أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فاضل جهاد - الحقيقة الغائبة عن ناجي صبري الحديثي















المزيد.....



الحقيقة الغائبة عن ناجي صبري الحديثي


نزار فاضل جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4156 - 2013 / 7 / 17 - 01:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد استوقفتني مقابلة اجرتها قناة دبي الفضائية مع السيد ناجي صبري الحديثي آخر وزير خارجية للعراق أبان العهد الوطني، بعد ان اعطى لنفسة دوراً كبيراً من البطولات الوهمية في تغيير سياسة العراق الخارجية التي ادت الى منع صدور قرار من مجلس الامن الدولي يجيز العدوان الامريكي البريطاني على العراق، بينما كما هو معروف ان القيادة في ذلك الوقت هي التي ترسم سياسة العراق الخارجية وما على وزير الخارجية سوى تنفيذ تلك السياسة التي غالباً ما كانت تفرض المخابرات العراقية هيمنتها على الوزارة خصوصاً في عهد ناجي صبري الذي كان يتملق لعناصر ذلك الجهاز بهدف ابعاد الشبهة عن ارتباطاته المشبوهة، هذا ما تمخض عنة بعد خروجه من شرنقة الصمت في غياب استمر اكثر من عشر سنوات وصفتة مقدمة البرنامج بانة كان في حالة مراجعة وتأمل، عشر سنوات وهو يتأمل كيف انتقم من العراق بعد اعدام اخوة محمد صبري الحديثي الذي كان وكيلاً لوزارة الخارجية بتهمة التأمر على الحزب والثورة وقتل ابوة وابن عمة مرتضى حتى استطاع بنفاقة ان يوهم القيادة العراقية بولاءة المطلق لكي يستثنى من اجراءات عزل اقارب المتأمرين عن المراكز الحساسة في الحزب والدولة لحين ان سنحت لة الفرصة التي انتظرها منذ اكثر من ثلاثون عاماً ليتسلق الى اعلى المناصب، حتى تبوء منصب وكيل وزارة الاعلام ثم سفير العراق في النمسا ولم يلبث فيها اكثر من سنة ونصف حتى عين بعدها وزيرالدولة للشؤون الخارجية بتوصية من سيدة كانت تعمل في الرئاسة اوفدت الى فينا، هذة الرواية اشار اليها ايضاً الدكتور علاء بشير في كتابة (كنت طبيباً لصدام) وهذا يدلل على تشبثة وتسلقة للوصول الى ما هو اعلى حتى اصبح وزيراً للخارجية في مارس من عام 2001. ويبدو ان لم اكن مخطأً ان السبب الرئيسي في اختفاء السيد ناجي الحديثي طيلة تلك الفترة انة لايزال يعيش صدمة ما كشف عن ارتباطاتة المشبوهه التي فضحتها عدة جهات استخبارية تحدثت فيها عن لقاءاتة مع مندوبين من المخابرات الامريكية من اجل الحصول على معلومات تخص اسلحة الدمار الشامل، وبالرغم من تزويدهم بالمعلومات الا ان هذة الصفقة لم تكن غايتة الاساسية بقدر ماهي عربون عهد واتفاق لتحقيق ما يجود في خاطرة كما معروف عنة من خبث من اجل الانتقام لما حصل لاخية واقاربة فكان الغرض المطلوب في حساباتة هو جر القيادة العراقية الى التهلكة واشعال الحرب لازاحة النظام بعد اتصالات مشبوهة وتصريحات استفزازية متفق عليها كان يثيرها في الاعلام لتأزيم الموقف ومنها على سبيل المثال "لو شنت امريكا الحرب على العراق سوف تكون قوافل الجثث من الغزاة لها اول وليس لها آخر"، بدلاً من استخدام اسلوب التهدئية التي يفترض ان تكون من صميم واجبات العمل الدبلوماسي، بينما كان يعمل في السر من اجل التمهيد لاشعال الحرب لازاحة النظام وهذا ما تحقق فعلا، ولكن كما هو معروف في السياسة الامريكية بعد ان تستنفذ عملائها تقوم بفضحهم، حيث ذكرت الشبكة الاخباريةNBC في تقرير بثته لمرات متتالية ونشرته على موقعها الإلكتروني، أنه في سبتمبر 2 0 0 2 وخلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة وصل صبري الى نيويورك لتمثيل النظام العراقي بعد ان شن هجوما عنيفا على الإدارة الأمريكية وقرأ رسالة من صدام حسين جاء فيها ان" الادارة الاميركية تتصرف باسم الصهيونية "، نافيا وجود أسلحة دمار شامل في العراق، لكنه خرج بعد ذلك حسب الشبكة الأمريكية من مبنى الأمم المتحدة وتوجه ليلتقي في أحد فنادق نيويورك الوسيط الذي يربطه بالمخابرات الأمريكية، واللافت في تقرير الشبكة بأن هناك تورط فرنسي في موضوع تعاون صبري مع المخابرات الأمريكية، وأشارت الشبكة الاخبارية الى انه