أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي هاشم علي - .....حورية البحر سُرى.....















المزيد.....

.....حورية البحر سُرى.....


علي هاشم علي

الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 12:42
المحور: الادب والفن
    


.....حورية البحر (سُرى).....


بعد رحلة طويلة شاقة وصلت أخيراً إلى تلك الجزيرة التي كنا نحلم بزيارتها أنا وحبيبتي
ألّا أنّي وصلت لها وحدي بعد أن تركتني ورحلت عني
لا أعلم أين وجهتي... غير أني أريد النوم فقط
لأني كنت متعباً جداً....دخلت أحد الفنادق القريبة وطلبت حجز غرفة ليومين....
لم أكن أعلم كم سأبقى هنا ...ربما مجرد ساعات النوم
لفتت إنتباهي إحدى الفتيات التي كانت تعمل في الفندق ....
جسم نحيل وعينان خضراوان واسعتان وشعر طويل متدلي ...كان يعلوا وجهها الفرح وتعمل بنشاط وكأنها تعمل في منزلها
أخذت حقائبي ودخلت غرفتي ...نمت نوماً عميقاً رأيت في أحلامي كل ما تمنيته في واقعي من رؤية حبيبتي وكيف كنا نلهو
ونلعب في هذه الجزيرة الجميلة ....
صحوت من نومي فتحت نافذتي كان الجو جميل والشمس مشرقة يتخللها بعض الغيوم التي تغطي نصفها ....
الهدوء يعم المكان جلست أتأمل هذا المنظر الجميل وسرحت بأفكاري بعيداً حيث أتذكر تلك الأيام التي قضيتها مع حبيبتي ...
إلّا إن الحسرات سرعان ما وجدت طريقها لقلبي الماً لفقدانها ...
شعرت بالجوع ...فبحثتُ عن شيء يأكل فلم أجد شيء ....أتصلت بإدارة الفندق أطلب طعام الفطور ....
لم أنتظر طويلاً حتى طرق الباب أحدهم ....فتحت الباب فوجدت تلك الفتاة التي رأيتها حين دخولي الفندق تحمل طعام الفطور....
كعادتها نظرت الي بإبتسامة جميلة ....دخلت الغرفة ووضعت الفطور
رأيت في عينيها تساؤلات كثيرة ...ربما تنتظر مني شيء...؟؟؟
ظننت انه البقشيش ....فمددت يدي إلى جيبي لأخرج النقود ...رأيتها إنزعجت جداً ...
سيدي أنا لا أنتظر البقشيش بل أنتظرك تأكل لكي أنظر اليك ....
ولما تريدين النظر اليّ ...؟؟؟
لا أعلم ....وكأني أعرفك منذ زمان بعيد ...
رجعت لذاكرتي فأنا أول مرةٌ التقي بها ....
طلبت منها أن تجلس وتأكل معي ...سرعان ما جلست وبدأت تحدثني تسالني كثيراً ...
ما أسمك...وماذا تعمل...ولما أتيت هنا ...أسئلة كثيرة ..كنت أجيبها وأنا مشغول بطعام الفطور
حتى اقترحت عليّ رحلةٌ معها ...حينها وقفت لبرهة أتأمل ماذا تعني .....
هل تودين الخروج معي ...؟
نعم ولما لا ....!!!
بدون تردد وافقتها ..لا أعلم ما الذي دعاني للخروج مع امرأة لا أعرفها ...ربما الفضول فقط ...؟
تهيأة للرحلة ونزلت من الفندق لكي أنتظرها في الخارج ....تأخرت قليلاً ...
ثم رأيتها تأتي مسرعة نحوي... أنا جاهزة الآن ...لم يتغير شيء في شكلها رغم أنها كانت تحاول أن تضع شيء من مستحضرات التجميل لكي تبدو أجمل...
لكن الموضوع برمته لا يعنيني ....فأنا أبحث عن شيء آخر أقضي به يومي
بدأت رحلتنا في هذه الجزيرة كنت أسير والدهشة تعتلي وجهي من شدة المنظر ....تلك الغابات الجميلة التي خلقها الله سبحانه وتعالى
وأبدع في خلقها ...كانت قطرات الماء تغطي بعض الأوراق والأغصان ...
وتتساقط حينما نحركها منظر جميل والأجمل أن تلك المرأة تعرف أين تأخذني وأين تسير بي ....
