أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حمّودة البريني - رسالة إلى بلعيد..ذاك الجبل الشّاهق.














المزيد.....

رسالة إلى بلعيد..ذاك الجبل الشّاهق.


حمّودة البريني
كاتب

(Brini Hamouda)


الحوار المتمدن-العدد: 4188 - 2013 / 8 / 18 - 03:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


رسالة إلى بلعيد..ذاك الجبل الشّاهق
أيّها الرّفيق العزيز الغالي..شكري بلعيد..تمهّل قليلا ولا تستعجل الرّحيل..فإليك من رفاقك وأصدقائك وأهلك في الكاف بعض الكلمات..ستسمعنا ولا شكّ فأنت فطن و إن ووري جثمانك الثّرى..
الكلّ من هنا يحيّيك قبل أن يبكيك..يحيّيك الصّغار قبل الكبار..يحيّيك النّساء والرّجال والشّيب والِشّباب..تحيّيك كلّ البيوت..تحيّيك كلّ الأماكن التي وطأتها قدماك في ترحالك وأنت تعمّم النّور...، نعم وتبكيك..
استعجلت الرّحيل أيّها العزيز الغالي ولم تبخل بدمك على شعبك حينما أدركت أن، لا بدّ من المواجهة..لأنّك وعيت بأنّ الثّورات التي لا تنجز مهامها، لابدّ لها من ثمن، وكنت سبّاقا لدفع هذا الثّمن فرويت الأرض بدمك وكنت مبتسما شجاعا.
شكري بالعيد أيّها الكبير الذي اجتمع فيك عديد الرّجال..عرفناك انسانا صادقا ومحاميا صعبا ومناضلا ثائرا..فأيّ رجل أنت جمعت بين كلّ هؤلاء..؟ ولم تتعب ولم تكلّ.؟
أبناء حيّك بجبل الجلود..الحيّ العمّالي الذي اقتبست منه وعي الطّبقات المقهورة وتربّيت عليه..يبكونك ويحيّونك ويقرّون بهول الخسارة..خسارة الجار والصّديق والأخ والقائد ومصباح الطّريق..
لقد ملأت على نيروز وندى ومن قبلهم العمّ صالح - ذلك الرّجل الشّاهق-..حياتهم و أفعمتهم عطفا وحنانا ورعاية .
أروقة المحاكم وقاعات الجلسات تبكيك وتحيّيك..أنت المحامي الفذّ الذي تفانيت في إعلاء صوت الحقّ مناصرا لكلّ المظلومين فلم تتأخّر في الدّفاع عن خصومك قبل مؤيّديك في قضايا الرّأي والحقوق والحرّيات..وكنت من كسر طوق الحصار عن معتقلي الحوض المنجمي و حظيت بشرف ترؤس لجنة الدّفاع عنهم ناطقا باسمهم..
رفاق دربك ومن عاصروك وممّن جاؤوا من بعدهم إلى اتّحاد الطّلبة، الذي كنت من مؤسّسيه، يبكونك ويحيّونك..بطحاء محمّد علي وساحة باب بنات وساحة القصبة ومقرّ الرّابطة ومقرّ العمادة..كلّ الأماكن تحيّيك..
شكري أيّها الرّفيق الثّائر..لقد حظيت بشرف إعادة القطار إلى مساره وقدّمت دمك ثمنا لذلك ،لقد استطعت أن توحّد التّوانسة..إلى الكلمة السّواء كما نطقت في آخر تصريحاتك..لقد سطع نجمك الأحمر فأضاء دروب كلّ التونسيين وشهد الجميع بكم كنت عظيم..حينما أعطيت معنى آخر للحياة لا يقدر عليه بعض الأحياء ممّن حوّلوا حياة التّوانسة إلى عتمة وقتامة..إنّ لدمك مفعول السّحر..سرى في الأرض سريعا فبدّد الغشاوة وأزهرت عيدان اللّوز متحدّيه فترة السّباة..وهاهيّ الحديقة الجميلة بدأت تتجمّع أطرافها..ألم يكن ذلك حلمك..؟؟
رفاقك يا شكري ينادون ..سلام عليك..ولن نقبل فيك المبادلة ولو كان رأسا برأس ..فرأسك لا تستوي وكلّ الرّؤوس.
سيظلّ دمك وقودا يسري في شراييننا يغذي فينا الحماسة والإقدام سيرا على الدّرب الذي عليه مشيت.
ستظلّ وشاحا بهيّا على صدر كلّ مناضل ومفخرة ينشدها كلّ شريف حرّ.
أنت فخرنا وهو كلّ إرثنا..سلام عليك ..سلام عليك ..سلام عليك.



#حمّودة_البريني (هاشتاغ)       Brini_Hamouda#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب حركة- النّهضة- في تونس: بين وهم الشّرعيّة وفواجع الشّارع ...


المزيد.....




- -مازلت أسمع أصواتكم-.. نانسي عجرم تشارك متابعيها لحظات من حف ...
- قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج -زخما- لاستئناف ...
- البرلمان الإيراني يمهّد لقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطا ...
- الحكم الثاني على القيادي الطلابي معاذ الشرقاوي بالسجن عشر س ...
- كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟
- أطفال سيفورا ـ الهوس بمستحضرات العناية بالبشرة رغم المخاطر
- الجيش الإسرائيلي يقتل المزيد من الفلسطينيين المحاصرين والجائ ...
- البرلمان الإيراني يوافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع ال ...
- ضبابية موقف ترامب بشأن الالتزام ببند الدفاع المشترك يلقي بظل ...
- مدينة تبريز موطن الأذريين شمالي غربي إيران


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حمّودة البريني - رسالة إلى بلعيد..ذاك الجبل الشّاهق.