أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الهاشمي - ملف الشهيد الشاعر احمد ادم















المزيد.....

ملف الشهيد الشاعر احمد ادم


جمال الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 1207 - 2005 / 5 / 24 - 09:34
المحور: الادب والفن
    


ملف الشاعر الشهيد أحمد ادم

أعداد جمال الهاشمي




أحمد أدم
بين سكونية المنجز الشعري وضجة الرحيل المحزن

جمال الهاشمي


تعرفت على الشاعر احمد ادم عام 1998 اثناء حضوره ومشاركته في المربد ولقاءات اخرى تكررت ببعض المناسبات في الاماسي او في مقهى الجماهير يحمل قصائده وكلها قصائد نثر ذات خصوصية تفرد بها الشاعر وهي ظاهرة الوحدة العضوية في القصيدة بعيدا عن الانثيالات وتشظية المفردات لتجتمع على جمل ذات تراكيب مبهمة ليس لها من الصورة الشعرية شى يذكر. نصوص احمد تسمو وتاخذ بيدك لتطوف بك من خلال شغف الشاعر بالمكان والصور الايزمية ذات الدلالات التكوينية بالكتابة ذات المحسوس الاجتماعي والانساني .

التقيته اكثر في مهرجان الجواهري الثاني وكان متألقا" بشعرة وحياته وفرحه بسقوط سلطة الاستبداد والابتعاد عن حياة الشرطي الذي وضعناه في مخيلتنا وشرطة الفكر وعمل في الصحافة وكتب اجمل النصوص . التقيته اكثر في مهرجان المتنبي وكانت امنيته ان انشر له نصوصه في المواقع الادبية وصورته في كاميرتي ألا انه لم يرسل نصوصه الا قبل فترة قصيرة واليوم اضع في هذا الملف القصائد والصورة والرسالة والمقابلة التي اجرتها له الزميلة الطيبة ابنة كربلاء أنتصار السعداوي في جريدة طريق الشعب بتاريخ 13 تشرين الثاني 2004 وختاما لانقول غير ان احمد باق والارهاب واعمار الطغاة قصار الحياة لنا العراقيين
الطيبين والموت لاعداء الفكر والحرية والسلام .





