أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد الهلالي - التمثيل اليساري الديمقراطي الثوري للشعب















المزيد.....

التمثيل اليساري الديمقراطي الثوري للشعب


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 02:05
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


1
من الصعب الاختلاف في المبادئ التي تستند إليها القوى الديمقراطية واليسارية بل وحتى العلمانية الليبرالية مادامت ترتكز كلها على مدنية الدولة والعدالة الاجتماعية. لكن الاختلاف يمكن توا في منهجية العمل وفي الأولويات. لذلك فالحوار حول القضايا المختلف حولها يستدعي مسألة المنهجية في التفكير وفي تنظيم الممارسات. فإعلان المبادئ هو إعلان سليم منذ أن نشأت أول حلقة من حلقات اليسار في العالم المتحدث بالعربية رسميا. لكن هذا الإعلان ووجه بعقبات وعراقيل وأزمات وضربات وهزائم وسجون وضحايا وتعذيب. ولا بد أن يطرح السؤال في مدى تناسب الخسائر مع المنجزات؟ أي هل تعلق الأمر بخطأ في التقدير أم بخطأ في استعمال المنهج؟ أم بسيطرة أوهام تحولت بقدرة قادر إلى حقائق قاتلة؟
2
إن اليسار الآتي من التجربة الماركسية (بامتداداتها المختلفة: اللينينية، الماوية، التروتسكية...) لم ينجز بعد قفزته الكبرى بوضوح من النضال الثوري (الجماهيري وحتى المسلح نظريا) إلى النضال الديمقراطي الجماهيري السلمي. وإذا كانت بعض قياداته قد استوعبت الدرس وأدركت استحالة الاستمرارية في التجربة الأم بأساليب مختلفة فإن قواعد اليسار (المنحسرة طبعا منذ سنين) لازالت تميز نفسها عن مختلف المعارضين الآخرين (غير الرجعيين وغير الأصوليين) بانتمائها للنزعة الجمهورية الثورية التي يمكن أن تلجأ عند الضرورة للتمرد الثوري بل والمسلح. والإشكال لا يتعلق بصواب أو بعدم صواب الاختيار الأول أو الثاني نظريا. فكلا الاختيارين سليمان نظريا ووفق التجارب التاريخية السالفة. لكن الإشكال يكمن في كون تمزق وعي اليساريين بين نضال ديمقراطي سلمي انتخابي ذي أساس ليبرالي، وبين حلم ثوري تنتقل معه الطبقة المسحوقة بتمرد جماهيري إلى السلطة عبر ثورة أو انتفاضة شعبية... يشل حركتهم على المدى الطويل ويفرغ جهدهم من شحنة العمل التي عُرفوا بها حين كانوا يؤمنون بالشعار الأساسي المتمثل في ديكتاتورية البروليتاريا.
3
دخل اليساريون عهدا جديدا عمليا لكنهم لم يدخلوه بعد على مستوى الوعي المنظم لسلوكهم اليومي. وفقد اليساريون بانهيار التجربة الاشتراكية للاتحاد السوفييتي واشتراكيات أوروبا الشرقية أفقا وحافزا وعاملا من عوامل التوازن في صراع الإيديولوجيات. والمناضل اليساري محاصر بين تجربة فاشلة كان يدافع عنها جهارا ويرجع إليها كسند وكدليل على المجتمع المستقبلي الذي كان يطمح لبنائه، وبين حركات سياسية دينية فاشية انفلتت من قمقمها بقدرة القوى المتحكمة في الصراعات المحلية والدولية. وهو محاصر بين مرجعية صارت محط شبهات ونقائص وبين قحط في إنتاج ثقافة مواكبة لنضاله ولصراعاته.
4
الوضع متناقض بكل المقاييس. وهو تناقض خلاق وكابح في نفس الوقت. فالشعوب جاهزة للتغيير الاقتصادي الذي يعود عليها بالنفع المباشر بسبب ضغط الفقر وسوء الخدمات أو انعدامها وأزمات الرأسمالية التبعية. والشعوب غير جاهزة لتغيير إيديولوجيتها لتتحول من إيديولوجيتها العبودية إلى إيديولوجية ليبرالية. الشعوب تمارس حياتها بكيفية مخالفة تماما لإيديولوجية الحركات الدينية الفاشية. والشعوب غير جاهزة لتقبل دولة مدنية يكون فيها الدين ممارسة فردية محترمة وتحترم فيها جميع المعتقدات الدينية وغيرها دون أن تتبنى الدولة في قوانينها أية مرجعية دينية.
5
حين يتبنى اليسار الخيار الليبرالي في عمله (في انتظار الوصول للسلطة عبر الانتخابات وتطبيق تجربة الاشتراكية الديمقراطية الغربية كأقصى ما يمكنه الوصل إليه) فإنه بالضرورة يحصر مناضلين ومؤيديه ومناصريه في الفئات المتحررة والمتنورة. ويكون خياره هو الضغط على الدولة والفئات المتحكمة في دواليبها على ممارسة الديمقراطية الليبرالية بقواعدها الأصلية المرتكزة أساسا على الفصل بين السلطات.
