أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر مراد - اليوم الحزين














المزيد.....

اليوم الحزين


ثامر مراد

الحوار المتمدن-العدد: 4224 - 2013 / 9 / 23 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"اليوم الحزين".
" لماذا يحاول ألأنسان أن يُدمر العلاقات ألأنسانية التي تربط البعض ببعضهم ألآخر؟ اليوم – وأنا- أمر بالصدفه بالقرب من العائلة المنكوبة في – حي الطعمه- حيث ألأنفجار الذي دمر كل شيء ليلة أمس في مجلس العزاءشعرتُ أن الحياة هنا أصبحت بلا قيمة . كان هناك أطفالٌ يتهامسون فيما بينهم قبل العشاء ويتحدثون ببراءة طفوليه عن نوع العشاء واللحم الذي سيتناولونه بعد قليل. مجالس العزاء وألأعراس بالنسبةِ للصغار – هو طعامٌ لذيذ وخدمة ممتاوة مجانية- قبل العشاء بقليل جاء أحد ألأطفال وقال لي ببراءة " عمو لماذا لاتذهب للفاتحة وتتعشى هناك؟" قالها ببراءة مطلقة تنم عن حب ألآخرين وطريقة ترسم لها تقاليداً عشائرية وُجدت في مجتمعنا العراقي منذ ألأزل. بررتُ له سبب عدم ذهابي – لأسباب شخصية- ...راح مبتعداً وهو يضع قطعة الحلوى في فمه بعد أن دفع ثمنها مزهواً بطفولتهِ الجميلة.كانت الليلة التي سبقت ألأنفجار هادئة جميلة على الرغم من الترقب والخوف من كل شيء قد يحدث في أي لحظة. ذهب أغلب ألأشخاص الذين كانوا يسكنون بالقرب من دكاني الصغير لحضور عشاء العزاء. بعد فترة قليلة من الزمن شعرت أن البضائع الموجودة على – الرفوف- بدأت ترتعش وكأن زلزالاً بدأ يظهر في ألأفق البعيد. صرختُ بعفوية " ياستار".كان ألأنفجار قريباً نسبياً من مكاني الذي أعتاش منه بشق ألأنفس.شاهدتُ أشخاصاً كثيرون يركضون في الشارع متجهين صوب مكان ألأنفجار. دون تفكير بدأت أتصل بألأقرباء وألأشقاء أستفسر عن أحوالهم.كانت جميع هواتفهم مقفله .شعرتُ أن دهراً مظلماً قد سيطر على روحي وعلى كل الشارع الطويل. سيارات أسعاف وجيش وشرطة تنطلق كالصاروخ فتثير غباراً مخيف.إنها الطامة الكبرى التي بدأت تعصف بأرواح الفقراء والمساكين. أطفالٌ يركضون نحو بيوتهم وعويل نساءٍ يصم ألآذان ورجال يركضون يلهثون كل واحدٍ يحاول الوصول الى هناك كي يطمئن على شقيقٍ أو صديقٍ أو قريب. صرخت الى طفل يركض بخوفٍ وهلع" تعال..تعال" تقدم الطفل مذعورا وآثار الخوف يرسم على وجهه صورة ليس لها مثيل. دون أن أوجه له السؤال راح يقول وأصوات أنفاسه تصم آذاني " عمو..إنفجار.. فجوروا الفاتحه...مات أكثر ألأطفال وهم يأكلون..مات أحمد وقاسم وجاسم وعلي...تناثر الطعام على ألأرضِ في كل ألأتجاهات" . هرب من أمامي دون أن يهتم لحيرتي." لا...لا..لقد مات الطفل جاسم الذي طلب مني الذهاب قبل قليل". جلست متهالكاً كأنني أنزف كبقية النازفين دماً بلا إنقطاع. أي حربٍ هذه التي نخوضها؟ أي عدوٍ هذا الذي تسلل في جنح الظلام؟ بألأمس مات أبرياء كثيرون في مدينةٍ أخرى تقع في الرصافة واليوم يموت أبرياء في مدينةٍ تقع في الكرخ. أي حزنٍ نتبع هل حزن الرصافة أم الكرخ..الجميع ينتمون الى بغداد الحبيبة ولايهم الى أي طائفه ينتمون...هم أبناء بلدي وأصدقائي. لي أصدقاء كثيرون في المدينةِ التي تفجرت في الرصافة ولدي أصدقاء في المدينةِ التي تنتمي الى الكرخ. لا أعرف لماذا تذكرت في تلك اللحظةِ ألاغنية التي تقول " أرد أنشد الصوبين كرخ ورصافه..وال- أخذ كلبي وراح ياهو اللي شافه-. ؟؟؟؟ راحت الدموع تنهار من عيناي كأنها أنهار تجري في صحراءٍ ليس فيها نبات أو زرع......ِ
مهداة الى شهداءِ الرصافةِ والكرخ



#ثامر_مراد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلطنة عُمان تعتمد هذه الاستراتيجية لجذب السياح في المستقبل
- أعمق ضربات في باكستان منذ أكثر من 50 عامًا.. مراسل CNN يفصّل ...
- الهند وباكستان.. من يتفوق بالقوة التقليدية والنووية؟
- بالأرقام.. ما هي قدرة باكستان أمام الهند مع التهديد بالرد؟
- باكستان تتهم الهند بشن هجوم على محطة الطاقة الكهرومائية
- السجن يعزز شعبية إمام أوغلو: عمدة اسطنبول يتفوق على أردوغان ...
- باكستان تُعلن ارتفاع حصيلة الضربة الهندية إلى 26 قتيلاً وتتو ...
- رسالة من البابا فرنسيس في مقابلة لم تنشر في حياته
- تحطم 3 طائرات حربية هندية داخل البلاد والأسباب مجهولة
- الشرطة الهندية: قصف باكستاني يتسبب بمقتل 10 أشخاص على خط الت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر مراد - اليوم الحزين