خلال تلك الرحلة جرت اتصالات سرية بواسطة الاستخبارات الفرنسية. وذكرت المصادر الاستخباراتية ان اللقاء عقد في أحد فنادق نيويورك ضم وسيطا يمثل صبري وضباط من CIA وقال محلل الأخبار لدى "NBC" الجنرال المتقاعد واين داونينغ، إن صبري كان "منجم ذهب للمعلومات" ولكن العلاقة مع صبري انتهت عندما طلبت CIA منه القيام بانقلاب علاقات عامة وضغطت عليه للفرار الى الولايات المتحدة إلا انه رفض ذلك بينما تجدر الإشارة إلى أن رئيس CIA السابق جورج تينيت قال عام 2004 إن"لديه اتصالا مباشرا بدائرة صدام الداخلية" واشارت NBC إلى أن تينيت كان يقصد ناجي صبري.. في الوقت الذي تباهى مدير السى أى ايه جورج تينيت ب"مصدر" عراقى سري وتحدث فى خطاب فى الخامس من فبراير عام 2004 عن مصدر "لديه اتصال مباشر بدائرة صدام الداخلية". وقالت مصادر ل NBC ان تينيت كان يشير الى صبري. وبعد الحرب لم يعتقل صبري ولم ترد صورته بين صور "أوراق اللعب" التي حملت صور المسؤولين العراقيين المطلوبين للولايات المتحدة وقالت المصادر في حينها انة يعيش فى مكان فى الشرق الاوسط ورفضت NBC الكشف عنه لاسباب أمنية. وهذا يعنى أنه حصل على وضع خاص، وذكرت الشبكة الاخبارية انها سعت الى الاتصال بصبرى ولكنه لم يجب، وانها بعثت اليه برسالة تضمنت ما حواه تقريرها، لكنه رفض الرد عليها. وكشف الصحافي البريطاني رون سوزكايند في كتابه الجديد ( طريق العالم ) النقاب عن ان وزير خارجية نظام صدام ناجي صبري الحديثي كان مصدراً استخبارياً لـ ( CIA). بينما قال تايلر دورمهلر مدير الـ CIA للعمليات السرية في اوروبا من سنة 2001 ولغاية سنة 2005، في كتابه: (على الحافة ) بان صبري كان يمرر المعلومات الى مسؤول في احدى الحكومات الاوروبية في وقت مبكر من خريف 2002 وكتبت سدني بلومنثال في ايلول 2007 بان اثنين من المسؤولين السابقين في الـ CIA الذين عملوا على قضية صبري واشاروا الى ان الوسيط الاجنبي كانت فرنسا، ويؤكد الكاتب الفرنسي فنسان نوزيه ان وزير الخارجية العراقي السابق ناجي صبري احمد الحديثي كان عميلا للاستخبارات الفرنسية، واشار نوزيه في كتابه إن الاستخبارات الخارجية الفرنسية DGSE كانت على علاقة مع وزير الخارجية العراقي السابق، وذكر نوزيه ان الاستخبارات الفرنسية ابلغت مسؤول CIA في باريس Bill Murray بوجود هذا المصدر العراقي، فطلبت الاستخبارات الاميركية لقاءه نظرا لأهميته، وتم تدبير القاء معه على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة التي انعقدت في منتصف سبتمبر عام 2002 في نيويورك، حيث كان الحديثي يلقي كلمة رسمية باسم صدام حسين، وقدم الوزير عبر الوسيط بعض المعلومات عن الاسلحة الكيمياوية والبايوليجية، ودفعت CIA ما لا يقل عن مائة الف دولار لاستمرار ذلك التعاون. كما قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن دليلا كشف عنه تحدث عن كيفية علم المخابرات الأمريكية CIA والبريطانية “إم أى 6″-;- عبر قنوات سرية حول اسلحة العراق الكيمياوية من خلال وزير خارجية الرئيس العراقى السابق صدام حسين.
والجدير بالذكر ان ناجي صبري ارتبط بشبكة علاقات واسعة مع صحفيين ومراسلين امريكان وبريطانيين أبان العدوان الثلاثيني على العراق عندما انيطت لة مهمة مرافقة المراسلين الاجانب بحكم عملة في وزارة الاعلام واجادتة اللغة الانكليزية وقد اثيرت في حينة عدة ملاحظات رصدتها الجهات الامنية وكتبت عنة تقارير حول طبيعة تلك العلاقات وبعض التجاوزات التي كانت تصب في اطار الهدايا والمنافع الشخصية.
بالاضافة الى ما تقدم لابد من ذكر معلومة وردت في لقاء خاص حصل عن طريق المصادفة بعد الاحتلال في باحة احد فنادق عمان بين شخص يدعى الخفاجي والمرحوم السفير وداد عجام وكان بمعيتة اثنين من موظفي وزارة الخارجية، وهذا الشخص معروف من قبل وزارة الخارجية العراقية ويحمل الجنسية الامريكية وكان يجاهر بانة مسؤول قطاع مهم في الشرق الاوسط لدى CIA ودار الحديث عن ناجي صبري الذي اشار عنة الخفاجي بانة كان مسؤولة في CIA ولدية اسم مستعار ورقم سري وفايل رسمي.
