أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي اينوما إيليش - الإسلاميون يأكلون الميتة














المزيد.....

الإسلاميون يأكلون الميتة


علي اينوما إيليش

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 17:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فشل الإسلام السياسي في العراق يختلف عن فشله في مصر، وسوء الإخوان المصريين في إدارة الحكم يختلف عن سوء حكم الدعاة العراقيين.

هكذا استطعتُ أن أقرأ واحدة من كم هائل من التصريحات والبيانات عن الاختلاف بين تجربتي الإسلام السياسي المصري والعراقي. سامي العسكري، المفصول أو المستقيل من حزب الدعوة، والمقرب جداً من نوري المالكي، يحيل أسباب الإطاحة بمرسي إلى "التجربة السيئة التي قدمها الإخوان السلفيون في إدارة الحكم". وهذا الداعية، بوصفه إسلامياً، يرى أن الإطاحة بمرسي "لا تمثل حكماً على جميع التيارات الإسلامية"، بل إنه "لا يمثل سوى فشل تجربة حكم الإخوان المسلمين في المنطقة، خاصة وإنها التجربة الأولى في تولي السلطة"، على حد قوله. ويمضي العسكري إلى القول: "إن التيار السلفي قدم نموذج سيء [كذا] في إدارة الحكم". ويمكن لصديقي سائق التاكسي أن يسأل العسكري: إذن، لماذا جعلتم التجربة العلمانية العربية في الحكم في سلة واحد، وفَرقتُم عنبكم في سلال كثيرة بحسب أذواقكم ؟

جاء حديث العسكري، وهو تصريح أدلى به لإحدى الصحف المحلية، بوصفه لغة دفاع عن فشل عمائم (المشروطة) في العراق، التي عدت ديمقراطية ما بعد 2003 استثناء، يُلجأ إليه في الوقت الحالي، في الأقل. العسكري، وغيره، هم صنيعة تجربة، كانت، وما زالت، ترفع شعار (كل وعي سياسي لا يمتد إلى الإسلام فهو سطحي).

التبرير الآخر لفشل الأخوان جاء من الشيخ محمد اليعقوبي، الذي قدّم، في بيان خاص، نصيحة للشعب المصري، فيها ما يشتهي (المكَرود) من حرص على الثورة، ومخافة من النموذج السيئ للتيار السلفي، الذي لم ينجح في إدارة دولة، على حد قوله. ودعا اليعقوبي المصريين إلى وضع برنامج يؤسس لدولة متحضرة، تحترم فيها إرادة الإنسان وكرامته، وبيّنَ أن مرسي زاد مصر تأزما "لعدم أهليته، وحزبُه انشغل بالاستبداد والاستئثار بالأمور، وقادوا عملية واسعة للسيطرة على مفاصل الدولة لينشئوا ديمقراطية مزيفة تعيدهم إلى السلطة باستمرار".

وما زال صديقي يتساءل: وأنتم يا حكام العراق الإسلاميين، كيف تعاملتم مع السلطة؟ هل وزعتم الأدوار بين الشركاء والأصدقاء بالتساوي؟ أم استأثر صاحبكم بالكرسي مثل مرسي؟

المثير في ممارسات الإسلاميين العراقيين هذا البون الشاسع بين فكرهم خارج السلطة وممارستهم لها، فهم لا يتوانون عن الدخول في نفق النفاق، حين (تثنى لهم الوسادة)، فيتبرون من فكرهم (الحر)، (المسالم)، (المتسامح)، المولود قبل السلطة، ويركنون، وهم فيها، إلى أقصى درجات التغييب والتهميش، حتى لأصدقاء الجهاد المر والمرير ؟

كانت تربط العسكري علاقة قوية مع صديق له في إيران، يقول صديقه: " كنا ضد رجال الدين، وعلى امتداد هذا الموقف، اتفقنا معاً، بعد التغيير الكبير في العراق، أن نكتب، بأسماء مستعارة، مقالات في المواقع ضد رجال الدين. ومن أهم المواضيع، هنا، أنْ لا يحق لرجل الدين أن يرشح للبرلمان، وإذا رشح عليه أن يخلع لباسه الكهنوتي، وأن نركز بأن السياسة شيء والممارسة الدينية شيء آخر"، وبعدها "تحول إلى لسان ذرب في الدفاع عن رجال الدين والمرجعية الدينية. وأتذكر أنه دخل في سجال ساخن مع عزت الشابندر على التلفاز العراقي، كان سيستانيا أكثر من السيستاني، وهو الذي كان يشاركني الساعات هجوما لاذعا على رجال الدين".

وأما اليعقوبي، الذي قال عن الإخوان إنهم انشغلوا بالاستبداد وإنشاء ديمقراطية مزيفة، هو نفسه مَن وصف، يوما ما، الديمقراطية بإنها "ليست هي القاعدة في حكم الأمة الإسلامية"، وعدها استثناء يلجأ إليه "عند وجود المانع من إجراء القاعدة، كأكل الميتة، الذي يحل عند الضرورة، وحليتُه هذه لا تعني أن حكم الميتة ذلك بالعنوان الأولي، بل بالعنوان الثانوي". وهو يعد هذا الاستثناء إدراكاً مهماً لكي لا تختلط الأمور على الأمة الإسلامية.

وصف اليعقوبي الأخير دقيق جدا وحقيقي، في الوقت نفسه، لأن العلاقة بين الديمقراطية والإسلام طارئة وهامشية، وهما لا يلتقيان. وأبسط صورة لنقطة الافتراق بينهما هي "أن فكرة الإسلام تتمثل في أن الحاكمية لله، وليس للشعب. وهذا يعني أن الشعب ليس مصدر السلطات".

هناك تناقض في خطابات الإسلام السياسي، بصورة عامة، يتمثل في تصريح العسكري وبيان اليعقوبي. وهذا التناقض يعني في علم الاجتماع أن للإنسان، عادة، عدة نفوس، لا نفساً واحدة. لذلك، قال علي الوردي عن شخصية الفرد العراقي: "من يتغير تماماً في جميع حركاته وسكناته حالما يشاهد امرأة أو زمرة من النساء على مقربة منه، [. . .] فهو ربما كان عدو المرأة إذا كان بعيداً عنها، ولكنه يصبح على مقربة منها من أكبر المدافعين عنها والداعين إلى إعطاء حقوقها كاملة غير منقوصة".

تأملوا أصدقاء الوردي، واحذروا.



#علي_اينوما_إيليش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المال التِشتري بِيه عَقِل.. ما يضيع-
- الجيش والطائفية واللا أدريين المذهبيين
- سنة السلطة وشيعتها من منظور دارويني
- فريق الخاكية الجديد
- الديمقراطية ... آلهة من تمر
- خِطابُ البُلَهاءُ
- العقول القاتلة
- العراق : أزمة فرد أم أزمة حكم ؟


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي اينوما إيليش - الإسلاميون يأكلون الميتة