أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حليمة الخديم - خَرْبَشَاتٌ مِنَ الزَّمَنِ الرَّدِيئ















المزيد.....

خَرْبَشَاتٌ مِنَ الزَّمَنِ الرَّدِيئ


حليمة الخديم

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 22:30
المحور: كتابات ساخرة
    


-ماضي حبي لدوغما لها أذن.. عين و قلب-

كان كل بلابلابلا... حديثه عن الطبقة البروليتارية و إستنجاده بكلاسيكيات الماركسية مثقلا رأسي بأحلامه حول مستقبل لا طبقي -لا يجيد ربط حذائه فكنت أتولى المهمة النضالية الحذائية- رجلي الذي يخال نفسه ميشال روكار مرددا كل ثانية عند كل نشاط يومي لازمة : "إن زمن الرداءة هذا لا يلغي نبوءة مستقبل لا طبقي ، عاش ماركس و مات التوحش. "
حتى صور صديقاته الجميلات لم تسلم من التعليق : "دمنا للنضال رفيقتي" , ألا يرى حبيبي الكاماغاد الجانب الشاغموني من صور صديقاته ؟
طبعا لم يسلم السرير هو كذلك من تطفل ماركس و أرنست ماندل و غورباتشوف .
إنزعجت كل الوقت من إقحامهم جميعهم بوسادتنا .
-عنّف العنف الثوري حميميتنا و قصفت الحرب الباردة بدفئ السرير-
يا حبيبي الكاماغاد لم أرد يوما حربا ساخنة أو باردة ، أردت فقط دفئا جميلا وسطيا معتدلا بعيدا عن تطرف درجات الحرارة و السياسات .
أردت أن نتحدث ولو لمرة واحدة عن الموسيقى مثلا.. عن الفن التجريدي عن بيكاسو عن الرياضة السخيفة عن الشعر عن الميثولوجيات عن قطي ميمي و فقط دون التفرُّع أكثر حتى لا نجدنا نعود إلى كوبا و تشي غيڤ-;---;--ارا و باتيستا...
كنت كل ليلة قبل ساعات من معجزة الممارسة أنتظر "الموت السريري" لم يكن ليتسبب لي فيه توحش الرأسمالية قط ..
أردت يا حبيبي الكاماغاد يوما واحدا لا تاريخي ، لا قومي و لا أممي ، أردت ليلة واحدة خالية من كل الفلسفات .
رجلي الكاماغاد أنت تقول بتوزيع عادل للثروات لكنني أفضل إعادة توزيع عادل للثورات كونها لم تنجب لنا غير جنس متصلبي الدماغ مثلك ..
كان إستنتاجي الوحيد من كل تنظيراتك هو أن جهازك العصبي المركزي بحاجة إلى تدمير شامل و كلي و ليس تلك الطبقة التي تراها مستبدة و متوحشة و تمارس اللصوصية عليك و على العالم .
سأجرب سيكار غيفارا و أحتفل بعيد ميلادك الثلاثين الذي تمنعك قضاياك الكبرى من تذكره .

-يا الله جربناك جربناك.. كرهناك كرهناك لأنك جبان-

ليس غريبا أن يصادف أنه شرط لزومي لتحقق البوح وجود اللسان .
اللسان تلك العضلة الحساسة التي لا نسلمها للجميع سواسية ، لكن نحتفظ بها إلى حين تسليمها في حالات حب عذري أو استثارة مطلقة أو شهوة حقيقة ، كذلك البوح لا ينزلق عبر اللسان إلا في لحظات صدق مطلق نشاركه مع من هو بادٍ أمامنا نحسه و يحسنا ، لا يختبئ وراء السماوات أو تحت الأرض .
كيف يفوض يسوع صلاحياته لكاهن شرعي بموجب طقس سر الإعتراف في "خورس التائبين" مثلا لإقتناصٍ حالات إعتراف لسان مؤمن !
كيف له أن يبقى متخفيا ؟ ألا يجرؤ على سماع بوح أبنائه و يشعرهم بحضوره ؟ يشد على أياديهم مثلا ؟

-يسوع يفضل أن يكون مديرا عاما لشركة القداس لا يستقبل الزبائن إلا عن طريق كهنته و قساوسته-

الألسنة المسكينة و المثيرة للشفقة تتمدد في المعابد -الله يعلم ما في القلوب، هل يحتاج الى انزلاق لسان آدم ؟ في السجود ؟ في خورس التائبين؟ في المحراب؟- ألسنة العشاق المزورين تتمدد فقط في المعابد ، إلاك أنت أيها العاشق المغرور ، تلعن المعابد ، تدعو إلى قطع ألسنة المتعبدين, تزعجك تراتيلهم , تتقزز من شطحاتهم !
تقول أنهم يكبتون حاسة حُليماتهم الصغيرة على ألستنهم بالبوح الغير مصحوب بقبلة دافئة و شد على اليد .
(فليخسئوا جميعاً)