بعد هذة المعلومات التي اثيرت عن اتصالات ناجي صبري يبقى سؤال يطرح نفسة هل كانت المخابرات العراقية في غفلة عن ذلك ؟، وهل كان الرئيس على علم بالشبهات التي تدور حول وزير خارجيتة!!، نعم كان كان على علم وهذا ما ظهر بعد الاحتلال من خلال تقرير وجد في ارشيف مراسلات الرئاسة ورد فية معلومات عن زيارة رئيس مخابرات دولة عربية حامل رسالة من رئيس تلك الدولة يحذر الرئيس صدام حسين بان القيادة العراقية مخترقة من قبل المخابرات الامريكية عن طريق اربعة اشخاص مهمين ومقربين من القيادة وهم عبد التواب ملا حويش وناجي صبري ومحمد المشاط وعلي سبتي ولكن كان جواب الرئيس للمبعوث جواب فاتر بان القيادة سوف تتأكد من تلك المعلومات وربما هذة محاولة من المخابرات الامريكية بأدخال القيادة العراقية في دوامة الاتهامات والفضائح خصوصاً وان العراق في ظروف ازمة خانقة بسبب الحصار الاقتصادي، ولكن بالتأكيد الرئيس لم ينسى الامر ولم يجعل منة خبر عابر وكل شيئ في وقتة الا ان المخابرات الامريكية علمت بالموضوع وابلغت ناجي صبري بان الرئيس قد علم بسره وتم الاتفاق على خطة استباقية قبل ان يقع في المصيدة حيث قام بابلاغ الرئيس بان جهات امريكية فاعلة اتصلت بة بحكم عملة وسفراتة المتواصلة الى الخارج وخصوصاً نيويورك وان من مهام وزير الخارجية الالتقاء بمختلف الشخصيات دون تحفظ من اجل مصلحة العراق خصوصاً بعد ان تأكد من خلال تلك الاتصالات بان الولايات المتحدة الامريكية مصممة على ضرب العراق ولكن هذة المرة ليس كالمرات السابقة وانما ازاحة النظام والقاء القبض على الرئيس او قتلة بأي ثمن حتى وان كانت الحرب بدون قرار دولي وبدوري لايمكن ابقى مكتوف الايدي لابد من بذل اقصى الجهود ومهما كانت الوسائل لاتمكن من اقناع الامريكان بتغيير موقفهم وهذا لا يمكن ان يتم الا من خلال تلك الاتصالات وتلك العلاقات التي يمكن استثمارها لثني الرئيس بوش عن قرارة ولم يبقى للرئيس صدام الا قبول هذا التبرير، ولم يكتفي صبري بذلك بل طالب منحة صلاحيات واسعة ودون تدخل من احد وان يكون ارتباطة بشكل مباشر مع الرئيس لاهمية المعلومات وخطورة الموقف ولم يكن للرئيس من خيار سوى التسليم بما طرحة صبري الذي اقنعة بان ابواب الحل السلمي قد اغلقت وامريكا مصممة على الحرب لازاحة النظام وان منعها يحتاج الى لمسات ساحر لذلك لابد من اعطاء فرصة للعمل الدبلوماسي، وبعد ان حصل على الضوء الاخضر كانت اول اعمالة الدونية تخريب منظومة وزارة الخارجية كما يفعل العملاء بتخريب المؤسسات التي ينسّبون العمل فيها كجزء من العمل الاستخباري، لذلك عبر عن نيته بكل صلافة باقصاء وكلاء وزارة الخارجية الذي وصفهم بالمتخلفين امام طة ياسين رمضان المشرف الاداري للدولة اي بعد شهرين من تولية منصب وزير الخارجية، وفوراً نقل السيد رمضان خطورة ماسمعه الى طارق عزيز الذي كثيراً ما كان صبري يتجاهله منذ تولية منصب وزير الخارجية، وفعلا اول ما قام بة اقصاء الدكتور رياض القيسي بحجة ان ابنتة تعمل في احد منظمات الامم المتحدة العاملة في العراق في الوقت الذي يعتبر القيسي محامي الدفاع عن العراق في مجلس الامن لخبرتة الدبلوماسية والقانونية خصوصاً في مجال القانون الدولي ذات الطابع الفني العالي الذي كاد ان يصبح عضو محكمة العدل الدولية في لاهاي لولا تدخل الولايات المتحدة ضد ترشيحة، وكذلك احالة الوكيل نوري الويس على التقاعد والتي كانت تعرف بدائرة الاحتياط القريب وبعدة الدكتور نبيل نجم والمرحوم نزار حمدون الذي غالبا ما كان يقوم باهانتة واذلالة بمناسبة او من غير مناسبة لانة كان يخشاة بسبب علاقتة باغلب اعضاء الكونغرس الامريكي من المناصرين للعرب والعراق عندما كان سفيراً للعراق في واشنطن، وحتى السفير جبار الدوري الذي كان وكيلاً للوزارة لم يسلم من خبثة بالرغم من تملقة وتزلفة لة بعد وصفة لآخر مؤتمر للسفراء بانة من أنجح المؤتمرات التي تمت في وزارة الخارجية ظناً منة انة سيعيدة وكيلا اقدم للوزارة بعد عودتة سفيراً من المغرب، وبالمناسبة بعد الاحتلال لم يتورع جبار الدوري متوسلاً مدير مراسم مجلس الوزراء من اجل ان يقابل اياد علاوي اثناء زيارة لة