اسامة البهنساوى
الحوار المتمدن-العدد: 4170 - 2013 / 7 / 31 - 12:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحاول من خلال هذه المقالة ايجاد مخرج للأزمة الراهنة التي تعيشها مصر حقنا للدماء التي هي أشد حرمة من هدم الكعبة وحفاظا على وحدة مصر جيشا وشعبا. لن نلقي باللائمة على طرف دون الاخر كما لن نخوض في اسئلة بيزنطية الاجابة عليها لن تقدم ولن تؤخر. سنتعامل مع الوضع الراهن كما هو دون الخوض في أسبابه حتى لا نعمق الخلاف. مصر ليست الدولة الأولي ولن تكون الأخيرة التي يعصف الجيش بتجربتها الديمقراطية فقد سبقتنا الجزائر وتركيا فلماذا لا نستفيد من التجربتين.
التجربة الجزائرية (دموية) :
في ديسمبر 1991 فازت الجبهة الاسلامية للإنقاذ بأغلبية المقاعد في الجولة الأولي للانتخابات التشريعية في الجزائر وهذا لم يعجب العسكر الذي تدخل والغي نتائج الانتخابات و حظر الجبهة الاسلامية للأنفاذ واعتقل 30000 من اتباعها واعلان حالة الطوارئ في البلاد والغاء الدستور الذى اقره الشعب وأقيل الرئيس الشاذلي بن جديد من منصبة وعزل عن الحياة السياسية في اقامة جبرية ودخلت الجزائر في حرب اهلية شعواء واندلعت اعمال قتل وارهاب وارتكبت مجازر فظيعة واصبح واضحا ان الجبهة الإسلامية للإنقاذ ليست لها الكلمة العليا في توجيه اساليب الصراع المسلح مع الحكومة وظهرت مجموعات تكفيرية متطرفة هي التى قادت اعمال العنف التي قتل خلالها نحو مئتي الف جزائري حتى نهاية التسعينات. أدت هذه الأوضاع المتأزمة إلى تدهور أكثر في الاقتصاد الجزائري وزاد الوضع تأزما واقترضت الدولة اكثر من 40 مليار دولار وبعد اكثر من 20 عاما من اندلاع هذه المواجهات لم تحقق الجزائر اي تقدم على صعيد الديمقراطية وبقيت محلك سر.
التجربة التركية (سلمية):
في ديسمبر 1995 فاز حزب الرفاة التركي ذو التوجه الاسلامي بالانتخابات التشريعية التركية وبإيحاء من الجيش تم حظر حزب الرفاه في 1998وأحيل أربكان رئيس الحزب إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي وصودرت اموال الحزب واسقطت عضوية أعضائه في البرلمان. وقد انتهج رجب طيب أروغان تلميذ أربكان الاسلوب السلمي وعمد الي انشاء حزب جديد تحت مسمي حزب العدالة والتنمية معتمدا على نجاحاته التي حققها اثناء تولية رئيس بلدية اسطنبول وأعلن انه سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية وقال "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا وخاض الحزب انتخابات 2002 وحاز على الاغلبية وقام بتشكيل الحكومة ومنذ ذلك التاريخ والحزب محافظ على فوزة الساحق فى كل الانتخابات البرلمانية. فأي التجربتين ستختار قوي الاسلام السياسي انتهاجها في مصر الاسلوب المسلح الدموي الذى لم يفضي الى نتيجة ام الاسلوب السلمي الذى حقق كل النجاح.ان جماعة الاخوان المسلمين يجيدون العمل في مجال الخدمات العامة كالنقابات المهنية و مجلسي الشعب والشورى و بعض الوزارات والمحافظات لكنة لم يحالفها التوفيق في الرئاسة لأسباب مختلفة منها :
1)انهم لم يكونوا مستعدين لهذا المنصب والدليل انهم ترشحوا لهذا المنصب متأخرا وكرد فعل على نزول عمر سليمان وشفيق حلبة الانتخابات
2) عمل مؤسسات الدولة الرئيسية كالداخلية والجيش والقضاء والاعلام والمخابرات والحرس الجمهوري والازهر والكنيسة ضد الرئيس المنتخب
3) خوف الدول المجاورة من دعم اخوان مصر للإخوان في دولهم ومحاولة احداث ثورات هناك
4)فضلا عن انه لم يحن الوقت بعد للإخوان لتبوء هذا المنصب وبعضا من افكارهم بحاجة الى مراجعات لتلقي قبولا من الدول المجاورة ولتتناسب مع العصر
اقترح وحقنا لدماء المصريين التي تسيل كل يوم ان يركزوا في الانتخابات البرلمانية ولا مانع ان يكون لهم وزراء ومحافظين وعلى القيادة الحالية للبلاد ان تفرج فورا عن الدكتور مرسي وتعتذر للشعب عن احتجازه فهذا ضد القوانين والاعراف الدولية وان تعاقب كل من تسبب في احداث القتل للمتظاهرين السلميين. وقد يكون من المناسب لحفظ ماء الوجة لجميع الاطراف ان يكون مع الاستفتاء على الدستور المزمع أجراءه في غضون الشهرين القادمين ان يشمل هذا الاستفتاء سؤال هل ترغب في استكمال الدكتور محمد مرسي مدته الرئاسية علي ان يرضخ الجميع لنتائج هذا الاستفتاء ويكون بإشراف دولي. حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