أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خديجة درار - حريتي و ديني صراع أبدي














المزيد.....

حريتي و ديني صراع أبدي


خديجة درار

الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 01:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عدد قصائدي كعدد دقائق عمري بأكمله ألام كثيرا على ما أنا عليه أخاف فرقة الأخلاء بعد البوح و أخاف عذاب ضميري ان ألقيت بتلك اللعنات في خابية حينها أمسي منهكة القوى أمام عقلي................ على وسادة الموت الصغرى خلال السواد الذي لا يراه أحد غيري يأتيني ندس في أذني يسائلني كما في كل ليلة تمضي فتزداد دقات قلبي لأسمعها كنواقيس القلاع العتيقة وأقوم لأن صدري قد حرج و لم أعد أستطيع التنفس ,ما الذي يحدث لي ؟ ذلك اللئيم لم يفارقني فأدركت بأني في حاجة لمن ينصت معي لهذا الضالع ,هو مني و أنا منه فكرت مرات عديدة بأن أتجاهله لكن كيف لي أن أتجاهل عقلي الذي لم أعد أستطيع السيطرة عليه فهو يعيش زمنا من المخمصة لعدم اقتناعه .مضى شوط من عمري و أنا لازلت أفكر و في كل مرحلة منه تزداد تساؤلاتي صعوبة طبعا كنت أبحث عن مجيب في كل مرة لكن تفكيري يقودني دائما للإصغاء لأطراف عديدة و كأني أقف على سلم عددي ثابتة منذ بداياتي على نقطة الصفر الاتجاه السالب بالنسبة لي هو نفسه الموجب ,عندما ولدت وضعني والدي على رقم من ذلك السلم و انتظرا تقدمي و لكنهما فوجئا كثيرا بتراجعي المفاجئ الى نقطة الصفر ثم أدركا أني انسانة لا تتقبل ان لم تقتنع . لم أظهر للناس هذا الجانب مني لأني أعلم أنه لا أحد منهم يفكر بهذه الطريقة الكل يعاني التبعية يسجد و لا يدري لماذا يسجد ؟ يسجد فقط لأنه رأى أبويه يسجدان لا ريب في ذلك لأنهما وضعاه على رقم ما في السلم و لأنه لم يفكر مضى كما مضيا يعيش نوعا من المسلمات و يعاني عقما فكريا ,صحيح أن العيش في شك متواصل يسبب تعاسة كبيرة لكني أفضل أن أعيش التعاسة على أن أقتل تفكيري لأني أعلم أنه يوم أدرك شمس الحقيقة اما أن أسجد لرب محمد سجدة واحدة ملئها حب و اشتياق توازي سجداتهم الباردة أو سجدة حرة تقديسا لربي الذي أدركته وما أتمناه فعلا أن أدركه قبل أن تذهب أنفاسي فالتسويف لا ينفع و قد يؤدي الى الردى لازلت مزمعة على ايجادها رغم محاولاتهم لمنعي .
تفكيري السرمدي المتطاول كما وصف لا يزال غارقا في عاصفة الشك ,لا أدري من أين أتيت بهذه التساؤلات و أنا في سن مبكرة جدا من عمري عندما يجيبونني أنتقدهم فيعجزون عن التوضيح يحدقون بشكل مخيف و يقولون بصوت منخفض :أصمت سوف يحرقك الله و بطبيعتي البريئة ألزم الصمت و تمتلئ محياي بتضاريس الخوف و يبقى سؤالي مطروحا في سجل ذكرياتي. لا علاقة لهذا التفكير الحر بطبيعة الوسط الذي أحيا فيه لأني استنتجت منذ زمن طويل أن الانسان في مجتمعي قد تاه بتبعيته و عقمه الفكري و من أستمع اليهم للإجابة عن تساؤلاتي هم بدورهم اتبعوا ما وجدوا عليه فبحثوا و للأسف بحثهم كان ضيق الأفاق و لم يأتوا إلا بما يخدم تبعيتهم و هذا مطبق على جميع المفكرين لهذا لم أستطع الانحراف عن الدائرة المرعبة و أصنع زاوية عن قناعة و أستقر فيها ولكوني امرأة تساؤلي الأعظم كان دائما هل الدين الاسلامي هو حرية بالنسبة لي أم حرية تقاس بطول سلاسل القيود حول عنقي ؟