أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - ثقافة الإعتذار














المزيد.....

ثقافة الإعتذار


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتمتع المجتمعات المتحضرة بأنساق سلوكية راسخة يتمثل بعضها بثقافة الإعتذار اي الإعتذار عن الخطأ الذي يحدث جراء عدم التنسيق او الخطأ غير المقصود.

هذه المجتمعات خلاف مجتمعاتنا، تبتعد عن الخطأ المقصود بسبب رسوخ القانون ليس بصفته العقابية او الردعية، وانما القوانين والأعراف التي تنظم الحريات والحقوق دون تجاوز على الآخر، وتلك العلامة الفارقة للمجتمعات الحضارية المستقرة مجتمعيا، والمنتجة للمزيد من القيم التي تثري حياتهم بما هو نافع وممتع وراق.

ثقافة الإعتذار واحدة من تلك السلوكيات التي تمتد من الوسط السياسي والثقافي العام الى أبسط انماط السلوك اليومي للناس، والأعتذار لا يعطي ثقة بالنفس للمعتذر عن الخطأ وحسب، وإنما يعزز الاحترام له ويعطي قوة للسلوكيات والمفاهيم الصحيحة بالحياة بهدف ترسيخها كواحدة من صفات اشتغال الضمير وابعاده عن العطب او الشلل، وهو ما يجعل الفرد وحدة انتاج سلوكي تمنح بمجموعها البنية الأخلاقية ملامح السلامة النفسية والثقة بالنفس والآخر، وهذا الأمر يعمق بدوره ثقافة المواطنة التي تشكو مجتمعاتنا من غيابها، في ظل ثقافات فرعية تتشرذم بإنتماءات طائفية وعنصرية وأثينية متعصبة ومتكلسة على روح عدائية للآخر المختلف.

ثقافة الإعتذار تدعو الى رؤية متعمقة في أكتشاف الذات والآخر على حد سواء، وهو ما يشكل حقيقة الثقافة الذاتية او الحسية ويصنع قدرا من السعادة الروحية.

مجتمعاتنا العربية لم تتعرف على ثقافة الأعتذار، والغالبية تجد في الإعتذار نقصا لشجاعتهم او كبريائهم مع يقين معرفتهم بالأخطاء التي يرتكبونها بحق انفسهم والاخرين، سيما وأن القسم الأكبر من هذه الأخطاء لم تنتج جراء سلوك عفوي، بل ترتكب بقصدية النفعية الفردية، في سلوك أناني صارخ، يكرس المزيد من سلوك العداء واجواء الكراهية مع اقصاء مفاهيم الحق والعدالة والجمال.

يعكس سلوك الحكومة العراقية الحالية صورة جلية لإنعدام ثقافة الإعتذار بعد سنوات من هدر المال العام وصفقات الفساد وجرائم العنف والإرهاب التي تفتك بالشعب وتذبحه يوميا، صور تترادف عن الإنهيار والأزمات التي تمزق الوطن دون ان يطل المسؤول عنها ليعتذر في محاولة لتخفيف الألم عن ذوي الضحايا والمجتمع بنحو عام.

لا أحد يعتذر في مجتمع تتحرك طوائفه ومكوناته بدوافع الهيمنة والإستحواذ على حساب الآخر، وتبيح المحظور وتحلل المحرم ولا تقيم أهمية لنداء المقدس او الأعراف التي تحظى بمنزلة القدسية.

السياسي السلطوي اصبح أنموذجا في العري الأخلاقي والإبتعاد عن ثقافة الإعتذار للشعب الذي ابتلي بشراهته وأنانيته وفساده وأكاذيبه التي اعطتنا مجتمعا متخلفا يشكو من تشويه ثقافي وديني واخلاقي.

[email protected]



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فستان الترتر البسيط.. القطعة الأبرز في عالم الموضة
- السودان.. ما هي الدول الـ4 المتهمة بالتدخل بصراعه الدموي وفق ...
- الصراع على مستقبل غزة: لماذا يعجز الجميع عن الاتفاق على إعاد ...
- السر وراء صعوبة التركيز عند الأطفال
- رسميا...أمريكا تشطب الرئيس السوري من قائمة الإرهاب قبل أيام ...
- أفغانستان تقر بفشل محادثات السلام مع باكستان للتوصل إلى وقف ...
- هجوم روسي كبير على البنى التحتية للطاقة بأوكرانيا
- رئيس لجنة المفقودين للجزيرة نت: غزة تحولت لأكبر تجمع مقابر ف ...
- صربيا تسرّع إزالة مبنى تاريخي لبناء فندق فخم بدعم من كوشنر
- واشنطن تتولى الإشراف على مساعدات غزة وتضغط لخروج مقاتلين من ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - ثقافة الإعتذار