أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد بركات حسن - صراع السياسة والثقافة














المزيد.....

صراع السياسة والثقافة


مؤيد بركات حسن
استاذ جامعي

(Dr Muayad Barakat)


الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 07:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صراع السياسة والثقافة
الدكتور مؤيد بركات حسن
دكتوراه في فلسفة الدولة والسياسة
جامعة دهوك / هيئة العلوم التربوية

السياسة فن الممكن او هي ثقافة التعامل بين الناس, وادارة شئون البلاد وتنظيمها, ونستطيع القول انها حاجة انسانية لها ضرورتها واهميتها الكبيرة في بلوغ الجماعات لغايتها وتحقيق اهدافها, وهنا تكمن المشكلة وموضع الخلاف ( بلوغ الاهداف ) كيف تكون وماهي السبل لذلك؟
هنا ياتي دور الوعي والعقل والثقافة اذ تتحكم في القائد الذي هو السياسي المدير لشئون الرعية عدة عوامل نفسية وعاطفية واجتماعية تجعله يسعى لتحقيق اهدافه وطموحاته حسب هذه العوامل, ولا يخفي علينا ان الانسان وعلى مر التاريخ وبشاهدة الكثير من الفلاسفة والعلماء تكمن في داخله نزعة شريرة عدوانية ربما تكون معتدلة لدى البعض من الناس ومتمحورة حول الانا والروح الانانية التى تسعى للشهرة والتملك وما الى ذلك , في حين انها تكون نزعة مخيفة وقاتلة لا بل مدمرة لدى البعض الاخر كما يتضح في ما ذهب اليه ( هوبز) الفيلسوف السياسي الكبير حين قال ان الانسان ذئب لأخيه الانسان ينتظر الفرصة المناسبة للقضاء عليه, وهنا يجب ان نقف وقفة تامل وان نتعمق في التفكير في تلك النزعة ونتساءل لماذا هذه الانانية قاتلة لدى البعض من الناس ؟ وهل لنا ان نعدل ذلك المسار ؟ وما هي السبل لذلك ؟
كل هذه الاستفهامات مطلوبة وربما تدور في مخيلة الكثير من الناس, وتبقى في مخيلة المثقف الحريص الصادق الذي يتألم لمعاناة الاخرين سؤالا يبحث عن الاجابة الشافية له هل نسلم بما قاله ( ميكافللي ) حين ذهب ذهب الى تبرير العمل الانساني بصورة عامة والمسلك السياسي بصورة خاصة اذ قال ( الغاية تبرر الوسيلة ) ام نبحث عن علاج اخر اكثر اعتدالا واكثر انسانية, ام نرجع الى الماضي السحيق ونقر بما قاله افلاطون حين رسما عالما خياليا جميلا
تسوده المساواة والعدالة والعمل المشترك والحرص على الاموال العامة ورفض اي نزعة فردية في المجتمع. بلا شك ان كلا الخيارين وحسب قناعتي لا يمكن التسليم بهما لان مجتمع تسوده المساواة والعدالة والعمل المشترك مشروع خيالي ولا يمكن ان يخرج من دائرة الاحلام التى يصعب تحقيقها, وكذلك تبرير الوسائل بهدف تحقيق الغايات عمل جنوني مدمر للعاطفة الانسانية والروح البريئة التى يمتلكها الانسان.
لذا يتوجب الرجوع الى الية معينة تحاول اصلاح المجتمع وزرع روح المحبة والود بين الناس والشعوب والامم, وهذا العمل ليس سهلا ابدا, اذ يتطلب جهودا كبيرة وتنازلت كثيرة من اجل تحقيقه والوصول اليه, فأول ما يتوجب توفيره لتحقيق ذلك هو اعطاه المثقف دورا بارزا ومهما, ومكانة اجتماعية تؤهله لابداء رايه وافساح المجال امامه لكي يقول ما عنده بالكلمة الحرة بشرط ان يكون هذا المثقف ساعيا للغيرية لا الفردية.
اعادة النظر في التربية والتعليم والمناهج الدراسية اذ يتوجب ان تكون ملائمة لروح العصر ومتطلباته وهذه مهمة يجب ان تؤكل الى اصحبا الاختصاصات والخبرات من المثقفين ايضا ولا يمكن ان تكون بيد سياسي يفتقر للثقافة الكافية.
الاعتماد على المثقف في وذوي العقول النيرة في رسم سياسة البلاد ووضع الخطط والاستراتيجيات المطلوبة , العمل بالشعار الانساني قبل اي شعار اخر, ( الانسان اولاً واخيراً) يجب ان يكون التعمل بين الناس والشعوب على اساس الانسانية وليس على اساس التفرقة لان الانسانية هي وحدها ما تجمعنا كلنا وهي وحدها القادرة على ايصال البشر الى بر الامان وتحقيق السعادة. واخيرا اتمنى ن ياتي يوما نشهد نهاية الصراع الازلي بين المثقف والسياسي فيه.



#مؤيد_بركات_حسن (هاشتاغ)       Dr_Muayad_Barakat#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام والتسامح احلام انسانية تبحث عن الواقعية في التحقيق
- السياسة بين السلام والاخلاق جدل التقابل والتضاد


المزيد.....




- مصير الرئيس التنفيذي بعد كشفه بفيديو يعانق موظفة بحفل كولدبل ...
- إصابة عدة أشخاص بدرجات متفاوتة بعدما صدمت -سيارة مجهولة- حشد ...
- فضيحة العناق خلال حفل كولدبلاي.. شاهد كيف سخرت مواقع التواصل ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة معظمهم من منتظري ا ...
- بدء انتشار القوات الأمنية.. الشرع: نتبرأ من جميع المجازر وال ...
- تطمينات أمريكية وإسرائيلية قبل بدء العمليات.. هكذا خدعت واشن ...
- وسط خلافات داخل الحكومة.. استطلاعات الرأي تظهر تأييد الإسرائ ...
- استطلاع: لهذا يرفض غالبية الألمان حظر حزب -البديل-!
- رسالة واتساب تساهم في إفشال انتقال نيكو وليامس إلى برشلونة
- مروحيات إسرائيلية تهبط بخان يونس وتجلي جنودا مصابين


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد بركات حسن - صراع السياسة والثقافة