أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - استعراض الأحجية الروسية في سوريا















المزيد.....

استعراض الأحجية الروسية في سوريا


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يدرك السوريون حقيقة العلاقات السياسية الدولية لذلك لا يعتمدون نهائيا على التفات الدول الغربية وحتى العربية لمأساتهم المستمرة منذ ما يزيد على ستة عشر شهرا، وبالرغم من الإجراءات المحدودة التي قامت بها دول الاتحاد الأوربي كالعقوبات الاقتصادية ومنع سفر أعلام النظام السوري، وأخيرا طرد السفراء السوريين من العواصم الغربية إلا أن المواقف الحاسمة للحد من آلة القتل المتنقلة من مكان لآخر في كافة البقاع السورية، لم تتخذ بعد بل ولم يتم التصريح عنها، بل على العكس من ذلك يقدم وزير الدفاع الأمريكي تقريرا للجنة استماع في الكونجرس الأمريكي ، يسد فيه كل منافذ التدخل الأمريكي المباشر كما يلقي ظلالا سوداء عن النتائج المرتقبة في حال سقوط النظام السوري من جهة تحول سوريا لملاذ للقاعدة ولانتشار المليشيات المسلحة في مناطق سورية وتصارعها لسنوات طويلة، ناهيك عن الخوف المباشر من وقوع أسلحة الدمار الشامل بيد إسلاميين متشددين، كما أنه المح في مناسبة أخرى إلى وجود طرف ثالث يقوم بالتفجيرات الإرهابية الدموية التي تهز العاصمة السورية بين الفينة والأخرى . هذا العرض الممل المتكرر من القادة والسياسيين في الإدارة الأمريكية يثير مزيدا من الغبار ويلقي جوا من الضبابية والازدواجية في مواجهة القضية السورية .

وفي المقابل يأخذ التموضع الروسي مكانا واضحا بارزا لا يشوبه الشك بموقف صارم ونهائي بمحازاة النظام السوري، بل وفي داخل المنظومة السياسية والأمنية للسلطة السورية حيث يتبرع وزير خارجية الاتحاد الروسي بالدفاع المباشر عن تصرفات النظام كما لا يتأخر بتاتا في الرد على أي موقف أو تصريح أو عمل من شأنه ضعضعة الموقف الرسمي لنظام الأسد، فهو يعتبر تصريح رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون بخصوص بدء مرحلة التحرير والمقاومة لبلوغ التغيير والانتقال المأمول في سوريا بأنه عمل عدائي ويؤهل البلد للدخول في حرب أهلية . كما يستبق أي لقاء مزمع بين القادة الغربيين والقادة الروس بأن قيصر روسيا المعاصر السيد بوتن لا ينوي تغيير موقفه إزاء ما يجري في بلد منكوب تتراكم فيه جثث الأطفال فوق جثث أمهاتهم ولا يلوح في أفقه أمل لوقف القتل والقصف والدمار الذي تمارسه سلطته المتحكمة بمصائر شعبة ، إنه يلغي كل أمل أو حتى فرصة للتفكير بأن نمور روسيا ودببتها ستغير رأيها بخصوص المأساة السورية .

أسيل كثير من الحبر لتحليل الموقف الروسي وتنبأ كثيرون وخاصة من اليساريين والشيوعيين السابقين بحدوث تغيير واضح في السياسة الروسية بل وذهب كثيرون لاعتبار وجود إمكانية لحل يمني بوساطة روسية للأزمة السورية، وتمسك البعض بكلمة من هنا وإشارة من هناك وبسمة في مؤتمر صحفي أو عبوس في لقاء دبلوماسي كأدلة على تغيير ممكن أو محتمل يساهم في خروج آمن للسوريين من وضع رهيب ينقله النظام الحاكم كل يوم من سيئ إلى أسوأ.

يحيل كثير من السياسيين صمود الإدارة الروسية كداعم رئيس لا يتزحزح ولا يتبدل إلى رغبة بوتن بلعب دور عالمي ينهي أسطوانة القطب الواحد المسيطر والمهيمن على النظام العالمي الجديد، ولقد أكد بوتن في خطابه الانتخابي، على روسيا الدولة العظمى التي تعيد أمجاد الاتحاد السوفييتي وموقعها المرموق زمن الحرب الباردة غير مدرك كيف انتهت بتفكيك السوفيّت بل وانتهاء عصر التفوق الروسي إلى الأبد.

