أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد محمد السعيد - أنتفاضة 12 شباط العمالية في النمسا















المزيد.....

أنتفاضة 12 شباط العمالية في النمسا


محمد محمد السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 15:15
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نحن لا نوثق الا الحروب الطاحنة ولانقرأ الا عن الشخصيات المضطربة المجرمة وننسى الاف الشهداء الذين ضحوا ومئات الانتفاضات التي قامت من أجل التحرر والديمقراطية والاشتراكية.


بعد الحرب العالمية الاولى وهزيمة النمسا عقد مؤتمر الجرمان عام 1919 لتعيين حدود النمسا وفي عام 1920 وضع قانون الجمهورية النمساوية ومنذ عام 1920 حتى اعلان الوحدة (قهرا) بين المانيا النازية والنمسا عام 1938 كان الحكم بيد الحزب المحافظ المسيحي أو يسمى الحزب الاجتماعي المسيحي وكان الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة "اوتوا باور" هو حزب المعارضة, عند وصول الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ الى السلطة قام بالتحالف مع الكنيسة الكاثوليكية في النمسا , وهذا هو ديدن الفاشية الساسية على تحالف دائم مع الفاشية الدينية, فقد قام المحافظين المسيحيين بأنشاء قوات الحرس الخاص بين عامي 1921-1923 ليكون الجناح العسكري لهم (سمي فيما بعد الحرس الاهلي-الفاشي-) , وكانت هذه القوة مسلحة باسلحة متوسطة وخفيفة وبأشراف مباشر من المستشار النمساوي دلفوس –الذي ستغتاله العصابات النازية فيما بعد- , وكردة فعل قام الحزب الديمقراطي الاشتراكي بتكوين قوات شبه عسكرية منظمة فقط لاتحمل السلاح واطلقوا عليها اسم (جمعية حماية الجمهورية ) وخلال الفترة بين عامي 1921-1927 ضل الوضع في النمسا مشحون نوعا ما فبين رغبة الحزب المسيحي المحافظ بحكم فاشي مطلق- وهذا ماسيتحقق فيما بعد- وبين رغبة الحزب الديمقراطي الاشتراكي بحكم اكثر ديمقراطية وحقوق أكثر للعاملين , الى ان حل عام 1927 باحداثه الساخنة حيث كان أجتماع اعضاء جمعية قدامى المحاربين معقود في فينا حيث حدث اطلاق نار قريب من مقر الاجتماع وراح ضحيته صبي في الثامنة من عمره وكان الصبي أبن احد الشخصيات النقابية في فينا وبعد مقتل الصبي غضب الشارع الفيني عموما وكذلك النقابات العمالية واليسار في النمسا بسبب التستر على قاتل الطفل خصوصا وأن المحكمة التي شكلت لمحاكمة ثلاث اشخاص كانوا متهمين باطلاق النار كانت محكمة صورية حيث تمت تبرئة المتهمين الثلاثة وبعد هذه الحادثة بيوم وفي 15 تموز اغسطوس 1927 حدث اضراب عام في فينا وخرجت تظاهرات في العاصمة ضد تسيس القضاء لصالح السلطة وقامت الجموع الغاضبة بأضرام النار في قصر العدل (Justiza palast) والذي ينظر اليه باعتباره رمزا للنظام القضائي في النمسا وفتحت الشرطة النار على المتظاهرين وحصلت اشتباكات بين الجانبين وقتل في هذه المظاهرة 89 شخص منهم 84 من المتظاهرين وتم قمع هذه المظارهة بوحشية وأزدل الستار على هذا اليوم التراجيدي دون معرفة من هو المتورط بمقتل الطفل وبدون محاسبة المتورطين بفنح النار على المتظاهرين وقتل 84 منهم .
