أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - د اثير حداد - سوريا .........من توازن مناطقي الى توازن الرعب . 1














المزيد.....

سوريا .........من توازن مناطقي الى توازن الرعب . 1


د اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


#لعبت سوريا منذ عقود من الزمن دورا قوميا رافضا لما يسمى "تسويات" في القضيه القوميه العربيه_ فلسطين, كما كان يسمى ان ذلك. ثم محور دول الممانعه والات الثلاث . وكان حزب البعث, الشق الثاني من القوميه العربيه بعد الناصريه, هو الحاكم فيها باحتكار تام لكل السلطات في سوريا الى جانب جبهة رثه تسمى الجبهه القوميه التي تشكلت في بدايه السبعينيات من القرن الماضي. في الزمن الذي كانت تسود فيها ايديولوجيا ان بامكان البرجوازيه الصغيره قيادة مرحلة الاستقلال وبناء الدولة الوطنيه. وكان التصور الايديولجي ذاك يعتبر حزب البعث حزبا برجوازيا صغيرا قابلا للتطور. وهذا التشخيص السريري الايديولوجي مكن سوريا البعث من الاستحواذ على دعم مباشر, سياسي واقتصادي, من دول المنظومه الاشتراكيه ان ذلك وكذلك الاحزاب الشيوعيه في البلدان العربيه وجميع اليسار العربي وكذلك دعم اليسار العالمي .
ومن جانب اخر قدمت عدد من المنظمات الفلسطينيه دعمها الكامل لسياسه البعث في سوريا وفتحت لها مكاتب في دمشق الى درجة اعتبرت سوريا "المحرر" للاراضي الفلسطينيه. هذا التشخيص الايديولوجي السريري لم يكن يرى ان سوريا اغلقت حدودها مع اسرائيل ولا تسمح لتسلل اي فلسطيني الى اسرائيل كما انها, اي سوريا البعث, لم تفعل اي شيئ جدي تجاه الجولان المحتله من قبل اسرائيل سوى تثبيت حقها في الجولان في الوثائق التي تصدرها سوريا نفسها.
وقبل الانتقال لتوضيح سياسة حزب البعث السوري واجراأته الداخليه لابد من توضيح ما مقصدي من مصطلح التشخيص الايديولجي السريري: اي التشخيص المبني على ما يتجلى من الحاله ضاهريا وليس التعمق او تحليل في الحاله نفسها .