لغز نابوكو:

نابوكو هو اسم لأوبرا موسيقية ألفها الموسيقار الإيطالي الشهير جوزيني فيردي عام 1842 تقوم قصة الأوبرا على محورين أساسيين. الأول: التمسك بالدين والموت فداء له، فالقصة مستوحاة من قصص العهد القديم (كتاب النبي دانيال) التي تعكس جزءا من التاريخ اليهودي وتتحدث عن السبي البابلي لليهود ، ومحورها الثاني هو الغيرة النسائية التي تشيع الحقد وتنفث روح الانتقام وتتخطى القيم والمبادئ في سبيل الوصول إلى السلطة ، لكنها ومنذ بداية عام 2009 أصبح نابوكو أسما لمشروع خطوط غاز تمتد من أسيا الوسطى وأوربا الشرقية وصولا إلى بقية دول أوربا، وجاء التركيز عليه بعد حرب القوقاز بين جورجيا وروسيا عام 2008، والخلافات بين أوكرانيا وروسيا ووقف الغاز الروسي المتوجه إلى أوربا عبر أوكرانيا ، يحمل المشروع بعدا اقتصاديا كبيرا حيث ينتظر منه حسب التقديرات الأمريكية التي تقدم دعما سياسيا للمشروع أن يكون أرخص بحوالي 40-50% من مشروع السيل الجنوبي الروسي.

يركز الإعلام الرديف للإعلام الرسمي السوري ونقصد هنا الصحافة والفضائيات اللبنانية والعربية الموالية ، على دور فاعل ومركزي لما يمكن تسميته بحرب الطاقة و الغاز تحديدا، بين الاتحاد الروسي والولايات الأمريكية، في مسارات الربيع العربي وبصورة أشد التصاقا بالحدث السوري الراهن والمتمثل بثورة الشعب على النظام الحاكم .( الغاز يرسم خريطة الربيع العربي ، د غادة اليافي ، 8-5-2012 شبكة اللواء. نابوكو سبب الهجوم على سوريا - قراءة في أسرار الأحداث في سوريا و مصر، كفاح نصر )

وبالنظر بتفاصيل الصراع الدولي على الغاز والطاقة نجد من الصعوبة بمكان أي دور يذكر لسوريا كموقع جغرافي أو موقف سياسي في الموضوع ، لعل التفحص لمشاريع خطوط الغاز القائمة أو المزمع إقامتها يخرج القضية السورية كليا من السياق ، ويقضي مشروع "نابوكو" بإنشاء خط أنابيب الغاز بطول 3300 كيلومتر من ميناء ارضروم التركي حتى مدينة باومغاردن. وسيمر خط الأنابيب أيضا عبر أراضي بلغاريا ورومانيا وهنغاريا. ويهدف المشروع إلى الالتفاف على روسيا بصفته مشروعا بديلا لخطي السيلين الشمالي من روسيا إلى ألمانيا والجنوبي عبر البحر الأسود وإلى بلغاريا ورومانيا وهنغاريا والنمسا عبر اليونان وصولا إلى ايطاليا. ويظهر الخلل جليا بتأثير صراع الغاز على الأزمة السورية من الموقع التركي الذي يوقع اتفاقات مع الجانب الروسي. بالنظر للتوصيفات السياسية لنابوكو تطفو المفارقة التي تغير مسار التحليل التآمري الكوني على نظام الرئيس بشار الأسد في الموقف التركي.

تفيد أخبار موسكو| 2011 / 12 / 28| بأن :

الغاز الروسي سيستمر بالتدفق إلى تركيا

"مسار التيار الشمالي" يبدأ نقل الغاز الروسي إلى أوروبا

وصرح ألكسي ميلر، رئيس شركة "غازبروم" التي تدير الصادرات الروسية من الغاز الطبيعي، بأن روسيا وافقت على تصدير المزيد من الغاز لتركيا وأن حجم الصادرات خلال عام 2011 سيبلغ 25.5 مليار متر مكعب، وأن تركيا وافقت على استيراد 27.5 مليار متر مكعب، على أقل تقدير، خلال عام 2012

وأشار إلى موافقة تركيا على مد خط أنابيب لنقل الغاز من روسيا إلى جنوب أوروبا في المياه التركية في البحر الأسود

