التضاريس والسياسيين .....والمشترك بينهما

احمد فؤاد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 18:28
المحور: كتابات ساخرة
    

التضاريس والسياسيين .....والمشترك بينهما


سار العراق ومنذ تأسيس الدولة والى هذا اليوم بميزتين , الاولى مناخ متقلب نتيجة الطبيعة القاسية والموقع الجغرافي ،والثانية السياسات العشوائية المتخبطة والتي يتحمل اوزارها ونتائجها قادتها وروادها ,فمنذ تلك الفترة لم يشهد العراق استقرارا في طبيعته وسياساته , فأن صحت الاولى أثارت الاخرى جنونها وغضبها,ولكن ما ويستفز الحواس ويثير الانتباه هو وجود العامل المشترك بينهما,فكلاهما يمكنه القسمه على التقلبات والفوضى وعدم الثبات,فالطبيعة في العراق لم تشهد استقرارا منذ زمن طويل وكذلك هو حال بالنسبة السياسيين و الاحزاب .

فسياسيون في العراق بمختلف مشاربهم الفكرية وتوجهاتهم الايدلوجية لم ولن يتوصلوا الى ارضية مشتركه فيما بينهم على طريقة ادارة الدولة وتدبير شؤونها او تقديم ما هو مطلوب للمواطن من حقوق كأدنى حد ,وبهذا تقمصوا دور الصيف (الصيهود) الشحه والقحط تجاه ناخبيهم وقواعدهم الشعبيه ,اما في تعامل المذكورين انفا (السياسيين)مع قضايا الارهاب والقتلة المتلطخة ايديهم بدماء الشهداء و الابرياء ,فيشعرنا ويذكرنا ببرودة الشتاء و قرص البرد اللاذع ,ويكون هذا اسوء ما وصل اليه العراق حيث ان المجرم طليق والنزيه مبعد و الاكاديميون مختنقون بحبال التهميش .......
ناهيك عن مقارنه مثيره من حيث دلالاتها بين (دجله والفرات....والسياسيين) ! ليس من حيث العذوبة والكرم انما من حيث البدء والانتهاء وسنرى من خلال التتبع ان كلاهما ينبعان من خارج حدود الوطن وكذلك يصبون في غير اراضيه وخارج حدوده ,مع اعتبار العراق محطة عبور الى المنتهى ,فلا انهرنا تروي اراضينا ولا سياسيون البلد يشبعون بطونهم و البطون التي انبطحت تحت خط الكفاف ,فتراهم راضخين لاجنده خارجية مسيرون في الاعم الاغلب تجذبهم المصالحهم ,وتباعدهم حقوق المواطن واحتياجاته.

فعجبا !!! لبلدا يتشابه فيه السياسيون مع قسوة الطبيعته واختلاف التضاريس ,فقرارات قادته كأتربة الصحراء لا تحمل معها سوى(ضيق التنفس),و افعالهم كضباب يعتم الرؤية ويزيد الافق خطورة,ولكي اكون منصفا في نقل الواقع فهنالك ثم اختلاف وحيد وجدته بين الطبيعة والسياسيون في العرق ,هوان العرق يشهد فصلا ربيعيا قصيرا تتفتح فيه الازهار وتكثر فيه الاشجار تفرعا ,في حين الى هذه اللحظه ومنذ ردحا من الزمن يرتقب اهل العراق (ربيعا)لدى الطبقة الحاكمة او سياسيين العراق وبقيت هذه الامنية كباقي الاماني المؤجله الى شعارا مسمى ......



احمد فؤاد العبودي

الاختلاف الوحيد الذي وجدته بين الساسسه والطبيعه في العراق هو ان العراق يشهد فصل ربيعيا قصير تتفتح فيه الورود ويكثر الخضار وتزهى النفوس ويطب الجو ,اما سياسين العراق فلم نشهد لهم ربيعا او افتراعا .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل