أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس عباس هاشم مجيد - الأزمة السورية وتداعياتها الأمنية على البيئة الإقليمية : العراق أنموذجا















المزيد.....

الأزمة السورية وتداعياتها الأمنية على البيئة الإقليمية : العراق أنموذجا


فراس عباس هاشم مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أهمية دراسة التداعيات الأمنية للأزمة السورية على العراق، تأتي من أهمية المشهد العام الذي يشير إلى أن المنطقة تمر بمخاض قد يفضي إلى تحولات جذرية في شكلها السياسي والجغرافي وفي ميزان القوى. تكمن مشكلة العراق في إن مصالحه الأمنية تتقدم على جميع مصالحة الأخرى ولقد حافظ العراق على علاقاته مع سوريه بالرغم من حالة التوتر التي رافقت العلاقات بين البلدين طيلة السنوات الماضية لتدخل حاليا باتجاه تحقيق بعض التعاون مع العراق وخصوصا في مسالة ضبط الحدود بين البلدين .
في الوقت الذي يؤكد فيه العراق وقوفه على الحياد حول الأزمة السورية باعتبارها شانا داخليا إلا إن تزايد الأوضاع نحو التدهور في سوريا وخشية امتداد ذلك للداخل العراقي بعد تزايد هواجس الحكومة العراقية نحو الإخطار المحدقة ، وبناء على ذلك،بدا العراق بالتفكير جديا حول طبيعة التحديات الأمنية التي عكستها الأزمة السورية على جوارها الإقليمي ، وخصوصا عندما اتخذت منحى أخر عن المنحى الذي انطلقت منه حركة الاحتجاجات السورية وتصوير الصراع على انه طائفي مذهبي، دفعت العراق لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التحديات الجديدة الداخلية حيث تمثل الجماعات المسلحة في سوريا تهديد للأمن الداخلي العراقي أو بما يعرف" بالأمن الناعم " وخصوصا في حاله تغيير النظام السياسي في سوريا ووصولها لسدة الحكم. " نظرا لما تحمله عقيدة هذا الجماعات من أفكار وروي أكثر تشددا وبعدا عن المبادئ والقيم الإنسانية وبالتالي يفرض الواقع الجديد ضرورة السعي لمكافحة مثل انتشار هكذا أفكار .
بل إن الأهم من ذلك لا يستطيع العراق الانخراط في الأزمة السورية وذلك لأنه قد يودي من نقل المواجهة للداخل العراقي عبر التصعيد من علمياتها في ظل جبهة داخلية غير متماسكة . وخصوصا بعد الإعلان عن تشكيل جديد يسمى "دولة العراق والشام الإسلامية" والتي أصبحت جبهة واحدة تضم تنظيمات إرهابية و"القاعدة" وأخواتها وجبهة النصرة.
كما إن تزايد عدد النازحين السورين للأراضي العراقية وتدفقهم بإعداد كبيرا يتطلب جهدا من الحكومة توفير الأماكن اللازمة لإيوائهم وتقديم الخدمات اللازمة يفرض على الحكومة العراقية مزيد من الأعباء الاقتصادية إلا ضافية من خلال تخصيص للأموال والمواد اللازمة لتلبيه احتياجات اللاجئين .
ومن ناحية أخرى تمثل مسالة الحدود العراقية السورية والتي تمدد لمسافة 600 كم هاجسا امنيا مقلقا للحكومة العراقية مضافا للهواجس الأمنية الأخرى، حيث تعبر "حدودا رخوة "ممكن اختراقها من الجماعات المسلحة مما دفع بالحكومة العراقية لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة والكفيلة للحد من عمليات التسلسل للأراضي العراقية .
كما تشكل المسالة الكردية محورا مهما لا يمكن تغاضي النظر عليه وخصوصا الدعم الذي يمكن إن يقدمه أكراد العراق لأكراد السوريين وهذا ما أعلن عنه مسعود البرزاني من إمكانية تقديم العون والمساعدة للأكراد سوريا لمواجه التحديات التي تواجههم والمطالبة بحقوقهم لنيل الحكم الذاتي . مما يدفع بالدول الرافضة لمثل هكذا مطالب للتدخل في الشأن العراق وفرض المزيد عليه من القيود لاسيما في ضل التنافس الإيراني التركي في المنطقة ومحاوله لعب دور لاعب إقليمي فاعل ومحوري .
ويرى البعض من الباحثين والمحللين وجود معارضة ورفضا من قبل كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتوحد مواقفهما الرافض لمحاولات إيران وتركيا من فرض وجودها في المنطقة بعيدا عنها دون إن يكون هناك دورا لهما في أي ترتيبات إقليمية . الأمر الذي قد يدفع بالعراق لإعادة حساباته الإستراتيجية وإحياء تحالفاته الإستراتيجية مع دول الخليج سعيا نحو تعديل ميزان القوى في المنطقة .
