أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال خليل - عفوًا: الجيش لا يصنع ثورة!














المزيد.....

عفوًا: الجيش لا يصنع ثورة!


كمال خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4163 - 2013 / 7 / 24 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1 اغسطس 2009

بالرغم من المكاسب والإصلاحات الاجتماعية، والتي استفاد منها الملايين من الشعب المصري، من العمال والفلاحين والموظفين، وبالرغم من المناخ الوطني، الذي ساد في العهد الناصري بالعداء للاستعمار العالمي والصهيونية، فإن نظام 23 يوليو 1952 بمصادرته الحريات السياسية والنقابية أرتكب جريمة بحق جماهير الشعب المصري، حيث كانت الإصلاحات علوية بقرار من القائد، ومواجهة الصهيونية والاستعمار علوية بقرار من القائد، لقد كانت جريمة إعدام العاملان في كفر الدوار مصطفى خميس ومحمد بقري ، في أغسطس 1952، بعد شهر واحد من حركة الضباط، دليلاً على سياسة العسكر تجاه العمال، وكأنهم يقولون:

"المكاسب والإصلاحات بقرار علوي منا، وليس بحركة من أسفل منكم، حتى لو كانت حركتكم غير موجهة ضدنا، وموجهة ضد رأس المال المستغل" !!!

بالرغم من أن قوانين الإصلاح الزراعي، التي طبقت في العهد الناصري، كانت مكسباً إصلاحياً هاماً لمئات الآلاف من الفلاحين المصريين، حيث تم توزيع أراضي على الفلاحين، لكنهم لم يحصلوا على أية عقود ملكية لتلك الأراضي، رغم أنهم سددوا ثمن الأراضي على أقساط طوال عشرات السنيين، وحينما تم رفع الحراسة عن ممتلكات الإقطاعيين السابقين، سنت قوانين تلو قوانين لهذا الغرض، بدأ طرد الفلاحين من أراضيهم، في سراندو، وبهوت، ودكرنس، وغيرها، وأمام المحاكم لم يكن لديهم سندات ملكية، وتخلت عنهم هيئة الإصلاح الزراعي، تمتع الفلاحون بالأرض حينما أصدر القائد والزعيم قوانين للإصلاح الزراعي، وبموت القائد تبخرت القوانين، وطرد الفلاحين من الأرض.

حدث الشيء نفسه في القطاع العام الصناعي، حيث حاز العمال على مكاسب إصلاحية عديدة، لكن بموت القائد والزعيم تغيرت القوانين، وتم بيع القطاع العام، وداست عجلات الخصخصة الملايين، من كل زاوية، وفي كل شيء.

فالقائد الذي أمم المصانع هو من أمم التنظيم النقابي للعمال، وصادر حرياتهم، وجرم حق الإضراب، وحطم أية تنظيمات سياسية أو نقابية للعمال، وحرم الفلاحين من تشكيل اتحادات حرة للدفاع عن مصالحهم.

القائد صادر حرية اجتماع وتنظيم الجماهير، والعسكر هم البرج العاجي لصناعة القرار، ولا دور لشيء أسمه الجماهير، دورهم الوحيد هو مباركة القرار العلوي، وتنفيذ الأوامر العليا:
دُعيتُ للميدان !
أنا الذي ما ذقت لحم الضان
أنا الذي لا حول لي أو شان
أنا الذي أقصيتُ عن مجالس الفتيان :
أدعى إلى الموت .. ولم أدع إلى المجالسة!!)
الشيء نفسه في مواجهة الصهيونية والاستعمار، مجرد قرارات علوية، تلاها تحرك الجيوش النظامية، ولا مجال لتنظيم الجماهير في حرب شعبية، فكانت هزيمة 5 يونيو 1967، وكانت نكبة توقيع كامب ديفيد في 1978، ثم معاهدة الاستسلام في 1979:
قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر و الجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهاراً)
لا تصنع انتصاراً.


إن ما حدث طوال الستون العام الماضية يثبت صدق المقولة التي تقول: "يا ميت ندامة على أمة ثورتها يعملها الجيش".

رغم أنني أعرف أن "لو" تفتح عمل الشيطان، و أن كلمة "لو" لا محل لها من الإعراب الآن، لكنني مضطر لقولها، وملعون أبو الشيطان: " لو استمرت الحركة الشعبية في الأربعينيات، واتسعت موجات الإضرابات، واتسع تمرد الفلاحين في كفر نجم وبهوت وغيرها، و سارت حركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز في طريقها، الذي بدأته في أوائل الخمسينات، وتعمق الطريق الذي بدأه الطلبة والعمال في "اللجنة التحضيرية للطلبة والعمال"، وتعمق مجرى النضال الشعبي، ولو لم يتم قطع الطريق عليه، لكان حال الجماهير والتاريخ في مصر مختلف كل الاختلاف، ولشق التاريخ مجرى آخر مجرى النضال من أسفل، مجرى القرارات التي تنبع من القاعدة الجماهيرية، مجرى استقلال الحركة الجماهيرية، وعدم تبعتها للعسكر"

لكن بدلاً من أن نفتح عمل الشيطان تعالوا نقول:

إن 23 يوليو تحتاج الآن لثورة جديدة، والثورة الجديدة والتغيير لازم يكون من أسفل، من تحت، من قلب الجماهير، مش من العسكر، أما تعليق الآمال على تحرك الجنرالات، ورجال المخابرات، والصراعات في كواليس السلطة يبقى خيبة ، خيبة كبيرة قوي، هذا الوهم الموجود في ذهن البعض، إذا حدث فمعناه أن تفقد الحركة الجماهيرية استقلالها، بل ربما تفقد وجودها ذاته، حيث لا يمكن أن تدخل كلمة "جيش" في جملة شعبية مفيدة، إلا إذا قلنا: "تجيش تقتلني".



#كمال_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام لعمال مصر بمناسبة العصيان المدنى العام
- نداء - دعوة للمشاركة فى مظاهرة الجمعة 31 أغسطس
- لماذا رشّحت نفسي؟ رسالة إلى المناضلين من أجل التغيير رسالة إ ...
- قراءة في ملف قضية تنظيم الاشتراكيين الثوريين


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال خليل - عفوًا: الجيش لا يصنع ثورة!