شَمس أمل تُشرق في مُنتصف الليل .

حسين بلعباس

الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 21:25
المحور: كتابات ساخرة
    

- عَقارب السآعة تشير إلى منتصف الليل و بضع دقآئق ـ أوصدت أبوآب المحل الذي أشتغل فيه مسآءًَ ، لا يُهمني الوقت أنذاك بقدر ما يهمني أن أصل إلى أقرب بآئع وَجبآت سريعة لأسد جوعي الخرافي ، كما لو أنني لم آكل خبزا منذ مدة تزيد عن اليَومين . البطن ملتصق مع عظام قفصي الصدي . و اغاني الطرب والأوبرا تعلوا داخل تلك الأخيرة كلما إشتممت رآئحة زكية لطعام ما .. وَصلت أخيرآ إلى عرصت المعآش إنها محطة سيارات الأجرة بمرآكش المدينة ...شربت كأس لبن ثم أردفته نصف خبزة مكدسة بأشيآء قال لي البآئع أنها نقآنق و بصل وطماطم وأضاف
| هانا تهليت فيك بلاصوص ...
- كآنت سيارة الأجرة التي كانت ستقلني إلى محل سكناي فارغة حينها ، لكن في لمح البصر وجدتها إكتضت ولم أجد مقعدا يحملني إلى المنزل .. صبرت لأني كنت أبدوا رجلا صآلحا ومنحت الفرصة لبعض الأشخاص الذين لا يستحقون أخذ مقعدي .. بيد أني كنت في حآجة إلى قليل من الوقت لإلتقآط صور حميمية لبآئع اللبن .. كآنت أكثر من رآئعة .
- والآن سآتيكم بالشي الذي حَملني على أن أكتب ما اكتب ، والذي علمني وقدم لي اكبر هدية في ليلة سودآء مليئة بالجوع والعيآء .. ـ
أوَ تَسمعون بالمَثل الشآئع " كل بلاصة فيها طوب وحجر ؟ "
إنطلق الطاكسي سيارة الأجرة مد السائق كفه اليمين قآئلا :
خلصوني عآفاكون ..
تَشآركت الحديث الذي انتهى بسرعة مع الشخص الجآلس بجآنبي ...
وهآهنا إقتربت سيارة الأجرة من إشارة ضوئية .. فاشتعل الضوء الأحمر .. وكان الطريق فارغا وبإمكان الكل أن يمر بدون الإنتظار ، منتصف الليل ، لا وجود لشرطي أو أي مراقبة .. توقف الكل . قآمو بعمل شيء لا يَقوم به المغآربة نهآراا ما عسآك ليلا .. ولكن مازاد دهشتي وحدثت نفسي قائلا:
إيلا وقف هاد السيد والله حتاا نعرف بلي كاين الخير فهاذ البلاد .. كآن تحديا بيني وبيني
إما ان تترسخ فكرة أنه لا نظام في المغرب أو انها فقط صورة خاطئة ..
بعد هنيهة نَوقف الرجل الذي كآن على درآجة نآرية ، المعروفة بسمعتها أنها لا تحترم قانون السير .. منتصف الليل لا شرطة الطريق سالم .. إشارة مرور حمراء للتوقف ورجل فوق دراجة نارية مرتدي خوذته يتوقف ...
ارتسمت إبتسامة يملأها الأمل بصلاح البلاد .. وفرحة عارمة على ما شآهدته .

حسين_بلعبآس

#حسين_بلعباس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات