أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد مسّلم وسلطان مّي - قمر متشح بالسواد














المزيد.....

قمر متشح بالسواد


أحمد مسّلم وسلطان مّي

الحوار المتمدن-العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 15:28
المحور: الادب والفن
    


قمرٌ متشحٌ بالسّواد في صحن فتّوش
سلطان مي: أتيتُ لأحمل عنكِ عبء الأمكنة
ورائحة بحركِ المُثقل بالنبيذ.
ماذا ستفعلين في ما تبقّى لكِ من جسدي؟

أحمد مسلّم: تُراهُ يسترقُ النظر
يُحرّكُ مُقلتيه يداعبُ الظّل،
ظلّكِ على الطاولات
ينفثُ الدّخان يحترق ،
يشعلُ نفسه ثانيةً،
ينفثُ الدّخان يبتسم،
يومئ يطلبُ منكِ كأسًا آخر
سلطان مي: أنا من سالَ على خَدّكِ دمعةً
أنا الذّاهب الآيبُ،
الصّارخُ: يا أمي العين أعيديني جَنينًا
أحمد مسلّم: إلى رحمِ الغرام خُذيني،
بعثري شعريَّ القصير
بلّلي بشهد لُعابكِ، الألقِ الشهيّ أطراف السرير
فجّري للصّبح قنبلةً، أُركلي تواريخ المسير
شُدّي وثاقَ حُضنكِ فوقَ صدري
حرّري فيَّ الأسير.
سلطان مي: مُذ رأيتكِ آمنتُ بالحكايا الآسرة للبدايات
تأملّتُ بإمتنانٍ سلّة مواجعكِ
اجتحتكِ دون المساس بأثاثِ إبتهاجاتك
في البداية جُنَّ جنوني بنصفكِ الوديع
عقدتُ هُدنة مع الذاكرة
أحببتُ كلّ ما طَرحَتْ شجرة فصولكِ
لأواصل اشتهاء الحياة.
وكما في كُلّ البدايات
كانت البداية
أما نهايتي
كانت مُعتقلٌ في مُعسكرات العاطفة.
أحمد مسلّم: يا ابتهاجي في حنيني للصراع
يا لصمتكِ، مُثيرٌ للتمرّدِ
وشحوبُ الوجه فيكِ
وخصركِ المُهفهف، ظبيٌ يداعبُ رملَ الصباحِ
في لزوميةِ صدركِ المشدود بغمّازتينِ.
يااااااااااااااااااااااااااااااااااه
أويقرعُ الرّبُ كأسًا للجمال؟
كما سأفعل!
أيُسبّحُ الأحمقان على كتفي في هذه الأثناء
للطيب المُصيّر على شكل موسيقى
يحملُ الأطباق.
هل للوقتِ أمنيةٌ غير الجلوس والمراقبة
ولذا والذوّد عن بوحِ الغرام جِهادُ
فإذا توّردَ شاربي هذا المساء
أي فقط بعد ساعة سأكونُ مُختنقًا بالحضور
حُضوركِ في المسافة
ما بين البحر وقصر الكذب.
سلطان مي: ثملتُ نكايةً بظفيرتكِ
كبرتُ في حرارة حزيران
ضاجعتُ مذاقاتكِ الطبيعيّة
أنجبنا معًا عطر قلبكِ المسكونُ بي
أنا كما أنا
حيًّا، ميتًا، مُشتهيًا وسع الذاكرة
كالراقصة التي تهزّ كتف الغياب
بين جنازتين.
وأنتِ كما أنتِ
قابغةٌ خلفَ لسعةِ وترينِ مذبوحينِ
بلا سبب!
أيتها النادلة: أراني الآن شارعٌ يسأل نفسهُ
هل سينبتُ النرجس على كتفِ الضحيّة؟
عليكَ اللّعنة يا صاحبي
أما زال يُثيركَ طيف امرأة اغتصبتكَ يومًا
وأغلقت على حُلمكَ أبواب الكتاب.
عليكَ اللّعنة يا صاحبي
كيفَ لتلك؟
أن تُخرجَ أحرف أبجديتكَ من قبرها كلّما مرّت
وطقطقت بكعب حذائها المحموم
عليكَ اللعنة يا صاحبي
أما زالت تلتقطكَ
بملقاط شعرها
كأنكَ أبنُ حاجبها المُرتّب؟
عليكَ اللعنة يا صاحبي.
أحمد مسلّم: وتصيحُ فيَّ الذات
يا حاديَّ الشيّبِ فتعقّل
يتعقّلُ الذوّق، يرتسمُ الموج ثانيةً
تَمُر، وأصيحُ في وجه النبيذ،
وأصيح للسحر سحرها
للنور، للصمتِ ، للجديّة
للإرهاق، لتسارع القلب كُلّما مَرّتْ.

