أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بدر السلام الطرابلسي - زياد الهاني: أحد ضحايا دكتاتورية الاخوان الناشئة














المزيد.....

زياد الهاني: أحد ضحايا دكتاتورية الاخوان الناشئة


بدر السلام الطرابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 13:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


زياد الهاني: أحد ضحايا دكتاتورية الاخوان الناشئة
سجل عهد النظام السابق، للدكتاتور المخلوع زين العابدين بن علي، الكثير من القضايا السياسية الملفقة ضد المعارضين لحكمه من سياسيين ومثقفين وإعلاميين. وحتى يتجنب الضغط الخارجي من منظمات وهيئات حقوقية وحكومات، كان نظام بن علي يدسّ لمعارضيه اتهامات حق عام من قبيل حجز مخدرات مثلما حصل مع الفنان الكوميدي الهادي ولد باب الله، أو تهمة الاعتداء على زميلته التي وجهت لمحمد عبو المعارض السياسي زمن بن علي والتي سجن بسببها سنتان، وكذلك الكاتب الصحافي توفيق بن بريك الذي اتهم أيضا في قضية حق عام في آخر عهد الديكتاتورية وسجن بسببها، والرابط المشترك في كل هذه القضايا أن الاتهامات التي وجهت لكل هؤلاء المعارضين من مختلف المجالات كانت تهم ملفقة وكيديّة، والسبب الحقيقي وراء سجنهم هو جرأتهم وشجاعتهم في كشف تناقضات نظام الفساد الذي حكم التونسيين طيلة ربع قرن، ودعوتهم شعبهم للتصدي له وعدم الخضوع لقمعه واستكباره.
إن ما يحصل اليوم للمثقفين والسياسيين والاعلاميين من ظلم في بلد تسييره "حكومة ثورة" يقودها حزب حركة النهضة (فرع تونس للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين) لا يختلف كثيرا عن عهد الدكتاتور المخلوع بن علي في قمع الاعلاميين والزج بهم في السجون ومصادرة حرياتهم، ومن انجازات هذه الحكومة الثورية "العتيدة" هو سجن الصحافي وعضو المكتب التنفيذي السابق للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين زياد الهاني بسبب دفاعه عن محرز المكي وهو زميل له يعمل مصورا في قناة اصطرلاب تي في الالكترونية، حيث وجهت له النيابة العمومية تهما تتعلق بنسبة أمور غير قانونية لموظف عمومي وثلبه.
وإضافة للطبيعة الكيدية للتهم التي سجن من أجلها الصحافي زياد الهاني وعدم جديتها، فإنه ، وحسب منجي الخضراوي عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين التونسيين، "فإن الفصل 128 من المجلة الجزائية الذي صدرت على أساسه بطاقة الإيداع والسجن للهاني قد وقع إلغاء العمل به منذ 1979 بموجب صدور مجلة الصحافة".
بمعنى آخر، تم احياء هذا الفصل القانوني المطبوع بطبائع الاستبداد والذي تم أصلا الغاؤه في العهد البورقيبي الاستبدادي، فما بالك اليوم في ما يفترض أن يكون "عهد الثورة"، يتم فيه احياء قانون فاشي لتصفية حسابات مع اعلامي مستقل جرىء وشرس وغيور على بلده ومهنته وزملائه الذين لطالما تكلم ودافع عنهم كل حصلت معهم ضائقات مهنية أو اجتماعية أو حقوقية.
والجدير بالذكر في هذا السياق ان وزير العدال السابق نور الدين البحيري شهد عهده العديد من التجاوزات القانونية بل والاجرامية، فمثلا نجد أنه كثيرا ما اعتدت لجان حماية الثورة، التي تتبع حركة النهضة سياسيا وحتى تنظيميا وإن بطريقة غير مباشرة، على اجتماعات أحزاب سياسية تتبع لحزب نداء تونس والجمهوري والحركة الشعبية دون ان تتحرك النيابة العمومية ولا القضاء بتوجيه تهم لهم وادانتهم حتى وصل بهم الأمر إلى حد التنكيل والقتل للطفي نقض القيادي في حزب نداء تونس بناءا على نظرية التدافع الاجتماعي الشهيرة لمنظرها رئيس حركة النهضة راشد الغنوسي. كما ان فئة من السلفيين المتشددين اعتدت أيضا لفظيا وجسديا في الكثير من المناسبات على تظاهرات ثقافية ومذهبية وعلى كتاب ومفكرين واعلاميين وفنانيين لكن ما من محاسبة قانونية لهم، والمرات القليلة التي اعتقلوا فيها يتم تسريحهم أيامات قليلة بعد الايقاف.
وهذا السياسة الفئوية الظالمة والكائلة بمكيالين التي خطها وسطرها الوزير الاخواني نور الدين البحريري لا تزال متواصلة لليوم عبر نفس النيابة العامة ونفس القضاء، الذين يمسك عليهم حزب حركة النهضة ملفات فساد ورشاوى من العهد السابق ويبتزهم بها حتى يخدم لهم مصالحهم في الحكم ويصفي بهم خصوصمه السياسيين ويمكنهم في الأخير من ارساء ديكتاتوريتهم الناشئة التي سبق وان صرح بها حمادي الجبالي رئيس الوزراء النهضاوي السابق في زلة لسان هي أصدق تعبير عما يفكر فيه في أعماق نفسه.
وقد تحدث الهاني عن عدم استقلالية القرار القضائي وتبعيته لوزراة العدل سويعات قبل اعتقاله حيث قال "أرادوا اليوم الجمعة هذا (يوم اعتقاله) أن يكون أسود بإحالة 3 إعلاميين على المحكمة لترهيبهم، وسنجعله أبيض بانتصارنا للحرية ولاستقلال القضاء لأن هذه المعركة ستكون حاسمة في تعزيز المطالبة باستقلالية النيابة العمومية وتحريرها من سلطة وزير العدل الذي يتحكم فيها".
هنالك معركة حريات حامية الوطيس تخاض اليوم على عدة مستوايات بين حكومة اخوان تونس النهضاوية التي تغتال وتقتل وتقمع وتضيق على كل نفس تواق للحرية والكرامة، وبين المثقفين والنقابيين والسياسيين والاعلاميين التونسيين الذين لم توقفهم آلة القمع البنعلنية ولن توقفهم كذلك حكومة حركة النهضة التي تريد القضاء على آخر آحلام الثوريين.
بدر السلام الطرابلسي
صحافي تونسي مقيم بالدوحة



#بدر_السلام_الطرابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاهر الحداد وجوهر المشروع الحداثي التونسي


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بدر السلام الطرابلسي - زياد الهاني: أحد ضحايا دكتاتورية الاخوان الناشئة