أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف نوار - أمريكا بين مصالحها و مصداقيتها














المزيد.....

أمريكا بين مصالحها و مصداقيتها


عاطف نوار

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمريكا بين مصالحها و مصداقيتها
لايختلف أحد أن أمريكا دولة كبرى لها شأنها السياسى و العسكرى و الإقتصادى ما جعلها من دول المقدمة فى العالم .. و دولة كهذه لابد أن تكون جديرة باحترام الدول و القارات .. يقيمون لها وزنا و يحسبون لها حسابا .. و لعل عاملا مهما من عوامل ذلك الإحترام و هذا التقدير هو المصداقية .. و المصداقية تثبت مدى جدية صاحبها و أمانته فى التعامل مع الآخرين .. و مصداقية بلد كبير كأمريكا يتوقف عليها إحترام دول العالم لها و أيضا إحترام المواطن الأمريكى نفسه لدولته و حكومته .. و تلعب المصداقية أساسا ثابتا فى العلاقة بين الحكومة فى أمريكا و بين مواطنيها داخلها .. حيث تعاقب تلك الحكومة أى مواطن أمريكى يثبت كذبه فى الأمور الحكومية عقابا شديدا.. بل و تضعه على قائمة معدومى المصداقية .. إلى هذا الحد تبلغ أهمية المصداقية فى دولة أمريكا .. و هذا ما أجبر الرئيس الأسبق كلينتون للإعتذار للشعب الأمريكى عن تجاسره و كذبه عليهم حانثا باليمين فى فضيحته مع مونيكا الشهيرة .. و السؤال الذى يفرض نفسه على الساحة الآن .. أين مصداقية أمريكا فيما يحدث فى الشرق الأوسط ؟ .. إن نغمة " حقوق الإنسان و حريات الشعوب " هو محور ماتنادى به أمريكا و أساس ما تعمله فى الشرق الأوسط .. فإن كانت هذه النغمة تُفعلها بكيل واحد فلها مصداقيتها .. و لكن الكيل بمكيالين هو بمثابة معول يحطم تلك المصداقية مُعلنا زيفها .. لقد أقامت أمريكا الدنيا و لم تقعدها عما فعله الشعب المصرى فى رفضه لجماعة الإخوان المنبوذين .. و اتهمت الجيش المصرى بالوحشية فى فض رابعة و النهضة .. متبعة أكاذيب و تدليس تلك الجماعة الإجرامية .. برغم تيقن الإدارة الأمريكية من كذب تلك الجماعة .. فهى تعلم إن لم تكن تساعدهم على إرتكاب الجرائم من قتل و سحل و تعذيب و حرق و تدمير .. ثم إلصاق هذه الجرائم بالجيش ليكون ذلك سببا للتدخل العسكرى فى مصر و إبادة جيشها .. لُعبه مكشوفة لعبتها فى العراق و تريد لعبها فى سوريا و من بعدها مصر .. تحت مسمى حماية " حقوق الإنسان " .. لماذا تحركت هذه الرغبة الإنسانية فى وجدان الحكومة الأمريكية الآن فقط ؟ .. و أين كانت فى الماضى ؟ .. أين كانت تلك المشاعر الملتهبة تجاه حقوق الإنسان حين قامت إسرائيل بمذبحة صابرا و شاتيلا .. و جنين و رام الله و جنوب لبنان .. أين كانت حقوق الإنسان هذه حين ضرب جند اليهود الطفل محمد الدرة بنيرانهم .. أين هى كانت عندما أبادت العسكرية الأمريكية شعب العراق و جيشه رغم يقينها بما أقره محمد البرادعى رئيس هيئة الطاقة النووية وقتئذ بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل فى حين أن أمريكا نفسها و إسرائيل تمتلكتان ذلك النوع من السلاح .. وفى مصر .. أين كان هذا الضمير الأمريكى الحى من مذبحة ماسبيرو .. و التى اعترف خلالها اللواء ممدوح شاهين أحد أعضاء المجلس العسكرى أنذاك .. أن مدرعات القوات المسلحة تم الإستيلاء عليها مما أُطلق عليهم بلطجية الطرف الثالث لدهس متظاهرى ماسبيرو القبط .. لماذا لم تهدد أمريكا بالتدخل العسكرى فى مصر حماية لحقوق الأنسان التى إنتهكها حلفاؤهم الإخوان المنبوذين فى فض اعتصام الإتحادية .. لماذا صدقت إدعاءات الإخوان و أكاذيبهم و لم تصدق تقارير جيش مصر و داخليتها عن أنتهاكات و جرائم تلك الجماعة الملعونة .. لعل كل هذه التساؤلات إجابتها فى كلمة واحدة .. هى " المصالح ".. إن المُحرك الأساسى لمواقف الإدارة الأمريكية هى مصالحها و ليس ما تدعيه عن حمايتها لحقوق الإنسان و حريات الشعوب و إلا ماتدخلت بوحشية فى العراق و ما سمحت لإسرائيلها بممارسة الوحشية فى فلسطين و لبنان .. و كذا الإخوان المنبوذين فى ماسبيرو و صول و إمبابة و دير الأنبا بيشوى و أسيوط و المنيا و الأسكندرية و رفح الأولى و الثانية و أبى زعبل و العريش و السويس و استاد بورسعيد .. بل و ما سعت جاهدة مُهددة من خلال سفيرتها باترسون لإطلاق سراح المجرم الخائن عميلها محمد مرسى العياط .. و مُحرك الإجرام و الخيانة خيرت الشاطر .. إن عبارة " حقوق الإنسان " و " حرية الشعوب " ما هى إلا وسيلة تتجمل بها أمريكا امام العالم الخارجى لتوارى حقيقتها فى إنتهاك هذه الحقوق و تلك الحريات من أجل مصالحها و أطماعها الإستعمارية .. و فى هذا قال السيد المسيح
"ايها الفريسيون تنقون خارج الكاس والقصعة واما باطنكم فمملوء اختطافا وخبث" ( لو 11 : 39 ).
تحية لمصر العظيمة التى استحقت احترام العالم أجمع بصدقها و مصداقيتها.
- كندا



#عاطف_نوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد مقترح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة.. ماذا سيحدث إذا قبلته ...
- داخلية مصر تكشف عن موعد انتهاء المهلة الممنوحة للأجانب لإصدا ...
- وزير الدفاع الصيني: مستعدون لمنع استقلال تايوان -بالقوة-
- حزب الله وتكتيكات جديدة في حربه مع إسرائيل: عمليات نوعية ونم ...
- شاهد: لحظة انهيار مبنى سكني في اسطنبول أسفر عن مقتل شخص وإصا ...
- خمسة توابيت في وسط باريس (صور)
- مسؤول أمريكي يوجه رسالة للدول الغربية لفهم دلالات اختيار بوت ...
- -في كمين محكم-.. -حزب الله- يدمر آلية عسكرية إسرائيلية بمن ف ...
- مقاتل روسي يخدع مسيّرات أوكرانية للبقاء على قيد الحياة بحيلة ...
- طواقم الدفاع المدني الإسرائيلية تكافح حريقا ضخما امتد لهيبه ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف نوار - أمريكا بين مصالحها و مصداقيتها