أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - الطائفية تعبث بالعراق















المزيد.....

الطائفية تعبث بالعراق


محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 01:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يعد يمر يوما إلا وتوالت الأنباء عن التفجيرات في محافظات العراق الجديد.القوات الأمنية طوقت المنطقة,عثرت على كدس أسلحة,استخباراتها ,كشفت خلية للقاعدة....وغيرها من الأنباء التي تثير القرف في بعض الحالات,ليس انتقاصا من مساعي القوات الأمنية حيث في كثير من الأحيان يكونون ضحية تلك الأعمال الإرهابية أيّ كانوا نوع القتلة والمجرمين وإنما كل الاحتياطات تتخذ بعض ما يقع الحدث الإجرامي.انتشار الفساد بكل أنواعه وهناك من يتستر عليه.اعتقال شباب يتظاهرون من أجل إلغاء امتيازات مالية للنواب وللرئاسات الثلاثة وغيرهم من مسؤولي الخط الأول في الدولة فاقت كل التصورات وأصبحت نكتة يكتب عنها صحفي العالم المتمدن.وفي كل تظاهرة هناك "عزوة"لقوات سوات ضد من يعتقدون إنهم خطر على الدولة بسبب نزاهتهم.لكن بؤرة الفساد لم تستأصل ألا وهي الطائفية المقيتة.

1:في 31 آب خرجت جموع الشباب في تظاهرات في معظم محافظات العراق ضد الامتيازات التقاعدية للنواب وغيرهم من المسؤولين وقد جوبهت بعض تلك التظاهرات بالقوة من قبل سوات, واعتقل البعض منهم.في نفس اليوم. هوجم النائب السابق عبد فيصل السهلاني في داره في اجتماع "مريب" وظهر انه "يحتل"بيت تابع للدولة,أطلق سراحه في اليوم التالي ولم يكن هناك من اجتماع مريب إلا إنه كان مشاركا في التظاهرة تلك وعليه يجب أن"تجر إذنه",مع العالم أن سكنه بعلم المالية ولحين ترتيب العقد. لكن المفارقة ان ظَهَرَ في الانترنيت وعلى صحيفة صوت العراق في 9/9 خبرا مفاده أن شقيقة صدام آمال إبراهيم الحسن قدمت شكوى ضد مستشارة المالكي القانونية مريم الريس حيث الأخيرة استولت على بيت المشتكية في شارع الزيتون دون عقد إيجار ودون أن تدفع بدل إيجار وأسكنت فيه والدتها وأخوتها.,وتقول المشتكية إن دارها الوحيد غير مشمول بأي مصادرة أو حجز,وهناك دارا أخرى استولت عليه السيدة الريس في منطقة الجادرية ووضعت حراس فيه تابعين لرئاسة الوزراء من دون وجه حق"شرعي" حيث يلهجون بالشرع ليلا ونهارا.ويقول كاتب المقال أن الريس لها مخصصات سكن راتب تتجاوز ال30 ألف دولار"فقط"..أنقل هذا الخبر من صحيفة الكترونية يومية لكي أقارن بين هجمة قوات سوات على دار السيد النائب السابق السهلاني وبين قبول وحماية هذه القوات على تجاوزات مستشارة قانونية عند المالكي لدار ليست لها وانما احتلته بعلم المالكي وكل مستشاريه. والسبب إن الأول من التيار الديمقراطي والثانية من التيار المالكي, ومن يحكم اليوم؟وماذا تقول النائبة حنان الفتلاوي عن ذلك وهي تظهر اليوم لتوجه التهم في الفساد المالي لنائب من التيار الصدري والذي فضح بالوثائق حجم الفساد في العقود من على قناة البغدادية؟تقول الفتلاوي ان النائب الشهلاني زوّرَ فواتير لعلاجه بمبلغ 16 مليون دينار من أحدى المستشفيات ولم يكن قد دخل هذه المستشفى ولم يكن نائبا وقتها...لكن لماذا ظهر" الحق" الآن؟أين كانت الفتلاوي من ذلك؟هناك حقيقة قد تعرفها الفتلاوي وغيرها وهي :أنكم كلكم فاسدون.تملكون الوثائق ضد بعضكم البعض ولذلك يستمر الفساد.

