أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مروة الأبحر - بين الدستور المُعطّل والرئيس المعزول: أخطاء الماضي .. وتخوفات المستقبل














المزيد.....

بين الدستور المُعطّل والرئيس المعزول: أخطاء الماضي .. وتخوفات المستقبل


مروة الأبحر

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 19:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



ستة أشهر ونصف هي عمر العمل بالدستور المصري المُعطّل، الذي تم طرحه للإستفتاء العام في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول 2012 وهو خامس دستور للبلاد تم صياغته عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011، لتأتي الحركة الشعبية في نهاية يونيو، الشهر المنصرم من العام الحالي، والتي أعقبها تعطيل العمل بهذا الدستور، وعقب إصدار الرئيس المؤقت "عدلي منصور" قرارًا بتشكيل لجنة خبراء لتعديله، فإنه يتعين علي من هم منوط بهم إقتراح التعديلات اللازمة أخذ أخطاء الماضي في الإعتبار, فبالرغم من عقد عشرات المناقشات حول مواد الدستور من كافة أطياف المجتمع قبل إقراره ، والتنظيرفي بنود هذا العقد الإجتماعي الجديد تحت مسمي الحوار المجتمعي, إلا أن الطريقة أوالعملية التي يتم بها إقراره لم تلقى نفس القدر من الإهتمام بالرغم من تأثيرها علي المُخرج النهائي ومسألة الإقرار من عدمه. ويمكن تلخيص هذه الأخطاء أو المآخذ إن صح التعبير في نقاط ثلاث:

أولاً: من المؤكد أنه لا يمكن الفصل بين الإنقسام الحادث في الشارع السياسي وإنقسام النخبة السياسية فيمكن إرجاع هذا الأول إلي الثاني بدرجة كبيرة، وبالتالي فإن محاولة التوفيق بين الرؤى يجب أن يكون محور إهتمام المرحلة المقبلة..لأن من شأنه أن يُقلل من إنقسام الشارع السياسي وربما وضع حد لحالة الإستقطاب الراهنة. ومن أجل تحقيق هذا فإنه من الأولى الوصول إلي توافق في الآراء بين أعضاء اللجنة المنوط بها وضع التعديلات المقترحة وهذا أضعف الإيمان طالما كان الوصول إلي إجماع أمر مستحيل علي أرض الواقع، فمشاهد إنسحاب بعض الأعضاء، وإكتفاء البعض الآخربتسجيل تحفظاتهم - بسلبية من يريد التخلص فقط من تأنيب الضمير- ينبغي أن تغيب تمامأ عن المرحلة المُقبلة لأنها لا تعكس سوي محاولة إستئثار مجموعة معينة بإتخاذ القرار والإدعاء بأنها تملك الحقيقة المطلقة. فكيف لوثيقة مُثار حولها الشكوك من هنا وهناك وهي لم تخرج للنور بعد، أن تُطرح لإستفتاء عام في إطار ديمقراطي سليم و سلمي!

ثانياً: لنكن واقعيين..إنه لا يمكن الجزم بأن أعضاء الللجنة الدستورية – أيًا كان هيكل تشكيلها - يمكنهم تجاهل المصلحة الذاتية تمامًا والنظر للصالح العام وفقط، وهو أمر له أساس علمي سليم في "نظرية الإختيار العام" ولكنها ليست موضوع النقاش في الوقت الحالي ، فعليهم أيضأ إدراك أنه لاأحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل بشكل كامل وأنه لا يمكنهم معرفة وضعهم في المستقبل بشكل مؤكد، ولذلك عليهم التروي كثيرأ قبل تقرير ما في مصلحتهم وما هو ضدها!

ثالثاً : طريقة التصويت على الدستور وهي المعضلة ذاتها التي حدثت أثناء الإنتخابات الرئاسية بدايًة بتفتت أصوات الناخبين بين المرشحين المختلفين المحسوبين علي التيار الثوري، وإنتهاءًا بالوقوع في فخ "التصويت الإستراتيجي" عندما قام الناخبون بتزييف تفضيلاتهم ودعم مُرشح آخر غير مرشحهم المفضل من أجل أن يتجنبوا نتيجة معينة لا يريدوها و هي فوز الفريق أحمد شفيق بدعوى أنه محسوب علي النظام السابق التي قامت الثورة لإسقاطه في الأساس. هذا إذا إفترضنا أن الأصوات التي حصل عليها الرئيس المعزول هي أصوات حقيقية وأنه لم يتم التلاعب وتزييف نتائج الإنتخابات لصالح مرشح جماعة الإخوان المسلمين كما ادعي البعض وأولهم "شفيق" المرشح المنافس الذي رفع بالفعل دعوى قضائية للفصل فيها. حتي وإن افترضنا أن هذه الأصوات حقيقية وأنها تعبر بالفعل عن تفضيلات ناخبيها فهي لا تعني بالضرورة انها أصوات رشيدة ففكرة الناخب الرشيد لا تتعدي كونها "أسطورة" وهي خطيئة النظم الديمقراطية عموما ولاسيما الحديثة منها. وبالرغم من أن الديمقراطيات الحديثة كلها تمر بمنحني تعلم إلا أنه من الواضح عدم وجود هذا المنحني في الحالة المصرية فنحن نكرر نفس الأخطاء دون التعلم من الماضي .

و بالتالي فإنه يمكن إرجاع ما نحن فية من إنقسام واستقطاب وحرب بين كل الأطراف بدرجة كبيرة إلي قاعدة "الاغلبية البسيطة" سواء في الانتخابات الرئاسية أوالاستفتاء علي الدستور, والتي تترك خلفها تقريبًا نصف الناخبين غير راضين عن النتيجة النهائية مما يمهد الطريق لعدم الإستقرار وإثارة القلاقل في أول أزمة قادمة. فإذا ما تزاوج التفتيت مع الإستقطاب فإن قاعدة الأغلبية البسيطة قد لا تكون الحل الأمثل بل من الممكن أن توصف بكونها آلية "إعتباطية" يصعب معها تحديد من هم الأغلبية وماذا يريدون؟
إنها ليست لعنة الديمقراطية بل لعنة الأغلبية البسيطة والتي لا تصلح في مجتمع من أبرز عيوبه عدم تقبل الآخر! نحن لسنا فقط في حاجة إلي إعادة النظر فيمن يمثلونا ولكن أيضا في القواعد المنظمة لعملية الحكم والتي من الواضح أنها أصل المشكلة.
إن دول الربيع العربي في سعيها نحو الديمقراطية يجب أن تعي حقيقة أنها وإن إستطاعت إغراق أسواقها بالسلع المستوردة والنظر إلي هذا كمقياس لحرية التجارة، فمن غير الممكن تطبيق نفس المنطق علي قواعد العملية السياسية بحجة التحول الديمقراطي، فهذه القواعد لايمكن إستيرادها كحزمة واحدة بل يجب الإعتراف بحقيقة أن "حجم واحد لا يناسب الجميع"وأنه لا بد من ضبط وتكييف العملية الديمقراطية والقواعد الحاكمة لها بما يتلائم مع ثقافة المجتمعات العربية وتحدياتها ودرجة التسامح التي تتمتع بها شعوبها، ففي بعض الأحيان ليست كل ديمقراطية مفيدة, ولا كل ديكتاتورية مضرة!





#مروة_الأبحر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مروة الأبحر - بين الدستور المُعطّل والرئيس المعزول: أخطاء الماضي .. وتخوفات المستقبل