في القاهرة عندما كان رئيساً للوزراء وفعلا تحقق ذلك اللقاء، وبمناسبة ذكر مؤتمر السفراء قام ناجي صبري بشطب فقرة لقائهم ( اي السفراء ) مع طارق عزيز من جدول برامجهم في مؤتمري السفراء اللذان عقدا خلال تولية وزارة الخارجية وهو تقليد كان ساريا منذ الثمانيات بان يكون لقاء دائم للسفراء مع عزيز بصفتة عضو مجلس قيادة الثورة والمشرف على عمل السياسة الخارجية للعراق. وبعد نجاحة في اقصاء الوكلاء الاربعة من مناصبهم لافراغ الوزارة من كوادر معروفة اقليميا ودولياً امضوا في العمل الدبلوماسي اكثر من ثلاثون عاما لكي ينفرد بالعمل امام القيادة لانة كان يخشاهم لما لهم من حضور بارز في مجال الحقل الدبلوماسي كل حسب اختصاصة الفني والجغرافي ولم يستطيع ان يهظم كونهم اقدم منة في وزارة الخارجية التي عملوا فيها منذ عام 1968 واصبحوا يتمتعون بخبرة عاليه وعلاقات متميزة مع وزراء خارجية اغلب دول العالم بينما دخل صبري في مجال العمل الدبلوماسي بعد ان عين سفير في عام 1999 لذلك بات يستشعر خطر وجودهم على حساباتة الشخصية خوفا من كشف نواياه وارتباطاتة التأمرية الخبيثة، ولم يكتفي ناجي صبري في ابعاد الوكلاء بل تعرض الى عشرة سفراء من الكادر الحزبي المتقدم خلال أخر مؤتمر للسفراء الذي عقد في ديسمبر من عام 2001 ومنعهم من العودة الى مقرات عملهم ثم قام بنقلهم الى وزارات خدمية هامشية كجزء من عملية التخريب في الوقت الذي كان العراق يتحايل على اغلب دول العالم قبول اعتماد السفراء العراقيين بعد ان كانت تتذرع بمختلف الحجج الواهية من اجل تقليص حجم العلاقة الدبلوماسية مع العراق على مستوى قائم بالاعمال وقد حقق لهم ناجي صبري هذة الرغبة بالمجان مما ادى الى تدني مستوى التمثيل الدبلوماسي كجزء من تخريب وتقليص عمل السفارات، بالاضافة الى أقالة اكثر من عشرون سفيراً وجاء ببدلاء عنهم من خارج الوزارة ليس لهم خلفية في مجال العمل الدبلوماسي فضلا عن تقريب عناصر ليس لديهم خبرة كافية تؤهلهم تبوء مناصب قيادية في الوزارة كعلي سبتي الذي عينة رئيساً للدائرة العربية وغسان محسن وقصي مهدي الذين تعاونوا مباشرةً مع الاحتلال. وبعد الغاء حلقة الوكلاء وارباك منظومة عمل الوزارة اصبح ارتباط كافة رؤوساء الدوائر بالوزير مباشرةً مما حدا بتكدس البريد والمعاملات في مكتبة ايام واسابيع بل في بعض الاحيان اشهر وكان يتعمد تاخير توقيع التقارير المهمة واوامر ايفادات الموظفين المرشحين لحضور مؤتمرات دولية او اقليمة او دعوات تخص العلاقات الثنائية لتفويت الفرصة على العراق من المشاركة الفاعلة في تلك المؤتمرات او تلك الاجتماعات فضلا عن تقريب مجموعات وابعاد مجموعات اخرى واتباع اسلوب المحسوبية والمنسوبية حتى اصبح المقربين منة اداة تجسس على دوائر الوزارة وموظفيها، وقد اثارت هذة التصرفات حفيظة واستغراب الكثير من المسؤولين في الدولة حيث ليس من المعقول ان يضحي الرئيس برفاق دربة واصدقاء عمرة كنوري الويس ونبيل نجم ونزار حمدون وغيرهم من السفراء الذين تركوا بصمات مشهود لها في تطوير مسيرة العمل الدبلوماسي من اجل شخص مشبوه كناجي صبري، ولكن ظهر فيما بعد انة قد حصل على صلاحيات واسعة ومنها الضوء الاخضر باقصاء هؤلاء الوكلاء الذين كان يسميهم بعصابة مراكز القوى حتى مرة استغرب محمد مهدي صالح وزير التجارة محذراً احد اصدقاءه من الوكلاء بنوايا ناجي صبري عندما كان معة في السيارة اثناء عودتهم من اجتماع في رئاسة الجمهورية واخبره بانة سوف لم يهدئ لة بال الا باقصاء مراكز القوى وكان الحديث يدور حول وكلاء وزارة الخارجية، ولم يكتفي بذلك بل كلف مجموعة من الموظفين المقربين لة بالبحث في ارشيف الوزارة عن اي مثلبة ضد محمد سعيد الصحاف خلال مدة عملة كوزير للخارجية وعندما افلس في الحصول على اي معلومة ضد الصحاف بعث الى صديقة نوري الزكم المدير العام في وزارة الاعلام وطلب منة تزويدة بمعلومات تدين الصحاف او مراقبة ما يقوم بة من افعال في وزارة الاعلام يمكن استخدامها ضدة الا ان السيد نوري الزكم المعروف بشهامتة واخلاقة وامانتة رفض هذا الطلب الغير اخلاقي وعند خروجة من الوزارة التقى باحد الزملاء من اصدقاءة