2:علي الدباغ في طريقه الى النجومية مرة أخرى ويبدو إن "عدم" العثور على فساد في صفقة الأسلحة الروسية التي تكلم المالكي عنها علنا ودون أي غموض,يبدو إن القضاء برأ السيد الدباغ وآخرين من القضية بالرغم من الدلائل على فساد في الصفقة والتي أشر إليها غريم الدباغ عزة الشابندر.ولذلك الدكتور في شؤون الحوزة العلمية الدباغ قدم محاضرة في الدوحة في 12/آب تحت عنوان: الوضع السياسي الهش في العراق.والسؤال لماذا يحاضر حول الوضع السياسي في الخارج وبالذات في الدوحة وهو يعلم علم اليقين كما يعلم بشؤون الحوزة أن الدوحة تعمل جهارا نهارا ضد العراق؟

3:العراك بالأيد بين برلماني العراق بسبب نشر صور سياسي إيران في عموم بغداد,وخرج الطائفيون بصف واحد ضد تصرف احد النواب الذي طالب برفع تلك الصور ,وبعد هدوء العاصفة رفعت الصور من قبل أمانة العاصمة.من أعطى أوامر نشر الصور ومن أعطى أوامر رفعها من شوارع بغداد ولماذا كل هذا؟وفي النهاية كان "انتصارا" يتباهى به النائب المقدام.

4:قانون الانتخابات والذي أقرته المحكمة الاتحادية جاء بخاسرة دولة القانون أكثر من ثلاثين مقعدا في انتخابات مجالس الانتخابات ولذلك ثارت ثائرة هذه الكتلة من أجل إلغاء قرار المحكمة الاتحادية "مهما كلف الأمر من ثمن"كل المنصفين يريدون قانون انتخابات لا تلغي أحد ويصل الى البرلمان من يحصل الى أصوات تؤهله لذلك.وفي هذا السياق كتب احد مؤيدي كتلة دولة القانون وهو محمد عبدالجبار الشبوط مقالة في 27/حزيران بعنوان "قائمة مفتوحة لدائرة واحدة"يقول فيه:"الدائرة الواحدة تعني اعتبار العراق كله دائرة واحدة,في هذه الدائرة لن يخسر أي فريق ,سياسيا(أحزاب) كان أم أثنيا(مكونات) أيا من أصوات مناصريه",ويستمر السيد الشبوط في شرحه لذلك وهي شروحات منصفة وواقعية.لكن دولة القانون سوف تُفشِل أي مسعى لذلك وتريدها كما يحلو له ,وعلى قاعدة "وما ننطيها".لكن هل يبقى الشارع العراقي شاكتا على تجاوز القانون من قبل دولة القانون نفسها ولا يفصلنا عن موعد الانتخابات إلا نصف سنة تقريبا؟

5:القتل والتهجير الذي حدث في الآمنة الأخيرة في أللطيفية وردود أفعال في البصرة مشابهة تشهد إن الصراع الطائفي سوف يستمر في ظل حكومة عاجزة عن حفظ أرواح الناس,حكومة تشكلت على غرار حسابات طائفية وقومية مقيتة سوف تؤدي بالعراق الى ما لا يحمد عقباه.

6:وزير الخارجية الإيراني يزور العراق "ليوزع" أوامره على العراقيين حكومة وشعبا ومرجعية.يريدهم أن يسير العراق في ركب إيران مهما اختلفت الرؤى.مع الحكومة "تطابقت"الآراء حول موضوع سوريا,ومع زيارته للمراجع الأربعة في النجف الاشرف طلب منهم أن يعلنوا في بيان ضد ضرب سوريا وأن يكونوا وفق تصورات إيران. والمؤسف أن يخرج احد السياسيين الجدد ويقول :يعلم ظريف وزير خارجية إيران إن المرجعية تُسير الدولة وتتفق مع تصوراته للموقف من أحداث سوريا..