ويجب أن ينتهي العمل في مشروع خط الغاز الجنوبي ("التيار الجنوبي") قبل نهاية عام 2015 لتبدأ روسيا بضخ الغاز إلى أوروبا عبره

وبصرف النظر عن تصريح الجانب التركي بأن تنفيذ مشروع "السيل الجنوبي" الروسي لا يمس مشروع "نابوكو" الأوروبي البديل فإن قرار تركيا الداعم للمشروع الروسي يدل أغلب الظن على تبدد اهتمام انقره بأنبوب "نابوكو. جدير بالذكر الإشارة إلى أن خط الغاز لا يمر بالأراضي السورية ولا اللبنانية وتأجل بدء العمل به إلى عام 2017 بعد أن كان مقررا 2014

كما تشير وقائع اتفاقيات الغاز الموقعة بين شركة غاز بروم مع حكومة القذافي قبل الثورة الليبية وإعادة النظر بتلك الاتفاقيات بعد الثورة كذلك إعادة النظر بالعقود الموقعة مع شركة أني الايطالية بعد استحواذ شركة بروم غاز الروسية على نصف حصة الشركة الايطالية بليبيا. وفي ذات السياق ننبه إلى أن من أولى نتائج الثورة المصرية وقف تزويد إسرائيل بالغاز المصري وإدانة المسؤولين عن توقيع اتفاقيات تصدير الغاز المصري لإسرائيل.

باستقراء الوقائع نستطيع تلمس تنامي الصراعات الدولية على موارد الطاقة وأهمية الغاز الطبيعي على مستقبل الطاقة العالمية وامتداداتها السياسية، وندرك بروز الدور الاقتصادي في تاريخ الحروب العالمية والإقليمية، لكننا بدون شك لا نستطيع إسقاط دلالات ذلك التاريخ المعاصر والراهن على الحالة السورية باعتبار سوريا بلدا مستوردا للطاقة ذو إمكانات محدودة وضعيفة بمجال مخزون النفط والغاز ، ويهمنا هنا الالتفات إلى الاتجاه المعاكس لورقة الطاقة بكونها سلاحا ذو حدين، فالمجموعة الغربية أوقعت عقوبات اقتصادية على الجانب الإيراني، يمنع بموجبها استيراد النفط الإيراني إلى دولها وبذلك تضع الحكومة الإيرانية بمأزق يحول سلاح النفط إلى نيران صديقة تطال صاحبه قبل عدوه. ما يحدث في سوريا ثورة من أجل التحرر من الاستبداد والظلم والفساد والإذلال بدأها السوريون باحتجاج على تسلط الشرطة في أسواق دمشق وأشعلها أطفال درعا بشعار الشعب يريد إسقاط النظام . دون تخطيط ودون قيادة ، كما أنه لا يستطيع أحد اختزال الموقف الروسي بقضية الغاز أو المصالح والصفقات الاقتصادية وعقود توريد السلاح ، بل لعلنا نتفهم أن المعارضة السورية بكافة أطيافها عملت جاهدة على إقناع الروس بإمكانية استمرار مصالحهم كاملة في سوريا الجديدة لكن ذلك لم يلق آذان صاغية لدى القيصر الروسي السيد بوتن

أسلمة روسيا :

تشير دراسات أكاديمية روسية إلى تنامي ظاهرة أسلمة الاتحاد الروسي نظرا لتنامي أعداد المسلمين الروس حيث باتو يشكلون 25 مليون نسمة أي ما يعادل خمس سكان الاتحاد، يتوزعون بصورة رئيسة في جمهوريات تتمتع بحكم ذاتي (جمهورية باشكورتوستان ـ جمهورية تتارستان ـ جمهورية داغستان ـ جمهورية الشيشان ـ الشركس ـ الأنغوش ) وهناك مخاوف من تحول روسيا إلى دولة إسلامية بحلول عام 2050 لذلك ترى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الإسلام خطر يهدد وجودها، ولا يسعنا إضافة التحذير الذي أطلقته ذات الكنيسة بتاريخ 1-6-2012 من أن سقوط نظام الأسد يهدد وجود الأقلية المسيحية السورية، إلا في نفس السياق.

يشير السرد التاريخي إلى إرث ثقافي ضخم للمسلمين الروس وإلى انتشار مبكر للإسلام على الأراضي الروسية يعود للقرن الميلادي العاشر حيث قامت أول دولة إسلامية في ولغا بلغاريا (922).

