سلسة ثورات المصريين - ثورة من اجل الخلود

عمرو الشملى

الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 06:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا شك ان تاريخنا الفرعونى ملئ بالاشياء المدهشة وبداية لنضال عامة البشر فى الحصول على حقوقهم بداية من حق الخلود .. فكان لايوجد ما يسمى بخلود البشر فى حياة اخرى .. ولكن بدأ الانسان فى ان يميز نفسه عن الحيوان فى الموت بعد تطور اخذ اكثر من 200 الف سنة وبدأ هاجس الموت وتفسيره يقلق العقل المصرى فاخترع فكرة الخلود والحياة الاخرى وكانت هذه الفكرة محصورة للطبقة الحاكمة والاغنياء وهذا تميز اخر وبالتالى فان نشأة فكرة الجنة هى فكرة برجوازية بالاساس للاغنياء فقط ومبنية على طبقات قبل ان تستخدم للسيطرة على قطاع كبير من البشر الى يومنا هذا .
الحقيقة ان الحال تحسنت بعد 2000 سنة قبل الميلاد تقريبا بتعديل قوانين الاحوال الشخصية فى مصر القديمة فقبل هذا التاريخ كان الزواج بالمعنى القانونى اى الزواج بعقد امتيازا تتمتع به الطبقة الممتازة وحدها اما ابناء الشعب فكانوا يتزوجون بلا عقود فتارت ثورة شعبية كبرى نحو العام 2000 ق.م
وكان المتظاهرون من العمال والفلاحين والفقراء يرفعون اللافتات ويهتفون (القطط و القرود تتزوج بلا عقود ) تحيا عقود الزواج نريد عقود زواج
واذعنت الطبقة الحاكمة فاعطت لابناء الشعب حق الزواج بعقود . ويقول بعض المؤرخين ان البروليتاريا المصرية لم تنتفع كثيرا من هذه العقود لان العقود تنظم الملكية والبروليتاريا بلا ملكية .
لكن ثابت من الوثائق ان هذه الثورة اعطت الفقراء الحق فى ان تكون لهم مقابر الاسرة تقيم فيها الاسرة شعائر الموتى وبهذا وحده امكن الموتى الفقراء دخول العالم الاخر بحسب معتقدات قدماء المصريين , كانت البروليتاريا المصرية محرومة من خلود الروح قبل هذه الثورة
وبهذه تكون هذه الثورة ثورة ديمقراطية عظمى لانها انقذت البروليتاريا المصرية من مصير القطط والكلاب عند الموت وسوت بين جميع المواطنين فى حق الخلود وهذا ماتسميه الاديان الابراهمية المساواة امام الله , تصوروا حتى هذا كان بحاجة الى ثورة واعلان حقوق انسان
ان سبب استماتة الفقراء المصريين فى زيارة المقابر رغم انها مكروهة فى الاسلام و غير مذكورة فى المسيحية انهم بعد 2000 ميلادية يحافظون على مكاسب ثورة 2000 ق.م .. فاذا كانوا لا يصيبون المساواة على الارض فلا اقل من ان يصيبونها فى السماء .. طبعا هذه بقايا وثنية بيننا

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل