|
المقاومة الطبقية هي السبيل
وديع السرغيني
الحوار المتمدن-العدد: 1203 - 2005 / 5 / 20 - 11:02
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
و تستمر المقاومة الطبقية بكل مقوماتها و متطلباتها و مضاعفاتها، مقاومة وضع الاستبداد و الاستغلال المكثف و الهجوم على المكتسبات، مقاومة ترد الأوضاع لطبيعتها و ترد الاعتبار للنضالات الطبقية بعد محاولات الدفن و الإقبار.
ففي ظل سيادة خطاب و شعارات "العهد الجديد" و "مغرب الحداثة و الديمقراطية" و "طي صفحة الماضي" كمدخل لبناء "دولة الحق و القانون"، تتجدد و تتقوى العواصف الجماهيرية الفاضحة لهاته الشعارات، مقتنعة بمسارها و مصالحها في الصراع الدائرة رحاه ببلادنا، صراع طبقي صريح دخلته الطبقة العاملة مدعمة من حلفائها و مساندة من أبناءها في البادية و في الثانويات و الجامعات و من خلال حركة المعطلين حاملي الشهادات. شعارات ديماغوجية رفعها نظام الاستبداد و الاستغلال و طبلت لها جبهة "السلم الاجتماعي" الانتهازية، بشقيها "التنويري" و "الظلامي"، رافقتها بالضرورة حملات قمعية لا يراها سوى المتضررون بهمجيتها، همجية فاقت الضرب و التنكيل و الاعتقال لحد القتل و الاغتيال. فإذا كانت ميزة الفترة الأخيرة هي الصمت و التواطؤ المكشوف لكل دعاة و مناصري حقوق الإنسان من جمعيات و حركات سياسية ذات أصول يسارية، تجاه تطورات هذا المسلسل القمعي ضدا على أوضاع و مصالح الجماهير الشعبية الكادحة و مناضليها الطليعيين، فإنها تتميز كذلك بتجدد النقاش وسط الماركسيين اللينينيين المغاربة و طلائع الجماهير الشعبية المناضلة لتفعيل هذا النضال و تقويته بالتأكيد على ثوابت المشروع الاشتراكي و بالبحث و الإبداع في الآليات الجديدة و الخاصة بهذه الأهداف. قمع و حرمان من الحرية لمناضلين نقابيين و عمال منجميين وصلت لحد العشر سنوات ـ إمني ـ، أزيد من 300 ملف خاص بمناضلي حركة المعطلين أمام محاكم البطش، طرد و محاكمة للمناضلين القاعديين، رأس رمح الحركة الطلابية المغربية، المدافعيين عن إوطم و تاريخ و تقاليد إوطم، الصامدون في الدفاع و النضال من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علماني و موحد، محاكمات مستمرة لسنوات و ليس أخرها محاكمة مناضلي إوطم بكلية الحقوق بمراكش و التي وصلت فيها الأحكام لثلاث سنوات! ضريبة مواجهة المخطط الطبقي، الذي نال الإجماع من طرف "جبهة السلم الاجتماعي" بأحزابها و نقاباتها، الميثاق المشؤوم "ميثاق التربية و التكوين". و لن نجدد التأكيد على أن هذه الممارسات هي من طبيعة النظام القائم في المغرب، كنظام استبدادي لا وطني، لا ديمقراطي و لا شعبي، لكن و فضحا و تشهيرا منا ندين هذه السياسة البوليسية التي يحاول النظام طمسها و التي تحاول بعض الأصوات المتواطئة التشويش عنها بشعارات "طي صفحة الماضي" و "عدم الإفلات من العقاب لكي لا يتكرر ما جرى"!.. الخ. نتضامن و من موقعنا إلى جانب كل المتضررين الكادحين، من هذه السياسة القمعية الطبقية، المنفذة و المتواطئة، و نوجه النداء لكل الديمقراطيين و الثوريين للبحث في آليات تنظيمية بديلة، توفر لنا التشهير و الفضح لهذه السياسة القمعية، كما فعلته سابقا لجان الدفاع و التضامن مع المعتقلين السياسيين و عائلاتهم في السبعينات و الثمانينات ببلدنا و في جميع الأقطار، و لكي لا نبقى تحت رحمة الآليات الموجودة و المحدودة الفعل و التأثير و التي فاضت جنباتها بالمرتزقة الحقوقيين، مرتزقة "يناضلون" بالأجرة و يتطلعون للمواقع الرسمية، "يناضلون" داخل القاعات المكيفة، قاعات فنادق الخمس نجوم، همهم التعويضات و التمويلات الخارجية و الداخلية...، وضع متعفن يجب اقتحامه لتفجيره بالفضح و التشهير و الإدانة لكل أطراف و مهندسي اللعبة. إدانة للهجمة الطبقية و تضامن مع كل النضالات الجماهيرية العمالية، الطلابية، المعطلين، فقراء الفلاحين.. بدون شرط و لا بحث مخابراتي عن مفجريها و قيادييها.. نتضامن مع كل مظاهر السخط الجماهيري الطبقي و لو كانت عفوية، إذ في عفويتها ضعفنا و تخلفنا و لا نستحي أحدا.
#وديع_السرغيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مآل الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين بالمغرب تحت قيا
...
المزيد.....
-
الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل
...
-
ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل
...
-
مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية
...
-
الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس
...
-
البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
-
قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
-
لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ
...
-
-يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج
...
-
ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
-
السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|