اليوم هناك قلق حقيقي من انتشار الإسلام السياسي الذي يتمكن تدريجا في الدول الإسلامية المجاورة لروسيا كما في أفغانستان وتركيا وطاجاكستان،حيث عقد عام 2009 في عاصمة الأخيرة مؤتمر لحزب التحرير المعروف بتشدده ودعوته لقيام دولة الخلافة ، وحضر المؤتمر عدد كبير من إسلاميي روسيا من كافة المناطق. وجاءت مظاهر الربيع العربي لتضفي مزيدا من الشكوك حول إمكانية التوسع الإسلامي ووصول رياحه إلى جمهوريات اتحادية روسية تتوفر فيها البيئة الاجتماعية والتاريخية لقبول قيام كيانات مستقلة لا تكتفي بحكم ذاتي فيدرالي، ربما كان تصريح وزير الخارجية الروسي سرخي لافروف بوجود خشية من قيام دولة إسلامية سنية في سوريا حال انتصار الثورة ، يأتي في سياق الخوف المتعاظم من رياح التغيير التي تحمل في طياتها ميلا شديدا لدور أكبر وأبرز للإسلام كدين ودولة وحياة. ربما تفسر مخاوف محتملة وبعيدة المدى التخشب الروسي حيال قضية الشعب السوري الباحث عن الحرية والكرامة ، ويمكننا بذات اللحظة تصديق الإدارة الروسية عندما تكرر بأنها لا تدافع عن الرئيس الأسد ولا تحمي نظامه بل هي تحمي مصالحها الحيوية والإستراتيجية. لكننا بدون شك لا نستطيع قبول أو تفسير وقوفها بصف الاستبداد والطغيان وتغاضيها عن المذابح التي تتنقل كرياح سوداء من مدينة لأخرى ، بحرصها على استقرار سوريا أو تجنيبها حرب أهلية.

الذراع الروسية في طرطوس:

قبل ثلاثة أعوام من الآن قامت روسيا بتجديد وتوسيع لقاعدتها العسكرية العائمة على مرفأ طرطوس السوري، في كانون الثاني عام 2012 قام وزير الدفاع السوري بزيارة الأسطول الروسي في طرطوس حسب ما أفادت وكالة سانا للأنباء وتفقد العماد داود راجحة حاملة الطائرات الروسية الاميرال كوزنتسوف واطلع على أقسام البارجة واستمع إلى شرح مفصل عن طبيعة المهام التي تنفذها ونوعية السلاح الذي تحمله. ورافقت البارجة أربع مدمرات على رأسها بارجة الأميرال تشابانينكو" يذكر أن قاعدة طرطوس، هي إحدى القواعد البحرية الروسية، وفقاً للاتفاقية الموقعة بين سورية والاتحاد السوفياتي السابق عام 1971

وتتألف القاعدة، إلى ما قبل الربيع السوري ، من سفن الصيانة والخزانات وسكن الأفراد والخدمات الإدارية، وتعتبر القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا في دولة عربية. تشكل تلك القاعدة أهمية خاصة للأسطول الروسي في البحر الأسود وتقدم خدمات تجسسية متنوعة الكترونية تساعد في إضعاف التفوق الجوي لحلف النيتو في حوض المتوسط كما تتيح إمكانية متابعة تطور منظومات الأسلحة المتطورة في إسرائيل. وفي تصريح لمسؤول روسي فإن عدد أفراد المهام الخاصة والخبراء العسكريين المتواجدين في سوريا يصل إلى مئة ألف عنصر. تفيد وكالة رويترز إلى أن الرئيس الروسي السابق وقع (12 أغسطس/آب 2011) مرسوماً يؤيد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي يقضي بفرض عقوبات على ليبيا، وتلا القرار تدخل عسكري في ليبيا أسقط نظاما حليفا للروس على الشط الجنوبي من المتوسط، وتكشف الأخبار عن وجود معارضة قوية من قبل رئيس الحكومة الروسية آنذاك فلاديمير بوتن، خسارة ليبيا تشكل دافعا مباشر للتمسك بنظام حليف آخر كالنظام السوري، وربما وحيدا على نفس الخط يتيح وجودا عسكريا واستخباري ولوجستي لروسيا على شط المتوسط

