|
هل المسلمين في حاجة إلى نشر -إسلاماً بكراً- من جديد؟!! ..... حروب -الرَدّة-.. وفتاوي -جاهلية-
سالم أيوب
الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 17:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لمن ليس متبحراً بالتاريخ الاسلامي وباختصار شديد، حروب الرّدّة حدثت ما بين (11هـ – 13هـ / 632م – 634م) وهي الحروب التي حدثت بعد وفاة رّسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام بسبب ارتداد غالبيّة العرب عن الإسلام، فلم يبقَ مواليًا لحكم ابي بكر سوى القبائل المحيطة بالمدينة بالإضافة إلى سكان المدينة المنورة ومكة المكرمة والطائف. لقد قرّر الخليفة الأول من الراشدين أبو بكر الصّديق مقاتلة جميع المرتدّين ولم يترك أحدًا منهم رغم توجّه بعد الصّحابة إليه أن يترك من امتنع عن دفع الزّكاة من القبائل. فأرسل الجيوش الإسلاميّة بقيادة عكرمة بن أبي جهل لمحاربة لقيط بن مالك في "دبا" .. فحاربه حتى قتل في المعركة. ومن ثم خالد بن الوليد لمحاربة مسيلمة الكذاب. وانتصر خالد على مسيلمة في معركة "اليمامة" التي كانت من أقسى المعارك التي خاضها المسلمون.
لقد حدثت "الردّة" الأولى بعد وفاة خاتم الأنبياء والمرسلين من الله الى البشر مبشراً بدين الاسلام لعموم الناس. أما اليوم فحديثنا عن "الردّة" الثانية فهو لسبب أن الاسلام والرحمة والمودة برأيي قد ماتت في قلوب البشر! فلا الاسلام أضحى كما عرفناه ولا الناس أصبحوا يتعلمون الاسلام بحقيقته!! البشر منذ عقود فائتة يتجرعون اسلاما غريبا عن منطق العقل والفؤاد، (عند من يستفتي عقله وقلبه في اتباعه للاسلام)، مع أن القرآن الكريم بما أنزل كما هو ولم يمس .. بالرغم من محاولات تحريف بعض آياته، كما فعل جورج الابن من خلال عملائه من المتأسلمين والمتنمرين على الاسلام بانتاج كتاب "الفرقان"، الذي كشف زيفه وتحريفه .. لأنه كما قال الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام... لا تزال من أمتي فئة تدعوا الى الخير وتنهى عن الفحشاء والمنكر، ومنهم من هم حفظت القرآن الكريم بالحق وكما أنزل.
لم يستطع أعداء الاسلام أن يكللوا تحريف القرآن بنجاحات يبنى عليها آمالاً بحرف الأجيال القادمة من المسلمين عن بوصلة الكتاب والسنة الحقة، كما فعلوا سابقاً مع الانجيل المقدس، فجاءوا لنا بشيوخ الفتنة و"الفتوة" وألبسوهم عباءة رجال الدين و"أنعلوهم" عمامة التدين فوق رؤوسهم. فتارة تراهم وهابيين وآخرهم قاعديين وما بينهما من إخوان وسلفيين، كانوا وبالاً على المسلمين لأنهم ببساطة هم ربيبة أجهزة المخابرات الماسونية ومرجعيتهم تعود الى الشيطان الأعظم المتمثل في "النورانيين". عقود عديدة مرت تقترب من قرنين والشعوب المسلمة تتعرض لأبشع أصناف التظليل الفكري والعقائدي لكل ما له علاقة بالاسلام وتعاليمه وشرائعه مع سننه. لقد أصبحت الشعوب المسلمة فاقدة للبوصلة الاسلامية الصحيحة بسبب ما ينتج سنويا من فتاوي دينية اعتنق الكثير من العامة المسلمة الانقياد خلفها دون الرجوع الى الكتاب والسنة!! باعتقادي لا عذر للمسلم بعدم استفتاء عقله وقلبه في دينه لاسيما أن الحلال بيّن والحرام بيّن أيضاً، ولكنني سأجد العذر لهم لسببين، الأول أن الأجيال على مدى عقود فائتة تعتبر "مدجنة" فكريا على يد أنظمة هي بالأصل فاقدة للشرعية السماوية والقانون الوضعي بحكم جهل الآباء والأجداد السابقين بحقوقهم وواجباتهم. والسبب الثاني يتمثل في أن قرارنا كشعوب مسلمة وأنظمة لا يمت لنا بصلة!! لأن حاضرنا ومستقبلنا كما حال ماضينا، كان مرتهناً لقرارات المستعمر سواء كان التركي أو الغربي .. ولا يزال هذا مستفشياً الى هذا الوقت!.
