أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مأمون علي جعبري - البيئة الحاضنة














المزيد.....

البيئة الحاضنة


مأمون علي جعبري

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 01:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


البيئة الحاضنة
مصطلح تم تداوله كثيراً خلال السنتين والنصف السابقتين من عمر سوريا الى أن اصبح في مرحلة من المراحل رافعة لتبرير قتل المدنيين من قبل بعض
مدعين الثورة بعد ان كانت تستخدمه الدكتاتورية لضرب تجمعات المدنيين لزيادة الترويع والارهاب.
في سياق الموضوع أرغب في البدء في اعطاء صفتين رئيسيتين لأي ثائر هما العدل والمعرفة وفي حال غياب هاتين الصفتين تحول الشخص الى فرد ضمن قطيع سواء أصاب سلوك القطيع أم أخطأ.
من عام 1978 وحتى بدأ الانتفاضة السورية وبالاحصائات الموثقة يعتبر الساحل من أوائل الثائرين على نظام الدكتاتورية والمطالبين باسقاطه عبر حراك سياسي لم يأخذ الطابع المسلح وهذا لا يفقده ثوريته (نسبة عدد المعتقلين الى عدد السكان) هذا الحراك لم يخضع لأي عقاب كظاهرة في البيئة التي نما فيها وهي بيئة الساحل فلم تسجل ظاهرة لفظ او تتضيق على الخارجين من المعتقل الا في حالات اشكاليات شخصية على الرغم من العقاب الجماعي لهؤلاء الثوار من قبل الديكتاتورية بحرمانهم من مقومات العيش المرتبطة بها (فصلهم من وظائفهم)ووجدوا في بيئتهم مقومات لاستمرار العيش
بل وأكثر من ذلك في كثير من الاحيان كان ينظر اليهم كحامل لفكر الاصلاح مقارنة بفساد السلطنة وحزبها القائد وقد تكون هذه المعلومة مجهولة لدى معظم الثوارالحاليين من خارج الساحل كونهم لم يتعرفوا الا على الشخصيات الدموية (الأب والأبن) أو الشخصيات الاعلامية المغرقة في الفساد والذين ينتمون جغرافياً ومذهبياً الى الساحل السوري ولكن انتمائهم الحقيقي الى حلقة الفساد التي ينتمي اليها معظم الفاسدين في سوريا وليس الساحل فقط
واللوم الاكبر على ثوار الساحل الحاليين الذين يعرفون هذه الحقائق ويرددون ببغائياً أو عجزاً الساحل حاضنة للتشبيح
لم تنجو اي مدينة سورية من ظاهرة التشبيح وكل حسب دوره في ميزان السلطة فهل البيئة التي احتضنت حالياً ملايين المهجرين من سوري هي بيئة حاضنة للتشبيح والبيئة التي احتضنت سابقاً وحتى الان مئات المعارضين للديكتاتورية بيئة حاضنة للتشبيح
تقصف السلمية والساحل والسويداء والمناطق الكردية (المدنيين) بنفس الذريعة وأثبتت الوقائع أن التشبيح أو الارهاب الذي يماثل ارهاب السلطة هو ارهاب الجماعات التكفيرية (داعش النصرة وأمثالهم) فهل هذا يعطي ذريعة لقصف اماكن تواجدهم الجغرافي وقتل المدنيين وفي حال افترضنا ان كل من لم يحمل السلاح بوجه السلطة مرغماً أو رافضاَ له بيئة تشبيحية أو يجب عليها التخلص من حملة السلاح وكأننا نقول أن الثوار قامو بالتشبيح حينما فرضوا وجودهم على المدنيين
ولنخرج هذا المفهوم وخطورة شرعنته الى فضاء اوسع نجد ان كل من حركة حماس وحزب الله في المفهوم الاسرائيلي والعالمي الى حد ما منظمات ارهابية وقطاع غزة والجنوب اللبناني بيئة حاضنة لها(شاءت أم أبت) وبالتالي الحق لاسرائيل بتدمير قطاع غزة والجنوب اللبناني والقضاء على الشجر والبشر والحجر من مفهون حضانة الارهاب
يعتبر حزب العمال الكردستاني حزب ارهابي بالنسبة للحكومة التركية الحالية ومن هنا تملك الحكومة التركية الحق بقصف اماكن وجود الاكراد في تركيا وأفنائهم لأنهم بيئة حاضنة للارهاب أما عن افغانستان وهي أكبر تجمع لقوى القاعدة وطالبان وهم على رأس قائمة الارهاب ومن هنا تملك اميريكا الحق برمي قنبلة ذرية للخلاص من هذه البيئة الحاضنة ومن فيها
وماذا سوف نقول عن اليمن الى ما هناك من أمثلة وبالنتيجة ان هذا المصطلح هو المبرر الاساسي لمرتكبي الابادات الجماعية التي حدثت في تاريخ البشرية
ومن كل ما سبق من يتخذ هذا المفهوم ذريعة لقتل المدنيين في ظل أي مبرريسوغه (من دفعهم الى التمرد وصولاً الى التخلص من بعض القتلة في بيئتهم) وضربه الحاضنة ويذهب نتيجتها ضحايا مدنيين يدخل تحت بند مجازر ضد الانسانية ويجب تقديم المسؤولين عنها الى المحكمة الدولية المختصة بجرائم الابادة الجماعية
وفي حال تم الاقرار ان هناك بشكل فعلي بيئة حاضنة للارهاب فمن الاولى البحث عن المسوغات التي تدفع الانسان لعملية القتل او الانتسا ب الى الجماعات المتطرفة لان كل الابحاث العلمية اثبتت ان الانسان لايولد قاتل بالفطرة وان اهم اساليب مقاومة البيئة الحاضنة للارهاب هي محاربة الفقر والجهل ونشر الديمقراطية الحقيقية وتعميق ثقافة المجتمع المدني





#مأمون_علي_جعبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلام جثة
- الفعل التراكمي للاغتصاب السياسي في المجتمع السوري


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مأمون علي جعبري - البيئة الحاضنة