أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أسامة التلفاني - بين حركة 20 فبراير و حركة - تمرد-














المزيد.....

بين حركة 20 فبراير و حركة - تمرد-


أسامة التلفاني

الحوار المتمدن-العدد: 4155 - 2013 / 7 / 16 - 14:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نشرنا منذ سنتين مقالا بعنوان "قراءة في مسار 20 فبراير"، كانت نقطة الارتكاز فيه، أنّ الحركة و إن لم تكن ثورة بالمعنى الحقيقي للكلمة، فهي ليست مجرد فورة، بل هي تمظهر لحالة احتقان اجتماعي في ظل انحباس سياسي و فكري، و تصاعد ايديولجيا الموت في زمن موت الايديولجيا. كما بينا في المقال ذاته ان الحركة التي لا يمكن فصلها عن سياقها الاقليمي "الربيع العربي"، قد أدت على الاقل إلى مأسسة سلطة خامسة و هي سلطة الشارع او سلطة الاحتجاج. استحضرت هذه العناصر و انا اتابع هذه الحركية المصاحبة لما يسمى "تمرد" و هي محاولة لنسخ التجربة المصرية في التربة المغربية، و هو الأمر الذي أثار عندي تساؤلين :
في مسألة الاجماع : تكمن قوة اي حراك شعبي، في كونه مجمعا لكافة قوى المجتمع حول مطلب معين وآني، جاعلا المجتمع وحده مصدر الشرعية، هكذا إن فشل حراك الشارع في تحقيق الاجماع حول مطالبه، فسيكون مآله تقسيم المجتمع و ما ينجم عن ذلك من غياب للاستقرار، او الفشل في احسن الحالات . إذا كان الاجماع حاصلا في سايق الربيع العربي حول ضرورة الاصلاح، فإن نوعيته و اجندته كانت محط نقاش عميق، مما افقد حركة 20 فبراير زخمها وجعل مردديتها محدودة.
بالعودة إلى "تمرد" السؤال المطروح، هل ما يقع في مصر كاف لتحقيق اجماع القوى الحية في البلاد حول مطالبها؟ هل رافقتها تلك الحركية الفكرية اللازمة لتهييء الرأي العام الوطني للتجاوب معها؟
إن المتتبع لمجريات الساحة السياسية المصرية، يتبين الزخم الفكري و الفني الذي رافق الاعداد لمسيرات 30 يونيو، زيادة على انخراط النخب الوطنية ذات مصداقية في معركة استرجاع الثورة، رغم ذلك بقي الانقسام جليا في المجتمع المصري، حيث لم يبلغ بعد مستوى التوازن المستقر. بالمقابل تحاول حركة "تمرد" الانطلاق مما يقع في مصر اساسا لتحريك الشارع ، و اذكاء الحماس في الجماهير، و هو الامر الذي يبدو لي خاطئا من الناحية المنهجية، فالعامل الخارجي لا يكون إلا محفزا لتفاعل عناصر قابلة للتمازج فيما بينها، و لا يمكن ان يكون المحرك و الدافع الاساسي لها
زيادة على ذلك فالفاعلون السياسيون من احزاب و نقابات، لم يرتقوا بعد الى مستوى تمثيلية المجتمع و النفاذ إليه، و خير دليل على ذلك الاعتماد على آلة الاعيان في تجمعاتها. و باعتبار الاعيان في غالبيتهم ينتمون لمنظومة رجعية، هؤلاء يصعب ان يقودوا معركة التغيير الديمقراطي.
ثانيا :في مسألة المطالب، هل المطالبة باسقاط الحكومة الحالية كفيل بتجاوز الركود السياسي و الحد من تأثير الأزمة الاقتصادية على القطاعات الاجتماعية؟ هل نجحنا في تأهيل الحقل السياسي بشكل يجعله قادرا على الاجابة عن انتظارات المجتمع و مشاكله بما يضمن استقرار الوطن و وحدته؟
لا يمكن للفاعل السياسي إلا الاقرار بأن تجربة الحكومة الحالية فاشلة، سواء في تدبير الازمة الاقتصادية، او في تدبير الورش التشريعي، او في تدبير الاختلاف بين مكوناتها، او او... لكن هل نجحنا فعلا في تأهيل الحقل السياسي بنخب ذات مصداقية؟ الا توجد نخب سياسية و صفت بالفاسدة، و هل يصحح الفساد الفشل؟ إن تطورات المشهد السياسي تبرز العديد من الفراغات في الوثيقة الدستورية، خاصة العلاقة بين الجهازالتنفيذي و التشريعي، و هي قطب الرحى في انظمة الحكم البرلمانية. مما يجعل سؤال النخبة السياسية راهنيا و مدى قدرتها على ابداع "المجمّع الدستوري" (قوانين تنظيمية، قوانين انتخابية، قوانين تحمي الحقوق النقابية و الاجتماعية...) تكون مكملة للوثيقة الدستورية و مغلبة للتأويل الديمقراطي للدستور
يبدو لي مما سبق أن المعنى الوجودي لما سمي بتمرد، غير متوفر، مما يجعلها مجرد هرولة سياسية سيكون مآلها الفشل، و افقاد الحركات الاحتجاجية معناها النبيل و عذريتها النضالية



#أسامة_التلفاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أسامة التلفاني - بين حركة 20 فبراير و حركة - تمرد-