-عندما يقرر العقم التبني-

هي امرأة "معطلة الرحم" أنجبتها الطبيعة الأم لا تنجب .
هو ليس "فحلا" ! ماء قلمه المرتخي لا يستطيع تخصيب بويضة .
هكذا أرادت لهما الطبيعة الأم !
يقرران في لحظة ما الإنتقام من شر الطبيعة التي أعدمت فيهما خاصية التناسل ، التكاثر ، و التوالد ، فيتبنيان "طفل الملجأ" .
فكرة التبني تنم عن أنانيتهما المطلقة ، أنانيان إلى درجة لا تطاق ، إلى درجة لا يستطيعان مصارحة "عجزهما" بحقيقة كونهما أنانيان حقيران ، يكذبان على نفسيهما بالقول : سننقذ هذا الطفل اليتيم من قسوة "الملجأ" ، سنجعله إبننا الصغير المدلل ، سنحبه مثل والديه المسكينين تماما.
هي تريد طفلا وهو يريد طفلة ، إتفقا على قرار تبني الطفلة ، لكنهما يريدانها على مقاسهما و ذوقهما بمعايير إستيطيقاهما ، يريدانها بعينان زرقاوان و شعر أشقر بني ، يناسب البشرة البيضاء ..
من بين كومة أطفال جوعى ، يتامى، مكسورين ، لماذا هذه الطفلة المهذبة الشقراء الجميلة و ليس ذلك الصغير البريئ الأسود !
يتبنيا الطفلة الشقراء الجميلة ، المهذبة ، يختارا لها إسم ( نهلى ) ، نهلى الملجأ "تلبي" حاجة الأزواج العاطلة أجهزتهم التناسلية ، المشوهة حيواناتهم المنوية ، تشبع حاجتهم النفسية ، و تمنحهم "الستاتوه" الإجتماعي ، ليحس الأب المزيف أنه "سوغس" الأمان المزيف ، و لتحس الأم المزيفة أنها الحنان المزيف..
في الأخير تروي النهلى البريئة كل البيت ، و لا تُروى هي ! في انتظار ذلك اليوم الأسود ، يوم الإفصاح عن الحقيقة ، حقيقة طفل الملجأ .

-أيها الحمار: أنا أحسدك-

يموت أنكيدو فنلبس حدادا ، نبكي ، نصرخ ، نئن ، نتألم (نُحِس) , بخلاف الحِمار ، ذلك الحيوان الأليف الذي أحسده ، يأكل ، ينام ، يمشي ، يتبرز ، يتبول و جيفة حمارة بجانبه تتحلل و تنتفخ ، تتعفن و الذباب يحوم فوقها ، هو لا يزعج رأسه بالكتابة عنها مجموعة سطور يعنونها بال (Charogne)* , لا بل هو غير مهتم و لا مكثرت إطلاقا ، يحضى بالهدوء التام ، ينتهي من التبول ، بأعجوبة يقوم بإخفاء قضيبه ! ثم ينصرف يبحث عن الكلأ بمكان ما هناك ، بمكان بعيد من جيفة أم أبنائه ، لا أخبار أنكيدو أو بغْل تعكر صفو عيشه بلا مناسبة .

-مكرر- في ذكرى وفاة عزيز على القلب !

*poème de Charles Baudelaire

-رفيقي الضفدع-

سأسميك "ضفدع" ليس لسبب -قدحي- لكن فقط كي احترم خصوصيتك و لا أقع في التشهير بك فطبعا أنت لا تريد أن أذكر اسمك كاملا ، لذلك سأسميك "ضفدع" .
جميل أنك حذفتني من الإفتراض عندما حذفتك من الواقع أو بتعبير أدق عندما لم أتح لك فرصة واقع فيه أنا .
عزيزي الضفدع هل تتذكر ؟ طبعا تتذكر و كيف لك أن تنسى انتظارك الطويل بمحطة القطار حاملا قضيبك بيدك بعدما لم يعد يسع في بنطلونك ، لقد كان أول ما أردت أن تسلمه لي بلا سلام و لا كلام ،
هكذا تقف و تقول هاك قضيبي !
و طبعا لأنك لم تكن تحن لأعضائك الأكثر حميمية فلم يكن يهمك الى من تسلمه و لا إلى من سيرعاه و يهتم به و يستحسن به .
رفيقي "الضفدع" لقد أقرن اسمك بالخطأ بقضية جماهير لم تكن أنت رائدها، و لم تكن أنت صاحبها و لا منظرها، لقد حصل و بصدفة "الطفرة السلبية" أن تم إلباسك ثوبا لا يليق بشكلك المتداعي و لا يستوعبه.
باسم القضية و باسم كل شعارات القضية تحايلت على نساء و نساء صدعن رأسي برواياتهن معك و كلهن غبن .
لكن إلى أي مدى ستريدني أن أحتقر كل تلك النساء ؟! كونهن تورطن مع "ضفدع" تافه مثلك ، رأسه صغير خاو ، متوهم ، لا يجيد تركيب جملة قابلة للفهم .
بالحانة أبصرت حبلا صغيرا يتدلى منك ايها البالون المنتفخ ، مملوء انت بالغازات التي تطردها خلاياي , فقط ثاني اوكسيد الكاربون الذي ترفضه رئتاي ما يملؤك ، سحبته فجعلتك تهوي فتواريت عن أنظاري ، طرت بعيدا بعيدا لتحط بمستنقعك الآسن العفن حيث تنتمي عزيزي "الضفدع"
تأخذ شكل البالون المنتفخ الجميل ، تتلون بكل ألوان قوس قزح ، لكن و لأنني أردت أن تنتمي الى حيث يجب أن تكون بحركة صغيرة مني سحبت الحبل فجعلتك تتسرب مع الهواء الملوث و السموم .
الآن و بعيدا عني ، كن ما تريد أن تكونه , كن الضفدع الأسترالي الذي "يضع" عضوه في فجوة كل ثقب مستطاع حتى و إن كانت الفجوة ، فجوة نوع حيواني آخر..





#حليمة_الخديم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حليمة الخديم - خَرْبَشَاتٌ مِنَ الزَّمَنِ الرَّدِيئ