6
تتطلب وضعية اليسار العمل في مسارين أساسيين اثبت منذ سنين قوته فيهما وقدرته على الهيمنة الإيديولوجية التامة فيهما وعلى قيادة الجماهير من خلالهما وهما: المجال الثقافي والمجال النقابي. وينبغي على اليسار عدم استهلاك نفسه في شعارات معاصرة مثل العمل في منظمات المجتمع المدني لأن هذه المنظمات تعمل وفق آلياتها الداخلية وتستقطب من هم متوائمون مع متطلباتها. لكن منظمات المجتمع المدني لا تتجاوز ولن تتجاوز حدودا معينة حسب كل تخصص وكل مجال. ويجب على اليسار أن يستثمر أعمال هذه المنظمات دون أن يغرق في أعمالها التفصيلية.
7
إذن المطلوب هو الثورة الثقافية والتصحيح النقابي. وتتطلب الثورة الثقافية عودة قوية لليساريين لمجال الثقافة عبر الجرائد والمجلات والندوات والجمعيات الثقافية في الأحياء وعبر العمل الثقافي في الجامعات والمؤسسات التعليمية. ويتطلب العمل النقابي إيجاد مخرج للتشتت النقابي بحيث يشكل اليساريون في جميع النقابات قوة فاعلة تؤدي لإعادة اللحمة بين النقابات أو تؤدي على الأقل لتقريب وجهات النظر وخلق تواصل حقيقي وأعمال نضالية حقيقية تقطع الطريق على المستثمرين الشخصيين في النقابات والذين يعملون لحسابهم الشخصي ويعمل بعضهم لصالح المتحكمين في الاقتصاد والدولة.
8
لا يمكن لليساريين أن يفرحوا فرح الأطفال بكل تمرد عفوي أو منظم أو مخترق. ولا يمكنهم التضحية بمنهجهم في التحليل والسقوط في نظرة صحفية لحركات التمرد في بعض البلدان ومن ضمنها المغرب. وكان من البديهي أن تمرد الربيع العربي كان تمردا في الأساس ضد رؤوس الأنظمة ولم يكن ضد الأنظمة. لذلك لا بد من التفرقة بين التمرد والاحتجاج من جهة وبين الثورة التي تحتاج لبرنامج وقيادة ونظام جديد أفضل من جهة أخرى.
9
اليساريون نخبة. تقول بتمثيل الشعب. وهذا يغير الكثير من المعطيات بالنسبة للنظرية التصحيحية الديمقراطية الليبرالية. ويجعل للتغيير مراحل ترتهن بمستوى وعي وانخراط الشعب. فالسيادة الشعبية لا معنى لها خارج الاقتراع اليوم. وإذا كان الشعب جاهلا بمصالحه مغيبا في إيديولوجية الحكام فإن السيادة الشعبية عبر الاقتراع تصبح مهزلة. ولهذا يجب على اليسار أن يصل لصياغة نظرية متكاملة في التمثيل اليساري للشعب في انتظار أن يعود الشعب لممارسة دوره التاريخي بوعي عبر منظماته الممثلة له. فما الذي يجعل اليسار أصدق تمثيلا للشعب من اليمين؟ لا بد من صياغة نظرية ملائمة للمرحلة تضع مؤقتا جانبا شعار السيادة المباشرة للشعب لتستبدله بالتمثيل اليساري أو الديمقراطي أو الثوري للشعب.
10
لا تؤثر قيادات اليسار على الشعب. ولا تؤثر على الشعب أية قيادات حزبية أخرى. وهذا يضعنا في مأزق طُرق العمل الحزبي برمته في مجتمع لم تكن الأحزاب وسيلة لتنظيمه في الماضي. لكن اليسار وقيادات اليسار يمكن أن تعود للتأثير على النخب المؤثرة في الشعب عبر العمل الثقافي والعمل النقابي وهما المجالان الممهدان بشكل أصيل وأكيد للعمل السياسي المؤدي لقوة ولتفعيل التمثيل اليساري الديمقراطي للشعب ومن ثمن للسيادة الشعبية عبر تمكن الشعب من التعيير عن نفسه عبر منظماته الجماهيرية التي عليه أن يستعيدها من البيروقراطية الفجة والخائنة والمتحالفة إجمالا مع الأجهزة الدولة.



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكائن الإخواني - الجزء الثالث والأخير
- الكائن الإخواني - الجزء الثاني
- الكائن الإخواني الجزء الأول
- الكائن الإخواني
- إصلاح التعليم أو الجحيم (المؤسسة التعليمية خط أحمر)
- نشيد المناضلين
- الشيخ إمام: إمام المثقفين
- سميح القاسم أسرار الشاعر وأشعاره
- المفهوم الفلسفي
- النظرية العلمية
- من الربيع العربي إلى الثورة
- الحُبُّ عِبَادَهْ
- يَا أَنْتِ
- قالت انتظر
- في البدء كانت النساء
- صرخة عشاق
- هَكَذا أَنْتِ الآنَ
- أنا وأنتِ
- فرح عاشقين
- أعنف اللذات


المزيد.....




- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد الهلالي - التمثيل اليساري الديمقراطي الثوري للشعب