الخوف من التغيير

تراث العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 20:28
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

كثير من الناس يفضل الاستمرار على نفس نمط الحياة التقليدي لأنهم يظنون انه انما يعني الأمان والاستقرار والبقاء ويخشون من التغيير لاعتقادهم أن التغيير خطوة تحفها المخاطر وتكتنفها الآلام وهي خطوة نحو عدم الاستقرار والمجهول وهناك العديد والعديد من الأسباب التي تمنع من التغيير والتي يكون الخوف هو العامل الأساسي المشترك بينهما...

ويحكى إن رجلا كان يعيش في قرية صغيرة بجانب احد الجبال، وكان اهالي القرية يعتقدون ان هناك وحشا يعيش خلف هذا الجبل رغم انه لم يره احد من قبل، فكلما اقترب أحدهم من الجبل ارتعد وولى مسرعا خوفا من الوحش، ففي احد الأيام قرر هذا الرجل أن يقتل الوحش حتى يتخلصوا منه، وما إن اقترب الرجل من الجبل حتى بدا يرتعد وكاد ان يعود ادراجه لكنه وفي اللحظة الاخيرة استجمع قواه واستمر بالسير، حتى عبر الرجل خلف الجبل.. ففوجئ بمنظر طبيعي جميل ولم يجد الوحش!!

فالخوف في اغلب الأحيان جهل بطبيعة الأشياء، التي ما إن استجمعت قواك والمعلومات عن أصل هذه الأشياء تكتشف أن مخاوفك لا أصل لها ولا يوجد ما يدعوك للخوف منها، وكما قال الشاعر "ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر" والخوف من التغيير سيفوت علينا الكثير من الوقت ويهدر الطاقات الهائلة الموجودة لدينا لذلك يجب علينا أن ندع الخوف جانبا وان نجرب أساليب وطرق جديدة تتناسق مع قدراتنا وتلبي طموحاتنا لاستعمار الأرض ولتكن ايادينا عليا كما أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولنجعل من التغيير شعارا لنا.

وإذا أردت التغيير فبدأ بتغيير الأشياء البسيطة التي تعودت على عملها كركن السيارة في نفس المكان والحلاقة عند نفس الحلاق، والتسوق من نفس السوق والجلوس في نفس المقهى.... وما إن بدأت بتغيير هذه العادات وهذا ما يجعلك مهيأ نفسيا لتقبل التغييرات الكبيرة كتغيير عملك ووظيفتك وحتى أفكارك التي تنقلك إلى حياة أفضل ومستوى معيشي أجمل.

والتغيير لأهميته يسمى إصلاحا، فماء النهر ما إن يقف يصبح آسنا ولكن عندما يتغير يصبح صالحا، فالتغيير إذن هو خطوة أساسية لتقدم المجتمع وتحديث الأفكار، فنحن لا نستطيع العيش ضمن اطر الحياة في هذا القرن ونحن نتمسك بأفكار واطر القرن الماضي، لان المجتمعات كالأفكار تنمو وتتطور، فالمعرفة تراكمية كل جيل يجب أن يكمل ما بدأه الجيل السابق، وان أي خلل يحدث في احد الأجيال سيدفع ثمنه الجيل الذي يليه. وما وصلت الحياة العصرية لما هي عليه الان الا من خلال رغبة وجهد الافراد والمجتمعات في التغيير والتطوير والابتكار ... اذن لنتطلع الى امام الى غد نصنعه مثما نريد مشرقا مليئا بالتجدد والحيوية .

#تراث_العزاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات