعل من قضية الاعتقال السياسي مدخلا من المداخل للمس كل تلك القضايا و الربط فيما بينها كلها من أجل الصب في آخر المطاف في قضية التحرر و الانعتاق من الاستغلال و الظلم بكل أشكالهما.
إن هذا التصور هو الذي سيكون خارطة الطريق و النبراس العلمي لهاته المعركة، بحيث يكون الاشتغال بالشكل اللذي اللذي تبني فيه المعركة دائما على سابقتها، الشيء اللذي سيشكل تراكمات تقوي الذات المناضلة و تطورها على جميع مستويات الصراع. تلك القوة الوحيدة الكفيلة بخلخلة موازين القوى لصالحها و بالتالي لعموم المضطهدين و قضاياهم، و قضية الاعتقال السياسي تبقى قضية من هاته القضايا.
إنه بدون هذا التصور اللذي يجب أن يلزم المناضلين بكل قناعة، تبقى كل المبادرات (المشكورة طبعا و اللتي ننخرط فيها ما أمكن) تبقى فردية أو من محيط محدود ولا تخرج عن رد الفعل العاطفي، كما يطغى عليها أحيانا منطق الشوفينية و المزايدات اللتي لا تخدم القضية بأي حال من الاحوال.
إن مثل هاته المبادرات بطابعها الارتجالي تبقى محدوة في الزمان و المكان، حتى من حيث طابع التشهير بملفات المعتقلين و ينتفي فيها طابع التراكم بحيث تكون مفصولة بعضها عن بعض، لانه الخيط الناظم بينها منعدم.
لا بديل عن الوضوح في التصور اللذي سيجمع كل المبدئيين، يبنى به نضالهم و يقصون به بلا هوادة كل الانتهازيين.
لا مكان للانتهازيين بين الثوريين.
الحرية كل الحرية لجميع المعتقلين السياسيين.



#رشيد_العيساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عيد و المعتقل وراء الحديد
- ملف أنوزلا بين التوظيف و المبدئية


المزيد.....




- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...
- شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي ...
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشيد العيساوي - الاعتقال السياسي بأي تصور؟