وضل الوضع مشحونا الى يوم 4 اذار مارس 1933 حيث قام المستشار النمساوي عن الحزب المسيحي المحافظ ( انغلبرت دلفوس)بتعليق عمل البرلمان النمساوي (البندشتاغ) وذلك بسبب اعرتاض الاعضاء عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي على التصويت على قانون (أجور عمال سكك الحديد) وهو بلا شك كان قانونا جائرا ضد العاملين في قطاع سكك الحديد لتقليل مرتباتهم بسبب الكساد العالمي الذي حدث بين عامي 1929-1935 وبعد جدل حاد داخل قاعة البرلمان انسحب الاعضاء عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي وغادروا قاعة البرلمان اعتراضا على القانون , واستغل( دلفوس) الفرصة للاعلان ان البرلمان لم يعد له وظيفة وغير قادر على سن القوانين التي تصب لصالح النمسا! وبتعطيل عم البرلمان مهد (دلفوس) الطريق لقيام حكم دكتاتوري فاشي مستعينا بمرسوم رئاسي يضع البلد تحت أحكام قانون الطوارئ لعام 1917 علما ان القانون سُن وكانت النمسا في ذلك الوقت في حالة حرب عالمية , وقام( دلفوس) وحزبه المسيحي المحافظ بتعليق الحريات المدنية وممارسة الضغط والعنف السياسي ضد الحزب الديمقراطي الاشتراكي.
وبعد تفاقم الازمة العالمية وبلغ الكساد ذروته وأصبح معدل البطالة بازدياد مخيف وأنخفضت اجور العاملين الى ادنى مستوى لها أضافة الى القهر السياسي الذي مارسته حكومة(دلفوس) وكما هو الحال في اي بلد تحكمه الطبقة الارستقراطية والبرجوازية الدينية الفاشية فقد تمتعت هذه الطبقة الدرنة المتعفنة بأمتيازات خاصة ومرتبات عالية بينما جموع الجماهير والعاملين تعاني الجوع والحرمان ومضى كل هذا الى ان حانت الساعة ففي يوم 12 شباط1934 وفي حركة قمعية قام قائد الحرس الخاص التابع لحزب (دلفوس) في فينا بتفتيش فندق شيف في لينز للبحث عن اعضاء الحزب الديمقراطي الاشتراكي كذلك قامت القوة الفاشية بمداهمت مقرات الحزب ومصادرة العقارات التابعة له , ننبه القارئ ان هذه الاجراءات هي نسخة طبق الاصل لما كان يفعله (هتلر) في المانيا النازية في نفس الوقت بمساعدة قائد حرسه المضطرب (روهم) رغم ان (دولفوس) ضد هتلر وسياسته لكننا نلاحظ انهما يصبان في مستنقع ضحل واحد .
وفي فينا كان اول من قاوم هذه الاجراءت التعسفية والقمعية التي تمارسها حكومة (دولفوس) هو رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي , وفي خضم هذه الازمة انطلقت شرارة الانتفاضة العمالية في فينا حيث حدث تبادل لااطلاق النار بين الحزب الدمقراطي الاشتراكي منجهة والحرس الاهلي الفاشي والشرطة والدرك والجيش الاتحادي من جهة اخرى وقد حاول رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي ايقاف الاشتباكات وفعلا حدث توقف اطلاق النار من جانب الجماهير العمالية المنتفضة ولكن بقيت شوارع فينا في يوم 12 شباط في حالة اضراب وهياج جماهيري نتيجة الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في النمسا , وبد وقف اطلاق النار بوقت قصير قامت قوة من الشرطة بفتح النار مرة اخرى على العمال وبعض اعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي مما ادى الى وقوع عدد كبير من القتلى في صفوف اعضاء الحزب واعضاء جمعية حماية الجمهورية وكذلك في صفوف المواطنين وتحصن الناجين منهم في البيوت القريبة وكذلك تحصن اعضاء الحزب الديمقراطي داخل مقر الحزب (كارل ماركس هوف) واستمرت