في وزارة الخارجية وكان بادئً علية علامات الانفعال وعندما سألة الصديق عن سبب انفعالة اخبرة بالقصة، ومن خبثة ايضاً طلب من السفير المرحوم كاظم الراوي الذي قام في احد الايام بتوجيه دعوه الى الوكيل نوري الويس بزيارة قضاء راوه وبعد انتهاء الزيارة قدم كاظم الراوي هدية الى الوكيل عبارة عن شوال من الكما وعندما وصل الخبر الى الوزير ناجي صبري ارسل الى كاظم الراوي وطلب منة ان يكتب تقرير يقول فية ان نوري الويس اجبرني على شراء شوال الكما. وكذلك من اعمالة التخريبية منع ايصال البرقيات الجفرية والتقارير المهمة الى مكتب طارق عزيز الذي استطاع ابعادة بالرغم من كونة المشرف على وزارتي الخارجية والاعلام بحكم منصبة كنائب رئيس الوزراء، هذة التصرفات اثارت استياء كثير من المسؤولين في الدولة وهذا ما اكده محمد الدوري ممثل العراق الأسبق لدى الأمم المتحدة في نيويورك عندما أدلى بحوار نشر في كتاب ( انتهت اللعبة) حيث أشار إلى أن ناجي صبري لم يكن على ود كبير مع بعض كبار المسؤولين العراقيين، وخاصة بعد تعيينه وزيراً للخارجية ووصل الخلاف إلى الحدّ الذي دفع هؤلاء المسؤولين إلى رفع الموضوع إلى صدام لان الخلاف كان يرتكز أساساً حول اسلوبة الاداري وتعاليه في التعامل بعنجهية مع الاخرين فضلا عن الاخفاقات في سياسة العراق الخارجية، وعلى اثر ذلك اتفق كل من طارق عزيز الذي كان يسخر منة ويلقبة ب كيسنجر ومحمد سعيد الصحاف وهمام عبد الخالق المسؤول السابق في الطاقة الذرية ووزير التعليم العالي على طرح موضوع تجاوزات ناجي صبري وتخريبة لمنظومة العراق الدبلوماسية والسياسية في اجتماع مجلس الوزراء الموسع الذي عادةً ما كان يحضرة كبار الموظفين المختصين او الفنيين من مختلف الدوائر والوزارات في الدولة ممن لهم علاقة في جدول اعمال المجلس ويكون جلوسهم في مدرجات جانبية تطل على المائدة المستطيلة التي يجلس حولها الوزراء ويتصدرها الرئيس، وان التقليد الوارد قبل دخول الرئيس الى القاعة يكون الجميع بحالة وقوف كما هو معروف، وعندما وصل الرئيس الى المكان المخصص لجلوسة ظل واقفاً وهو يتطلع الى وجوة الوزراء فردا فرداً وكان عبوس الوجة وبعد صمت قليل اصاب الجميع حالة من الاستغراب وبعدها التفت الى ناجي صبري وقال لة ناجي عندك بيت ملك قال لة نعم سيدي في حديثة (وهي قضاء في شمال بغداد تابع الى محافظة الانبار)
ورد علية الرئيس يعني ما عندك بيت في بغداد
قال : لا سيدي ما عندي
التفت الرئيس الى المرافقين وقال اعطوة بيت في بغداد . ثم سألة هل عندك مزرعة
قال: لا سيدي ماعندي
قال الرئيس : اعطوة مزرعة
ثم سألة عن اخوة شكري كيف حالة
قال ناجي: بخير سيدي
فقال للمرافقين: ابعثوا خرجية الى شكري ( يعني اكرامية من النقود) وكذلك الى ناجي
ثم سكت والجميع لازالوا واقفين وعاود الرئيس مرة اخرى يتمعن في الوجوة ثم قال تفضلوا بالجلوس وسط ذهول الحاضرين فضلا عن ذهول مضاعف لطارق عزيز والصحاف وهمام عبد الخالق وكل واحد منهم ينظر الى الاخر، اكيد انها ليست مصادفة هل كان الرئيس على علم بالاتفاق الذي كان سراً بين الثلاثة فقط حتى اعتقد طارق عزيز بان اللوم الاكبر سيقع على عاقة، وفعلا صدق حدسة أي بعد ايام تفاجئ بدخول مكتبة عزة الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة مع اثنين من اعضاء القيادة ثم بدأ عزة الدوري حديثة مع طارق عزيز بطريقة توجية الاسئلة حول تصرفات ابنة زياد وصفقاتة التجارية التي وصفها بالمشبوهة وهل كان على علم بذلك، فرد عزيز هل انتم لجنة تحقيقية فقال لة الدوري لا بل وردت معلومات والقيادة تريد معرفتها منك شخصياً فرد علية طارق عزيز بذكاءة المعهود ان ابني تجاوز سن الرشد وهو المسؤول عن تصرفاتة وليس هناك جريرة قانونية تمسني شخصياً فيما يخض اعمالة التجارية وكما تعلمون انة غير مرتبط بوظيفة رسمية في الدولة، وبعد خروجهم من مكتبة جلس مكتئباً من هول المفاجئة، ثم توالت الاحداث بسرعة والقي القبض على زياد نجل طارق عزيز وحكم علية بالسجن ومضت علية اشهر ولم يطلق سراحة، الا بعد ان طلب الاب اعفاءه من الاشراف على وزارة الخارجية في احد اجتماعات مجلس الوزراء متذرعاً بأن ناجي صبري قد اتقن العمل في وزارة الخارجية واصبحت لة خبرة كافية ولم يعد هناك حاجة الى اشرافي على الوزارة لانني تعبت ولدي مسؤوليات اخرى، فقد رحب الرئيس فوراً بهذا الطلب، وبعد مرور ايام قليلة صدر قرار رئاسي بالعفو والافراج عن نجلة زياد بعدما فهم طارق عزيز اللعبة بان الموضوع اكبر من ما فهمة البعض كتجاوزات صبيانية من ناجي صبري بل ان وراءة قصة تتعلق برهن مصير العراق برجل مارس دور كبير في اقناع الرئيس على انة صاحب الحل والربط وبأمكانة انقاذ العراق ورقبة الرئيس من ورطة الخناق الامريكي ــ الاممي وذلك من خلال علاقاتة المشبوهه بعناصر فاعلة في الادارة الامريكية والامم المتحدة كل ذلك من اجل ان يخلو لة الجو وينفرد في ادارة سياسة العراق الخارجية حتى ادخل القيادة في شرك قاتل باقناع الرئيس بعودة المفتشيين الدوليين الى العراق بحجة اسقاط ذريعة الولايات المتحدة لشن الحرب على العراق وفعلا اتخذ قرار اعادة المفتشين وهو في نيويورك خلال حضورة اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول من عام 2002 ، بينما لم يكن عودة المفتشين ذات تأثير على قرار الحرب بالرغم من الزيارة التي قام بها بلكس والبرادعي الى بغداد بالاضافة الى وفود فنية من الانموفيك والطاقة الذرية وتم عقد عدة لقاءات مع مسؤولين عراقيين الا انها لم تجدي نفعاً لان قرار الحرب كان محسوم من قبل امريكا وبريطانيا بل ان عودتهم ادت الى نتائج عكسية وسببت اضرار كبيرة للعراق من خلال ممارستهم لاعمال رصد استخبارية ومراجعة لاحداثيات المواقع الحساسة التي تعرضت للتدمير الشامل عند قيام الحرب التي اراد لها صبري ان تحصل من اجل الانتقام لشقيقة واقرباءة ليس من النظام فقط وانما من العراق وشعبة. في الوقت الذي تباهى بدورة بصدور ذلك القرار في مؤتمر الدوحة بمناسبة مرور عشر سنوات على الحرب بينما ادت عودة المفتشين الى تعجيل الحرب لما قاموا بة من اعمال استخبارية كما مبين فضلا عن توزيع اجهزة الثريا للاتصالات التي استخدمت من قبل عناصر جيش المهدي خلال بدء العدوان، كما اشار صبري في مؤتمر الدوحة الى التغيير الذي حصل في المؤسسة الدبلوماسية عام 2001 وكان يقصد بهذا التغيير تعينة وزيراً للخارجية في ذلك العام وحصولة على الضوء الاخضر بتصفية العناصر الفاعلة ونجاحة في احكام قبضتة على وزارة الخارجية وتحديد مسار توجهات سياسة العراق الخارجية وفق رغباتة الخبيثة معتبراً ذلك بداية جديدة للعراق بالانفتاح الواسع في مجال العلاقات الدولية وخصوصاً الامم المتحدة مما يعني انكاره للتجربة الدبلوماسية الرائدة التي تم بنائها لبنة لبنة خلال اربعون عاماً وشهد لها العدو قبل الصديق وارسى قواعدها كفاءات فنية ومهنية وحرفية عالية قطعت شوطاً كبيراً في اصلاح علاقات العراق مع مختلف دول العالم التي تأثرت بعد العدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991 مثل أعادة العلاقات مع الامارات العربية المتحدة وسوريا ومصر كما ان العلاقة مع السعودية حققت طفرة كبيرة في مجال التبادل التجاري وفتحت الحدود بين البلدين بالاضافة الى تفعيل اللجان المشتركة وخصوصاً بعد مذكرة التفاهم التي ادت الى تحسين علاقات العراق مع كثير من دول العالم مثل روسيا واندنوسيا والصين وماليزيا وفيتنام ودول المغرب العربي كل ذلك قبل ان يصبح ناجي صبري وزيراً للخارجية، فعن اي بطولات وهمية اراد ان ينسبها لنفسة حتى باتت وزارة الخارجية في عهده بأسوء حال ومن بركات افعالة اطالة امد الحصار الذي كاد ان يخفف عن العراق بعد قمة بيروت الذي تم فية تسوية خلافات رئيسية بين العراق والكويت حتى باتت تسمى رسمياً الحالة العراقية بدلا من تسمية الاسرى والمفقودين الكويتيين وبعدها باشهر انعقدت الدورة 66 للمجلس الوزاري للجامعة العربية في سبتمبر من عام 2001 حيث طالب اعادة بحث موضوع الاسرى والمفقوديين الكويتيين كبند في الاجتماع مما اثار استغراب جميع وزراء الخارجية العرب بعد رفض الامانة العامة للجامعة ادخال البند في جدول الاعمال لانة بحث واتخذت بشأنة قرارات في قمة بيروت وقد اثار هذا التصرف حفيضة الكويت التي ابلغت ذلك الى مجلس الامن الذي