لقاء مع الشاعر أحمد آدم
أنا ابن مدينة غارقة في عمق التاريخ

حاورته: انتصار السعداوي
احمد آدم اسم في سجل قصيدة النثر لم تقف أضواء الصحافة عند محطاته كثيرا. ولكي نكون السباقين في هذا كانت لنا حوارية ارتأينا منها ان نغوص من خلالها في مفاصل الشاعر والقصيدة. فالى أحمد وهذا الحوار...
* في قصائدك الأخيرة هناك ظاهرة استخدام الجملة القصيرة، وهذا ما لم نلاحظه في كتاباتك الأولى؟
- اعتمدت في نصوصي الشعرية على عدة انتقالات في اللغة والتي اراها اقرب الى نفسي، ولعل كتاباتي الأولى كانت تميل الى السرد الشعري اكثر من الجملة القصيرة الموجبة لاعتبارات منها تأثير عالم الرواية والسرد فضلا عن ان تجاربي الأولى لم تكن تركز على الصورة الشعرية البسيطة أو القريبة بل كانت تعتمد الانزياح أو الصورة الكلية. لكن ذلك لم يمنع ان تكون بعض النصوص ذات سمة اسلوبية خاصة، وهذا ما اعتمدت عليه في ترسيخ نمطي الخاص في بادئ الامر. اضف الى ذلك ان نمطي الشعري مختلف اختلافا كبيرا عن الشعراء من ناحية المبنى والمعنى. وهذا واضح في مجموعتي الشعرية "يسعى".
* في مجمل نتاجك الشعري ثمة من يستطيع تلمس اجواء كربلاء تاريخا وطقوسا وتراثا؟
- هذا صحيح، أنا ابن مدينة غارقة في عمق التاريخ، ولعل تاريخ كربلاء الممتد منذ واقعة الطف... وما تخطه لي من ايحاء وصور وطقوس وممارسات جعلت منها مدينة اسرة بالفعل واقصد بها المدينة الكونية التي اصطبغت بوضوح الرؤيا، والحقيقة المطلقة، والاجواء الباهرة التي لا استطيع منها فكاكا. وقد آمنت ان تيمور البابلي في الاساطير هو ذاته الحسين (ع) ولهذا كان اشتغالي على شخصية وروح الامام الحسين (ع) في معناه الكبير. ذي البعد المعرفي والميثولوجي والذي يتداخل مع تراث كربلاء الشعبي ويتواصل مع التجربة الانسانية المتجددة.
* بالامكان دراسة نصك الشعري بالكثير من التأويلات وبخاصة في "كون في داخلي" ماذا تقصد من وراء ذلك؟.
- المشاريع الادبية المهمة هي ما تتركه للزمن من رصيد وكشف واقع وبناء مستقبل سواء كان على مستوى الشعر أم على مستوى الامل من الرؤيا، مادام الشاعر رائيا فأن الكثير من هذه الكشوفات والاشراقات ما لا يحتمله زمنه ومكانه فضلا عن ان واقعه لا يمنعه الفرصة لقول كل ما يريد، لهذا يذهب بعيدا في الرؤى والاستشراف. وحينما يكون واقعه كواقع العراق في الزمن الماضي من ظلم ومصادمة وتغيب ودكتاتورية فأنه حتما سيمنح الامل للمستقبل وسيمنح ذاته المفردة خصيصة مجتمع كامل. من مرارات لا يمكن تصورها. وعليه يشتغل النص بتلمسات الواقع المرير ليبثَّ الاسئلة الوجودية الى القادم من القراء، والامل في الواقع، ولهذا تتعدد معاني النص تبعا لزاوية الرؤيا التي ينظر منها المتلقي. وكلما لمحت متلقيا نابها. كان بامكانه اعطاء تأويلات للمستقبل من خلال النص. وبذلك تتعدد وجوه المتلقي ثم ان هناك التسمية في نص (كون في داخلي) هي انه نص مفتوح مغاير في زمن الكون الأول والى زمن الكون الأخير. وعلى ذلك فان هناك سعة في التأويل يمنعها النص فضلا عن ان مجالات الرؤيا تختلف من مكان لآخر في النص الواحد. والشعر وليد لحظته المقدسة التي لا يمكن اكتشافها وصنعها. ولما كان حال الشعر وليد هذه اللحظة فأنه حتما سيصب معانيه حسب لحظات الهياج والقلق والازاحة والتأمل والتي تظهر بشكل ما على هيئة نص شعري.
