الجنس محرك أساسي للدين

وسام محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4160 - 2013 / 7 / 21 - 01:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كانت ملامح فتاة سورية في العشرينيات، قد غابت عن نافذة التاكسي الذي يقلنا في احد شوارع العاصمة صنعاء، عندما قال أحد الأصدقاء: هل سمعتم عن الفتوى التي تأمر بالزواج من السوريات؟

ـ أنا لم أسمع بها، ولكني سمعت أن هناك من يتزوجون من سوريات بمهر بسيط مقابل مؤخر يصل إلى مليون، برعاية جهات اسلامية، والمليون المؤخر هنا، احترازا من تطليق السورية بعد الزواج منها بفترة بسيطة.
رغم أن المليون لا يفعل شيء بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في هذا النوع من الزواج، وبالزواج الذي لا يتوقف، ولكن لدى أغلب الأسلاميين طرقهم في ممارسة الدين، فحديثهم يقتصر على الجنس، وتفكيرهم، وأيضا عملهم على أرض الواقع، وفي النهاية سيذهبون إلى جنة كلها "حور عين".

عاد الصديق ليقول: لو أن هذه الفتوى حقيقية، فهي ستكون فضيحة جديدة بعد فضيحة فتوى "جهاد المناكحة".

ـ قبل ايام فقط عرفت ماذا يعني جهاد المناكحة، ولا اعرف ان كانت تلك الفتوى وما رافقها من حكايات قد حدث حقا أم لا؟ دائما لا تثير حماستي الاخطاء التي توظف سياسيا، ولكن بعد أن عرفت ماذا تعني تلك الفتوى، عرفت أن الأمر لم يكن مجرد خطأ بل كارثة تتجلى من خلالها أزمة المعتقد والعقل الاسلامي الجامد.

قلت للصديق: على الأقل لن نراهن يتسولن في الشوارع، فكيف ستكون فتوى الزواج من السوريات فضيحة؟.

رد بقوله:
لماذا لا يكون هناك فتوى بالزواج من الصوماليات مثلا، وهم مسلمون، ويعيشون ظروف مأسوية منذ أكثر من عقد، وعددهم كنازحين في اليمن أكثر بكثير من عدد السوريين؟

صمتنا جميعا لقليل من الوقت، وفجأة قال صديق آخر، صحيح الصوماليات لسن جميلات مقارنة بالسوريات، وهذا ما يؤكد دائما كيف أن الدين يحركه الجنس.

ـ يحركه الجنس؟ كيف؟

تابع: لو عدتم الى خريطة الفتوحات الاسلامية، ستجدون كيف أن الجنس، كان المحرك الأساسي لتلك الفتوحات، فقد توجهت الجيوش نحو أوروبا وأسيا وشمال أفريقيا فقط، بينما بقية افريقيا من أسلم منهم، فقد حدث ذلك طواعية، ولا تذكر الحبشة مثلا في التاريخ الاسلامي، إلا باعتبارها دولة قوية يمكن الاحتماء بها، ولم تذكر عندما لم تعد كذلك.

طبعا الأمر لا يخلو من ان الهدف كان اقتصاديا أيضا، ولكني أعتبر الجنس هو الأساس، وهناك قصص فردية كثيرة تؤكد هذا، فخالد ابن الوليد قتل أحد المسلمين لمجرد أن زوجته كانت فائقة الجمال، وتزوج بها قبل أن تنتهي العدة، وكتب التاريخ مليئة بالزهو الذي يتحدث عن "بنات الأشقر"، غنيمة المسلمين في كل انتصار.

ليس الصوماليات فقط، حتى المهمشين* في بلدنا لا يحظون بخطبة جمعة تأمر بالتعايش معهم، أو معاملتهم بشكل أفضل، بينما لا يتوقف وعاظ الدين عن الحديث أن بلال بن رباح، كان أسودا، وكان مؤذن الرسول، يتحدثون عن ذلك كأعظم تحية تلقاها عالم السود في تاريخ الاسلام.
ــــــــــــــــــــــــ
المهمشون: فئة كبيرة، من ذوي البشرة السمراء، يعيشون في فقر ومرض على هامش المجتمع اليمني.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل