رستم مسخوط سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 01:02
المحور:
الادب والفن
الشمس في اوج عزها , غبار يملأ المكان من اثر تلك الجنازة المارة , وقف كجميع المارين ,و رفع سبابته ,من هول المشهد لم ينتبه للصليب المرسوم علي يده .
دقائق و رجعت الحياة للشارع ,الكل يتحرك كأن شئ لم يحدث , لكنه وقف يحاول ان ينتزع الاجابة, قرر الا يتحرك حتي يحصل علي الاعتراف .
اخد يتأمل خلق االله ,فتاة في العشرين تهتز اردافها ذات اليمين وذات اليسار في ايقاع يخلو من نشاز, وعطرها يطهر المكان ,احس انه اقترب من الاجابة .
سمع صوتا ثم شعر باغماء ,انها عربية المخلفات, اب يعانق ابنه بعد يومه الدراسي وياخده الي السيارة و ينطلق ,عند احد المتاجر المهجورة يستوطن طفل طفئت دمعته عقب سجارته , اقتربت الاجابة اكثر فاكثر .
شاب وحبيته يختلسان قبلة , وملحتي يريد التشاجر صارخا اترضاه لاختك ,علي بعد خطوتين عجوز شمطاء لا تدري ماذا فعل الزمان بيها تتسوق طعام يومها مما تركته الكلاب الضاله من المخلفات .
اخد يتسائل الم يضحي المسيح بنفسه من اجل خلاص البشرية ! , ربما تكون حكمة الله لا نقدر علي استعابها (محاولا اقناع نفسه) , لم يستطيع معرفه الاجابة .
اجابة السوال الذي تبادر الي ذهنه عندما شاهد الجنازة , لماذا نحن هنا ! لم يجد الا عبث الالهه او رهان بين الاله و الشيطان و عالم غليظ القلب يقسوا علي الضعفاء كعادته .
شعر بسعادة بالغة لانه اري احدهم يتحرر من ظلم العالم ذلك المحمول علي الاكتاف و تحدث في سره
( وكان الاجدر بيهم الاحتفال بانتقاله من هذا العالم القبيح الي جنة الفردوس و ربما يدركون انها وهم لذلك يحزنون ,من يخلق عالم بهذا المسخ عاجز ان يخلق فردوس ).
فجأة صرخ الجميع بوجهه , بدا له في اول الامر اعتراضا علي ما يفكر فيه ,ولكنه لم يدرك انهم يحذرونه من السيارة التي دهسته .
رستم
اغسطس 2013
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