أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى ملو - درس في النفاق و آخر في الصدق














المزيد.....

درس في النفاق و آخر في الصدق


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 08:02
المحور: الادب والفن
    


-عندي لك مفاجأة هذا العشاء.قالت.
-أوكي أتمنى أن تكون خيرا.
-ماذا تعني,أتمنى أن تكون خيرا؟ !
-معذرة,عنيت أن تكون جميلة كباقي مفاجئاتك الجميلة.
-أوكي.
حل موعد العشاء,فسحبت من حقيبتها شرائح من لحم الخنزير,قدمت له القطعة الأولى,التهمها على مضض مجهدا نفسه ليحافظ على ملامح وجهه عادية غير متأثرة و لا متغيرة بسبب مذاق الخنزير المسبب للاصطكاك,و ما كاد يتمها حتى ناولته القطعة الثانية فالثالثة..
حس برغبة في التقيؤ,قبل أن تفاجئه بالسؤال:
-ما رأيك في المفاجأة؟
-إنها فعلا لذيذة.
بعد هنيهة شعر بحرب بدأت تدب في معدته و بحلقه يجف و حموضة تصعد من معييه الغليظ إلى خيشومه مستحضرا منظر الحلوف المثير للتقزز و النفور,ولأنه كان يكتري غرفة تحوي في نفس الوقت مرحاضا صغيرا,فقد خاف أن ينكشف أمره أمامها إن هو توجه نحو المرحاض لإفراغ حمولته من فمه لا من مخرجه,لذا استأذنها الخروج إلى الشارع زاعما أنه ذاهب لإفراغ كيس الأزبال في صندوق القمامة.
استغل الفرصة لينفجر قيأ حتى أفرغ معدته من "ابن الحلوف",ثم عاد و وجدها ممددة على السرير تنتظره,بادرها بابتسامة منافقة متفاديا الاقتراب منها أكثر,لأن فيه كانت تنبعث منه رائحة أكره من رائحة الخنزير نفسه:
-شكرا حبيبتي,لقد كان عشاء لذيذا,وبالمناسبة فأنا بدوري أعدك بعشاء لذيذ يوم غد.
-أوكي حبيبي.
في اليوم الموالي أعد لها عشاء بالكرداس المقدد,و ما كادت تأكل القطعة الأولى ثم الثانية حتى شعرت بمعدتها تتلوى كما تتلوى الأفعى.
-كيف وجدت المفاجأة يا حبيبة قلبي؟
-أحس بألم في معدتي و برغبة في التقيؤ,ما هذا اللحم إنه لحم نتن و مقزز؟
أصابته كلماتها بالدهشة و الصدمة,قبل أن تهرول نحو المرحاض لتنفجر مخرجة ما في جعبتها من كرداس من الباب الذي دخل منه !
في اليوم الثالث,أعدت له طورطيا إسبانية بالبيض و البطاطس و كانت من ألذ ما يطلب و أعز ما يؤكل, وبعد أن أتى على كل ما في الصحن,توجهت إليه بالسؤال:
-ما رأيك في عشاء اليوم؟
وجد الفرصة سانحة "لرد الاعتبار و الانتصار لشرفه و كرامته و الانتقام منها" بعد أن واجهته بالحقيقة في اليوم الماضي و مرغت أنفه في الوحل:
-أشعر بأن معدتي ستنفجر,لم آكل مثل هذا الطعام من قبل و لم أر مثله سوءا,بالله عليك كيف صنعتيه و مم؟
-إنها La Tortilla وهي من أشهر و أرقى الأكلات عندنا في إسبانيا,يقبل عليها الناس من كل أنحاء العالم و يعجبون بمذاقها.
-أوكي,للأسف أني لم أستحسنها و لا أعرفها و لا أتمنى -حتى مجرد- تذوقها مرة أخرى(زعم ذلك أما في قرارة نفسه فقد كاد يلتهم أصابعه من ورائها على حد تعبير المغاربة).
ثم أردف:
-غدا يا حبيبتي في وجبة الغذاء سأطهو لك Pizza berbère .
في اليوم الموالي و بعد الانتهاء من أكل البيتزا سألها:
-ما رأيك في وجبة اليوم؟
-يا لك من طباخ ماهر,تمنيت لو أنك أعددت الكثير منها,أحس برغبة في المزيد.
فبهت أيم يكون البهت,بهت لصدقها أم بهت لنفاقه,هو أعلم؟ !



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساعدة حمار.
- -مقدمة و خاتمة فعرض -
- شخص و نصف
- قصتي مع-التعليم الخصوصي-
- قوس قزح
- المؤمنة التي صارت كافرة!!
- الجميل في قضية دانييل!
- شهرة بالإجرام
- -معلومات هامة عن مملكة الفايسبوك الديمقراطية-
- -فقيه الحومة و الفقيه النفساني-
- قلب الهدهد و عانة الأسد
- -عرس أمي-
- الحارس السجين
- تكريما لروح الأديب الكبير جبران خليل جبران و إهداء لكل عشاقه ...
- رسالة شكر و اعتذار للشيطان
- حب أعمى
- حب أفعى
- -عرس لا كالأعراس-
- -أفضل كتاب أسوأ كتاب-
- أطباء آخر الزمان


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى ملو - درس في النفاق و آخر في الصدق