ومن هنا نستطيع القول،إن التحسن الذي طرا على تقدم القوات السورية وتحريرها للمناطق التي كانت تحت سيطرة الحركات المسلحة سوف يدفع بتلك الجماعات للبحث عن مناطق أمانة لتكون عمقا استراتيجيا لممارسه نشاطها وتعتبر المناطق الحدودية العراقية أكثر المناطق مرشحة لذلك لا سيما وان هناك تعاطف سني مع الجماعات المسلحة السورية وتخشى الحكومة العراقية من اتساع نفوذ هذه الجماعات على أرضيها تنذر عن ولادة أفكار متشددة تهدد الأمن الاجتماعي لمكونات الشعب العراقي وخصوصا إذا ما علمنا إن هذه الجماعات باتت تملك مخزونا من المواد الكيمياوية، يعد تطورا ملحوظا في طبيعة التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات لا سيما إذا ما استخدمتها لتنفيذ عملياتها.
ومن ناحية أخرى تحاول دول الخليج من خلال دعمها الصريح والعلني للجماعات المسلحة السورية وتوظيف كافة مواردها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية سعيا نحو إسقاط النظام السوري الحالي لتحقيق معادلا سكاني إزاء إيران بمعنى تحقيق توازن بالكثافة السنية إمام الوجود الشيعي في كل من" إيران والعراق وسوريا ولبنان" وقطع الطريق على ما بات تسمية القنوات الإعلامية بالهلال الشيعي الذي يشمل الدول المذكورة أنفا .
كما يشكل الوجود الإسرائيلي في سوريا من خلال حكومة مواليه تعيد بناء علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل يعيد الأنظار المطامح الإسرائيلية في تحقيق الهدف الإمبراطوري لإسرائيل عبر الحلم بإعادة إسرائيل الكبرى .
وبالنتيجة فان طبيعة توجه المنطقة نحو التنافس الإقليمي بين المحاور الرئيسية "ايران وتركيا والمملكة العربية السعودية" واتساع دائرة الصراع حول الأزمة السورية واستدراجه للقوى الكبرى وخصوصا روسيا الاتحادية والولايات المتحدة وحلفائهما وانعكاسه و تأثير على البيئة الإقليمية وفي إعادة رسم التحالفات المستقبلة في المنطقة، حيث تقتضي المصلحة على العراق إن يعيد بناء تصوراته المستقبلية وفق مصالحة وبما يعيد موقعة كمحور إقليمي فاعل .
كما ان الملاحظ والمتابع للوجود الأجنبي في المنطقة يلاحظ ان الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تكثيف وجودها في المنطقة لاستشعارها بضرورة إعادة انتشارها في المنطقة في ضل المتغيرات وتراجع في دور حلفائها وهذا ما يذكرنا بالوجود الأمريكي خلال فترة الرئيس نيكسون
في ثمانينات القرن العشرين من تشكيل قوات "التدخل السريع " بسبب فشل سياسية العمودين التي كانت تعتمد فيهما على إيران والسعودية وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وزوال احد أقطاب العمودين واندلاع الحرب العراقية الإيرانية وما شكلته التحديات الجديدة من تهديد للأمن القومي الأمريكي لذا فالتصعيد الأمريكي حول الأسلحة الكيميائية السورية الغرض منها الذريعة التي تحاول الولايات المتحدة من إعادة انتشارها في المنطقة للوقوف بوجه التهديدات ولحماية مصالحها وخصوصا في منطقة الخليج العربي .
مما تقدم ، إن ما تشهده الأزمة السورية من انعكاسات على جوارها الإقليمي تتطلب من العراق صياغة رؤية إستراتيجية استباقية ووقائية لتجنب التداعيات المحتملة لأثار الأزمة على الداخل العراقي والتصدي للطروحات الفكرية المنحرفة وهذا ما أكد عليه العراق ً على ضرورة حل المسالة السورية بالطرق الدبلوماسية دون اللجوء للقوة وتجسدت بطرحة لمبادرة السلام بين الإطراف المتنازعة التي لاقت قبولا وترحيبا من قبل الإطراف الإقليمية . بالرغم من تتقاطع الروية العراقية لحل الأزمة السورية مع بعض رؤى دول الجوار الإقليمي إلا أنها وجدت طريقها لقبول الإطراف الأخرى .



#فراس_عباس_هاشم_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس عباس هاشم مجيد - الأزمة السورية وتداعياتها الأمنية على البيئة الإقليمية : العراق أنموذجا