المؤلم أننا كشعوب وأنظمة لازلنا مستعبدين من "الماسونية"! فإن قلنا الشعوب لما هي مستعبدة؟! فالرد يكمن في أنمذجة "الربيع العربي" الذي سيفه مسلطاً على رقابنا! فإن قمنا على الحاكم .. دارت "النوايا" والمصائب من حولنا! وسنفقد الأمن والأمان والاستقرار هو هو حاصل في الدول التي أصابها "الطاعون الربيعي". وإن عصى النظام الحاكم ربه "الماسوني" ولم يلتزم بالاوامر الموكلة إليه، دارت الدنيا رحاها بعواصف وزوابع عملاء بني ماسون كما هو الحاصل في سوريا! للأسف، نحن كشعوب خاسرون في جميع الأحوال. ولكن أخف الوطئ هو استمرارية تدجيننا بالاستماع للنظام وهم عليهم الطاعة والتنفيذ لحكام العالم المجهولين في السرادق. لعل أبسط برهان يمكن الاستدلال به على مصيبة جميع شعوب الأرض هو الشعب الأميركي ورؤسائه "الكومبارس"!! نعم هم كذلك... إن أكبر خديعة مورست على الشعوب هي "الديمقراطية"، والشعب المخدوع الذي يأتي بالمرتبة الأولى هم الأميركيين وهم كذلك الأوائل بالتدجين العقلي بخديعة الرأسمالية ومفهوم العالم المادي! لقد أبطل "النورانيين" من عقول الشعب الاميركي مفهوم الحقوق لأنهم أطروا الحقوق في إطار لا يسمح لهم بالمطالبة لأكثر من حدوده المسموحة!! في حين أنهم أسسوا لمجال لامحدود بخيال افتراضي للواجبات التي عليهم تقديمها لسادة السرادق!! تحت وهم الديمقراطية التي أصّلوها في الاميركان ويحاولون في كل السبل تأصيلها على باقي شعوب الأرض.
"الإسلام" الذي نعيشه الآن ليس هو الاسلام الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.. نحن نقبع تحت مفاهيم مشوهة للاسلام جعلت من قلوب الأغلبية من المسلمين غليظة لا رحمة فيها. نرى القتل بالنحر والحرق، والزنا بفتاوي الجهاد!! والموبقات بما حلل شيوخ السلاطين!. أطفال ومستضعفين يدفعون دماءهم ضريبة ألعاب الشياطين في مسيرة سيطرة الشيطان الأعظم على شعوب الأرض ومقدراتها. وسؤالي هو كما بدأت مقالي هذا: هل نحن في حاجة إلى نشر "إسلاماً بكراً" من جديد؟!!
#سالم_أيوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزلزال قادم.. الأنظمة العربية إلى زوال (1)
-
ماذا بعد ؟ الاتجاه المعاكس.. لكل الآراء !!
-
-الفاتيكاشوعية- في زمن العلمانية
المزيد.....
-
“ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا
...
-
الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل
...
-
“طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20
...
-
إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها
...
-
غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة
...
-
مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس
...
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا
...
-
قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|