قوات الشرطة الفاشية التابعة ل (دولفوس) باطلاق النار على المتحصنين داخل مقر الحزب وحصلت مناوشات وما هي الا ساعات وعمت الانتفاضة المدن الصناعية النمساوية ( شاير , سانكتن بولتن ,كابفنبرك,بروك ان دير مو) وغيرها من المدن ولاح بالافق انتصار الحركة الجماهيرية العمالية ولكن هيهات والفاشية السياسية المتسربلة لباس الارستقراطية والبرجوازية الدينية موجودة , فبخطوة متوقعة قام (دولفوس) بالتأثير على على قادة الجيش النمساوي المحافظينوهي عادة طبقة من القادة الارستقراطيين الذين تتماشى اهوائهم ومطامحهم المالية الى جانب الفاشية لا الى جانب العمال والكادحين حيث قام الجيش النمساوي بالتدخل بالصراع رغم انه يجب عليه ان يكون مستقلا نسبيا فتدخل الى جانب الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ وقام بقصف مبنى مقر الحزب الاشتراكي الديمقراطي (كارل ماركس هوف) بالمدفعية وكذلك قصف الاحياء المحيطة به (وهي احياء العمال الفينيين )
بمساندة الحرس الاهلي الفاشي الجناح المسلح للحزب المسيحي المحافظ والبالغ عددهم 17 الف وبعد القصف العنيف لاحياء العمال في فينا قتل الابرياء من الاطفال والنساء مايقارب (الالف ) شخص وجرح اكثر من 4000 منهم وبعد قمع الانتفاضة في فينا وباقي المدن الصناعية التي استمرت من 12الى 16 شباط1934 صودرت الحريات الديمقراطية السياسية وحكم (دلفوس)النمسا بدكتاتورية دينية فاشية .
حتى ان المراسل الصحفي الشهير (وليام شايرر) ذكر في كتابه (قيام وسقوط الرايخ الثالث) ما شاهده بأم عينه من اضطهاد في النمسا بعد قمع الانتفاضة حيث يقول( لقد جرد النمساويين من حقوقهم السياسية وأخضعتهم- اي حكومة دولفوس- الى ارهاب اشد مما عانوه ايام هابسبورك في اخر السنوات الاخيرة من الملكية) وحصل ماهو متوقع فقد تم حضر الحزب الديمقراطي الاشتراكي والنقابات العمالية واعدم 9 من اعضاء الحزب وتم اعتقال اكثر من 1500 شخص بدون محاكم كما ابعد كبار السياسيين الاشتراكيين امثال ( اوتوا باور) الى المنفى , وبعد ذلك اتبدل المحافظين الفاشيين الدستور الديمقراطي بدستور خاص يتماشى ومصالحهم وبالتأكيد كان أهم المستفيدين من هذه الاحداث هم طبقة الارستقراطيين المحافظين والعسكر الفاشسيت , كما تم دمج الحرس الاهلي الفاشي والحزب الاجتماعي المسيحي وأصبح الحزب السياسي القانوني الوحيد في النمسا .
هذه هي انتفاضة 12 شباط لم تدم سوى اربعة ايام فقط ففي 16 شباط خيم الظلام على الحالمين بغد مشرق .
لا اعرف لماذا شباط أسود في كل مكان؟؟!!

المصادر :
1- وليام شايرر - قيام وسقوط الرايخ الثالث ج 1
2-Wikipedia Astoria
3- تاريخ النمسا عن موقع Wikipedia



#محمد_محمد_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في العراق ... صالحة ام غير صالحة
- لص أفندي يعتمر عمامة
- القلم
- جمال حبيبتي
- خطوة نحو الجحيم
- اغتيال عمر بن الخطاب
- نماذج ديمقراطية على الطريقة الامريكية ح الاخيرة
- نماذج ديمقراطية على الطريقة الامريكية ح3
- نماذج ديمقراطية على الطريقة الامريكية ح2
- نماذج ديمقراطية على الطريقة الامريكية


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد محمد السعيد - أنتفاضة 12 شباط العمالية في النمسا