مختار سعد شحاته (Bo Mima )
الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 18:11
المحور:
الادب والفن
تبغة صديقتى .. إلى علياء الجريدي
*********************************************************************************
صديقتى التى تُشعل التبغَ بمرار..
مغموسٍ فى البشر،
ولا تُسعفها الدموع ُ كيما تحتويهم..
تُرسل الدخانَ نحو غاباتهم
تُطارد الغولَ ولا تخافُ،
تعاندُ المسافاتِ التى تعانيها..
لحظة الوصول فى آخر التابلوه؛
فتترك حرفين من اسمها على القماش،
تقول بأن الآفلين إلى كوخ الغول،
أو أبراج النسور ..
سواء ..
ولا يزال فى جيب الفرص الأخيرة واحدة مستثناة
لأجلهم..
توقيعها آخر اللوحات المزدحمة بالألوان،
وبالوجوه، وبالندوب،
وبكل حالات التمايز،
والبشر..
تسَّاءَلُني من علَّم الطحالب أن تغافلَ..
البلاط فى بيت جارنا الصيفيّ؛
فتعلن هذا الانتصار على الجدار،
وفى الشقوق؟!
تقول بأن أعواد البخور فى حجرة الجدات ..
تفوق السحر لأغلى العطور،
وأنها قد تغلبُ الغولَ !
من علَّم البخور هذا الأمرَ؟!
من زيَّن الضفائر فى لوحتى بعود المريمية،
وزهر التمرحنة،
فلا تشيخُ؟!
تنفثُ صديقتى دخان تبغتها..
ولا تبالى لكل الراصدين / الرافضين،
تُخرج على مهلٍ فرشاة مكحلها..
تُبارى الغول بين الطاولات،
ومن تراس البرج تلمحنى أشاهد ..
ولا تُبالى باندهاشى..
يغافلها الغولُ، تُغافله..
لكنها لا تعيدُ قلبها المجروح إلى المشافى،
تلونهُ بلون صراعها حينًا،
وحينًا تضمده بابتسامة النادل للرواد بين الطاولات،
تُشير نحو جمهور الطاولات بأنها الآن ..
تحتاج من جديد أن تُشعل تبغة أخرى،
تعتقها بنفس المرار المغموس فى البشر / النخاع
فأعجب كيف للغول أن يُطاوعها ..
ويُشعل لاستراحتها البخور؟!
صديقتى تدخن فى صمت شغوف للسحابات،
والغول ينزوى يدقق فى اللوحات،
وكيف للفرشاة تقتله؟!
صديقتى تستمع بالتبغ حين تنفث الدخان.
منتصف ليل 19 مارس 2012
مختار سعد شحاته.
"Bo Mima"
روائي.
مصر- الإسكندرية
#مختار_سعد_شحاته_(Bo_Mima_) (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