* هناك مقاطع في مجموعتك الشعرية (يسعى) نرى فيها توظيفا واستثمارا للنص القرآني أو النبوي أو التراثي، وهذا يستدعي منك صناعة، ولكن في الجانب المقابل نراك تلقائيا في مشاعرك وخاصة في القصائد العاطفية، فكيف تستطيع ان تجعل مشاعرك تتلاقى مع صناعتك؟
- الحقيقة ان بناء (يسعى) لم يكن سهلا، وقد تداخلت الصناعة مع الفطرة في إنشائه ولكن الغلبة كانت للفطرة وحيث انني معجب غاية الاعجاب بالنصوص القرآنية والتراثية العربية وكثير القراءة لها، فان انسراحها الى نصي الشعري وارد تماما ولم اتعمده يوما حيث مازال هذا الهاجس يتعبني ويزيلني ان اكون صانعا، وفي الوقت ذاته تلقائيا. نعم هناك بعض الصناعات ما تعطي للنص جماليته ومعناه، لكن ذلك لا يبرر انه مصنوع، اذ ان المتلقي سيكشفه، لهذا احاول التركيز على الإنساني والروحي. وهذا في حقيقته ليس من الصناعة بشيء.
* (وفي كون في داخلي) كتابك الثالث، ظهرت في بعض نصوصه اشكالية موضوعة المرأة وفي تناول موضوعتها، بين التجلي معها والحقد عليها، كيف تتعامل مع هاتين المفردتين المتناقضتين؟
- "كون في داخلي" من المشاريع المعقدة الذي استغرق انجازه اكثر من 8 سنوات، وفيه اشكالات شعرية متعددة ومنها مفهوم القصيدة الكلية التي تذهب الى التداخل الاجناسي، لهذا سعى هذا العمل الى تدوين الذاكرة ومنها الذاكرة عن المرأة. فالشكل العام هناك امرأة قدسية تحتل وجدان صاحب النص ومشاعره وفي المقابل هناك امرأة اتخذت شكل العدو. وفي العموم أنا اتحدث عن انثى مطلقة، واحيانا لا اقصد المرأة بل قد تكون الطيبة أو الفكرة أو المدينة وبهذا جاءت المرأة بمواقف متعددة حسب المحتوى الذي تقع فيه وهي المحبة، الصادقة، الخائنة، المترددة، الحاقدة واظن ان هذه الصفات واقعية وحقيقية في داخلها مادام الانسان يحمل بين طياته المناقضات.
* لمن يكتب احمد آدم، ومن هو متلقيه؟ اقصد من هم جمهور أحمد آدم؟
- بداية لا اكتب الا ما يعبر عن نفسي. وهي سمة غالبة عند جميع الشعراء الا ان المسألة المهمة هي تداخل الانا مع الاخر ومدى تواصلها معه. ولذلك فان الكثير من النتاج الادبي والفني يسقط بسبب ابراز الجانب الذاتي وعندما تتحول الأنا الى جمعية، يكون الابداع الق، حيث تلتقي المشاعر والهموم واما الشاعر مع مشاعر عامة لفئة كبيرة من الناس، فان المتلقي بوجه سيلتقي مع الشاعر الفنان في الاساسيات التي هي احاسيس كونية انسانية وتبقى التفاصيل الصغيرة، وهي أولا: مدى حساسية المتلقي لنمط الكتابة، ثانيا: مدى الصدق والانسة. وثالثا: مدى تطويع الحادثة لتكون أقرب الى المتلقي والواقع الملموس.
* هناك من يقول ان الصورة الشعرية لديك قريبة جدا للصورة الشعرية التي يشتغل عليها الشاعر ماجد موجد... ماذا تقول أنت؟
- الشاعر ماجد موجد شاعر كبير، اثبت جدارته في الكثير من تجاربه الشعرية، ولكني لا أجد شيئا يجمعنا على مستوى الصورة الشعرية فصورة ماجد اكثر تعقيدا، الا ان هناك شيئا مهما يربطنا هو اننا الاثنين نشنغل على هموم الانسان، وتجمعنا اواصر مشتركة اولها الحب للاخر، وآخرها الحب للاخر، وما دمنا كذلك فان الانسان في القصيدة يكون اكثر شبها بنا معا. ولا تنس علاقة الصداقة بيننا فهي اكثر الاشياء شاعرية.