روسيا أولا وأخيرا:

استعراض الأحجية الروسية يهدف لفهم أكثر وضوحا للموقف الروسي والبعد عن الحكم الدوغمائي بأن روسيا عدوة الشعب السوري، بكل تأكيد لا يمكن لسوري محب للحرية باحث عن مستقبل سوري أفضل من الاستياء من الدور الرهيب للآلة الدبلوماسية والعسكرية والإعلامية الروسية التي تبني سورا صينيا حول نظام الأسد ، لكننا نريد كما يقول المثل الشعبي : نريد العنب وليس قتل الناطور: أي أنه يفترض بنا التعامل بصبر وحنكة مع القيادة الروسية والسعي الجاد لتغيير ممكن في مواقفها على الرغم من تصريحات روسية مسؤولة لا يشوبها بعدم إمكانية تغيير وجهة القرار الروسي تحت الضغط، فمسار التغيير هنا ليس بالضغط بل بالتفاهم، ولعلنا ندرك أن لدى الغرب نية مبيتة بتسليم الملف السوري لروسيا باعتبارها الدولة الوحيدة في العالم القادرة على اختراق الحصن الأسدي، وتحقيق تبدل في مسارات الأزمة السورية التي إذا أريد لها عدم الانزلاق نحو تطورات احترابية غير محمودة فإن اليد الروسية ستكون العليا ولا بد من الاعتراف بإمكانية حصول تقدم ايجابي يقصر عمر الأزمة ويضع حدا لمأساة شعب ثائر اعترف القاصي والداني بأعجوبة ثورته وأحقية مطالبه المشروعة.

المخاوف الروسية من تطور النهج الديمقراطي في الدول العربية باعتباره مبرر لابتعاد العرب عن روسيا اقتصاديا وسياسيا لها ما يبررها، فالتحالفات الروسية العربية السابقة قامت على قاعدة استبدادية، كما أن الخشية من انتقال عدوى التحرر إلى الجمهوريات الروسية مبررة أيضا ، لكن أسلوب المعالجة لا يكون بمعاداة تيارات الديمقراطية والتحرر ولا يكون باستعداء المنظومة العربية والإسلامية بل لا بد من تفهم أفضل لحقوق الشعوب داخل روسيا وخارجها والإبقاء على الاتحاد الروسي لن يكون برؤية سوفيتية أكد الزمن فشلها بقدر ما تكون برؤية معاصرة مدركة لحقيقة أن كل شعوب العالم ستتحرر وستقيم أنظمتها الخاصة التي ترضى عنها ولن تكون القوة سببا للشرعية بل ستصبح الشرعية منبع القوة وحاضنتها،

أخير هل سيكرر بوتن أخطاء أسلافه أم أنه سيرسم مستقبلا عالميا جديدا لبلاده وبقية بلاد العالم، مستقبل يسوده الرفاه والحرية والديمقراطية، ربما لن تتأخر معرفة الإجابة فالبوابة السورية الملتهبة عندها الخبر اليقين.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل أن يسرقكِ العمر
- الهوس الجنسي والاستغلال السياسي بين جهاد المتعة وجهاد النكاح
- لا تستسلم !
- على ناصية أحزاني
- الموقف الروسي حجر الزاوية في الحدث السوري
- صراع الهوية وإشكالية الانتماء الكوردي العربي
- انتظريني لا تغادري حتى أعود
- الاستقطاب في مواجهة الأكثرية الشعبية
- الدولة والسلم الأهلي *
- السلم الأهلي والأمن الاجتماعي ودور شبكات الأمان
- المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية 5 من 5
- دور المجتمع المدني في الثورة السورية والمرحلة الانتقالية 4 م ...
- سوريا كساحة لتصفية الحسابات وممر للمشاريع السياسية والطائفية ...
- الأفكار الانفصالية وكيفية الحفاظ على وحدة التراب السوري 2 من ...
- عامان على الثورة السورية : مراجعات وعلاجات 1 من 5
- في مفهوم الدولة المدنية بين الإسلام السياسي والعلمانية
- حماية سوريا
- افتقار الخطاب الرسمي السوري للعقلانية
- الثورة تواجه عيوب الديمقراطية
- الطائفية في ميزان العقل الفحص الفلسفي للطائفية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان طالب - استعراض الأحجية الروسية في سوريا