أحسست في وقت ما أن ديني في مجتمعي ليس نتاج ايمان كما يدعون انما هو نتاج عادة متوارثة أبا عن جد و الخروج عن خط هذه العادة يمثل انحرافا و ليس تحررا ,ان الرجل في الدين الاسلامي يكاد يكون حرا طليقا بالمقارنة مع المرأة التي توصف بأنها ضعيفة الايمان كيف لا أضعف و ضعفي ناتج عن كبت حريتي الشخصية و الجنسية و تحديد مسؤولياتي الاجتماعية و نحر قدراتي العقلية بدليل أني شهوة بقدمين للرجل و أني عورة وجب على مجتمعي سترها
ففي سن مبكرة وجب علي ارتداء الحجاب ليس لأنه بند من بنود الدين الاسلامي و انما لأنه عادة متوارثة و تبعية بحثة لما وجدت عليه والدتي فكما توجد جوانب فاتنة للمرأة يوجد أيضا جوانب فاتنة للرجل كان من الممكن تقييد الرجل كما قيدت المرأة لكن الدين الاسلامي لم ينجح في صنع التوازن بينهما. ثقل شأن الرجل في كفة ذلك الميزان و انخفض فارتفعت كفة المرأة و لم تعد قادرة على رفع كفة الرجل لكن الرجل المعاصر بدأ منذ التفتح الفكري برمي تلك البنود التي تقيد المرأة الواحد تلو الأخر من كفته فارتفع اليها و استطاعت المرأة بذلك أن تراه في الطرف المقابل ,ان ما تعيشه المرأة من حرية وسط هذه الفوضى الدينية ليس حرية صنعها لها هذا الدين انما هي خرق مباشر لبنوده في اطار ما يخدم مصالحها و مصالح العالم المعاصر و ستزداد هذه الحرية اتساعا بعد سنوات من الزمن حينها لن يكون هنالك أثر للدين الاسلامي في حياة المرأة و الرجل و سنستنتج أن ما عاشه كلا الطرفين في الزمن القديم لم يكن إلا تعصبا من طرف أجدادنا كانت ضحيته المرأة و كان السفاح في عينها الرجل فلو كان هذا الدين يضمن الحرية لها و يرفع قيمة المساواة بين الجنسين لما فكرت المرأة باختراق البنود و ضربها عرض الحائط بتشجيع و دعم من الرجل نفسه فبين الرجل و المرأة و التفتح الفكري حلقة مستديمة مركزها الاسلام كلما اكتسب الرجل ثقافة معاصرة بطابع مستقل حر يدفع بدوره المرأة الى المضي قدما و هكذا تزداد الحلقة اتساعا و يبتعدا عن المركز .
بين الفينة و الأخرى تأتيني أجوبة عن تساؤلاتي تكاد تميل الى الفلسفة البحثة من طرف النقاد لم يسبق لأحدهم أن أتى ببند حرفي يجيز للمرأة المعاصرة ما تريده بل يختارون الاتيان بالحكمة من تقييدها ,ألف كتاب أقرأه و ملايين الاجابات المتناقضة تتصارع داخلي و الكثير من النقاد يهاجمونني من جميع الجهات و لأنهم من العالم الذكوري اكتفوا بترديد عبارات حفظتها عن ظهر قلب (لا يجوز لك ,غير ممكن ,ذلك محرم ,فرض عليك ذلك ,الجحيم ,الحساب ,ضعف الايمان )لا تزال نساء الأمة المحمدية في عالم ثالث غير العالم الثالث عالم يجتمع فيه الموت و الريشة البيضاء والصحيفة الصفراء لم يجدن حبرا يخطن به نسائم الحرية فمنهن من لا تعلم من تكون و ما هي غايتها و لا تأبه لذلك تعيش يوما كيوم و غدا كغد وفي انتظار فجر جديد يكتفين فقط بشراء العبودية و دفع الثمن .




#خديجة_درار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل.. إصابة امرأة بجروح في إطلاق صواريخ من غزة
- -تم إسكاتي-... جدل يغلف مسابقة ملكة جمال أميركا
- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خديجة درار - حريتي و ديني صراع أبدي