كل ما ذكر أعلاه لم يكن ممكنا حدوثه لو تشكلت حكومة قوية,عراقية وطنية يديرها أُناس مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة ولا يلتفتون الى طائفة هذا أو ذاك أو من أي دين أو قومية.لكن ما يحدث وسوف يحدث أن الأكفاء خارج حلبة إدارة الدولة .ولذلك لن تستطيع الحكومة من بناء دولة عصرية مدنية حقيقة لأنها انغمست في التطرف الطائفي الى العظم.

من يدير القتل اليومي؟في بغداد يهدد جلال الصغير النائب السابق "بقتلهم"بعد أن تأتيه الإشارة من أعلى.من أين؟لا أحد يعلم.في الانبار بهدد النائب الحالي والهارب العلواني"بقطع الرؤوس"واحدا واحدا,وكلا هذين النائبين يمتازون بالحقد على الآخر وحبهم للقتل وتهديم المجتمع العراقي لاسباب طائفية مقيتة.ومن هنا تأتي أخبار القتل والتهجير الذي حدث في أللطيفية وردود الأفعال في البصرة.واليوم 15/9 التفجيرات في أكثر من ستة محافظات على أساس طائفي مقيت ذهب ضحيته العشرات بين قتيل وجريح,كما يحدث يوميا ولم يهتز"شارب" في الدولة العراقية لذلك.

يقولون لقد آن الأوان لعقد المؤتمر الوطني!ما هو جدول أعمال هذا المؤتمر؟لماذا الآن ولماذا لم يكن قبل سنة؟ولماذا لا ينتظرون عاما آخر ليقتل آلاف جدد حينها يدعون لمؤتمر وطني أو يؤجلوه الى ما شاء الله؟هل سوف يتنازلون عن طائفيتهم في المؤتمر الوطني ليُبنى العراق من جديد على أسس وطنية حقيقية؟هل سوف تنتهي الى غير رجعة حكومة شراكة طائفية-قومية؟هل سوف يكون المعيار الإخلاص والنزاهة والوطنية في العمل وبناء الدولة؟هي سوف يحاسب الفاسدون والسراق؟هل سوف يسال الأغنياء الجدد:من أين لك هذا؟قطعا سوف لن تحل مشاكل العراق في جلسة يتم فيها تبادل القُبل والابتسامات الجافة بين الفرقاء المتخاصمون حتى مع أنفسهم,لكن الأمل ,إذا كان هناك أمل,أن يكون قد وصلوا الى نقطة وهي لا يمكن الاستمرار في بناء دولة عصرية بهذا الشكل وفي ظل سياسة أتت على الأخضر واليابس وقد حان الوقت للتفكير بالعراق وشعبه وليس في الجيوب فقط.والأهم هل سوف "يطوها" الى من يستحق ذلك حسب ما يأتي من صناديق الانتخابات أم تلغى النتائج بقرار من "القضاء"الجديد؟

خلاصة القول :إذا لم يترك سياسيي العراق ,الذين استولوا على الدولة, طائفيتهم فلن يكون للعراق مستقبلا وسوف يستمر القتل والتهجير وإلغاء الآخر ولن تبنى دولة حديثة بالمعني المعاصر المتمدن



#محمود_القبطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 11 أيلول في نظر الشعوب وشرطي العالم أمريكا ,واحداث أخرى
- الشعب السوري بين المطرقة والسندان
- ضوء الحقيقة..وخفافيش الليل
- الحياة تتحدى الإرهاب...والحكومة تتحدى الشعب
- وهم ديمقراطية العراق
- العراق ليس فيه-أنبياء-
- حزب اشتراكي أم حزب شيوعي أو حتى يساري؟
- الوضع الأمني الهش في مهب الريح و اسبابه
- ما بعد الإجازة الصيفية
- ما قبل الاجازة الصيفية
- طارق الهاشمي في لباس بن لادن
- لا تخلطوا الفن بالقومية
- مرض البدانة
- الفنانة الصاعدة برواس وشبكة التواصل الاجتماعي
- ماذا بعد توزيع القُبل؟
- العلاقة بين فضح الفساد والإرهاب
- العراق اليوم
- المنظمات الطلابية والشبابية في خطر
- وطن مستباح وشعب تعيس
- لا تسرقوا صوتي....


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - الطائفية تعبث بالعراق