أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد القادر لعميمي - الفلسفة بين التعصب والخرافات














المزيد.....

الفلسفة بين التعصب والخرافات


عبد القادر لعميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 02:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة، التعصب، الخرافات: أية علاقة ؟؟؟
لتحديد موقع الفلسفة بين التعصب والخرافات، لابد من الوقوف على ما تحمله مفاهيم : الفلسفة – التعصب – الخرافات ، من معان ودلالات، حتى تتضح المسألة بشكل جيد، فيسهل علينا الجواب.
إن المعنى الذي حملته "الفلسفة" philosophie منذ بداية ظهورها مع اليونان هي : "محبة الحكمة"، والفيلسوف هو الرجل الذي يحب الحكمة ويعشقها. والحكمة بالنسبة إليه هي المعرفة الصحيحة التي يتوصل إليها العقل عن طريق ممارسة التفكير والتأمل العقلي الحر والسليم، القائم على منطق الإنفتاح والتنوع، والمبني على قواعد منهجية وبراهين عقلية . وليس عبر التفكير التلقائي العشوائي أو الخيالي الأسطوري..
إن الفلسفة بصفة عامة هي خطاب عقلي متماسك، منطقي ، قائم على تامل الموجودات والأشياء عقليا بهدف معرفة حقائقها (فيتاغورس).
أما "التعصب" fanatisme فيأخد في اللسان الفرنسي صورة عقيدة دينية أو سياسية متطرفة تتميز بدرجة عالية من الإنغلاق والتصلب، حيث تحتل إرادة الإقناع وتسيطر عليها. ويتعارض مفهوم التعصب مع مفهوم التسامح.
يعرف التعصب بأنه : تشكيل رأي ما دون أخذ وقت كاف أو عناية كافية للحكم عليه بإنصاف. وقد يكون هذا الرأي إيجابيا أو سلبيا، ويتم إعتناقه دون اعتبار للدلائل المتاحة.
ويعني التعصب أيضا الرأي السلبي تجاه أفراد ينتمون إلى مجموعة إجتماعية معينة، حيث ينحو الأفراد المتعصبون إلى تحريف وتشويه وإساءة تفسير وتقدير، بل وتجاهل الوقائع التي تتعارض مع آرائهم المحددة سلفا. فقد يعتقد الشخص المتعصب مثلا بأن جميع الأفراد المنتمين إلى سن معينة أو أصل قومي أو عرق أو دين أو جنس أو منطقة في بلد ما ، كسالى أو عنيفون أو أغبياء، أو غير مستقرين عاطفيا أو جشعون.
وقد عرفه قاموس "لاروس" الفرنسي بأنه حماس أعمى لعقيدة أو رأي أو مشاعر جارفة نحو شيء ما.
وترتبط كلمة fanatisme بكلمة دوغمائية dogmatic التي تدل على التعصب لفكرة معينة والوثوق فيها ، من قبل مجموعة دون قبول النقاش فيها أو الإتيان بأي دليل ينقضها، وتعنى لدى الإغريق "الجمود الفكري" ، وهي أيضا التشدد في الإعتقاد الديني أو المبدأ الإيديولوجي أو موضوع غير مفتوح للنقاش أو الشك.
ويعود أصل كلمة دوغمائية إلى اليونانية ، والتي تعني الرأي أو المعتقد الأوحد الذي يزعم بأن قولا معينا غير قابل للدحض بتاتا.
أما " الخرافات" la superstition فهي مجموع الأفكار التي لا أساس لها من الصحة، إنها الإعتقادات أو التصورات القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة. وترتبط الخرافات بفلكلور الشعوب، حيث إن الخرافة عادة ما تمثل إرثا تاريخيا تتناقله الأجيال. وهو معتقد لا عقلاني أو ممارسة لا عقلانية، والخرافات قد تكون دينية وقد تكون ثقافية أو إجتماعية وقد تكون شخصية من صنع الذات.
فمن الخرافات الدينية ، إيمان اليونانيين في القرن 07 قبل الميلاد بوجود آلهة متعددة تستجيب لطموحاتهم وتجيب عن تساؤلاتهم، وما ذلك سوى مجرد أساطير وخرافات لا علاقة لها بالعقل والمنطق.
ومن الخرافات الثقافية أو الإجتماعية، إيمان كثير من الناس بأن تعليق حدوة الحصان (طفيحة حديدية توضع في حافر الفرس) في مداخل البيوت، يقي هذه البيوت من عين الشر، وتجلب لهم الخير ..
وهناك بعض الأفراد الذين يصنعون خرافاتهم بأنفسهم، حيث قد تحل كارثة في يوم بعينه من أيام الأسبوع، فلا يكون منه إلا أن ينزع (يتجه) إلى الإعتقاد بأن هذا اليوم يوم شؤم بالنسبة إليه، وهو دائما في خوف من أن تحل به في نفس ذلك اليوم مع تعاقب الأيام كارثة جديدة ، وهكذا ...
بناء على التحديدات السابقة للمفاهيم يتضح بأن الفلسفة بما أنها خطاب عقلي قائم على الحجة والبرهان العقلي، يقبل بالإختلاف ويحترم الرأي والرأي الآخر، ويؤمن بالحوار والنقاش ( مثال حوار الفلاسفة في ساحة الأغورا كسقراط) ويدعو إالى تحرير الإنسان من أوهامه الذاتية والإجتماعية ...، فإنها بلا شك ستتعارض مع كل أشكال التعصب والمذاهب الفكرية المنغلقة التي تدعي إمتلاك الحقيقة، كما تتعارض مع الأساطير والخرافات والأوهام والأفكار الخيالية االتي لا تمت للعقل بصلة، وخير دليل على ذلك هو أن الفلسفة منذ بداية ظهورها وهي تحارب كل المعتقدات الخرافية التي ظل الإنسان اليوناني يفسر على ضوئها أصل وجوده و الكون الذي يعيش فيه، ولا زالت لحد الآن متمسكة بهذا الرهان، لأنها ببساطة تريد الدفاع عن قيم العقل والحرية والإختلاف والتسامح، والتواصل، في مقابل قيم التعصب والتشدد والإنغلاق والخرافة والخيال الأسطوري اللامنطقي.



#عبد_القادر_لعميمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والسياسي : خلاف ضحيته الإبداع
- المدرسة المغربية : الألم والأمل
- من إرادة المتعالي إلى إرادة الأنا المفكرة


المزيد.....




- باكستان تعلن -بدء الرد- على الضربات الهندية
- تحديث مباشر.. عملية -البنيان المرصوص- الباكستانية ضد الهند و ...
- السجين السعودي بأمريكا حميدان التركي يشعل تفاعلا بعد تدوينة ...
- الولايات المتحدة والصين تبدآن جولة مفاوضات في جنيف، فلماذا ا ...
- هل أقنع زيلينسكي أخيرًا ترامب بالوقوف إلى جانبه؟
- لدعم الحرب في أوكرانيا.. إيران تستعد لتسليم راجمات صواريخ قص ...
- مصادر لـRT: تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي فوق دمشق منذ ساعات ...
- كانت الصلاة شبهة.. طلاب جامعة حماة يحتفلون بافتتاح أول مصلى ...
- -البنيان المرصوص- و-سيندور-.. معنى أسماء دينية أطلقتها باكست ...
- تزامنا مع احتفالات روسيا بيوم النصر.. متحف في إستونيا يعرض ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد القادر لعميمي - الفلسفة بين التعصب والخرافات