سلطان مي: كلّما مرّت صاحَ قلبي: أيتها النادلة
إحمليني بعيدًا كي لا يضيع السّبيل سُدى
احمليني نحو يابسةٍ مؤجلّة
احمليني بعيدًا عن مفاهيم البشر
اخلعي بحر فستانك
لألعقَ شتاء تُفاحك
وأقرأ عُشبَ إبطكِ المُدلّل في سرديّة الموتى.

أحمد مسلّم: ويأتي الكأسُ محفوفًا بها
مُتمرسًا مُتمترسًا بالجمال
يومًا ما سيأكُلني الجمال
وها ... نا... تا...أ...ك...ك
سَلمَت يمينكُ للشراب ولي يا فاتنة.

سلطان مي: ذات اليمين زرعتني ياسمينًا
ليتعربش كداليةٍ من يدها إلى خدّها
إلى جبينها لأُسقِط كابتسامةٍ ثملة على ثغرها العاشق.
كُلّما قبّلتُها كتبتني آية
وأنتصر الرسول على الصقور
كُلّما قَبّلَتني كتبتها قصيدة
لتنتشر القُرى.
أيتها النادلة حان الوقتُ لأفجّ رأسي
بحجر خريفيّ
أيتها النادلة: ضاجعي روحيّ الهائمة في مينائكِ
ضاجعيها لأُغرِقَ النًّص في أعماقِ أغنية.
يومًا ما سأستعير قناعَ نبيّ
حوّلَ الماء خمرًا بيمينهِ
وعلا ليحيا فوقَ سحابٍ خفيف

أحمد مسلّم:
تيت
تيت
تيت
تيت
تيت
مرّت عشرُ دقائق
كانت تأكل، حتمًا
أخذت غفوة ما بعدَ النيكوتين
حتمًا أثقلتُ عليها حين طلبتُ الكأس
حتمًا لاذ العشقُ بها
حتمًا وتُفكرُ فيَّ
حتمًا فيَّ أنا
قالت: يبدو حتمًا
أو سمعت طرقًا من قلب مُتعطّش
حتمًا أصلحت الروح
حذفت حتمًا بعض الأرقام عن هاتفها
جددت الأحمر حتمًا
وستأتي بعد قليلٍ حتمًا
لتقول: سأحبُّكَ أنتْ
وأنتَ أُحبّكَ حتمًا
يا فجر اليوم ضيا الشمس يا عرش بهاء
يا قمري، حتمًا
وسأنظرُ نفسي في اللجهة الأخرى وأقول حقًا!!
من صاحب هذا النّص يا أنتِ ؟
ما كان اسمكِ عُذرًا؟
سيشتشيطُ بها الغرام حتمًا
ستصرخُ في وجه الرّداء
سيلُ الشتائم كالشتاء
يا أحمق الوادي مُذ رأيتكَ
أنتَ أنتْ
عرفتُ أنّ الحُبّ حتمًا.
سلطان مي: حتمًا صرخً الرّخام تحت الطّاولة
وقال: عشر عشرون دقيقة لا أحد.
عليكَ أيّها العاشقُ الحالمُ أن تدرسَ
علم الأنتربولوجيا
لأنّ القلوب التي أحببتها
تحجّرت مُنذ زمن.
والزّمن يئنُّ ولا يحنُّ إلى خفقات قلبها
تيت
تيت
تيت
لا أحد.
الطاولة فارغة منها
الطاولة مليئة بكَ بعنفوانكَ بالقصيدة
القصيدة كُلّها.

أحمد مسلّم - سلطان مّي
حيفا - فلسطين المحتلة






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد مسّلم وسلطان مّي - قمر متشح بالسواد