وكأنها علمت ما أريد وما أحتاج اليه...
وقفنا عند أحد الشلالات الجميلة والكبيرة هناك ....جلست أتأمل قليلاً هذا المنظر ...الشمس مشرقة وقطرات الماء المتساقط من الشلال يغطي قرص الشمس
هناك حيث بدأ قوس قزح بالظهور شيء فشيء ...لم أستطع تخيل كل هذا وكأني في عالم آخر ....
أخذت دفتر الرسم الخاص بي وبدأت بالرسم فأنا رسام هاوي أحاول تصوير ما يدخل السرور إلى نفسي والآخرين....
كنت مشغولاً بالشلال وكيفية تصويره ورسمه ...إلّا أنها نجحت في شد انتباهي ....
قَفزت في الماء من مكان مرتفع لم أراها إلى وهي في الماء تناديني ...
كنت أتخيلها وكأنها حورية البحر من شدة جمالها
وأنا أشاهدها تسبح هنا وهناك حاولت النزول إلى الأسفل ...إقتربت منها محاولاً إخراجها ...إلّا إنها مسكت يدي وسحبتني اليها...
إنه باردٌ جداً...وأنا لا أجيد السباحة بشكل جيد حاولت التمسك بها دون جدوى ....
حينها قررت أن أسبح نحو إحدى الصخور حتى أخرج ...
أخيراً خرجت من الماء وهي تسبح أمامي والضحكة تملئ وجهها الجميل ....
لم أحاول أن أخبرها بإنزعاجي من سحبها لي في المياه الباردة ...
إلى أن البرد بدأ يتسلل لي ...
حينها خَرجت من الماء واحتضنتني بشدة
لم أتخيل كل هذا فجسدها الأبيض الجميل يمسك بي وحرارة جسدها تلامسني...وقطرات الماء تنزل من شعرها كي تستقر على صدري
إبتسامة عريضة تعلوا وجهها وتلك العينين الجميلتين التي تنظران لي ...وكأنها تخبرني بأني أنا من بحثت عنها طوال حياتك
كأنني في حلم جميل لا أود أن أصحو منه ابداً
كانت أشعة الشمس قد وجدت طريقها نحوي حينها شعرت قليلاً بالدفئ
حاولتُ نزع ملابسي المبللة كانت هي بملابس البحر وكأن البرد لا يعرف طريقه اليها ...
ألا تشعرين بالرد...؟ على الأقل البسي ملابسك وأنت تقفين هكذا أمامي
تبسمت قليلاً...ولما...وهل يلبسون ثيابهم وهم يسبحون ...
لم أشأ أن أدخل معها في حوار طويل إلّا إني أكتفيت بخلع بعض ملابسي حتى تجف ...
طلبت منها أن تحضر شيء نأكله ..إلّا إنها أجابتني ليس الآن ....دعنا نسير قليلاً فأشجار الموز قريبة منا
سرنا قليلاً والكثير من التساؤلات تجول في نفسي ...من هذه الفتاه وما الذي حملها لهذا ...؟
طريقة لم أعتاد عليها في بلادي ....
رغم إني أود أن أعيشها بكل تفاصيلها الجميلة ....فحياة البساطة التي تشعرني بها هذه الفتاه جعلتني في عالم اخر من المتعة
أخيراً وصلنا إلى أشجار الموز ...حاولت أن تقطف لي البعض منها ....
الّا إن صفات الرجولة في داخلي منعتني من ذلك ...فأنا من يجب عليه أن يقطف لها ...!!!
أحضرت لها الموز وهي تنظر لي والإبتسامة تعلو وجهها ....
حينها أدركت بأني رجل أمامها وليس طفلاً صغيراً يخشى المياه والمرتفعات كما ظنت بي
لم أبالي بكل هذا ....فأنا كنت جائعاً جداً أكلت حتى شبعت ورجعنا إلى الشلال حيث بدا لي أن ملابسي قد جفت
بدأت أرتدي ثيابي وهي تنظر لي ...ما بكِ ألا تلبسين ثيابكِ ....؟
وهل تنوي الذهاب الآن ...؟؟
ولما لا... فأنا أود معرفة ومشاهدة المزيد من هذا الجمال
جَلست على إحدى الصخور وطَلبت مني أن أرسمها .....وهي تنظر إلى الشلال
وكأنها علمت أنّي لن أرفض هذا العرض أبداً
مسكتُ بدفتر الرسم وبدأت أرسم .....
وكأني لم أشاهد غيرها وليس هناك شيء غيرها أمامي ...
