أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماتي شموئيلوف - سأرحل، لم أعد أحتمل!














المزيد.....

سأرحل، لم أعد أحتمل!


ماتي شموئيلوف

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 13:49
المحور: الادب والفن
    


يؤلمني الرحيل، ويؤلمني البقاء، لذالك اخترت لفترة غير محدودة الخروج من هنا. ينتابني شعور بالتعاطف تجاه الاشخاص الذين يختلفون عن إسرائيل. ليس لدي ولاء لقادة النظام الذين خانوا الآمال على مدى تعاقب الاجيال.




نعم سأسافر. لن أُهاجر من إسرائيل لانها ليست "أرضا مقدسة" ولا يمكنني الهجرة إليها او أن أرحل عنها. بالتاكيد لأنها ليست الدولة "القومية" التي أُقيمت عام (1948) والتي اطلقت على نفسها "الأرض المقدسة". سأرحل لفترة غير محدودة.
مارست منذ عام (2004) وحتى اليوم أعمالا متنوعة من الإحتجاج من أجل تغير طابع المجتمع المدني داخل "إسرائيل الغازية" والتي تخلت عن مواطنيها للفقر وقلة الاحترام..
كنت قد شاركت في إقامة "منتدى إجتماعي" في حيفا.. وأنتجنا معا بعض من الأعمال الفنية كى يصل صوت "التضامن" للمجتمع الاسرائيلي.
لكن قبل دخول عام (2014) بلحظة، أشعر بإستنزاف قواي "لم اعد احتمل"، لا يمكنني الخروج للمظاهرات مثلما فعلت في السابق، لمأ اعد قادرا على الامساك بـ"مكبر الصوت" والهتاف بصوت عالٍ،ربما اُنهكت قواي، ولديّ قوة محدودة للخروج والتظاهر، ومن المحتمل أن اكون قد اُنهكت إقتصاديآ وإجتماعيا..
كيف يمكنني أن أعيش في بلد ترتفع فيها الأسعار والناس يجلسون في هدوء دون ان يحركوا ساكنا؟ كم من الوقت يمكننا الجلوس أمام عنصرية تمزق قلوبنا وتقصر ايامنا؟ أي انسان طبيعي يطلب أن يعيش في مكان آخر، حيث لن يضطر فيه لأن يتحمل مسئولية المستقبل على عاتقه ولأن يكون قادرا علي إضفاء قطرة من الطبيعة علي روحه.
الرحيل يؤلمني، والبقاء يؤلمنى أكثر.
لست مصابا بجنون العظمة مثلما لدى من يعتقد بأن تغيير طريقه هو تغيير حياة دولة، ولكني على دراية كافية بأن منفاي مثل الآخرين هو نوع من النداء الي "دولة إسرائيل" بأن تقوم من سباتها، وأن تفكر قليلا في أولادها الذين لديهم الرغبة في الرحيل عنها.
لقد جئت من مدينة حيفا. اين ابناؤها؟ واين شبابها؟ لقد دُمرت المدينة بدون شبابها الذين تركوها. ماذا عن اسرائيل الاخرى؟ هل هي لم تهاجر الى "تل ابيب"؟ إسرائيل الارض التي تبتلع ساكنيها، لكن هذا وقبل كل شيء سياسات إقتصادية وإجتماعية تقلق اثرياءها وليس فقراءها...
الحياة في اسرائيل اصبحت صعبة، المقاطعة الدولية، الاسعار المتدهورة، حتى اسعار اصغر التفاصيل بحياتنا. فأسعار الحليب في تتزايد وكذالك اسعار رغيف العيش، واسعار الشقق التي وصلت للأجرام السماوية، بالاضافة للصواريخ التي تتهاوي على رؤسنا، والقيادات عديمة المسؤليه التي تتحكم في مجرى حياتنا والتي تضيعنا عقدا بعد عقد. هم يخونون شبابنا ويجعلوننا مثل المجعدين، اليائسين تماما. الثقافة تحتفل والاصوات تهاجم من كل الاتجاهات. "افيف جدج" و"هبيلوييم" لكن اصواتهم يمكن سماعها من بعيد. كما لا ينبغي ان يكون داخل الجيتو العسكري المنغلق على نفسه جدار ويترك ثرواته في يد القلة..
يؤلمني الرحيل، ويؤلمني البقاء، لذالك اخترت لفترة غير محدودة الخروج من هنا. ينتابني شعور بالتعاطف تجاه الاشخاص الذين يختلفون عن إسرائيل. ليس لدي ولاء لقادة النظام الذين خانوا الآمال على مدى تعاقب الاجيال.
الاحتجاج الذي بدأناه سُمع دوي صوته لكن حتى يتغلغل الى ملابس القيادة العسكرية سنضطر على الارجح الى استبدال جيل كامل.
لكن ممنوع ان نتوقف عن تخيل"ارض الميعاد" حيث عاش فيها سويا العرب و اليهود في مساواة بين البحر ونهر الاردن.

(شاعرٌ إسرائيليٌّ يساريٌّ شابّ من مواليد 1972، كاتبٌ صحافيّ ومحاضر، صدرت له ثلاث مجموعاتٍ شعريّة. وهو عضوٌ مؤسّس وبارز في حركة “عصابات ثقافية” التي تسعى لدمج الشّعر بالنضال الاجتماعيّ. تتميّز كتاباته ونشاطاته بالسّعي للعودة إلى الجذور الشرقيّة، وبالتماهي مع حقوق الأقليات والحق الفلسطينيّ).



(ترجمة: شروق الشيخ)






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -زعلانة من نفسي-.. مها الصغير تعتذر من فنانة دنماركية وفنانو ...
- onlin نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم الجلوس عل ...
- الفنان المصري إدوارد يكشف رحلة مرضه من حقن التخسيس إلى الجلط ...
- ثبتها الآن واستعد لمتابعة البرامج الثقافية المفيدة “تردد قنا ...
- Sigg Art in Monte Carlo: A hybrid vision of what it means to ...
- -سيغ آرت- في مونتي كارلو: رؤية هجينة لما يعنيه أن نكون بشراً ...
- -النجم لا ينطفئ-، ظهور نادر للفنان عادل إمام يطلق تفاعلاً وا ...
- ماريانا ماسا: كيف حررت الترجمة اللغة العربية من كهوف الماضي ...
- حاتم البطيوي: سنواصل فعاليات أصيلة على نهج محمد بن عيسى
- رسومات وقراءات أدبية في -أصيلة 46- الصيفي استحضارا لإرث محمد ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماتي شموئيلوف - سأرحل، لم أعد أحتمل!