أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي عبدالقادر ريكاني - الهجوم على سوريا بعد اسقاط الاخوان في مصر (هل اكتملت اركان اللعبة الدولية؟)















المزيد.....

الهجوم على سوريا بعد اسقاط الاخوان في مصر (هل اكتملت اركان اللعبة الدولية؟)


سامي عبدالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 22:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


هل هناك مقايضة حصلت بين الاطراف الدولية والاقليمية على مصير مصروسوريا ؟
من المعلوم ان الصراع السوري طال امدها لاسباب عدة منها عدم تنازل الاطراف الدولية والاقليمية المنقسمين على جبهتين تتصارعان على مستقبل سوريا ولم يصلوا الى حل يرضي الطرفين ويرجع ذلك لمكانة واهمية سوريا لكليهما استراتيجيا واقتصاديا وايديولوجيا ,و السبب الاخر عدم توحيد الرؤى والاهداف داخل اعضاء كل طرف حول كيفية انهاء الازمة , ومن جهة اخرى وجد تداخل وتشارك في بعض الرؤى والمخاوف من النتائج بين بعض اعضاء هذا الطرف مع بعض اعضاء الطرف الاخر,فالطرف الاول الذي له مصلحة ومخاوف من مستقبل سوريا هي امريكا واوروبا اللذان يتحركان على الارض عبر وكلائهما كل من تركيا والدول الخليجية بقيادة السعوديةالتي تجمعهم معهما نفس المخاوف اضافة الى مخاوف اخرى تتعلق بالصراع الايديولوجي والجغرافي والاقتصادي والمشاريع المستقبلية والتي تتصادم لنفس الاسباب مع بعض الاختلاف لما لدى الطرف الاخر والذي يتصارع من اجلها ضد الطرف الاول والتي تمثلهم على ارض الواقع ايران وحكومة سوريا وجميع الشيعة في المنطقة ومن ورائهم روسيا والصين وباقي الدول التي هي في خصام وعداوة مع الجبهة الامريكية ,ولكن نقطة الخلاف والتي ادى الى اطالة امد الحرب في سوريا بدات مع صعود الاخوان الى سدة الحكم في مصرحيث شتت التحالف فيما بين اعضاء الطرف الاول ,ففي حين كان صعود الاخوان لتكون نقلة زمنية للمشروع التركي والاسلام الوسطي الى الامام واختزالا لها للوقت وجنيا لثمار الثورات العربية,كان في نفس الوقت انحسارا للاسلام الراديكالي التي تتزعمها السعودية ودول الخليج و التي ستكون الخاسر الاكبر والتي ستدور دائرة الثورات العربية لتطيح بعروشها في المنطقة,وفي نفس الوقت كانت خسارة لامريكا واوروبا ,فاضافة الى كونها لتخسر حلفائها الرئيسيين من حكام الخليج العربي والتي تنفذ كل مشاريعها بدون ادنى مماطلة مقابل الحفاظ على عروشها ,فانها ستخسر مشاريعها ومصالحها ايضا لكون الاسلام الوسطي يحمل في داخلها مشروعا اسلاميا بديلا للمشروع الغربي ومستغن ورافض في نفس الوقت له على حد اعتقاد وزعم بعض الغربين والاسلاميين على حد سواء,وهنا التقى مخاوف وتردد هؤلاء لتعيق هذا التحاف في صراعها مع الجبهة الاخرى ولتصب في مصلحة النظام السوري وحلفائها الايرانيين وروسيا لكسب المزيد من الوقت لاضعاف المعارضة وتشتيتها ولكسب المزيد من التنازلات والامتيازات من الطرف الامريكي وحليفاتها .