الصديق الشاعر المبدع جمال الهاشمي المحترم
تحية طيبة واحترام كبير لشخصك الكريم
لقد تاخرت عليك بارسال القصائد والمعلومات التي اردتها في مهرجان المتنبي بسبب نسيان الاميل الخاص بك عند صديقي الشاعر ماجد موجد .
صديقي العزيز جمال
في ادناه المعلومات وبعض القصائد ارجو ان تبعث بها الى الموقع الذي ذكرته لي … مع التقدير
الشاعر احمد ادم
من مواليد كربلاء عام 1967
صدرت لي المجموعات الشعرية الاتية
1. يسعى | تكوينات نصوص 1997
2. استدراك 1999
3. كون في داخلي 2000
4. لايكف عن روحه تحت الطبع
نشرت الكثير من القصائد والمقالات في الصحف العراقية والعربية والاجنبية
اعمل حاليا فضلا عن الكتابة الادبية في مجال الصحافة


المبرعمون

احمد آدم
نعد على الاصابع افراحنا،
نعد قتلانا بالحصى،
فتبكي النساء، رجالا على خطى ابائهم،
نلوذ بامانينا للنخيل..
ونقذف اسئلتنا في الماء،
نتخطى اقدارنا غناء يفضح الموت،
نسور القباب بدمائنا، ونحنيها بروعة الانتظار،
نخلد الانهار باحزاننا،
نتنهد من قوتنا التي تخنقنا..
فنطلق اغانينا، حين نطير حمام رحيلنا..
وطياراتنا الورقية عاليا،
نرتدي الاسود، العمر واحتضار الذكريات،
واذ نشاء:
نطيل العناق بذريعة الشوق،
نحمل رعبنا بذريعة السلام،
ونمشي حفاة على الاشواك، لنخجل الطرق المعبدة.
نشرب الماء ونغص بالعطش،
يا ارض اذكري قتلاك،
يا ينابيع اذكري عطاشك..
بيوتنا من صخر المدن المليئة نشوة وضياء،
وذاكرتنا خيام سبايا وعتمة مستحبة،
ندعي ان ابانا بعثر بذوره على الشواطىء..
فجاء باولاد لهم رائحة الينابيع،
وكان الماء حلال مشاكلنا..
نغرق فيه حاجاتنا ونمضي،
بحزننا الدائم نتزوج..
ونملء بيوتنا صخبا ومرحا واطفالا.
رعاة لم نجلب معنا سوى مرارات المساء،
فلاحون نهتز مثل السعف ولها..
وتمطرنا العزلة وابلا من الحزن.
غرباء البلى.. غرباء الديار..
من وراء الحكايات جئنا/ نجر نوافذنا صوب البداية..
نقف على الابواب والشوارع المدججة اسى..
تضيفنا اللغة المغلقة..
فنمد صدورنا على وسعها، باتجاه المعنى،
خائبون في صدقنا/ وقلوبنا يخمدها البكاء،
جائعون ونحتشد بالزعفران،
مراثينا لا تدل علينا،
ونعتكف في سرادق محنتنا،
نربي موتانا على امن الاستقامة،
ودماؤنا مثل ارواحنا لا يصيبها الصدأ،
نسكن المدن/ الاسفلت،
ووجه الصحراء عيوننا الضاجة رحيلا،
عامنا عشرة ايام حزن لا يحصى..
ويبدأ السواد في تاريخنا حين ذهبنا دون عودة.
لماذا اتينا؟..
والودق تولى امر زماننا،
ومن مواعيدنا التي وطأها الضحى..
اقتربنا للمعاني،
نحن الظاهرون حين نغيب،
مشاؤون نتقن التعب،
وبعد:
حين تلد الارض اسلافنا،
نعد على الاصابع قتلانا،
نعد افراحنا المؤجلة بالحصى،
هكذا..
نبرعم تاريخا..
ونحن راحلون.


يحلو وانا فيك
احمد آدم
عامك الورودي
يضيء على دقائقي
وانت تؤمين حدائق العالم
افصل الالوان على ضحكاتك
وانتظر حولا حتى تقفي قبالتي
لهذا ازهرت فيك قمرا هزيلا
تنظرين اليه من بعيد
في المسرات التي تعدو خلفك
اشاهد...
لست انا.. لكنه قلبي
ومن وراء التفاتي
يسقط شوقي
عسير ليس الكلام
عسيرة هي اللهفة
وفوق الابيض من عمري
يتجاوز سواده
كيف اقول لعمري احبك
وكيف تصدقينني
كيف اقول للسلام الان
لاتطرق بابي
هي وحدها ستدخل
وحدها البستني
جسدا غامقا
ورجاء من بلور
عامك يحلو
وادق الزمن
بيدين من صبر وامل
هل تؤمنين؟
ليس في المجيء ظلا
احاورك تراكما من الحنين
وفيما ادرك وحدتي
يسري في عروقي انشادك
فأمحو النسيان والحدود
تنمحي فراغات الزمن
هل اطىء الليل بدبيب ذاكرة
احبك..
ضربات الظلمة سائلة
وتتدقق علي
استدرج ذهولي بالاغنيات
والجدران تسير معي..
في لوعتي وتآكلي
اي باب احدثها عن مسارك
اي دمعة تشهر كفها لك
لتعرفي امتدادي..
وحشدي وتكاثر نوافذي
عامك يحلو
وانا فيك


