أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - هيفاء ابوغزالة - لا عزاء لنساء















المزيد.....

لا عزاء لنساء


هيفاء ابوغزالة

الحوار المتمدن-العدد: 4185 - 2013 / 8 / 15 - 18:50
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


د. هيفاءابوغزالة
نشر في صحيفة الغد الاردنية بتاريخ 14/8/2013

لا عزاء للنساء

لم يعرف العالم الإسلامي منذ قرون، مثل هذا الكم الهائل من القرارات والأجراءات والفتاوى المنغلقة التي أضحت تصدر كل يوم وليلة ومعظمها تستهدف المرأة ، وكأن العالم العربي والاسلامي قد حل مشاكله ولم يبقى منها الا ما يتعلق بالنساء. وفيما يلي بعض مما أتحفنا به بعض من هؤلاء والتي لا يمكن أن تصديقها .
مجلس مدينة إتشة الاندونيسي يمنع النساء من إصدار غازات من البطن
مجلس مدينة إسلامية في اقليم اتشيه الاندونيسي، الذي يتبع الشريعة الاسلامية أصدر قانونا يجرم فيه النساء اللواتي يصدرا غازات من البطن ، حيث قال رئيس بلدية المدينة لوسائل الإعلام أن هناك حاجة إلى فرض حظر على إصدار غازات لها أصوات من قبل النساء لأن هذا يتعارض مع القيم الإسلامية وتعاليم الدين الاسلامي .

ورفض عمدة المدينه إعطاء تفاصيل حول العقوبة التي سيتم انزالها بالنساء المخالفات، بينما بين عضو في مجلس المدينة أنه يمكن للمرأة الجانية التي يتم ضبطها وهي تصدر أصواتا أن تلقى 20 جلدة لصوت الغازات الصغيرة إلى 3 أشهر سجن لصوت الغازات الأكبر منها ,

ويدعي عمدة المدينة أن هذا القانون يهدف الى حفظ أخلاق الناس وسلوكهم. "عندما ترى امرأة تصدر غازات بصوت عال، فإنها تبدو مثل الرجل ". ولكن يسمح لها أن تمرر الغازات بصمت وهدوء إذا كانت تجلس بشكل جانبي .
وحسب القانون الجديد ، يقول رئيس البلدية أنه سيكون من مسؤولية الزوج مراقبة تطبيق القانون للتأكد من أن زوجته تتمسك بالقيم الإسلامية. وجادل أيضا أنه لا يوجد أي دليل علمي يدعم الفوائد الصحية لتمرير الغاز، في القرآن الكريم.

النساء ممنوعات من ارتداء سراويل الجينز وركوب الدراجات في إقليم آتشيه الأندونيسي
كما أصدرت نفس المدينة في اقليم اتشيه الاندونيسي الذي يتبع الشريعة النساء لائحة جديدة تهدف الى منع النساء من الجلوس وراء السائقين الرجال في ركوب الدراجات النارية. حيث يدعي رئيس البلدية بأن هذا الأمر يهدف الى انقاذ "الأخلاق والسلوكيات" الناس. وقد وزعت منشورات إلى المكاتب الحكومية والمقيمين لاطلاعهم على التنظيم.