ففي الاخير تحولت الازمة بين جبهتين متصارعتين كانت كل منهماعازمة في البداية لانهاء دور الاخر وكانت حدود واعضاء واهداف كل طرف منهما معلوما ,لتتحول بمرور الوقت الى تشتت في الجبهة الامريكية في البداية وتؤل في النهاية الى خلاف بين تركيا والسعودية وتركيا والاتحاد الاوروبي وامريكا وبينهما وبين السعودية حول صيغة الحل في سوريا, ومن طرف اخر تشارك كل من امريكا وروسيا المخاوف حول الاسلام السياسي وتاثراتها على مستقبل مصالحهما في المنطقة وبذلك اتفق كل من امريكا وروسيا على بقاء التوازن بين نفوذ الايديولوجيات الاسلامية المتصارعة في المنطقة كحل امن لبقاء نفوذهما في المنطقة ولكون ذلك سيتيح لهم المزيد من الوقت والمكان والحاجة بسبب الصراع والنزاعات والازمات بين الاطراف وبذلك ستؤمن مصالحها , وبعد الوصول الى رؤية واضحة بين امريكا وروسيا انتقل المشروع ليكمل بين الاوساط الاقل شانا ليحلوا مشاكلهم في مابينهم وبما يتوافق مع الاتفاق الاعلى ,وهنا تحرك كل من السعودية وتركيا ليحلوا خلافاتهم بعد ان عرفوا المدى المسموح لهما التحرك فيه في مفاوضاتهما معا ,فكان التحرك السعودي هو ان يتنازل تركيا عن استراتيجيتها مع الحكومة المصرية الاخوانية لكونها باعتبار السعودية والدول الخليجية تمس وتهدد الامن القومي الخليجي فالاخوان عندهم اخطر من ايران والبشار والاسرئليين وهذا الربط بين المشروع التركي والاخواني المصري والسوري الذي يشرف عليه تركيا غير مقبول نهائيا عند الخليجيين, ولذلك كان على تركيا ان تتنازل عن احدهما ويفضل خليجيا ان تتنازل عن اخوان مصر بدل سوريا لان مستقبل سوريا يمس الامن القومي التركي وهذا الطرح قدمه السعودية للامريكان ليقدموه لتركيا وبعد ان اقنعهم بانهم سيقنعون روسيا للتخلي عن بشار, وسيقبلون بمعارضة سورية تكون لتركيا اليد الطولى فيها في حال قبلت بالمبادرة وبما يؤمن امنها القومي وحدودها وبرامجها في المنطقة وبالاخص الجانب الذي يمس المنطقة والقضية الكوردية في سوريا ,والتقى الرئيس الامريكي واوردغان فكان الطلب التركي وموافقتها مشروطا بان تكون هناك تدخل دولي سواء بموافقة الامم المتحدة او بدونها وان ويكون للجيش التركي دورا ومساحة للتحرك في هذا التدخل وان توحد المعارضة وتتحرك وتجمع تحت قيادة موحدة وترفض اي معارضة او قوة مسلحة اشارة الى المسلحين الاكراد بان تتحرك وحدها وان يكون ذلك تحت اشراف ومتابعة القيادة التركية ,وقبل امريكا باكثر الشروط التركية ,وعندها كان بندر بن عبالعزيز قد غادر السعودية ليلتقي ببوتن في موسكو مندفعا بثقته بامريكا بانها ستقنع تركيا على مبادرتها ,وكان الاتفاق السعودي الروسي هي ان السعودية ستدفع لروسيا مقابل التخلي عن بشار الاسد مبلغا قدره 15مليار دولار وهي الصفقة التي كشفت بان السعودية اشترت سلاحا منها والزمت المؤسسة العسكرية في مصر بشرائها بعد مااتفقت معها بانها ستتحمل جزءا من هذه الديون عن مصر لروسيا مقابل اسقاط الجيش لمرسي وستدفع مصر الجزء الاخر عن طريق فتح مشاريع روسيا ودعمها لتستثمر في مصر مقابل دعمها للانقلاب على الاخوان او عدم معارضتها لها على الاقل,وكذلك اقنعت السعودية روسيا بانها لن تسمح بان تتضرر اسواق الغاز الروسية التي تسيطر روسيا على اسواقها في العالم ووافقت روسيا بعد ان اضافت شروط اخرى منها انها ستتخلى عن بشار ونظامه ولكن بشرط الحفاظ على مصالحها في سوريا وقاعدتها العسكرية في طرطوس واشتراط مناف طلاس القائد العسكري وابن وزير الدفاع السوري السابق بان يراس الحكومة الانتقالية لما بعد بشار الاسد.
