أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي الزيات - الدوله العويله














المزيد.....

الدوله العويله


محمد علي الزيات

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 03:17
المحور: كتابات ساخرة
    


"الدوله العويله"

انتشر في مصر منذ ما يزيد علي السنه مصطلح أطلقه أحد الكتاب الكبار سماه "الدوله العميقه" وهو مصطلح يشير إلي تعقيدات وشبكة مصالح بين أفراد وأجهزه في الدوله تستطيع أن تعطل وتشل البلد بأكمله حين تريد,ولكن بالتدقيق في الأمر تشعر أننا إزاء دوله "عويله" أكثر منها "عميقه".

والدوله العويله هي تلك الدوله التي يوجد بها ما يسمي بالمرفق القومي لتنظيم الإتصالات " "NTRAوالذي يضم رئيساً وموظفين يتقاضون رواتبهم نظير عملهم الذي لا يعود بأي نوع من الفائده علي المواطنين والذي لم يأخذ منه أي مواطن في بر مصر حق ولا باطل في أي شكوي قدمها ضد شركة تقدم خدمات الهاتف الأرضي أو الجوال أو الإنترنت.
وهي تلك الدوله التي تقوم حكومتها بإلغاء مصروفات العام الدراسي عن طلاب المدارس الحكوميه بدعوي تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين مما يهدر علي الدوله مئات الملايين من الجنيهات هي في أمّس الحاجه لديها بالرغم من أن مصروفات العام الدراسي "كله" أقل من مصروفات شهر واحد من الدروس الخصوصيه .
وهي تلك الدوله التي تنفق ربع موازنتها علي دعم الوقود ومع ذلك فالمشكله قائمه باستمرار وتتفاقم من حين لآخر.
وهي تلك الدوله التي تهدر مركباتها أكثر من نصف هذا الوقود في الزحام أو الشلل المروري كما يهدر فيها المواطن نصف عمره في الطرق والمواصلات بسبب هذا الزحام لدرجه يصبح معها السير علي الأقدام أسرع أحياناً من ركوب السياره.
وهي تلك الدوله التي لا يوجد بها نقل عام محترم يليق بالإنسان وإنما علب سردين يسمونها سيارات وأتوبيسات بالزور والبهتان.
وهي تلك الدوله التي توجد بها وزاره ومباحث للتموين وهيئات رقابيه كثيره ومع ذلك فأسعار السلع الإستهلاكيه في مصر ترتفع بشكل يومي بلا أسباب ولا ضوابط ولا معايير والسرقه في السلع المدعمه أصبحت شبه قانونيه ومتعارف عليها.
وهي تلك الدوله التي يذهب فيها المواطن لقسم الشرطه ليحرر محضراً أو يطلب النجده للقبض علي مجرم أو تنفيذ أحكام صدرت لصالحه فيرد الساده الأفاضل :"إحنا مش فاضيين ..إحنا بنحارب الإرهاب".
وهي تلك الدوله التي لا يشعر مواطنوها بالأمن والأمان وأصبح مفهوم الأمن الحقيقي نوعاً من الخيال وحلماً بعيد المنال.
وهي تلك الدوله التي توجد بها قرية "دلجا" والتي ظل مسيحيوها لأسابيع يئنون من سطوة إرهابيين وتكفيريين قبل أن تتكرم الدوله وتحّن عليها وتتدخل لحمايتهم بعد أن تم قتل وإصابة وتهجير بعضهم.
وهي تلك الدوله التي لا تستطيع أن تحل مشكلة بحجم مشكلة القمامه وتستعين بشركات أجنبيه من أجل حلها وتفشل أيضاً.
وهي تلك الدوله التي يفطر فيها المواطن ويتغدي ويتعشي كلام ولا يحدث أي تقدم ملموس علي الأرض.
وهي تلك الدوله التي يُقدَّم فيها يومياً عشرات البلاغات التي تتهم الشرفاء وتعطل وتؤخر من عمل النيابات والمحاكم ولا يوجد بها قانون يحاسب مقدمي هذه البلاغات المزوره.
وهي تلك الدوله التي يوجد بها 76حزباً سياسياً في حين لا يستطيع كثير من هذه الأحزاب أن يحصل علي مقعد واحد يمثله في أي انتخابات .
وهي تلك الدوله التي يربح فيها أصحاب الشركات والمحال والمصانع والمطاعم بنسب تفوق الـ200 % ولا عزاء للمواطن "الزبون" ولا يدفعون ضرائب تليق بحجم النهب الذي ينهبونه.
وهي تلك الدوله التي تدعم الصحه بـ مليارات الجنيهات سنوياً في حين أن المواطن يتعامل مع المستشفي الحكومي بمبدأ "الداخل مفقود والخارج مولود".
وهي تلك الدوله التي يتقاضي فيها الطبيب والمعلم والمهندس والموظف الحاصل علي مؤهل عال ربع ما يتقاضاه الحاصل علي دبلوم فني أو إعداديه في وزارة الدفاع أو الكهرباء أو البترول.
وهي تلك الدوله التي لم يجرؤ برنامج تليفزيوني واحد من عشرات البرامج علي فتح ملف مجزرة أبوزعبل والتي قتل فيها 38 متهماً علي يد ضابط شرطة في سيارة الترحيلات كما لو كانوا كلاباً .
وهي تلك الدوله التي يتشوق فيها المواطنون المدنيون العاديون لحاكم عسكري يعتبرونه مخلّصاً ومنقذاً بالرغم من أن كل بلاد الدنيا المحترمه يحكمها مدنيون.
وهي تلك الدوله التي تجعلني مصاباً بارتفاع في ضغط الدم رغم سني الصغيره ومن ثَّم كتابة مقال لتفريغ شحنة الغضب الزائد حتي لا أصاب بجلطه في الدماغ فأريح وأستريح.



#محمد_علي_الزيات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي الزيات - الدوله العويله