بدورة اوقف بحث موضوع تخفيف العقوبات، بينما نجدة اليوم يخوض في كتابة مسلسلات تخض البند السابع ولا نريد الدخول في بحث تفاصيل هذا الموضوع الشائك وانما فقط نتسائل من هو المسبب في دخول العراق في نفق البند السابع وماذا فعل صبري عندما كان وزيراً للخارجية بشأن رفع العقوبات او خروج العراق من ذلك البند غير تدني سياسة العراق الخارجية التي ادت الى كوارث واولها الاحتلال بعد ان ادى ما علية من دور مشبوة ومرسوم حصد بموجبة مكافئة القوات الامريكية باخراجة من العراق معزز مكرم في اليوم الثاني من احكام سيطرة تلك القوات على بغداد حيث وصل صبري الى مفرق الفلوجة على الطريق السريع في حدود الساعة الثانية بعد منصف الليل بسيارة خاصة بالرغم من حالة منع التجوال وكانت في انتظارة سيارة بيك آب جديدة دبل قمارة وتم تحميل اربع كارتونات وعدد من الحقائب المختلفة الحجم في حوضها الخلفي وانطلقت نحو الرطبة وطريبيل ثم دخلت الحدود الاردنية وكان برفقتة رائد في الجيش الامريكي الذي طلب من السلطات الامنية في نقطة الحدود الاردنية السماح لناجي صبري دخول الاردن بينما كان الضباط الاردنيون بانتظارة وعلى علم بقدومه، ومن ثم عاد الضابط الامريكي الى بغداد بعد ان تأكد من اجتياز صبري الحدود متوجها الى العاصمة الاردنية عمان، وبعد ثلاثة اشهر ظهر فجأةً في قطر، وفي وقتها شيع انة ذهب الى النمسا لكن حقيقة الامر انة لم يذهب الى النمسا بل اين كان، الله اعلم .. لحين ان حل ضيفا على حكام قطر حسب الاوامر الامريكية للاقامة في الدوحة معزز مكرم وانة الان يعيش حياة مرفهه افضل من ما كان وزيراً للخارجية ثمناً لعمالتة بينما الاف من المسؤولين العراقيين في النظام السابق يعيشون ظنك العيش والفاقة بعدما حرموا من حقوقهم بما فيها استحقاقاتهم التقاعدية نظراً لشمولهم بقرار اجتثاث البعث، في الوقت الذي منحت الحكومة القطرية ناجي صبري راتب تجاوز الخمسة عشر الف دولار شهريا وكذلك منح سيارتين آخر موديل من الدفع الرباعي تبدل كل سنتين بعد بيع السيارات القديمة لحسابة الشخصي وحتى كابونات البانزين كانت على حساب الدولة القطرية والمفارقة انة في احد الايام تشاجر مع ابنة لانة لم يستخدم كابون البانزين بل دفع اجور التفويلة من جيبة الخاص بالرغم من ضحالة ثمن الوقود في دولة نفطية مثل قطر فضلا عن اسكانة في قصر كبير مع عائلتة في أحد المجمعات الاميرية وعند زواج ابنة منح الابن قصر اخر في نفس المجمع الذي يسكنة الاب وكذلك عدد من العراقين المهمين في النظام السابق، ومؤخرا تعاقد ناجي صبري مع احد الجامعات في قطر بتدريس اللغة الانكليزية براتب مجزي مع استمرار منحة العائلة الحاكمة في قطر. ولكن الملفت للانتباة ما سر ظهور ناجي صبري على الاعلام طيلة فترة انقطاع تجاوزت السنوات العشرة الماضية، نعتقد ان السبب يعود الى الحراك الشعبي الذي حصل مؤخراً في عدد من المحافظات العراقية وربما يريد حشر نفسة بركوب الموجة بدفع امريكي كونة من ابناء محافظة الانبار حالة حال البعض من السياسيين المشاركين في العملية السياسية التي اسسها المحتل وهم يضعون قدم مع اجندة الاحتلال وقدم مع الحراك الشعبي حتى ما لبثوا في زعزعة تماسك ذلك الحراك. هكذا تدخر المخابرات الامريكية عملائها لحين ان تسمح لهم الفرصة بالظهور في الوقت المناسب اي اشبة بالخلايا النائمة لدي بعض حركات الاسلام السياسي، ولكن العتب في الاول والاخير على حزب البعث الذي اشهرعدائه للاستعمار والامبريالية العالمية منذ خمسينات القرن الماضي ووقف بوجة الاجندة الامريكية وسياساتها في عموم المنطقة وبسبب هذا العداء تم احتلال العراق واقصاء الحزب من الحكم وتصفية اغلب كوادرة ومحاولة اجتثاث وجودة من الخريطة السياسية فكيف يعقل ان يبقى ضمن صفوفة من تدور حولهم الشبهات، هذا السؤال وجهته بعد الاحتلال الى مسؤول قيادي سابق في الحزب والدولة، بمعنى هل كان الحزب وقيادة الدولة على علم بالارتباطات المشبوهه لناجي صبري، اجابني بنعم وقلت لة قبل ان تكمل حديثك اذا كان الرجل مفروض عليكم قبل الاحتلال فما هو موقفكم منة بعد الاحتلال خصوصاَ بعدما انكشف المستور وبانت حقيقتة، قال