المهندس ايث عبد اللطيف الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 4153 - 2013 / 7 / 14 - 15:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بلغت ميزانية العراق السنوية اكثر من 100 مليار سنويا واعتماد يكون 100% على الموارد النفطية مع تصاعد اسعار النفط وزيادة الانتاج النفطي بوتائر متصاعدة مع استمرار جولات التراخيص للشركات الاستثمارية وتوقعات بزيادة النفطي الى ( 10 عشرة ملايين برميل يوميا ) خلال الاعوام القادمة
ان زيادة الانتاج النفطي الى هذه المعدلات الكبيرة جدا ان لم يتزامن مع ستراتيجية وتخطيط اقتصادي لاستثمار الواردات النفطية سيخلق مشاكل مالية واقتصادية خطيرة وهدر للمال العام اما على الصعيد الدولي فان زيادة الانتاج ادون تنسيق مع دول الاوبك قد يسبب انخفاضا في اسعار النفط والتاثير على اقتصاديات بعض هذه الدول
كل هذه التحديات تغرض على المخطط الاستراتيجي العراقي ان ي ن يضع خطط وافكار ضمن استراتيجية اقتصادية لعدم الاعتماد على النفط او بعبارة اخرى بناء اقتصاد وطني متين لا يعتمد بصورة كبيرة على النفط لان التجارب السابقة التي مرت بالعراق قد اكدت حقيقة ان الاعتماد فقط على النفط كشف هشاشة بنية الاقتصاد الوطني وتاثره باي تغيرات تطرا على محدده الاساس ( النفط )
فعلى المخطط العراقي ان يعمل على اعتماد ستراتيجية للتنمية تتكفل بتحويل القطاع النفطي من قطاع وحيد ومصدر للعوائد المالية فقط الى قطاع منتج للثروات وقيام صناعات وتحقيق اقلاع تنموي حقيقي وتوفير العمالة والقضاء على البطالة
ان القطاع النفطي حتى غي حالة زيادة الانتاج فانه لا يوفر سوى 1 % من العمالة المتوفرة في احسن الاحوال وبالتالي فانه لن يسهم في حل مشكلة البطالة
وهناك حقيقة ان النفط ثروة ناضبة لا يمكن الاعتماد عليها بشكل دائم يضمن مستقبل الاجيال القادمة
ان البحث عن مصادر بديلة عن النفط واعتمادها كمصادر للدخل القومي وتامين الاكتفاء الذاتي اصبح امرا لا مفر منه واعتمادا على نظرية اسوا الاحتمالات في التخطيط بعيد المدى
فالعراق بلد متنوع التضاريس وفيه الخيرات الكثيرة اضافة للثروة البشرية الهائلة ويحتل موقعا متميزا في العالم والمنطقة رغم اطلالته البحرية الصغيرة على مياه الخليج العربي
فالسياحة مثلا في بلادنا المتنوعة بتضاريسها ومناظرها الجميلة والخلابة اضافة للعتبات الدينية المقدسة والمناطق الاثرية ستجذب ملايين السواح فبحيرات العراق لو تم الاهتمام بها واحيلت للاستثمار الاجنبي ستنافس المنتجعات العالمية ناهيك عن اهوار الجنوب وجبال الشمال
على الصعيد التجاري فان بناء ميناء الفاو الكبير ( الميناء الحلم ) وربطه بالقناة الجافة ( السكك الحديدية من ميناء الفاو الى تركيا ومنها الى اوربا ) سيجعل العراق مركز العالم التجاري الذي يربط شرق العالم بغربه وهنا اطرح على حكومتنا فكرة شق قناة مائية من خور عبد الله الى شط العرب لتنشيط حركة السفن التجارية وتسهيل مرورها في المياه العراقية والتخلص من المضايقات التي سيسببها ميناء مبارك ( في حال اكماله )
ان تجارة الترانسيت لوحدها بعد اكمال هذه المشاريع العملاقة ولو فرضنا دخول ( 5 ملايين شاحنة ) سنويا للعراق وبحساب ان كل شاحنة تدفع 1500 دولار اجور ترانسيت فستكون العائدات السنوية بحوالي ( سبعة مليارات ونصف مليار دولار ) وهذا الرقم يفوق العائدات السنوية لقناة السويس المصرية
اما الزراعة والثروة الحيوانية فهي ضرورية لتحقيق الامن الغذائي ووصول العراق على الاقل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الغذائية واللحوم والالبان
وبالتالي توفير مليارات الدولارات تذهب سنويا لاستيراد المحاصيل الزراعية و اللحوم
على صعيد الصناعة يعتبر العراق بلدا مستوردا لابسط المنتجات واصبح العراق سوقا مستوردا لابسط الحاجيات واسوا واردا الانواع فالبضائع الصينية والايرانية والعربية ومن النوعيات الرديئة جدا غزت الاسواق والغريب ان العراق يمتلك كل مقومات قيام صناعات وطنية فالطاقة متوفرة والاراضي ومراكز البحوث والجامعات والاموال والاهم من ذلك الثروة البشرية
ان الثروة البشرية هي اهم الثروات الوطنية لتنمية وتقدم الدول وللاسف فان عشرات فان عشرات الالاف من الكفاءات العلمية وفي كافة المجالات والاختصاصات تقدم خدماتها في دول الخليج والاتحاد الاوربي وامريكا وهم مستقرون في تلك الدول و تعرض من بقى منهم داخل العراق في سنوات الارهاب الى عمليات استهداف واغتيال منظمة واصبح الدافع اكبر لمن تبقى ةنجا بنفسه للاستقرار خارج البلاد
اما حان الوقت للتفكير بشكل جدي وعملي لعودة الكفاءات والتي بلا شك شتشكل عودتها دفعا كبيرا لعملية نهوض اقتصادي وعلمي وتكنولوجي كبيرة جدا
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