كانت أنثى رائعة بكامل أنوثتها تجلس على إحدى الصخور ....
وكأني أعيش في قصة الف ليلة وليلة وهذه حورية البحر أمامي تحكي لي حكاياتها الجميلة
شعرها الذهبي الجميل يغطي نصف جسدها المبلول من أثر رذاذ الماء المتساقط من الشلال
أكملت اللوحة وكنت أتمنى أن لا أكملها أبداً حتى أنظر إلى كل هذا الجمال أمامي
نظرت إليها وكانت الدهشة هنا ....فأنا لم أرسمها كما هي بل رسمتها كما أريد
حورية البحر تجلس على الصخور وتاج الملكة يعتلي رأسها وشعرها الذهبي الجميل يغطي جسدها
ما أروعه من منظر
تبسمت بصمت ...هذه انا كما أردت أن تراني
أجل وهكذا أنا اجدك حورية البحر ....
لم يقبى لنا متسع من الوقت ألا تود الرحيل ....!!!!
أرتدت ملابسها وحملت حقائبها وهي تسير أمامي
لم أعرف لما حاولت التهرب مني ....؟؟؟
بدت لي وكأنها أنزعجت وبدأت بالسير مسرعة حتى غاصت بين الأشجار الكثيفة ....
وأنا أسير خلفها وأتتبع أثرها ....
حاولت أن أناديها بإسمها ....يا إلاهي فأنا حتى لا أعرف أسمها ....
مشيت خلفها مسرعاً حتى رأيتها أمامي مرة أخرى ...
وهنا سألتها ....صغيرتي ...ما إسمكِ
نظرت لي والسخرية تملئ وجهها ....
حتى إنك لا تبالي بمعرفة إسمي ..فلما السؤال الآن ....
لأنك فقدت دليلتك أم أنك أحببت معرفة أسمي فقط ...!!!
تقولها بإستهزاء وسخرية ...أزعجتني جداً وأحرجتني
لم أجد جواباً لسؤالها ....فإلتمزت الصمت
سُرى إنه الإسم الذي ينادوني به
وهل تحبين أن أناديك بهذا الإسم
لا يهم الآن فلتنادني بما شئت
لقد أرتكبت جرماً كبيراً بحقها ....كانت تريد مني أن أرسمها كما هي فتاه بكامل إنوثتها بحقيقتها أمامي
وكأنها أرادت مني أن تخبرني بأني لك كما يريد الحبيب من حبيبته
إلا إنّي رسمتها كما أريد في أحلامي ....
لم أفهم رسالتها ...أو أني فهمتها متأخراً
حاولت أن أصحح خطأي فناديتها بإسم حبيبتي ....أجابتني
وهل هذه حبيبتك في خيالك أم في واقعك ....
فخيالك واسع يسع الجميع....فأي واحدة أنا منهن...!!!!
حينها أدركت أنّي أسير في طريق مسدود وأنّي جرحت قلباً أحبني
رجعنا إلى الفندق بعد أجواء التوتر الذي حصل بيننا
حاولت أن آخذ منها موعد آخر لرحلة أخرى
إلى أنها رحلت وتركتني
دخلت عرفتي والتعب والحزن أخذ مني الكثير
لم أصحو إلا وأنا مع إشراقة يوم جديد ....حيث نمت بملابسي
طلبت طعام الفطور وأنا أهيئ نفسي لإستقبال الفتاه (سُرى )
طُرق الباب ذهبت مسرعاً فتحته وإذا أنا أجد رجلاً أسمرٌ قصير يحمل طعام الفطور
سالته وأين سُرى ...؟؟؟
لم يكن يعرف من هي تلك الفتاة فهو العامل الجديد
بحثت عنها في أرجاء الفندق وحينما سألت عنها أخبروني بأنها تركت العمل ورحلت
رحلت.......؟؟؟
كل الذين رحلوا عني كانوا هم من أرادوا الرحيل تركوني وحيداً
إلّا أن سرى تركتني بسوء تصرف مني
ركبتُ سفينتي وأنا أغادر تلك الجزيرة الجميلة التي تركت لي أثر في قلبي من سوء تصرف مني
لم يبقى لي منها سوى تلك اللوحة الجميلة لحورية البحر سُرى.



#علي_هاشم_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدرية الغيبية وتأثيرها على المجتمع
- *بين حبيبين*
- بين حبيبين


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي هاشم علي - .....حورية البحر سُرى.....