أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس سليمان محمد - اشتباكات طيور وأسماك














المزيد.....

اشتباكات طيور وأسماك


فراس سليمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1194 - 2005 / 5 / 11 - 10:50
المحور: الادب والفن
    


ثلاثة نصوص
امرأة ورجل في( غوّاصة في الطابق الثالث)

الفكرة بثقبين ، شيئ يستدعي المدوّر الناقص . الأنفاس التي يقترحها التجريد ، تختلط بعنف دون أن تتحوّل إلى أبخرة . الفكرة ثقوب أشياء تتحوّل .. نظارات سوداء .. إطار نظارات سوداء تتخلله الأنفاس .
ثمة لحم ها هنا تضج منه عِقدُ ربيع معقّد . الشمع لايستحق الوصف سأدعه يذوب في النص أو ، سأجرّب قول تماسك نثراته . لا ..لا بالطبع لأن الموسيقا الهادئة التي تتخاصر مع جوهزية اللحظة تخرّب ذهابات جسدي إلى جمالية المشّوش . لا هذه المرة لن أبكي لأنني انحرفت خاسراً لذة القطف .

الرجل في السنة القادمة .. ببطء من لم يسعفه الحظ ليموت ، ينظّف فمَ فكرته من القروح والدم والنمل . الرجل يرقب حياته في المرآة مكتظةً بذئاب لاتحصى .
فمها حرّيف .. شفتاها تقضم الطيور الصغيرة حول عضوي . امرأة من شفتين وذاكرات مسروقة تزحف إلى الأعلى .
امرأة تعالج نتوءات جسدي .. تكوي نتوءاتي .

ماالذي يدفعني بجنون لأمدّ يدي إلى الطاولة الصغيرة لأمسح ما اقتنعت أنه روحي التي تتداعى وتتسامق في مربع الطاولة البخاري .
رذاذ ضوء على إطار النظارات . حقيقة لم يكن ثمة نظارات .. فقط شيئ بثقبين يستدعي المدوّر الناقص .
فكرة تسوّي النتوءات .

نهداها أيضاً مفردتان منقطعتان ، تصلحان، كما رأيت ، لسدّ ثقبين هائلين في جسد فكرة صنعها ميكانيكي فاشل في ورشة ملآى بسماوات معطلّة . نهداها ممسحة وقت .. صفير قطار في بريّة أهداني إياها السهروردي .
لستُ جسداً يرغب ...... فقط كلي ملامح تتمزق .

كل ما أفكّر به العتمة التي امتصتها أصابع متشابكة .. أصابعها أصابعي .... الأفاعي الصغيرة الملساء داخلةً خارجةً من ثقبي النظارات . أقصد ما أفكّر به ، الرجل في السنة القادمة ، ينشّف المني من على شرشف شفيف ‘ يفصل السنة عن التي قبلها .. بعدها . يصعب التمييز بين القبل والبعد .. بين البراغي وأرجل الدجاج وقطع القماش الملوثة بدم الحشرات في عمق الآهة التي لايقدر أحد تقصّي منسوب الخداع فيها .
الشرشف مليئ بالثقوب ، وأكثر سيولة من الأفكار الملساء على إطارالنظارات .
السرير تحت الأرض بمترين .السرير في غواّصة في الطابق الثالث . المرأة تصفع عانتها بالمانغو وظهري بالغيوم . الغرفة حفرة مكتظة بالتلفزيونات . المرأة عارية على طرف السرير ، تزيح رائحة دموعي بملقط شعرها . فجأة وبخطوتين إلى الأمام ثم إلى اليمين وبحركة خفيفة وبطيئة تلفّ عدداً كبيراً من الشاشات ، ثم ترميها عليّ أنا النظيف من النتوءات
تمّت الرؤية عبر عدسة تشبه ساعة لا وظيفة لها.



سمكة مؤجلة

التواشج معي لن يتحقق . اكتشفت .. تأكدتُ .. عندما شممت رائحة الله في المسمكة .
كنت هناك منذ ثلاثة أعوام ، تذكرت الهناك وأنا في بيتها ‘ لم يكن بيتها ‘ كانت غرفة في فندق من الدرجة الثالثة .. أقصد في بيت طبيعة ملآى بالآلات والزمن.
، حيث في لحظة واحدة ممتدة ولاترحم .. سقطت من الذااكرة الضجّة في أروقة المشافي .. الموتى في أروقة الحرب ... الغرف المصفوفة في نهاية الوقت .. زئير الأطباء المرضى الذي يخفت .
قلتُ

أحب مشهد أنابيب المصل في أسنان القطط . والخطوط الحادة في صوتك وهي تقلّم الألوان . و مجانيةَ الأشياء بعد الاستعمال .

قالت
أحب الأقمشة مسدلة على أكثر من مأذنة في صوتك .. أحبّ ماءك في عيني
ماحاجتي لي أنا الشرقية الذي سأموت بطعنة ....... طائشة
دم كثير في مياه الموسيقا
الجسد حجّة الكتابة .. أعصابها المتوترة

قلتُ
عينان تهذيان
القمرقماشة .. ستارة فاضحة طواها إله مستعجل
هكذا في الهنا على حافة عريكِ الروح سمكة مؤجلة



رجل وامرأة في الغابة

كما في اللوحات الكلاسيكية أحياناً بأزياء تعود إلى مستقبل لن يأتي ، يقف رجل وامرأة في ليل الطبيعة ، وعلى الطرف الأيسر من اللوحة سور خشبي ـ يحيلني شخصياً دون سبب منطقي إلى الخضرة المغشوشة في الفناءات الغامضة للأديرة ـ هل أنسى ، الخلفية المشحونة برماتيزم الأشجار المؤجل لونها إلى طبيعة أخرى ، وأيضاً السماء بدكنتها المائلة على المشهد كله .

في الغابة .. في بريّة نزوعنا لأن نكون . قدمها اليسرى في حضني سمكة حمراء في خيال حشّاش .
ليست لوحة .. فقط سكّر أسمر يفور من تغضنات اللغة بطريقة أخرى . جنس تكلّس في استطالات العين .
جسد يتمطى في رأس غوغان .
فوران النمل ..جذع الشجرة .. الصخور .. كل شيئ هنا يساعد على فقد الذاكرة
تكذبين أكثر مما تتذكرين
تؤليفين المستقبل عندما تتذكرين

الطيور العمياء لاتعلق باللوحة تهجّ دون سبيل لتنتهي ملتصقة بالزرقة

لأنني أقبضت بيدين شريرتين على أعشاش حنينها أعرف أنها تحب البحر أكثر من الغابة
.. اللانهاية صافية .. الخلاص من الظلال
يهبّ الجسد مشحوناً بالأرياش على صخرة خارج اللوحة .. يحدث أيضاً أن المرأة في لجّة الأشجار تتعرى تاركة للنمل الذي في دمي ينهش نهديها



#فراس_سليمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل القبو
- حياة مقلوبة
- بارانويا الله
- رجل في قاع الليل
- الضحك
- أناشيط مجموعة شعرية لعلي حميشة
- قصائد الجبل
- مطر غزير


المزيد.....




- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فراس سليمان محمد - اشتباكات طيور وأسماك