وحسب اللائحة الجديدة، يقول رئيس البلدية أنه يسمح للنساء الركاب بالجلوس فقط "بحيث تكون القدمين الى جنب "حيث أن الجلوس على جانبي مقعد الدراجة ينتهك القيم الإسلامية.
واضاف انه سيتم تقييم التنظيم شهريا من قبل الحكومة المحلية .
وتمنع السلطات الأندونيسية في إقليم آتشيه النساء من ركوب الدراجات ولبس سراويل الجينز، وذلك بمبرر أن "ركوبهن الدراجات مع انفراج الساقين يخرج عن القواعد الإسلامية"، بحسب رأي رئيس البلدية .
وتركز السلطات المحلية في اقليم اتشيه الاندونيسي في تطبيقها للشريعة على استهداف النساء اللواتي حيث يحظر عليهن من ركوب الدراجات ولبس سراويل الجينز. حيث يقوم عدد من الرجال بدوريات في المدينة مرتدين اللباس الكاكي ومنتعلين الاحذية السوداء هم من رجال الشرطة. لكنهم لا يطاردون لا السارقين ولا الرعاع بل يلاحقون كل من يجرؤ على معارضة ضوابط الشريعة الاسلامية.
ويستثنى من ذلك أن تكون المرأة هي نفسها مَنْ تقود الدراجة، شرط أن تلتزم بلباس مراعٍ للشريعة الإسلامية، بحسب تبرير المسؤول المحلي في المدينة بأن جلوس المرأة على متن الدراجة النارية مع وضع كل ساق إلى جهة من شأنه أن "يثير السائق"، مضيفاً أن هذا القرار "يحمي النساء من الوقوع في ظروف غير مستحبة".
استخدام النساء كدروع بشرية
ظاهرة استخدام النساء والاطفال كدروع بشرية انتشرت في العقد الحالي بشكل واضح ، خاصة استخدامهم خلال الاعتصامات والمظاهرات ، حيث يعتمد منظموا هذه المظاهرات الى ردع الشق الهجومي في الامتناع عن إجراء هجوم يستند الى الشواغل الاخلاقية عن ايذاء المدنيين الذين يتم إما إجبارهم على السير أمام المسيرات أو الايحاء لهم بأنهم مشروع شهيد ، لأستغلالهم إعلاميا ، مما قد يخلق تعاطفا شعبيا معهم، ويساعدهم فى الترويج لفكرة أن الدولة تقتل الأطفال والسناء دون رحمة، سعيا منهم لتدويل القضية أمام الرأي العام العالمي .
منح المرأة بطاقة شخصية
يؤكد أحد اصحاب أحد الفتاوي بإن منح المرأة بطاقة تحمل صورتها منكر لايجيزه الشرع ويترتب على ذلك مفاسد عظيمة دينية وخلقية واجتماعية ، ويقترح صاحب هذه الفتوى إصدار بطاقة البصمة والتي لا تحتوي على صور فوتغرافية للمرأة لأثبات الهوية ، والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل ينسحب هذا على جواز السفر، وما هي الدولة في العالم التي تقبل عبور اي مسافر الى اراضيها بدون وجود صورة له أو لها على جواز السفر .
عدم جواز ترشيح المرأة نفسها في الانتخابات
كما يؤكد صاحب فتوى آخر بعدم جواز ترشيح المرأة نفسها في الانتخابات واقتحام قاعة البرلمان المليئة بالرجال ، حيث يؤكد بأن التزاحم في الانتخاب والدعاية والجلسات واللجان والحفلات والتردد على الوزارات والسفر إلى المؤتمرات والجذب والدفع ، وما إلى ذلك مما هو أكبر إثماً وأعظم خطراً من ولاية القضاء بين خصمين وقد حرمت عليها .

تحريم المرأة تشغيل مكيف الهواء في غياب زوجها
وظهرت مؤخراً فتاوى تعد الأغرب في تفسيرها منطقياً، منذ صدر الإسلام وحتى الوقت الذي ظهرت فيه، وكان آخرها الفتوى التي أطلقها أحد الدعاة التي يحرم فيها على المرأة تشغيل المكيف في غياب زوجها. ويؤكد هذا الداعية خطورة هذا الامر، قائلاً إنه قد يؤدي الى انتشار الفاحشة في المجتمع لأن ذلك يعطي اشارة للجيران بتواجد المرأة في المنزل وقد تقع في الزنا أو ما شابه ذلك.
تغطية النساء لعيونهن
ومن القضايا الدينية التي أثارت جدلا كبيرا ما صرحت به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، من أنها ستجبر النساء على تغطية عيونهن، خصوصا ذوات "العيون المثيرة للفتنة"، حيث أكد متحدثها الإعلامي أن "رجال الهيئة سيتدخلون لإجبار النساء على تغطية عيونهن، خاصة المثيرة للفتنة".
فرض الحجاب على الطفلة البالغة الثانية من عمرها
كما قام أحد السيوخ بالتصريح لقناة دينية فضائية، أنه على الأسرة، فرض الحجاب منذ السن الثانية على الطفلة "المشتهاة"، بقوله "متى ما كانت الطفلة مشتهاة فيجب على الوالدين تغطية وجهها وفرض الحجاب عليها"، مستدركا " لا بد من تحجيب البنت حجابا جيدا حتى لا يفسح المجال لمن في قلبه مرض"، وذلك بالنظر إلى أن بعض ملابس الفتيات الصغيرات تشبه تلك الخاصة بالراقصات حتى حد تعبيره.
عدم كشف المرأة لشعرها ورقبتها أمام بنات جنسها
وفي فتوى قد تثير حالة جدل شديدة في العالم الإسلامي تحدث أحد الشيوخ عن عدم جواز كشف المرأة شعرها ورقبتها أمام بنات جنسها في الحفلات والأعراس، معتبراً ذلك مدخلاً "من مداخل الشيطان".
تحريم جلوس النساء على الكراسي
كما خرج شيخ بفتوى غريبة عجيبة ، يحرم فيها على النساء الجلوس على الكراسي بقوله: إن من أخطر المفاسد التي بُليت بها أمتنا العظيمة ما يُسمَّى بالكرسي، وما يشبهه من الكنبات وخلافها، ممَّا هو شرٌّ عظيم يخرِج من الملة"، وأضاف أن الجن قد ينكح المرأة وهي جالسة على الكرسي:" والغالب أن الجّن ينكحون النساء، وهنَّ على الكراسي" بالنظر إلى فتحها لرجليها وما ينتج عنه في نظره من تبرج وفتنة.
ترشح المرأة للانتخابات.. حلال.. لكن فوزها.. حرام!
أثارت فتوى أخرى أصدرها مستشار أحد الرؤساء انتقادات واسعة داخل أوساط الحركات النسائية والحقوقية حيث أكد عدم جواز تولي المرأة لرئاسة الدولة، ودعا الى منع المرأة من مواصلة الترشح إذا غلب على الظن أنها ستنجح في الانتخابات.
وأفاد الفقيه والمستشار الرئاسي أنه "يمكن للمرأة المشاركة في الانتخابات ما لم يتم التأكد من نجاحها، لكن إذا كان الأمر لعبة فيمكن السماح للمرأة بالمشاركة فيها لتزيين اللوائح المترشحة أو بطاقات التصويت".