لا اجد ابلغ من كتابه هذا التوصيف للوضع الداخلي السوري بعد سنوات طوال من حكم جزب البعث السوري . يقول الرسام الكاريكاتيري الساخر علي فرزات توصيفا لما كان يحدث عن ارساله رسوماته الكاريكاتوريه الى صحيفه كويتيه, كان يذهب الى وزارة الثقافه فلا وجود لجهاز فاكس في كل دمشق مجاز . عندما يصل يرافقه اثنان من الحرس الى غرفة مغلقه فيتم فتحها من قبل الحرس ويوجد بداخلها جهاز الفاكس فيدخل الحرس رقم فاكس الجريده الكويتيه ويقوم علي فرزات بارسال الرسوم . يقوم الحرس بعد ذلك باغلاق الغرفه ثانيتا عند الانتهاء من الارسال ومغادره فرزات للغرفه .
نالت سوريا اسقلالها من فرنسا الا انها ومثل العراق حررت الارض وليس الانسان. رفعت علما مختلفا عن العلم زمن الفرنسيين ونشيدا وطنيا يمجد الماضي القومي لامه لم تكن امه في يوم من الايام في وهم هو خليط من نرجسيه قوميه مجروحه وواقع مزري متخلف لتلك الامه ومن ناحية اخرى امتدت اسرائيل لابعد من 1949 في ظل الحكومات المسماة وطنيه. وكانت هذه النرجسيه مع واقع مخالف لها هي مستدات الثقافه التي استند عليها حزب البعث طوال فتره حكمه .
تتشابه هنا الثوره السوريه مع جميع ثورات التحرر الوطني في الدول العربيه كمصر والعراق وليبيا واليمن والجزائر في كونها ــــ ثورات حررت الارض ولم تحرر الانسان ــــ . هذه الدول تحولت الى مفرخه للاغنياء الجدد, اغنياء الرشوه والمحسوبيه والفساد. وقيادات سياسيه جاهلة وغالبيه من الشعب امي جاهل يعود بنائه الثقافي والنفسي والانتمائي الى U-turn نحو الماضي . وظهر افراد وجماعات لا تدافع عن حاضرها ومستقبلها ووجودها بل تدافع عن الله, في تناقض مرعب لبناء المفاهيم والشخصيه لان الدفاع يكون عن الطفل او الضعيف. لقد سقطت الدولة القوميه وسقطت الامة قوميا ودينيا بعد ان التهمتها البداوة, اي ان البداوة التهمت القوميه العربيه وكذلك التهمت الاسلام واعادت انتاجه لصالحها. وسقططت اخر الخطوط الدفاعيه فبان عري هذه الامه في كونها امة غير حاضره ضمن الانتماء الانساني العالمي . الا ان البعث بقي يصرخ مناديا بالقومية العربيه, بينما في واقع الحال كان المجتمع الذي يبنيه تسود فيه الاميه بنسب عاليه والمراة لا تتمتع فيه بحقوقها كاملته وكان التعليم بعيد كل البعد عن الاسس العلميه. فكان الحاضنته للرده وانبثاق العنف الجماعي. فالمدرسة تثقف بالمقدس بركنيه الديني والقومي ولا تكتفي بكون الدين والله هو المقدس بل قدست التاريخ ايضا ووضعته في مقام الدين, تماما مثلما تفعل السلفيه الدينيه بشقيها السني والشيعي. اما الجامع فقد تخلى عن مكانته لصالح السلطة السياسيه واصبح مداحا لها وبدا يربي الاجيال على كره كل ما هو غير عربي غير مسلم في خطاب ظاهره معادات ما يسمى الاستعار, مع اننا انتهينا من مرحلة الاستعمار ودخلنا مرحلة تصدير رؤوس الاموال ومراكزها. وانتقلنا من سيادة تصدير المواد الاوليه على التجاره الدوليه الى مرحلة سيادة تصدير السلع عالية التطور وتصدير المعلومات الا ان الخطاب القومي والسلفي في هذه الامه بقي يثقف بان الاخر يسعى للسيطرة على موادنا الخام . وهنا تلاقى وتلاقح الفكر القومي والسلفي في كره الاخر واصبح لاي احد منهم امكانيات ظهور هائلة لا تحتاج الا لشراة وضمن وجود الاخر . ومثال العراق هنا يدعم هذا التحليل ايضا .
لنعد الان للتشكيلة السوريه . جميع امراء العسكر والخابرات والحزب والقطاع العام والقيادات العليا في الدوله محتكرة بالكامل من قبل العلويين. اما السنه فيسيطرون على القطاع الخاص وكذلك الشرائح المدنيه في المجتمع السوري . وكانت هناك صلات بين هذين المكونين عبر علاقات مصلحيه بحته اما القبول بالاخر فلم يكن يتجاوز "بوس اللحى " . اما الرموز التي تدير المجتمع فهي فاسده متعجرفه متعاليه على المجتمع عموما تفرض سيطرتها عبر العنف المستد على السلطة . وكان نشاط الاعمال يدار عبر الاتاوات المفروضه عليه من قبل الاجهزه الامنيه والمخابرات والحزب ...........
يتبع 2






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رساله الى الجمود الفكري باللغة اليابانية.1-2
- الدولة الدينية , طائفية بالمحصله و مستبده واقعيا


المزيد.....




- -عدد القتلى والجرحى يستمر في الارتفاع-.. إليكم ما نعرفه عن ز ...
- الحوثيون يشيعون رئيس حكومتهم و9 وزراء قتلوا في الغارات الإسر ...
- المعايير الجديدة لتقليل الولادات القيصرية خطوة إيجابية غير ك ...
- برلين وباريس تتوعدان موسكو بعقوبات أشد وتعدان كييف بدعم أكبر ...
- طائرة فون دير لاين تتعرض لتشويش.. هل فعلتها روسيا؟
- -لن يبقى قريبا أحد لينقل ما يحدث-.. حملة إعلامية دولية للتند ...
- حادثة تشويش على طائرة فون دير لاين فوق بلغاريا وسط اتهامات أ ...
- المعارضة الإسرائيلية بين التشظي والتماهي مع نتنياهو
- -صوت الحرية لفلسطين- في ختام أضخم مؤتمر شعبي بأميركا
- برشلونة تودع -أسطول الصمود العالمي- المتجه إلى غزة


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - د اثير حداد - سوريا .........من توازن مناطقي الى توازن الرعب . 1