همنا الان هو الاحتلال وبعد انهاء الاحتلال سيكون لنا كلام، فقلت لة واذا استمر الاحتلال خمسون عاما هل ستضيع حقائق كبرى المفروض ان يكون الشعب العراقي على علم ودراية بما كان يحصل اي لابد من مصارحة الشعب ولابد من تقييم المرحلة السابقة وبما ان الحزب طرح موضوع مقاومة الاحتلال فيجب ان يكون الشعب حاضنة للمقاتلين ضد الاحتلال والشعب العراقي والعربي اليوم مشوش بهجمة اعلامية واسعة تدين تصرفات الحزب والنظام السابق كونة ارتكب جرائم بحق ابناء شعبة فكيف سيكون هذا الشعب حاضة لمقاتلين تدور حولهم الشبهات وايديهم ملطخة بدماء ابناءهم كما يروج لة الاعلام بشكل واسع خصوصاً بعد الاحتلال، والحزب لم يحرك ساكن لا بشأن تقييم المرحلة السابقة ولا بدرء التهم عنة، اليس من الاجدر بعد هذة الفترة العصيبة ان ينعقد موتمر قطري حتى وان كان على نطاق محدود ويصدر عنة تقرير كما كان يحصل في السابق لتقيم مرحلة مهمة من حياة الوطن والشعب والحزب وينبغي اما ان ينفي التهم عنة ويفند ذلك او يعتذر للشعب عن اخطاء حصلت في المرحلة السابقة او تبريرها على اقل تقدير مع تقديم الادلة على ذلك التبرير حتى يبين ان الاعلام المعادي قام بتضخيمها بدلا من الاستمرار في اسلوب الشتيمة والتخوين لكل من يبدى رأي او موقف يراد منة اصلاح ذات البين، كأن الامور لازالت كما كانت عليها قبل الاحتلال اي لا زال سلوك وتفكير البعض مثلما كانوا في سدة الحكم واستمر هذا السلوك وهم خارج الحكم. فكان جوابة يصعب عمل ما تحدثت بة في ظل الظروف الراهنه لان المرحلة الحالية تتطلب اولا وقبل كل شيئ مواجهة الاحتلالين الامريكي والايراني للعراق وعلينا تجاوز الخلافات وطي صفحة النقد والمحاسبة الى ما بعد التحرير، فقلت لة حتى لو كان بين الصفوف من هو مشبوه ومشكوك في أمره، قال على عاتقنا مهمات كبرى ويجب ان لا نوجة الاتهام للرفاق دون قرار من القيادة حتى وان كانت قناعتنا الشخصية خلاف ذلك لان الظرف الحالي يمنع التشهير بالرفاق.
واخيراً نضع هذة الحقائق امام الغيارى من ابناء الشعب العراقي كي لانبقى مخدوعين في اسماء رنانة لا تريد ان تنسى حلاوة المنصب والمال والشهرة والاضواء بعد ان ارادت جعل الوصاية على الحزب امر واقع، ولكي يكون الجميع على بينة انة ليس كل من عمل مع صدام حسين وتبوء مناصب عليا فانه من تقاة العصر ولا يحق لأحد ان يمسه بسوء او يوجه لة نقد او اتهام في الوقت الذي تم اعدام الكثير من القياديين في الحزب بتهمة التأمر على الحزب والثورة كما هو معروف ومن بينهم محمد صبري الحديثي شقيق ناجي صبري الذي كان وكيلاً لوزارة الخارجية، ولا ندري لماذا تقوم الدنيا وتنطبق على اجداد واسلاف كل من يقول الحقيقة عن اشخاص حلقوا لاعلى المناصب من خلال سلم التملق والنفاق (كما هو الحال ستفتح علينا ابواب جهنم من جراء هذا المقال ولكن كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا. ولا يهمنا في الحق لومة لائم) لان الامانة الوطنية تقتضي المكاشفة والمصارحة امام الله والشعب خصوصاً في مثل هذا الظرف العصيب الذي آن الاوان فية ان يكشف الحجاب عن المنافقين الذين كانت مزايداتهم تهتز منها الجبال بعدما اوصلوا الكثيرين من الابرياء الى ساحات الاعدام وهم اليوم في احضان المحتل وباتوا خير ادلاء وخير خبراء في اعانة من كانوا يسمونهم بالامس عملاء وجواسيس، وهم السبب فيما وصل الية حال البلد اليوم من مآسي كبرى، لذلك يفترض ان تكون الحقائق في مقدمة المشهد العراقي ومصارحة الشعب لمن يريد ان يخدم العراق بكلمة حق بدلا من التداري على عملاء كانت لهم عناوين كبيرة جراء التملق والنفاق في زمن كان يسودة التدافع على المكرمة من امثال ناجي صبري وغيره الذي كان يصفه البعض بقامه من هامات العراق الكبيرة بل قمامه ارتفع حجمها بالخيانة بعدما اعدم اخوة وسجن الآخر لذلك لابد من خلع ثوب التستر والتزلف ووضع النقاط على الحروف لمن يريد سمو الرسالة الخالدة حتى لا تضيع الحقائق بجريرة المحاباة.
نزار فاضل جهاد
[email protected]



#نزار_فاضل_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فاضل جهاد - الحقيقة الغائبة عن ناجي صبري الحديثي