ويمكن القول بأن من الضروري أن يتم وقف هذه الفتاوي والاجراءات والأحكام القمعية والرجعية التي تتعلق بالمرأة والتي لا علاقة لها بتعاليم الاسلام الحقيقي وتهدف الى الحط من منزلة المرأة كانسان في هذا الكون. وان يتم فقط إعتماد الفتاوي التي تصدر عن الجهات المعتمدة الشرعية مثل دار الافتاء والأزهر الشريف حتى يمكنهم أن يتصدوا بحزم لفوضى مثل هذه الفتاوى القمعية .
ويقول كل من الدكتور مسفر بن علي القحطاني أستاذ أصول الفقه المشارك في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والأستاذة والاستاذة الدكتورة سارة بنت عبد المحسن بن جلوي آل سعــود الرئيس العام لمركز الأمير عبد المحسن بن جلوي للبحوث والدراسات الإسلامية في دراسة حول الموقف الديني من قضايا المرأة المسلمة ، أنه قد أصبحت قضايا المرأة المعاصرة ذات طبيعة مختلفة تعكس الواقع بإشكالاته وتعقيداته، مما اقتضى نظراً فقهياً جديداً يتفق مع أصول الشريعة ، ويتواكب مع المستجدات النازلة في شؤون المرأة المعاصرة.لتتمكن من الموازنة بين أحكام الشرع ومتطلبات الواقع المعاصر بصورة تجعلها تمارس دورها بشكل إيجابي فاعل.
ومن المقرر شرعاً أن هذا الدين بُني على اليسر ورفع الحرج وأدلة ذلك غير منحصرة يقول عز وجل -;-وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ -;- ، ويقول عليه الصلاة والسلام : (( إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثني معلماً ميسراً )) .ولكن المتأمل في حال كثير من فتاوى المرأة المعاصرة يجد أن فيها نوع تشدد وتضييق يخالف مقاصد التيسير ورفع الحرج , وقد يكون السبب في ذلك : التعصب للمذهب، أو للآراء ، أو لأفراد العلماء ، أو لخوف من مواجهة الحياة المعاصرة ورفض لما فيها من انفتاح على العالم بثقافاته وطروحاته، بحيث يجعل منها نصوصاً للولاء والبراء، ويعتقد فيها الحق الذي لا يحيد عنه إلا ضال , وهذا لا شك نوع انغلاقٍ في النظر، وحسن ظنٍ بالنفس ، وتشنيع على المخالف والمنافس , مما يولد منهجاً متشدداً يتَّبعه الفقيه أو المفتي بإلزام الناس بمذهبه في النظر وحرمة غيره من الآراء و المذاهب ؛ مما يوقعه وإياهم في الضيق والعنت بالانغلاق على هذا القول أو ذاك المذهب دون غيره من الآراء و المذاهب الراجحة .
ويبقى ميزان تكريم الانسان والتفضيل معتمداً على مدى ارتباط الإنسان بعقيدة الإيمان بالله وتفعيله لها على أرض الواقع -;- يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ-;- .



#هيفاء_ابوغزالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - هيفاء ابوغزالة - لا عزاء لنساء