أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منال محمود فودة - البوشية في عيون مصرية














المزيد.....

البوشية في عيون مصرية


منال محمود فودة

الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 21:42
المحور: الادب والفن
    


في عيون مصريةتتباين الحضارات وتتصارع، وتتنوع الاتجاهات وتتنازع، لكن ابدا لا يقف شيئا أمام قوة التراث وسحره، هذا الذي يحرر أرواحنا من تراكم القيود ليطير بها في عوالم سحرية تسمو بنا وتنقينا. لن ابالغ اذا قلت ان هذا هو التأثير الذي استنفره عرض "البوشية" في مخيلتي. وقد قدم هذا العرض من خلال فرقة مسرح الخليج العربي الكويتية للمرة الثانية في إطار الاحتفال بفاعليات "ليالي المسرحية" التي عقدت في شهر ابريل 2013 بالكويت، والتي أقيم خلالها الملتقى العلمي الأول لدولة الكويت برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. وقد ضمت الفاعليات عدد لا بأس به من العروض المتميزة التي قدمت على مدار عام منصرم بالمسرح الكويتي مثل عرض "نرفانا" لذات الفرقة، ليشهد العالم العربي من خلال تلك الفاعليات التطور الملحوظ في الفنون المسرحية الكويتية، فكانت بحق خير معبر عنها. ومن خلال هذا العرض كان لتضافر عناصر الدراما مع مفردات التراث الشعبي الكويتي من بين رقص وغناء، مع طاقات الأداء التمثيلي المتفجرة بالطاقة، ومع احاطة هذا كله بهالة طقسية متولدة من البناء اللوني الدافئ الذي غلف إضاءة العرض. أقول كان لهذا كله تأثير السحر. . الحبكة الدرامية بسيطة ولكنها موضوعه بعناية من الفنان اسماعيل عبد الله. الابن الثري صاحب النسب العريق يحب الفتاة البسيطة الراقصة، ويعارض الاب الزيجة ويحاول دحر الفتاة وقهرها لكن نكتشف ان أمه كانت نفسها تتخذ نفس مهنة الفتاة. والبوشية هي غطاء الرأس الذي كان ملازما للفتاة وهي ترقص رقصة البوشية، ومما يزيد الأمور قوة الابعاد النفسية المغلفة لشخصية الأب والشعور بالنقص تجاه ما كانت انه تفعله وكيف كانت تجبره على الذهاب معها وهي ترقص، مما رسب لديه مشاعر القهر وأصبح يقهر كل من حولع تعويضا عن شعوره بالنقص.
وقد أجاد طاقم التمثيل استخدام تقنياتهم الصوتية والجسدية بل والانفعالية ايضا بكفائه عالية جداً. وحققوا مستوى متفرد من الايقاع المسرحي المنضبط، فلم يخرج احدهم عن سيمفونية العرض او يشذ عن اللحن. ولكن لا يمنع هذا من القول بأن هناك مناطق في الأداء استدعت فيها الممثلة "أحلام حسن" الدموع ولكنها لم تستجب لها فجاء الأداء به قليل من التصنع. ولكن لا يفل هذا من قوة طاقاتها الفنية وثباتها في تملك مفاتيح الشخصية كاملة. ولا يقل عنها بقية الممثلين خاصة الأب "محسن العمر" الذي أتقن تصوير المردود النفسي للمشاعر المترسبة بداخله عندما استعاد صورة طفولته المنكوبة بعار أمه، لقد كانت من بين أقوى لحظات العرض حين تبدل دوره مع "جوار" من القوة الى الضعف، فأصحت هي الأقوى للحد الذي يجعلها تأخذ عصا "رمز القوة" وترقص بها في نمط أشبه برقص الرجال ، في حين يتلثم هو بالبوشية ويتمايل راقصا بنمط رقص النساء كما كانت تفعل امه ، كل هذا مع الصراخ والبكاء من جانبه، وتضافر كل هذا ليخلق حالة طقسية متفرده من حالات التفريج النفسي لمكنون الذات.
وقد استطاع مصمم الديكور "محمد الربيعان" نقلنا الى أجواء النص القاتمة، وكان مجردا ومحددا في تأثيره. مع الاضاءة الملائمة تماما للعرض التي تعددت فيها المصادر ما بين كشافات الكيروسين البسيطة، الى كشافات الهالوجين المركزة والتي ادخلتنا الى عالم ساحر ولحظة من لحظات التفريج النفسي الحي. ولا يمكن ان ننكر دور الغناء والرقص التراثي الذي كان هو من اول عناصر النجاح لهذا العرض، بل اعتقد انه السبب الأساسي في الحفاظ على ايقاع العرض من السقوط.
ليس بالبساطة ان تتلاقى متطلبات التلقي لدى مشاهد مصري مع متطلبات عرض يدور بلهجة كويتية اصيلة، فحاجز اللهجة قد يولد نوعا من التباعد والاغتراب، ومع كل هذه المعتقدات فإن العرض استطاع كسر حواجز وعقبات التلقي الناتجة من تباين النمط الثقافي، واخترق مباشرة مناطق اللاشعور لدى كمتلقي مما جعلني اتعامل مع مناطق الشعور لدى الممثلين، ولم التفت ابدا لما لم افهمه في الحوار، فقد كانت الجرعة الفنية أعلى بكثير من حواجز التلقي.
وارجو ان تحين الفرصة قريبا لنقل مثل هذه التجارب لمسرحنا المصري لتبادل الخبرات واذابة العوائق الثقافية بين المتلقي المصري والفن الكويتي.
د. منال فودة 11/4/2013







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...
- معرض الدوحة الدولي للكتاب يختتم دورته الـ34 بمشاركة واسعة
- منح المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف وسام جوقة الشرف الفرنسي ...
- بعد 14 عاما...أنجلينا جولي تعود -شقراء- إلى مهرجان كان السين ...
- اكتشاف سر نشأة اللغة لدى أسلاف البشر
- مهرجان عامل.. محاولة لاستعادة الحياة في كفررمان جنوب لبنان
- مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة... فضاء للتجديد الروحي ...
- زوجات الفنانين العرب يفرضن حضورهن في عالم الموضة


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منال محمود فودة - البوشية في عيون مصرية