وبهذا في الاونة الاخيرة اكتملت اركان الاتفاق بين الاطراف المتصارعة على الساحة الشرق اوسطية وبدات تتحرك نحو تحقيق بنودها والتي بدات قبل مدة في الاردن حيث اصبحت هناك قوة عسكرية مدربة من المعارضة السورية ومدعمة من خبراء عسكريين فرنسيين وبريطانيين وامريكيين واتراك واسرائيليين ستكون النوات الاولى للجيش السوري الرسمي والتي ستتعامل معها القوى الدولية والداخلية ,وانها تحركت على الارض ,حيث تشير اكثر التحليلات العسكرية والاستخباراتية بان الاستعمال الكيمياوي من قبل النظام كان خوفها بعد درايتها واعلامها بان هذه القوة تحركت نحو دمشق .
ولو تتبعنا تسلسل الاحداث لتيقنا بان مايحدث الان من تحركات وتوالي الاحداث انما هي تتجه نحو تنفيذ المخطط المتفق عليه وكما اشرنا اليه فمن سقوط للاخوان في مصر وقبلها ذهاب بندر بن عبدالعزيز رئيس جهاز الاستخبارات السعودي لمقابلة الرئيس الروسي بوتن والتي جاءة بعد المشاورات الامريكية السعودية وكذلك اللقائات المتكررة الامريكية الروسية قبلها والحديث عن جنيف 2 وبعدها سكوت روسيا عن الانقلاب العسكري في مصر وتذبذب مواقف امريكا بين التهديد بقطع المعونات اوالمنحة التي تقدر بمليار وثلاثة مائة مليون دولار امريكي والتي تدفع للمؤسسة العسكرية سنويا ومن ثم التراجع عن تهديدها , وكذلك لقائاتها مع الحكومة التركية لاقناعها والتي كانت اخر لقائه مع اردوغان قد صرح الاعلام التركي في اشارة على الموافقة التركية بان تركيا او اردوغان قال باننا اتفقنا على ان يكون التحرك ضد بشار الاسد من خلال معارضة موحدة وهو المطلب التركي الابرز في المفاوضات مع امريكا والتي ارخت بموجبها دعمها للاخوان عمليا وليس اعلاميا ارضاء لرخبة حلفائها الاخرين وما اعتذار تركيا اليوم لمصر وحكومتها الحالية الا دليل على ماذهبنا اليه , كذلك ارخاء وتحول موقف روسيا من مدافع شرس عن النظام السوري ورئيسها بشار الاسد الى تنازله عن خطابه التي بداها بانه لايدافع ولايهمه بشار الاسد ولكن يهمه مستقبل سوريا الى ان وصل اليوم بعد التحرك الاوروبي الامريكي الى الاعلان بان موسكو لن يتدخل ولن تدخل في حرب ضداي جهة ومع اي جهة كانت اذا ما حصل تدخل عسكري في سوريا .وعلى الارض بالنسبة للقضية الكوردية وادراج كفاحها وادخالها ضمن تحرك المعارضة السورية الموحدة انزالا لرغبة واتفاق الاطراف الاقليمية والدولية لتنزل عند رغبة تركيا في توحيد المعارضة السورية تحت قيادة واحدة واخلاء المناطق الكوردية من المسلحين الاكراد المحسوبين على الحزب العمال الكوردستاني ودمجها في هذه القوة التي تشرف عليها تركيا قطعا للطريق امام اي طموح كردي ينفرد بتقرير مصيره خارج ارادة ورغبة تركيا وحلفائها في المنطقة,وحيث بات خيوط هذا السناريوا الدولي ضد القضية الكوردية واضحا عبر افراغ المناطق الكوردية من اهلها وترحيلهم الى اقليم كوردستان العراق واشعال الحرب بين هذه القوة والجيش الحر والتي بداتها اليوم الجزيرة عبر اتهامها علناه للقوة الكوردية ومسؤليتها عن التفجيرات التي حدثت اليوم في الرقة والذي يعد تمهيدا اعلاميا وتهيئة للارضية الخصبة لتنفيذ هذا السيناريو الذي بات وشيكا ومترافقا مع التصعيد الدولي وتلويحها بالهجوم على سوريا .



#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكوردية في سورية وانعكاساتها على اقليم كوردستان العر ...


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي عبدالقادر ريكاني - الهجوم على سوريا بعد اسقاط الاخوان في مصر (هل اكتملت اركان اللعبة الدولية؟)