وثالثهم
احمد ادم
نبوءته كلمة .. وثبت على احزانه
وابتدأ بمنفاه،
لاخضر في الذكريات
مضت دعاءاته
والمعالم كلها
هنا طافت امانيه
علىمقعد من رصيف
هاجسه التواريخ، وقدتناءت
والفراديس باخطائها
من يفسر له كواكبه الآفله؟
وأيّ ضرر يناله من صوته العنيد؟
ذلك قربه للمعاني
تجيش احاسيسه بالبحار
بلاد من القصب نياته
تمجد روحه الشادية
اخلى نقوشه من ايمّا مرآة تفضحه
وبان دخان صمته عالياً.
الحكمة القت خلاخيلها
على اعشابه
بَيْد خبرته في العناق
حالت دون خلوده
لسنين نثر العسل على الورق
فكانت دبابير الوقت عليها
وهكذا..
نقل قوته .. وغابت في رمل الوحشة
ولسنين امعن في قرطاس محنته
اثمر فوق الرصيف فراشات
وامنيات
وغربة
ذات الشمال..
يبتاعون الشموس المصاغة
بحفنة حكايات
ذات اليمين..
عرائس وحروف طرق
تخلّد صدره بالاسى..
وهو .. باسط نظره ملياً
فلا يجد غير رصيف يطل على صحراء


بانوراما الدم
احمد ادم
الرياح بلا بذور.. تلف الرمال، استغرقتني هواجس
الصحراء/ والافق وحشي/ استفاضت وحشته صورا
مخبوءة وراء الشموس،
هذا مروري، وترحالي عتيق..
الارض بللتني بالتذكر/ يمرق الرمل في جرحي فأكبته،
واكتب الافق نجيمات من الرؤيا..
اعبر وجهي المحاط بالحوافر المليئة بالفراغ..
والسماء فاتها وقت المطر..
افقت. والجثث استحضرت اسئلتي/ غطت مساحة حيرتي
باطراف الخطى المطلة على نظري..
انتشرت الجثث هابطة وصاعدة وارتمت في لحظة،
استعاد الجرح ذاكرة الظما.. وفي اوج اقترابها من رقص القبائل وابتداء الدماء،
تقافزت في ذاكرتي اشتباكات الحصار،
واندلعت اجنحة الندى للتذكر السخي..
بمرآي شاهدت الخطى وهي تنصت للارصفة،
يستألف خيط الشمس حجر النهر، والطيور غادرت المكان..
تراجعت من فضائح رحلت عن عري الضحى،
والحمائم تهجر الوانها، وقد استوى الدمع قطيفة على
المآذن المستقام لها الزهو..
والانانية اتلفت روعة الافق/ هبطت ناثرة يباسها خيانة
وقبورا - ايتها الانانية - ايها الاختراع الموبق -
وجوه يستجلي رماد عيونها بالمواويل،
تسيح في كثافة الليل المقيد بايقاع المراثي.
فلماذا لا قبر ولا طقس استوطنا مراسيم البكاء؟
انتشر الغليان في جسدي/ واجزائي انكسرت،
تجرحها قيامة الفصول..
وابتدأت تهوي خطوط احتمالي..
تفتح شهوة الروح الى امس من رمال،
روح مقطوع الرأس..
مرح سمج وجراحات امتلأت في الزوايا..
تشارك مجد الفوضى وحضور الانقسام..
ورأيته..
يسير القوافل نحو بهجة المراثي،
بصمت دامس يلقن القباب،
يفتح الابواب عن رعدة الخوف/ يبعثر السقوط
ورأيت شرا شديدا تحت الشمس يتبعه،
تدلى فيض السحر على الارض/ علت غمامة سوداء
في الافق المؤجل،
ارعدت زوابع من طين عميق، اسماء تلاحقها الرياح
التهبت الارض، وتبرق نسج امطارها اقصى السماوات..
واحالت كل شيء الى ظلمة،
تحطمت احداق الصواعق على خطى الشاطىء..
شر شديد تحت الشمس رأيت..
منفاه المياه التي تغرق ونوره يستطيل،
يمتد الى النهايات المقدسة..
وجهه كوكب يكشف حزن مدينة متربة،
له الكون المتهدل بالندى وروائح الورد المبلل بالحناء..
والقبائل تساقطت واحدة تلو الاخرى..
يترافد مكرها وتعتلك دخول الوقت،
تلاقحت بالهجوم على السنابل،
في منابتها كانت تحوك النهارات عصفا..
واحلامها اشباح رخيصة..
لعل الضياء الذي تعمد بين يديها،
افرغ المدى..
في مآذن مشدودة للسلام.














#جمال_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة حول موضوع تحالف القوى الديمقراطية


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الهاشمي - ملف الشهيد الشاعر احمد ادم