سر مناهج الحفظ والإعادة والإشادة بالقديم مهما كان عديم القيمة ؟!! العقول العربية الأذكى تترك العقول العربية الأكثر بعدا عن الإبداع تقودها؟

غادة عبد المنعم
مفكرة

الحوار المتمدن-العدد: 4225 - 2013 / 9 / 24 - 15:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

من مدهشات الأمور فى عالمنا العربى الغريب أن الملايين ينفقون من أربع لثمانى أعوام فى الجامعات والدراسات العليا لدراسة نحو العربية نفسه الذى سبق ودرسوه فى المراحل التعليمية الثلاث الإبتدائية والإعدادية والثانوية (12 عام لدراسة منهج كان من المفترض تخصيص عام واحد فقط لدراسته) بينما لا يوجد فى كل عالمنا العربى من الخليج للمحيط أكثر من عدة مئات من الأشخاص ممن قاموا بدراسة لهجات العربية العامية ومقارنتها بعضها بعضا (أقدمها اللغة الكردستانية التى يقال أن عمرها 8 آلاف عام ومنها النوبية والبشارية وباقى اللغات التى يتحدثها مجموعات صغيرة فى العالم العربى).

تخيلوا لو كان مليون شخص بدلا من عدة مئات قد درسوا اللهجات العربية وقارنوها لكانوا منذ ألف عام أو يزيد قد أدركوا ما تمكن الكمبيوتر من إدراكه حديثا بالمقارنة وهو أن كل اللهجات التى تستخدم فى الدول العربية أصلها واحد ولكانوا تطرقوا لدراسة لغات العالم القديم فعرفوا أن كل اللغات يجمعها متشابهات تكونت بسبب العلاقات التجارية والتعاملات بين مختلف الشعوب (جزء من نظرية وضعتها حول اللغات القديمة ) ولكانوا قد كشفوا عن النطق السليم للغات القديمة ومعانى الكتابات القديمة ..
لكن عيب العقلية العربية (عقلية شبه الجزيرة العربية) هى أنها تعيد وتزيد فى الفارغ فهى تحث العرب على حفظ الشعر القديم وإعادة دراسة النحو مليون مرة وحفظة وقراءة القرآن يوميا وقراءة كتب السلف يوميا دون أن تحثهم على الإضافة لهذا الكم التراثى الذى استقر عليه والذى لن يفيد الإعادة والزيادة والحفظ له، فالقرآن باق والشعر القديم لا يحتاج لحفظ والحديث موجود ومجموع ولن يزيد الثقافة العربية الإعادة والزيادة للوصول لنفس النتائج القديمة فى هذه النصوص مقدسة كانت أو تاريخية، ما قد يفيد حقا هو دراسة كل ما لم يتم دراسته بعد والتفكر فيه والبحث بشأنه..
قلت أن عيب العقلية العربية هو الميل للحفظ على حساب الإبداع وعلى حساب البحث والتفكر وعيبها هو النزوع للإشادة بالقديم للهروب من تلقى الملامة بسبب القصور عن إبداع الجديد (والقديم قد يكون مبجل لأسباب حقيقية أو لأسباب كاذبة أدعيت لكى تعلى من شأن الجهل وعدم القدرة على الإبداع فالعربى مثلا يفتخر بأصوله التى ليست أكثر من خيمة كان يعيش فيها قطاع طرق يهاجمون باقى إخوانهم فى القبائل المجاورة ويغيرون عليهم فيقتلون الرجال ويخطفون النساء والأطفال).

قلت كل هذا عن عقلية عرب شبه الجزيرة وأضيف أن من حظنا الجيد أننا نحن الشعوب المتحدثة للعربية لسنا جميعا عرب ذوى أصول تعود لشبه الجزيرة بل نحن جماعات عرقية مختلفة مصريون وعراقيون وسوريون وليبيون وجزائريون وتونسيون ومغاربة وموريتانيون وصوماليون وسودانيون وغير ذلك ولكل عرق من هؤلاء سمات نفسية وذهنية مختلفة سمات مكنت بعض من هؤلاء (المصريون والعراقيون والسريون والتونسيون على الأقل) من إبتكار الحضارة البشرية كما عرفها البشر قدماء ومعاصرون وهذا يعنى أننا على عكس عرب شبه الجزيرة لدينا حافز قوى للإبداع، لذا علينا أن نبدأ فى التحسن وألا نترك عيوب عقلية لديها طرائق تفكير منحرفة لتقود عقليات أذكى ذات تاريخ طويل فى الإبداع.

أقول هذا لأننى أدرك أن كل المناهج التى نحشرها فى دماغ أطفالنا العباقرة على مدى 14 عام من التعليم الأولى لا داع لها وكلها يمكن إختصارها وتعليمها للأطفال مع ما يماثلها فى الحجم فى المرحلة الإبتدائية فقط وبعد ذلك يمكن للطفل المصرى بسمات عقله المبدع دخول الجامعة..
ذلك أن ما توفر لدى من معلومات يؤكد أن الطفل المصرى (والعراقى والسورى) يمكنه دخول الجامعة ومعالجة المناهج العلمية لها فى سن يبدأ من الثامنة لذا أرجوكم كفاية قرف وحفظ ولت وعجن وإعادة وإشادة وكلام فاضى ولنبدأ فى إصلاح التعليم وتعليم الأطفال ما يفيدهم والإنتهاء من فترة التعلم بالتلقين فى المدارس مبكرا وإعدادهم مبكرا لدخول الجامعة ليبدأوا دخول معترك الحياة العملية مبكرا وهم على مشارف المراهقة كما يجب لهم وكما يناسب ذكائهم وإبداعهم.

#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل