أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حجاج نصار - وساوس ثورة














المزيد.....

وساوس ثورة


حجاج نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4171 - 2013 / 8 / 1 - 14:52
المحور: الادب والفن
    


مريض القلب لا استطيع أن اقترب منك ...آلان ادفع ضريبة اضطهادى جسمك فى الأيام الأولى ... جافيت الرحمة ..والآن اطلبها ولا أجدها ...وما عرفت معناها إلا الحين ... استغاثاتك الأولى تحولت للهيب يحرق إنجازاتى على جسمك فى الماضى ...مضطرمة أنت وخابيا أنا ... أزيل ستائر النافذة ...انظر من الزجاج ..شارع السد المزدحم ...أضواءه الخافته وليله الصامت ...أتابع اشارات المرور ...أريدها دائما حمراء ...ربما فى توقف السيارات عذرى أن شئ يتوقف ... فى بدايتى كنت ابتسم كذئب واترك نفسى للرَمح ...يشعلنى ضوء الإشارات الأخضر ...سرعة السيارات المتتابعة فى التحام ... صوت الدرجات النارية المرتفع وهى تشق الطريق... أعشق مخالفات السرعة وكسر الإشارات .. التهم كل الطرق المؤدية إليك حتى النشوة والإستقرار فى قرار الروعة والسكر ... المح السيارات القديمة ...البطيئة ..وأوسى نفسى ببطئها .. لا وتيرة واحدة ...الكل يتحرك ...بطئ او سريع ولكنه يتحرك... وانا مازلت واقف ابحث عن حل ... ليقوم قلبى ...ويستيقظ بركانى ..ويعود ثورانى ...فورانى ... وغزوى القديم ...لم اسكن فى شارع السد الإ لأنى اكره السدود ...اتحدى الحدود والعقبات... واراهن على محوها من ملامح حياتى كما أزلتها من فواصلك مع كل آهة من آهاتك ...ابدأ يومى بإنتصار يأتى خلفه انتصارات ...جسمك آيات لا تفهم سوى فن الإشتباك والعصر ...الإعتصار وبذل الطاقة الى حد الإنهاك ...اسكرتنى فنون الإجرام ..فشربت عصارتها فى أفعل ما شئت ... فكنت افعل ما اشاء فيك ...والآن اشاء واعجز ان افعل ... إسفلت الطريق يتمادى فى الإستواء ...تدكه العجلات والأقدام السائرة ولا املك سوى الإذعان والرضوخ ...واصمت ...لعل لحظة الصمت تهبنى الفعل... خفوتى أمامك لم يكن بإرادتى ... ولكنها اواخر الجسم المطارد من الزمن ...وسوسات الخواء تصارع كبريائى المسفوح على مداخلك ...صدئت مفاتيحى ولم يبقى الا هياكلها المنهكه ...
ابتسمت لك عندما اخذتِ الكأس منى وانت راضيه ...رشفاتك ...نظراتك .. إعتقادك بأن ليلتنا ستطلق الملجوم وتتركه يشرد بقوه...يستعيد الماضى ويثكبه فى أرجائك الظمئآنه ...ولم تكونى تعلمى ان فى الراح سرح المخدر ..فأعفانى من مهمة ما عدت أهلا لها ... اضحك على روحى الهرمه ام ابكى ...الكل متساوى كإستواء فعلى لم يعد له أثر ...
أتأمل وأناجى جمالك ...ابتسم للماضى وابكى الحاضر ... جسمك المفرود فى فوضى على فراش العمر...أناملك المرصوصه على جرحى فى إستسلام ...باطن كفك المشروح فيه تاريخ البائد...بياضك المفضوض على أطراف شفتى ...نقوشى على أرضك ... وروعة النور والنار على أبوابك ...حريتى المطلقة مع نشواتك المتتابعة...مضى كل شئ ولم يبقى الا البحث عن أثر لما كان ...
هواء الشقه المكيف يزيد سقمى وهمودى ...الرطوبة المنتشرة فى الخارج تمتص الهواء وتخنقنى ....ما عدت اطلب الشعور والإحساس ...فقط اريد ان اكون كالخرسانات الصلبه تتحدى الزمن...سأخرج ..اهرب من هذا المكان الذى اشاهد فيه هزيمتى أمامك يا انهيارى .... أغلقت الباب خلفى بقوة ما مارستها من زمن بعيد...عدوت على الدرج كثعبان ملاحق من مصيره ...اسرعت رغم الهبوط الحاد فى تنفسى ...هبوط محتم بعد قمة الصعود والإعتلاء...
خارج البناية .. وقوف السيارات يخمد بقايا نفسى ....الشارع المنشور من اوله الى آخره يحاصرنى صمته... سأعبر الى الناحية الأخرى وسأعاود الرجوع ... سأكرر العبور ربما أدرك اللحظة التى اصابنى فيها التوقف ... عبرت وأرغمت نفسى على العودة ... ولكن ما حدث الإدراك الذى انتظرته ... سأحاول مرة اخرى ...محيت الأنوار من عينى ...لا ارى سوى الظلمة التى تغطى الشارع من اعلى ...اين النور ؟؟
ابحث عنه وقدمى على الأرض ...لم يعد شئ يعنينى سوى السماء والجهة الأخرى ...نظرت لأعلى ومشيت ببطئ ... النجوم الهاربه لا وجود لها ...القمر غرق ومات .....تعثرت قدمى ..آلمتنى ...أكملت بحثى ..تعثرت مرة اخرى ... لم انظر تحتى ... اسندت يدى على الارض وقمت وعيناى لأعلى .... ظلمة حالكة ...مصبوبة ...مصوبة الى صميم قلبى المكلوم ... اشعر بحرارة الدمع على وجنتى ...احسست بالأرض تهتز تحت قدمى ... وصوت ينعق فى احتراق ... يقترب منى بقوة ... الظلمة ما زالت مستمرة ... اسمع اصوات تنادى بكل اللغات وتتهم شخص ما بالجنون ... لم اعد اطيق الظلام ... شيئا ما اجبرنى على النظر الى يسارى ...كانت سيارة تلتهم الأرض ....تتدافع عجلاتها ...تحترق ...وتندفع نحوى ...واناس تركض ... تحاول ان تنقذنى من الإصطدام ...نظرت للسماء .. وبرقت عينى بشرارات نور كثيرة مع اصطدام رأسى بالإرض ...واصوات كثيرة تحمد الله على ان شئ لم يحدث ....دق قلبى بقوة ...اسندت يدى على الأرض وانطلقت بسرعة ...رأيت الناس لأول مرة فى حياتى راضية جميلة ....أضواء الشارع الخافته ازداد ضوؤها ... قفزت قفزات عالية ...التهمت درجات السلم ...ضربت الباب بقدمى ...كانت تجرى الىً مفزوعه ...تسألنى ماذا حدث .؟... لم تنتبه لنفسها وهى عاريه ... أمسكتها ... نظرتً لجسمها فوجدت نفسها عارية للأبد... ابتسمت ... تتدارى خلف حيائها ... اشتبكت معها ...احملها وانا اعتصرها ... تألمت وانا اصطدم بها ... تابعت صدماتى لها .. وانفرجت اسارير وجهى مع الصدمة الأخيرة .



#حجاج_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حجاج نصار - وساوس ثورة